يمانيون ـ عبدالقوي السباعي

هُنا صنعاء.. من الميدانِ إلى الميدان، من صواريخ “ذي الفقار وفلسطين2″، إلى هدير الجماهير في كُـلّ الساحات وميدان السبعين، ومن دماء الشهداء في غزة وفلسطين، إلى أعمدة الدخان في البحرَينِ الأحمر والعربي.

أطلّ علينا، أمس الجمعةُ، لا من زاوية خبرٍ عاجل، بل من قلب معادلةٍ كُتبت بدموع الأُمهات ودماء الأطفال وصبر الشعوب وإرادَة المجاهدين.

تحدث اليمن بلغة النار، وأجاب على الإبادة بلغة الردع؛ مِن أجلِ غزة، ومن أجل كرامة الأُمَّــة، فاستعد الجميع لسماع الحقيقة، كما كُتبت في دفاتر النيران، وارتفعت في رايات الملايين.

في مشهدٍ تتقاطع فيه المعادلاتُ العسكرية بالرسائل السياسية، أطلّ الناطق باسم القوات المسلحة اليمنية العميد “سريع” من ميدان السبعين، لا ليُخبر عن عمليةٍ اعتيادية، بل ليكتب فصلًا جديدًا من المواجهة المفتوحة، والتي اتخذت من غزة بُوصلتَها، ومن دماء شهدائها وقودَها.

بصاروخٍ باليستيّ من نوع “ذي الفقار”، امتدت يد اليمن الطولى إلى محيط مطار “بن غوريون” في “يافا” المحتلّة، لتثبت أن خارطة الاشتباك لم تعد محصورة بالحدود الجغرافية، بل باتت خارطة عقيدةٍ وموقف؛ إذ لم تكن الضربة مُجَـرّد ردّ، بل إعلانٌ أكيدٌ أن صنعاء داخل معركة غزة بصفتها طرفًا فاعلًا، لا داعمًا من بعيدٍ فحسب.

الأكثر رمزية في البيان، لم يكن في اسم الصاروخ (السيف الحيدري)، ولا في موقع الضربة (الباب الخيبري)، بل في تزامنها مع عمليةٍ مزدوجة استهدفت حاملتَي الطائرات الأمريكيتَين “ترومان” و”فينسون”، في البحرَين الأحمر والعربي.

في توقيتٍ مدروس، وبسلاحٍ متنوع من الصواريخ المجنحة والطائرات المسيّرة، أرادت قواتنا المسلحة أن تضع المعادلة على الطاولة: من يهاجم صنعاء سيدفع الثمن، ومن يصعّد سيدفع أكثر.

وعلى الأرض اليمنية أَيْـضًا، كانت الدفاعات الجوية تُسقِطُ طائرةً أمريكيةً من “طراز MQ-9″، هي الخامسة خلال ثلاثة أسابيع فقط.

وفي كُـلّ مرة تُسقط فيها دفاعاتنا الجوية هذا النوع من الطائرات المتطورة، توصل رسالة مزدوجة: “سيادتنا خط أحمر، والتفوق الأمريكي ليس قدريًّا”.

يتجاوز بيانُ الجمعة، في مضمونه مُجَـرّدَ كونه عرضَ عمليات عسكرية، إنه إعلان استراتيجي واضح: “اليمن في قلب معركة طوفان الأقصى، والعدوان على اليمن لن يمر دون رد”.

أما الرسائل الأعمق، فموجهة إلى عواصم العدُوَّين الأمريكي والصهيوني معًا، للصهاينة: “لا تحلموا بهدوءٍ خلف خطوط ما قبل غزة؛ فكل نقطة احتلال تحت مرمى النار”، وللأمريكيين: “لا تجرَّبوا ما جُرِّبَ سابقًا؛ فالحاملاتُ التي هربت، لن تكونَ أفضلَ حالًا من تلك التي جاءت”.

المرحلةُ الخامسة من معركة “الفتح الموعود والجهاد المقدَّس”، هي عنوانُ المرحلة المقبلة، وهي ليست فقط مرحلة عسكرية، بل نفسية، تهدفُ أن تُحدِثَ أثرًا في الوعي الجمعي العربي والإسلامي، أن ثمة مَن قرّر ألا يتراجَعَ، وأن حسابات الردع لم تعد حكرًا على قوى التحالف الغربي.

رسائلُ متعددة من ميدان السبعين إلى مرافئ البحر الأحمر، من صعدة إلى يافا، ومن صنعاء إلى قلب غزة.. هُنا أُمَّـة لا تستسلم.. هُنا إرادَة لا تنكسر، وجراحٌ لا تبكي.. بل تُقاتِل.

لقد حَسِبَ العدوّ أنه يحاصرُ غزة؛ فإذا به يُحاصَر أمام الشعوب، لقد ظن أن اليمن سيتراجع، فإذا باليمن يتقدّم إلى الأمام بخطواتٍ مهما كان الثمن، ويخطُّ بدمه ودموعه، خارطةَ شرفٍ لا تنحني.

في معادلةٍ مفادُها: مَن كان مع فلسطين حقًا.. فليكن كاليمن؛ في الميدان، في البيان، في السماء، وفي الشارع، “ثابتون مع غزة”.. ليست شعارًا نردّده، بل عهدٌ نَفِيَ به، ومعركة ننتصر فيها، بإذن الله.. والله أكبر.. والنصر لليمن وفلسطين، والعارُ لكل الخونة والمتواطئين.

المصدر: يمانيون

إقرأ أيضاً:

تقرير صيني يكشف الأمر الذي يُرعب أمريكا إن فكرت بحرب برية في اليمن

قوات أمريكية في جيبوتي (منصات تواصل)

في تقرير ناري يكشف جوانب خفية من الاستراتيجية العسكرية الأمريكية في الشرق الأوسط، سلّط موقع "سوهو" الصيني الضوء على امتناع الولايات المتحدة عن إرسال قواتها البرية إلى اليمن، رغم تصاعد الصراع وتورّطها العسكري الجوي في المنطقة، مرجّحًا أن الخوف من الخسائر الفادحة في مواجهة قوات صنعاء كان وراء هذا القرار.

بحسب التقرير، فإن الحملة الجوية التي أطلقتها واشنطن على مدى أكثر من شهر، والتي كلفت مليارات الدولارات، لم تحقق أهدافًا عسكرية مؤثرة على أرض الواقع. وعلى الرغم من مئات الضربات الصاروخية، لم تتمكن القوات الأمريكية من تقويض القدرات القتالية لقوات صنعاء، التي لا تزال متماسكة ميدانيًا، وتُظهر تفوقًا ملحوظًا في حرب التضاريس والمعارك البرية.

اقرأ أيضاً ضوء أخضر لإسقاط مأرب.. السعودية تسدل الستار على آخر قلاع "الإصلاح" شمال اليمن 22 أبريل، 2025 قلبك في خطر وأنت لا تدري.. مفاجأة مدوية عن متى ولماذا تضرب النوبة القلبية 22 أبريل، 2025

ووفقًا للموقع الصيني، فإن واشنطن اعتمدت على وكلائها الإقليميين بدلاً من الزج بقواتها النظامية، في إشارة إلى السعودية، وحكومة العليمي في عدن، وبعض الميليشيات المحلية، كأذرع ميدانية لتحقيق أهدافها في اليمن.

إلا أن التقرير اعتبر هذه الاستراتيجية علامة على ضعف ثقة واشنطن بقدرة حلفائها على الحسم العسكري، بل وربما اعترافًا ضمنيًا بعدم استعدادها لخوض حرب مباشرة أمام خصم يتمتع بمرونة قتالية عالية وخبرة ميدانية تراكمت على مدى سنوات من المواجهة.

المثير في التقرير، أن مصادره وصفت اعتماد واشنطن على ميليشيات محلية ومرتزقة بـ"الرهان الخاسر"، معتبرة أن الميليشيات ضعيفة الانضباط لا يمكنها ملء فراغ الجيوش النظامية، خاصة في معركة معقدة ومتعددة الأبعاد مثل الحرب اليمنية، التي تحولت في نظر كثيرين إلى نقطة تحول في ميزان الهيمنة الأمريكية في المنطقة.

التقرير الصيني لم يكتفِ برصد الأحداث، بل خلُص إلى استنتاج لافت: أن اليمن باتت مؤشرًا واضحًا على انحدار الدور الأمريكي من قائد عسكري مباشر إلى مجرد "مموّل ومدير حرب من خلف الستار"، في مشهد يعكس تحولات عميقة في خريطة النفوذ العالمي وفعالية الردع الأمريكي.

المراقبون يتفقون على أن الأيام القادمة ستجيب عن هذا السؤال، ولكن المؤكد أن صنعاء لم تعد تُقاتل من أجل البقاء فحسب، بل تُقاتل من موقع الندّية... وربما أكثر.

مقالات مشابهة

  • غارات أميركية تستهدف صنعاء ومناطق أخرى في اليمن
  • اليمن.. تجدد الغارات الأمريكية على صنعاء وعمران ومأرب
  • في ظلال المشروع القرآني: رسائل السيد القائد.. خارطة الانتصار على خُطى معركة “الفتح الموعود والجهاد المقدّس”
  • اليمن في قلب معركة التحرر: قرار الرد العسكري في مواجهة العدوان الأمريكي الصهيوني
  • اليمن.. 13 غارة أمريكية على صنعاء ومأرب
  • مسؤول بالبنتاغون: ندرس تقارير عن خسائر مدنية في اليمن
  • صفقة البحر الأحمر.. السفير الأمريكي يفجّر مفاجأة بشأن التسوية الشاملة في اليمن
  • ذهب اليمن يشتعل: فجوة أسعار ضخمة بين صنعاء وعدن اليوم.. وقت البيع أم الشراء؟
  • لا امطار متوقعة على صنعاء.. متغيرات الأحوال الجوية في اليمن 
  • تقرير صيني يكشف الأمر الذي يُرعب أمريكا إن فكرت بحرب برية في اليمن