المناطق_واس

أكدت هيئة المساحة الجيولوجية السعودية، أن الكهوف والمعالم الجيولوجية المنتشرة في مختلف مناطق المملكة العربية السعودية تعد كنوزًا طبيعية نادرة؛ وتشكّل ركيزة أساسية لدعم البحث العلمي، وتعزيز السياحة البيئية المستدامة؛ والتي يتم التركيز على استغلالها في الوقت الحالي، وتقدر بأكثر من 150 كهفًا، لما تحمله من قيمة علمية استثنائية، حيث تُعد البعض منها سجلات طبيعية موثقة لتاريخ الأرض وتحولاتها الجيولوجية والمناخية عبر العصور.

وفي إطار الإستراتيجية الوطنية، تبذل الهيئة ممثلة في إدارة السياحة الجيولوجية، جهودًا حثيثة لاكتشاف ودراسة هذه المواقع.

أخبار قد تهمك وزارة السياحة تُسجل نموًا بنسبة 32٪ في أعداد تراخيص خدمات السفر والسياحة بمختلف مناطق المملكة 20 أبريل 2025 - 3:13 مساءً المملكة تحقق تقدمًا في مؤشر الملكية الفكرية الدولي 2025 20 أبريل 2025 - 12:31 مساءً

وتكشف هذه الدراسات، شواهد علمية دقيقة تعكس التحولات البيئية التي مرت بها المنطقة على مدى آلاف السنين، إلى جانب بقايا نباتية وحيوانية نادرة، بعضها اندثر نتيجة التغيرات الطبيعية.

وأوضح المتحدث الرسمي باسم الهيئة طارق بن علي أبا الخيل؛ في تصريح لوكالة الأنباء السعودية “واس” أن الهيئة تتيح المجال للباحثين والمختصين في مجالات علوم الأرض، والآثار، وعلوم الأحياء القديمة؛ للاستفادة من هذه الكهوف والمواقع وإجراء دراسات معمّقة؛ ضمن توجه علمي منظم؛ لافتًا إلى التزام الهيئة بدورها المرجعي في تقديم بيانات جيولوجية دقيقة، وبناء شراكات فعالة مع المؤسسات الأكاديمية والبحثية؛ بهدف ترسيخ قاعدة معرفية متينة ورفع الوعي المجتمعي بأهمية هذه الثروات الطبيعية.

وبين أن الهيئة مستمرة في دعم مشاريع الاستكشاف وتوفير المعلومات العلمية الدقيقة للجهات ذات العلاقة، إيمانًا منها بدور هذه الموارد في تعزيز المكانة العلمية والسياحية للمملكة على المستويين الإقليمي والدولي.

وأشار إلى أن الهيئة اكتشفت بالفعل مئات الكهوف المنتشرة في أرجاء المملكة، ويتم حاليًا التركيز على استثمار تلك التي تمتلك مقومات واعدة من الناحية العلمية أو الاقتصادية، بما يضمن تحقيق أقصى فائدة ممكنة منها.

من جانبه وصف خبير الكهوف الجيولوجية المهندس محمود بن أحمد الشنطي؛ التنوع الجيولوجي للكهوف في المملكة بأنه استثنائي وفريد؛ حيث تشمل كهوفًا كلسية تشكّلت في بيئات بحرية قديمة، وأخرى بازلتية في نطاق الحرات البركانية، إلى جانب كهوف الحجر الرملي المنتشرة في مناطق متعددة من البلاد.

يذكر أن فريق متخصص من هيئة المساحة الجيولوجية السعودية تمكن من اكتشاف عدد كبير من الكهوف، ولا تزال أعمال الاستكشاف مستمرة بوتيرة متسارعة؛ فيما تشير المؤشرات الأولية إلى وجود كهوف تتجاوز طولها أربعة كيلومترات تحت سطح الأرض، ومن المنتظر الإعلان عن تفاصيلها لاحقًا ضمن سلسلة من الاكتشافات العلمية التي تعمل الهيئة على توثيقها ومشاركتها مع الجمهور.

المصدر: صحيفة المناطق السعودية

كلمات دلالية: المساحة الجيولوجية المملكة

إقرأ أيضاً:

“الأطوم” رمز بيئي تحتضنه المملكة بحماية صارمة ومبادرات وطنية

يواصل الأطوم المعروف علميًا باسم Dugong dugon، حضوره كأحد رموز التنوع البيولوجي في المملكة، ومؤشر بيئي حساس يعكس صحة النظم البحرية واستقرارها, حيث يسبح في أعماق المياه الساحلية الدافئة للمملكة وارتبط وجوده في المخيلة الشعبية بالأساطير البحرية، والحقيقة البيئية، فجمع بين دهشة الحكاية وأهمية العلم.
وخلال أسبوع البيئة 2025، تصدرت جهود حماية الأطوم مشهد الفعاليات الوطنية، بوصفه كائنًا مهددًا بالانقراض تتقاطع حوله مسؤوليات الباحثين والمهتمين وصنّاع القرار البيئي وتقوم المملكة ممثلة بالمركز الوطني لتنمية الحياة الفطرية على تنفيذ برامج نوعية لحماية هذا الكائن من خطر التلاشي، من خلال مشاريع تتبع بالأقمار الصناعية ودراسات علمية ترصد توزيعه في المياه الإقليمية السعودية، إلى جانب خطط وطنية لإدارة موائله الطبيعية وتأهيلها بما يضمن استدامة بيئته البحرية وتوفير الظروف الملائمة لتكاثره واستمراره ضمن المنظومة البيئية.
ويمتلك الأطوم جسمًا أسطوانيًا يصل طوله إلى ثلاثة أمتار ويزن ما بين 300 إلى 500 كيلوجرام، ويتميز بجلده السميك وذيله المشابه لذيل الحوت، ويعيش هذا الكائن في مجموعات صغيرة، متنقلًا بين مناطق الأعشاب البحرية التي تشكل مصدره الغذائي الرئيسي، ويستهلك يوميًا ما يصل إلى أربعين كيلوجرامًا منها مما يجعله لاعبًا أساسيًا في الحفاظ على صحة المراعي البحرية التي تعتمد عليها أنواع بحرية أخرى مثل السلاحف البحرية والقشريات.
“الأطوم” بطبيعته شديد الحساسية للتغيرات البيئية، وأدى تدهور موائله الطبيعية والتلوث البحري واصطدامه بالقوارب والصيد العرضي إلى تناقص أعداده في العديد من مناطق العالم حتى انقرض وظيفيًا في بعض البيئات، الأمر الذي يُحتم مضاعفة الجهود الوطنية والدولية لصون هذا الكائن وضمان استمراريته كجزء أصيل من التنوع البيئي البحري.
وتمثل مياه المملكة بيئة حاضنة لهذا الكائن، وتحتضن مياه الخليج العربي ثاني أكبر قطيع في العالم من الأطوم التي تتراوح أعدادها من ٦٠٠٠ إلى ٧٠٠٠ كائن، وتتوفّر لها مراعٍ بحرية غنية، وتوفر شروط الاستقرار النسبي الذي يحتاجه في تنقله الموسمي.
ورغم كل هذه المقومات، تبقى معدلات تكاثر الأطوم منخفضة للغاية، إذ لا تنجب الأنثى سوى عجل واحد بعد فترة حمل تتجاوز ثلاثة عشر شهرًا ويحتاج الصغير إلى رعاية تمتد حتى ثمانية عشر شهرًا، بينما لا يتم التزاوج إلا مرة واحدة كل ثلاث إلى سبع سنوات ما يجعل نمو أعداده بطيئًا ولا يتجاوز خمسة بالمئة سنويًا حتى في أفضل الظروف.
ويعود اهتمام المملكة بحماية الأطوم إلى عقود من العمل المؤسسي المتواصل، انطلق من الهيئة الوطنية لحماية الحياة الفطرية وإنمائها، واستمر اليوم عبر المركز الوطني لتنمية الحياة الفطرية، الذي يتولى قيادة جهود متكاملة في هذا الإطار، شملت برامج التوعية المجتمعية والرصد البيئي، وسن التشريعات الصارمة ومنها تغليظ عقوبة صيد الأطوم لتصل إلى مليون ريال.
وحرصت المملكة على تعزيز تعاونها الدولي في هذا المجال، إذ وقّعت في عام 2013 اتفاقية لحماية هذا النوع وموائله الطبيعية وشاركت بفاعلية في المبادرات البيئية العالمية، من بينها مبادرة “عام أطوم المحيط الهادئ” التي أطلقها الاتحاد الدولي لحماية الطبيعة عام 2011.
وخلال أسبوع البيئة، استعرض المركز الوطني لتنمية الحياة الفطرية أحدث دراساته حول الأطوم، وقدم برامج توعية تثقيفية للزوار والطلاب والمهتمين ركزت على أهمية هذا الكائن في التوازن البيئي وضرورة الحفاظ على موائله، وعرضت تقنيات التتبع الحديثة التي تُستخدم في رصده وفهم تحركاته.
ويأتي ذلك في إطار التزام المركز بتفعيل دوره الوطني في نشر الوعي البيئي وتعزيز ثقافة الحفاظ على الحياة الفطرية، من خلال فعاليات تسلط الضوء على الكائنات النادرة والتنوع الحيوي الذي تزخر به المملكة.
والأطوم ليس مجرد مخلوق بحري نادر، بل هو مرآة تعكس وعينا البيئي وشاهد حي على التوازن الذي نحتاجه جميعًا في علاقتنا مع الطبيعة، واستمرار بقائه لا يُعد إنجازًا علميًا فحسب، بل قصة التزام طويل الأمد تُثبت فيها المملكة يومًا بعد آخر أن حماية الحياة الفطرية ليست خيارًا بل واجب وطني، ورسالة بيئية سامية تتجدد في كل موجة وكل نسمة بحر وكل نبضة حياة.

مقالات مشابهة

  • “اغاثي الملك سلمان” يسلّم 25 طنًا من التمور هدية المملكة لزنجبار
  • سفير السعودية يرفع علم المملكة في الخرطوم بعد عامين من الحرب ويعلن تعهدات “فيديو”
  • مهندس جيولوجي: عدد الكهوف في المملكة هائل ونسعي لاستكشاف المزيد منها ..فيديو
  • المساحة الجيولوجية السعودية ترصد هزة أرضية في الخليج العربي بقوة 4.36 درجات
  • أمير المدينة المنورة يرعى افتتاح ندوة “جهود المملكة العربية السعودية في صيانة جناب التوحيد والتحذير من الشرك”
  • عاجل دون تأثير داخل المملكة.. هزة أرضية شرق الجبيل بقوة 4.36 درجة
  • عالم فيزياء يحذر من سياسات ترامب تجاه البحث العلمي: طر على العالم
  • “الشؤون الإسلامية” تطلق الدورة العلمية لتأهيل الدعاة والأئمة والخطباء وطلبة العلم في ماليزيا
  • انطلاق أعمال مؤتمر “الابتكار الدوائي” بالرياض
  • “الأطوم” رمز بيئي تحتضنه المملكة بحماية صارمة ومبادرات وطنية