أنشطة جمعت بين الفنون والحرف والتاريخ… في اختتام فعالية “إلى ما ننتمي” بحلب
تاريخ النشر: 20th, April 2025 GMT
حلب-سانا
اختتمت اليوم في خان خاير بيك الأثري بحلب الفعالية الثقافية “إلى ما ننتمي”، التي نظمها فريق سند الشباب التطوعي بدعم من منظمة اليونيسف ومشروع باي ديفولت، وتعد الفعالية النسخة الأولى من سلسلة أنشطة متنوعة تجمع بين الفنون والحرف والتاريخ، وتهدف إلى الاحتفاء بالتراث المادي واللامادي للمدينة.
ميار بدوي أحد منظمي الفعالية بين في تصريح لمراسلة سانا أن الفعالية هدفت بشكل أساسي إلى تسليط الضوء على قيمة تراث حلب وإبراز امتداده التاريخي، بما يعزز شعور الانتماء للمدينة العريقة لدى أبنائها.
وشملت الفعالية مجموعة من الأقسام والأنشطة، حيث استعرض قسم الأرشيف التاريخي؛ تاريخ حلب الغني عبر وثائق وصور نادرة، إضافة إلى عقد جلسات حوارية استضافت شخصيات ثقافية لمناقشة سبل الحفاظ على التراث، فيما تضمن المعرض الفني أعمالاً مستوحاة من التراث الحلبي.
وقالت الفنانة راما كور التي شاركت في لوحات تجسد صناعة السجاد والنسيج الحلبي كرمز للذاكرة الجماعية: “هذه القطع ليست مجرد تراث مادي، بل هي ذاكرة حية تعكس لمّة العائلة ولحظات الأمان حول مائدة الطعام”، وأضافت: “حلب مدينة عريقة، ونحن ندمج قديمها بحديثها لنبني مستقبلاً يحافظ على هويتها”.
وقدمت نور العيد إحدى المشاركات في قسم “الدكاكين التراثية” شموعاً تجمع بين الأشكال التراثية والروائح العصرية، وأوضحت أن العمل في هذا المكان التاريخي إلى جانب الحرفيين منحها إحساساً بالراحة والتواصل مع جذور تاريخ البلاد.
ولم تغفل الفعالية الجانب السينمائي، حيث سلطت عروض الأفلام الضوء على قصص من المجتمع الحلبي، بينما أحيت الحفلات الموسيقية الموروث الموسيقي للمدينة.
واهتم المنظمون بجذب الأجيال الصغيرة عبر أنشطة تفاعلية للأطفال ركزت على تعليمهم قيمة التراث من خلال الألعاب والفنون، كما ناقش قسم التراث الأخضر الجوانب البيئية في تاريخ حلب.
يُذكر أن خان خاير بيك الذي يقع بجانب خان الوزير يمثل نموذجاً لجهود ترميم المباني التاريخية في حلب، حيث حافظ على هويته الثقافية مع انفتاحه على أنشطة معاصرة.
تابعوا أخبار سانا علىالمصدر: الوكالة العربية السورية للأنباء
إقرأ أيضاً:
“وما أدراك ما صيدنايا”… فيلم يوثّق أقسى فصول الذاكرة السورية
دمشق-سانا
على خشبة مسرح دار الأوبرا بدمشق، لم يكن عرض فيلم “وما أدراك ما صيدنايا” مجرد عرض سينمائي عادي، بل كان بمثابة شهادة بصرية مؤلمة على فصل شديد القسوة من التاريخ السوري المعاصر.
الفيلم، الذي أخرجه السينمائي السوري عبده مدخنة، وأنتجته قناة الجزيرة، يعيد فتح واحد من أكثر الملفات وجعاً في الذاكرة السورية، وهو ملف الاعتقال في سجن صيدنايا.
صُوَّر الفيلم داخل سجن صيدنايا سيئ الصيت على مدى سبعة أيام، ليقدّم تجربة بصرية وإنسانية تتجاوز حدود العمل السينمائي، ليكون بمثابة وثيقة للعدالة، كما وصفه مخرجه، يمكن أن تُستخدم لاحقاً في محاكمات دولية أو مراجعات قانونية بحق من ارتكبوا انتهاكات بحق المعتقلين.
رمزية ارتباط مشهد “التحريرين”يرى المخرج عبده مدخنة أن لحظة عرض الفيلم ليست مجرد استذكار لمرحلة، بل استعادة لصوت المعتقلين الذين حاول النظام إسكاتهم لسنوات، حيث قال: “في 8/12، كان الناس في دمشق يعيشون حدثين مترابطين بشكل دراماتيكي، تحرير مدينة دمشق، وتحرير المعتقلين من سجن صيدنايا، بالنسبة لي، كانت هذه اللحظة تختصر وحشية النظام”.
ويضيف المخرج: “قضية المعتقلين لم تكن فقط قضية حقوق، بل كانت جريمة ضد الإنسانية، حيث إن ربع الشعب السوري مرّ بتجربة الاعتقال بطريقة أو بأخرى”.
شهادات من قلب سجن صيدنايايكشف الفيلم، من خلال شهادات ولقطات تصوير دقيقة، عن تفاصيل صادمة داخل السجن، منها اكتشاف غرفة الإعدام، التي وصفها المخرج بأنها واحدة من أصعب اللحظات التي مرّ بها أثناء التصوير، رغم معرفته بقضايا الاعتقال وفظاعته، والتي تناولها في أعمال سابقة.
لمحة عن “وما أدراك ما صيدنايا”يستعرض الفيلم الخلفية التاريخية لهذا السجن الذي افتتح أواخر الثمانينيات كمركز احتجاز عسكري، لكنه سرعان ما تحوّل إلى رمز للقمع والتعذيب، وخلال هذه الفترة استخدم لقمع المعارضين السياسيين والعسكريين، إلا أن تحوّله الجذري حدث مع بداية الثورة السورية، حيث بات مركزاً للإعدامات الجماعية والعنف الممنهج.
يكشف الفيلم من خلال شهادات معتقلين سابقين عن تصميم السجن المعقّد، من الزنازين الضيقة، وغرف الإعدام، كما يعرض تفاصيل يومية لروتين التعذيب القاسي، من الضرب والصعق الكهربائي إلى التجويع والتعذيب النفسي الوحشي.
وتُوثق مشاهد الفيلم كيف أصبحت الإعدامات الجماعية جزءاً من عمل السجن، حيث كانت الجثث تُنقل إلى مستشفيات ومقابر جماعية دون أي إجراءات قانونية، كما يكشف عن أدلة صادمة لوجود نساء وأطفال بين الضحايا، رغم إنكار النظام البائد وجود معتقلات رسمياً.
ويُبرز الوثائقي الدور المركزي للنظام البائد في إدارة هذا “المسلخ البشري”، حيث كانت الأوامر تأتي من مستويات أمنية عليا، ليختتم بدعوة لتحويل السجن إلى متحف للذاكرة، في محاولة لإبقاء الجريمة حاضرة في الوعي كي لا تتكرر.
عن المخرج عبده مدخنةيُذكر أن المخرج عبده مدخنة حاصل على جائزة “الدلفين الفضي” من مهرجان “كان” عن فيلمه “صراع البقاء” (2020)، ويعرف عنه التزامه بتوثيق قضايا الاعتقال في سوريا، عبر أسلوب يجمع بين الواقعية والإنسانية.
تابعوا أخبار سانا على