جريدة الرؤية العمانية:
2025-04-23@22:27:54 GMT

كيف يصنع الشباب فرصهم في سوق محدود؟

تاريخ النشر: 20th, April 2025 GMT

كيف يصنع الشباب فرصهم في سوق محدود؟

 

 

د. قاسم بن محمد الصالحي

في الوقت الذي يزداد فيه عدد خريجي الجامعات والمعاهد في سلطنة عُمان، وتتراجع فيه الفرص الوظيفية في القطاعين العام والخاص، يواجه آلاف الشباب العُمانيين تحديًا كبيرًا: كيف يجدون موطئ قدم في سوق محدودة؟

ليس السؤال سهلًا، ولا الإجابة تقليدية.. البطالة اليوم لم تعد فقط مسألة أرقام في تقارير رسمية؛ بل أصبحت واقعًا اجتماعيًا واقتصاديًا يُلامس كل بيت تقريبًا، لكن وسط هذا التحدي، برز سؤالٌ أكثر أهمية: هل يمكن تحويل هذه المحنة إلى منحة؟ نعم، إنها ليست نهاية الطريق؛ بل قد تكون بداية مسار مختلف، أكثر وعيًا بالذات والسوق، كثير من المشاريع الناشئة اليوم في سلطنة عُمان وُلدت من رحم البطالة، ومن وقت فراغ تحوّل إلى وقت إنتاج.

. هناك فرص خارج الصندوق، لمن يجرؤ، فقد ظهرت مبادرات شبابية مميزة، من مشاريع تجارية صغيرة، إلى أعمال حرة تعتمد على المهارات الفردية، كالبرمجة، التصميم، الأعمال اليدوية، وخدمات التوصيل.

لم ينتظر أصحابها وظيفة؛ بل قرروا صناعة فرصتهم، كما قال جيم رون: "إما أن تعمل لتحقيق أحلامك، أو سيقوم شخص آخر بتوظيفك لتحقيق أحلامه"، البطالة ليست عارًا؛ بل ظرفًا.. يقول توماس أديسون: "أنا لم أفشل؛ بل وجدت 10000 طريقة لا تعمل"، كل محاولة غير ناجحة تقرّبك من الطريق الصحيح.

إن الدورات التدريبية المجانية أو منخفضة التكلفة، التعلم الذاتي، وحتى العمل التطوعي، كلها وسائل ترفع من الكفاءة وتزيد من فرص التوظيف أو تأسيس المشروع الخاص.. ما الذي تجيده؟، ما الذي تحبّه؟، من يملك إجابة واضحة يستطيع توجيه مساره بوعي، بدلًا من الانتظار العشوائي.

لقد أطلقت سلطنة عُمان عدة برامج لدعم ريادة الأعمال وتمكين الشباب، مثل "صندوق تنمية المؤسسات الصغيرة والمتوسطة"، و"ريادة"، وغيرها.. هذه ليست مجرد شعارات؛ بل أدوات حقيقية لمن يملك الجرأة على البدء، والتحدي لا يُواجهه الفرد وحده؛ بل، الأسرة، المجتمع، والإعلام لهم دور كبير في تغيير نظرة المجتمع للباحث عن عمل، من "عاطل" إلى "مستعد"، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "احرص على ما ينفعك، واستعن بالله ولا تعجز".

وفي الختام.. إنَّ أزمة الباحثين عن عمل في سلطنة عُمان- كما في غيرها- تتطلب حلولًا مُركَّبة، تبدأ من السياسات وتنتهي بروح المبادرة الفردية، لكن الطريق ليس مسدودًا؛ فالكثير من الشباب العُمانيين أثبتوا أنَّ سوقًا محدودة لا تعني أملًا معدومًا، وأن من يمتلك الإرادة يمكنه أن يصنع طريقه، حتى في غياب الطرق المعبدة، فالمحنة منحة... لمن يقرأها جيدًا.

المصدر: جريدة الرؤية العمانية

إقرأ أيضاً:

"مدائن" تحتفي بـ"|يوم الإبداع والابتكار العالمي" بفعالية "إبداعك يصنع الفرق"

 

مسقط- الرؤية

نظمّت المؤسسة العامة للمناطق الصناعية "مدائن" فعالية بعنوان "إبداعك يصنع الفرق" احتفاءً بيوم الإبداع والابتكار العالمي, والذي اعتمدته الأمم المتحدة لنشر ثقافة الإبداع والابتكار وتشجيع الأفكار والحلول الابتكارية في مختلف القطاعات، وذلك ضمن جهود مدائن المستمرة لتعزيز وتمكين التميز وترسيخ ثقافة الابتكار المؤسسي.

تضمنت الفعالية عرض ورقتي عمل، تناولت الأولى "دور أكاديمية الابتكار الصناعي في خدمة القطاع الصناعي"، قدّمها المهندس يحيى بن أحمد الخروصي, مدير دائرة المحتوى المحلي وتطوير الفرص الاستثمارية بأكاديمية الابتكار الصناعي، فيما ركزت الثانية على "تعزيز ثقافة الابتكار المؤسسي في الجهات الحكومية"، قدّمتها أمل بنت حبيب الوهيبية من وحدة متابعة تنفيذ رؤية عمان 2040.

كما شهدت الفعالية جلسة حوارية بعنوان "الابتكار في مدائن – فرص وتحديات" ضمّت عدد من مدراء العموم والمسؤولون في مدائن والتي ركزت على عدد من المحاور التي تعكس أهداف رؤية عُمان 2040 فيما يخص الابتكار المؤسسي. أدارت الجلسة الحوارية دعاء العميرية من دائرة التميز والتحول المؤسسي بمدائن، كما شارك في الجلسة صلاح العلوي، مدير عام مدينة عبري الصناعية, والمهندس علي المعشني، مدير عام مدينة الوادي الكبير الصناعية، وزهير الزدجالي، مدير عام المديرية العامة للشؤون الإدارية والموارد البشرية بمدائن، وأحمد الهنائي، مدير مكتب متابعة رؤية عمان 2040 بمدائن. حيث سلطت الجلسة الضوء على موقع الابتكار الصناعي في سلطنة عُمان اليوم مقارنةً بالمستوى العالمي، والرؤية المستقبلية للابتكار الصناعي في السلطنة والقطاعات التي تمثل فرصاً استراتيجية لتعزيز التنافسية من خلال الابتكار، ودور المناطق الاقتصادية في السلطنة في تحفيز الابتكار في البيئة الاستثمارية، وأبرز التحديات التي تواجه المناطق الاقتصادية في دعم منظومة الابتكار والحلول المقترحة لضمان استدامة التنمية الصناعية الذكية في السلطنة، بالإضافة إلى تسليط الضوء على المبادرات والبرامج التي أطلقتها مدائن لتعزيز ثقافة الابتكار داخلياً، وخطط المؤسسة لمواصلة دعم مسار الابتكار ضمن خططها الاستراتيجية في ظل المتغيرات السريعة عالمياً، كما تم مناقشة مفاهيم الإبداع والابتكار ضمن محاور رؤية عمان 2040 والدور الذي تضطلع به مدائن في تنفيذ المبادرات ذات العلاقة بهذا التوجه الوطني.

 

مقالات مشابهة

  • فيتش: تداعيات الرسوم الجمركية محدود على بنوك الأسواق الناشئة في أوروبا والشرق الأوسط
  • خبير لـ"اليوم": هزة الخليج طبيعية والنشاط الزلزالي في المنطقة محدود ولا يدعو للقلق
  • سمير عمر: مراسل واحد قد يصنع تغطية إقليمية ناجحة
  • بطالة شباب غزة – جيل عالق بين الحصار والأمل
  • سلطنة عُمان تختتم مشاركتها في منتدى الشباب الدولي بالأمم المتحدة
  • سلطنة عمان تستنكر الهجوم الذي استهدف سُياحًا بالهند
  • عمر مرموش يصنع هدف مانشستر سيتي أمام أستون فيلا.. فيديو
  • الجماز يوجه رسالة لفهد بن نافل: ضاع الدوري وآسيا في الطريق !
  • "مدائن" تحتفي بـ"|يوم الإبداع والابتكار العالمي" بفعالية "إبداعك يصنع الفرق"
  • معدل البطالة في الاتحاد الأوروبي يسجل أدنى مستوى له منذ بداية الألفية