شهد المغرب خلال شهري فبراير/شباط ومارس/آذار الماضيين موجة أمطار غزيرة غير معتادة، اعتُبرت الأكبر منذ بداية الجفاف الحاد الذي بدأ عام 2018، وعلى الرغم من أن هذه الأمطار جلبت ارتياحا للبلاد، فإنها لا تمثل حلا طويل الأمد لمشكلات المياه المزمنة التي تواجهها المملكة، وفق معهد الشرق الأوسط.

ومنذ أواخر فبراير/شباط الماضي، سجّل المغرب 43.

5 ملم من الأمطار، مقارنة بـ18 ملم فقط في نفس الفترة من العام الماضي، أي ما يفوق 130% من المتوسط السنوي المعتاد لتلك الفترة.

وشملت هذه التساقطات أمطارا غزيرة وثلوجا في المناطق الجبلية، ما ساهم في ارتفاع منسوب المياه المتدفقة إلى السدود الرئيسية في البلاد، وفق وسائل إعلام محلية.

ورغم هذه الزيادة، ظل معدل ملء السدود منخفضا، إذ لم يتجاوز نحو 38% من إجمالي طاقتها الاستيعابية بحلول 27 مارس/آذار.

لكن سُجلت تفاوتات كبيرة بين المناطق، إذ تجاوزت بعض السدود في الشمال 50% من طاقتها، بينما لم تتعدّ نسب الامتلاء في بعض أحواض الجنوب 20%، بل وصلت إلى 10% في بعض الحالات.

بين الانتعاش والهشاشة

وتعد هذه الأمطار مصدر ارتياح مؤقت للمزارعين بعد سنوات من المحاصيل المتدنية ونفوق أعداد كبيرة من المواشي نتيجة الجفاف، بحسب معهد الشرق الأوسط.

إعلان

ومع تحسن إمدادات المياه، من المتوقع أن ينمو الناتج المحلي الزراعي بنسبة 4.5% في العام الجاري مما سيساهم في رفع النمو الاقتصادي الإجمالي إلى 3.6%، وفق التقديرات الرسمية.

بَيد أن هذه المكاسب تظل هشة وغير متوازنة، بحسب ما يقوله معهد الشرق الأوسط، فالمغرب يعتمد بدرجة كبيرة على الزراعة، التي تشكل نحو سدس الناتج المحلي الإجمالي، رغم أن 20% فقط من أراضيه الزراعية مروية.

ويشرح معهد الشرق الأوسط أن هذا الاعتماد يجعل الاقتصاد عرضة لأي تقلب في هطول الأمطار، وهو ما تجلى في انكماش بنحو 7% في الناتج المحلي الإجمالي خلال فترات الجفاف الأخيرة.

الأمطار تواصلت لأيام في العاصمة الرباط وضواحيها في فبراير/شباط (الجزيرة) تهديد الأمن الغذائي

ويتابع أنه رغم تحسن الوضع المائي، لا تزال مؤشرات الأمن الغذائي مقلقة. فقد أدى تدهور محصول القمح في السنوات الماضية إلى مواصلة الحكومة دعم واردات القمح عبر برنامج دعم ممدد حتى نهاية عام 2025.

ويتوقع خبراء المناخ المحليون أن تتواصل التساقطات خلال فصل الربيع مع احتمال انتقال ظاهرة "إل نينيو" المناخية -التي ترتبط بجفاف المغرب- إلى نمط "لا نينيا"، المعروف ببرودته وترافقه عادة بتساقطات أغزر.

لكنهم حذروا من صعوبة التعويل على الأمطار الموسمية كحل دائم، باعتبار أن المغرب يعد بلدا شبه صحراوي.

وشددوا على أنه مع استمرار التغير المناخي، فإن المغرب أمام مفترق طرق: إما التفاعل مع الظواهر الموسمية بشكل مؤقت، أو المضي قدما نحو بناء نموذج اقتصادي وزراعي قادر على التكيف والتعافي في وجه الأزمات المناخية المقبلة.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حريات معهد الشرق الأوسط

إقرأ أيضاً:

الأرصاد: أمطار وغيوم في الشرق.. واستقرار نسبي في بقية المناطق

????️ ليبيا | طقس الخميس: أمطار على الشمال الشرقي ورياح مثيرة للغبار في الخليج

???? أمطار متفرقة على الشمال الشرقي ????️
تتكاثر السحب هذا اليوم على مناطق الشمال الشرقي، تحديدًا المنطقة الممتدة من بنغازي والمرج والجبل الأخضر وصولًا إلى درنة، حيث من المتوقع سقوط أمطار متفرقة، وذلك بحسب النشرة الصادرة عن المركز الوطني للأرصاد الجوية.

???? رياح نشطة على مناطق الخليج ????
تسجل رياح شمالية غربية نشطة قد تؤدي إلى إثارة الأتربة والغبار، خصوصًا على مناطق الخليج، مما قد يؤثر على الرؤية الأفقية.

???? أجواء معتدلة في باقي المناطق ????️
فيما تبقى الأجواء معتدلة نسبيًا على باقي مناطق البلاد، خصوصًا من حيث درجات الحرارة أثناء النهار، حيث تتراوح بين (19-25)°م على أغلب مناطق الشمال، وتسجل ما بين (28-33)°م على مناطق الجنوب.

مقالات مشابهة

  • تحذيرات من الأرصاد الجوية التركية: أمطار غزيرة ورياح في إسطنبول ومدن أخرى.
  • تصل لـ40 ملم.. أمطار رعدية وبرد بهذه الولايات
  • المغرب يتحرك لمواجهة الجفاف ببرنامج جديد لتجميع مياه الأمطار
  • الجفاف يخرج آلاف هكتارات القمح من حيز الإنتاج في الغاب
  • الأرصاد: أمطار وغيوم في الشرق.. واستقرار نسبي في بقية المناطق
  • ترامب وحقبة الشرق الأوسط الجديد
  • «اتش آند إم».. علامة شهيرة هدفها الجودة والاستدامة
  • زار العراق بعد 17 سنة غياب.. نائب أمريكي: نحتاج للبقاء منخرطين في الشرق الأوسط
  • الأرصاد الجوية التركية تصدر تحذيرًا بالرمز الأصفر لـ 8 ولايات! أمطار غزيرة، عواصف، عواصف ترابية
  • بعد وصول الحرارة إلى 35 درجة.. أمطار غزيرة ستضرب لبنان هذا ما كشفه الأب خنيصر