من ست النفور إلى هنادي النور
تاريخ النشر: 20th, April 2025 GMT
من ست النفور إلى هنادي النور
خالد فضل
المجد للشهيدات والشهداء ، العار للقتلة الأشرار ،والمجرمين الكبار ، الضمير الإنساني اليقظ لا يغفو على وسادة رضا زائف, ولا يتغافل عن فجائع بصبغها بلون الموالاة والعداء . ومأساة النازحين في معسكر زمزم تمتد من العام 2003 حتى اليوم . من يزرفون دموع التماسيح الآن يكللهم عار السكوت , التواطؤ ، عندما كان أصحاب الضمائر الحية يودعون في سجونهم لأنهم فقط أبدوا التضامن مع الضحايا وما يزالون.
طعم الموت غصة في حلوق الأحياء، هول فجيعة الأمهات والآباء، الإخوة والأخوات، الأصدقاء والصديقات، الزملاء والزميلات، وكل المعارف والأهل والجيران والرفاق والرفيقات، كلُ لا يتجزأ . من قضى بدانة أو براميل مفخخة، ذبحا أو شنقا أو حرقا، جوعا وظمأ ومرضا، مسيّرات أو طائرات.
نعى وزير الثقافة والإعلام الناطق باسم سلطة الجيش السوداني، الأستاذ خالد الإعيسر، الدكتورة هنادي النور جمعة التي لقيت ربها في معسكر زمزم للنازحين قرب الفاشر إثر الهجوم الضاري الذي شنّته قوات الدعم السريع على المعسكر . وهو الهجوم الذي كانت حصيلته المأساوية فقد مئات الأرواح من المواطنين/ات السودانيين/ات من الطرفين المتقاتلين والمدنيين الأبرياء.
أشاطر أسر جميع الضحايا الأحزان، وأتقدم لهم بالعزاء الحار في فقدهم الموجع، وأدعو مجددا إلى وقف الحرب اللعينة، ولجم إزهاق الأرواح، وأدين إستهداف المدنيين من جانب كل الأطراف الوالغة في القتال والإستهتار بحياة الناس . وفي هذه الحادثة تسجيل الإدانة الكاملة لقوات الدعم السريع، في حال ثبت بالتحقيق النزيه والمحايد تورطها في قتل المدنيين، إذ هناك شكوك معقولة حول تورطها في أعمال إنتقامية على أسس إثنية ؛ مما يعزز الدعوة لتدخل فوري وفعّال من الأمم المتحدة ومجلس حقوق الإنسان للقيام بالتحقيق وتقديم المشتبهين إلى المحكمة الجنائية الدولية إسوة بالمتهمين عمر البشير وعبدالرحيم محمد حسين وأحمد هرون. نشر موقع وكالة السودان للأنباء ( سونا ) ؛ وهي وكالة حكومية نعي وزير الإعلام مع صورة للشهيدة بالزي العسكري وتمتشق البندقية (الإثنين 14/4/2025م) ولست متأكدا إنْ كانت من منتسبي السلاح الطبي في الجيش السوداني أو أيّا من المليشيات العديدة التي أسسها أو التابعة له . فقد وصفها بيان الناطق الرسمي بالمناضلة التي تسير كتفا بكتف مع رفاقها المقاتلين وتقدمت الصفوف لإنقاذ الجرحى والأسرى في معارك الكرامة . ويبدو من عبارات البيان أنها مقاتلة , فإبقاذ الأسرى عمل يقوم به المقاتلون.
ست النفور الملقبة بستنا، ممرضة شابة ومدافعة عن حقوق الإنسان للمرأة في السودان، قتلت في 17نوفمبر2021م خلال الإحتجاجات التي شهدتها الخرطوم بحري ضد الإنقلاب الذي قاده الفريق أول ركن عبدالفتاح البرهان، قتلت برصاص قوات الأمن الحكومية، أصبح وجهها المرسوم على الأعلام بالأبيض والأسود رمزا للثورة، و وضعت وزارة الثقافة والإعلام _حينذاك_ صورة ست النفور غلافا لصفحتها على الفيس بوك . ( ويكيبديا).
طبيبة وممرضة، كلتاهما قتلتا برصاص قوات سودانية، الممرضة كانت ضمن المحتجين على الإنقلاب الذي قاده المكون العسكري ؛ برئاسة البرهان ونائبه الأول حميدتي وقتذاك ضد السلطة المدنية الإنتقالية، كات تحلم بوطن شعاره حرية سلام وعدالة، جاء الإنقلاب ليقبر تلك الأحلام قبل أن يقبر جسدها النحيل . ظلت تهتف (كل البلد دارفور يا عنصري ومغرور) … ترتدي الفستان والطرحة، وتدس في حقيبتها اللاب كوت الأبيض وبعض إسعافات أولية لتضميد الجراح وسط رفاقها المتظاهرين السلميين .. فهي مقاتلة على جبهة شفاء الوطن .. حداءها النبيل مدنياااو.
الطبيبة قتلت في مواجهات مسلحة، ترتدي الزي العسكري، تناضل بجانب قوات فريق أول ركن قائد الإنقلاب، ضد قوات فريق _ بدون ركن_ نائبه الأول في ذات الإنقلاب، وشعار كليهما عسكرياااو …
وزير الإعلام الإعيسر ؛ ظل يناصر الإنقلابيين مؤتلفين في مشاركاته المتكررة عبر الفضائيات العربية، يهاجم المدنيين، لم اطلع على نعي له للمرضة ست النفور .. ثم طفق يناصر أحدهما عندما تعاركا، حتى كافأه الفريق الركن بمنصب وزيره للثقافة والإعلام وناطقا باسمه، وهو أهل لتلك المكافأة دون شك .ولعله يشارك بغبطة ؛ كعادته، في تصميم مجسم من أحجار كريمة، يحفه الشعب السوداني في بورتسودان بأكاليل الزهورتبجيلا لذكرى الشهيدة هنادي، ست النفور رسم وجهها على أعلام الثوار رمزا.
الرحمة والمغفرة للطبيبة بت الفاشر ولجميع من راحوا ضحايا العار الذي يكلل سيرة الأشرار، تبا لهم أجمعين … والمجد للأحرار أسوياء الضمير. الوسومالإعيسر الفاشر ست النفور نعي هنادي النور
المصدر: صحيفة التغيير السودانية
كلمات دلالية: الإعيسر الفاشر نعي
إقرأ أيضاً:
قصف كثيف وتوغل بري… هل اقترب سقوط الفاشر؟ .. خبير عسكري يؤكد أن الجيش السوداني جهز قوات كبيرة لفك الحصار عن المدينة
الشرق الأوسط : تتعرض مدينة الفاشر لقصف مدفعي كثيف من «قوات الدعم السريع»، في وقت توسع توغلها البري ببطء وحذر، فيما تعمل قوات الجيش السوداني، والقوة المشتركة المتحالفة معها، على منع تقدمها والسيطرة عليها، واستولت «الدعم السريع»، الأسبوع الماضي، على مخيم زمزم للنازحين، الذي يبعد نحو 12 كيلومتراً جنوب الفاشر، عاصمة ولاية شمال دارفور، لإحكام الحصار على المدينة من عدة محاور، وكانت أغلب التوقعات تذهب إلى أنها قد تشن هجوماً برياً سريعاً خلال أيام قليلة.
ووثقت مقاطع فيديو تداولتها حسابات موالية لـ«الدعم السريع» في منصات التواصل الاجتماعي، اشتباكات عنيفة بالأسلحة الثقيلة والخفيفة تدور داخل الفاشر، وتصاعد أعمدة الدخان بكثافة في محيط الأحياء السكنية.
وتعرضت الفاشر لأكثر من 200 هجوم على مدى عام لمحاولات من «الدعم السريع» لاقتحامها والسيطرة عليها، أحبطتها قوات الجيش السوداني والفصائل الدارفورية المتحالفة.
وقالت مصادر محلية إن «الدعم السريع» دخلت بالفعل في أحياء سكنية والفاشر، وأن هناك قتال شوارع يدور بين الطرفين، وأن المعارك على أشدها، يتوقع بعدها أن تبدأ في الاجتياح النهائي.
أضافت المصادر أن هذا الهجوم يختلف كثيراً عن سابقاته؛ إذ تطلق «الدعم السريع» من مناطق تمركزها القذائف المدفعية تجاه الأحياء السكنية والمواقع العسكرية.
وأفادت مصادر محلية غادرت الفاشر «الشرق الأوسط» بأن المدينة دمرت بشكل كبير، جراء القصف العشوائي الذي ظلت تشنه «قوات الدعم السريع» من دون توقف.
وقالت المصادر نفسها إن أعداداً كبيرة من الأهالي هجروا منازلهم، ومن تبقى منهم يسعى للفرار بعد اشتداد القصف والاشتباكات في الأيام الماضية.
ويريد القادة العسكريون لـ«الدعم السريع» الاستيلاء على الفاشر لأسباب عسكرية وسياسية، بحكم أنها المعقل الأخير للجيش والقوات المتحالفة في إقليم دارفور، والسيطرة عليها قد يمكنها من تهديد مناطق أكبر في شمال البلاد، بحسب تهديدات سابقة صادرة من قادتها العليا.
ووظفت «الدعم السريع» موارد عسكرية ضخمة للاستيلاء على المدينة، ونجحت بالسيطرة على محليات: المالحة وأم كدادة ومخيم زمزم، لعزلها تماماً عن أي إمداد عسكري أو لوجيستي لفك الحصار عنها.
وأفادت الفرقة السادسة مشاة التابعة للجيش السوداني في الفاشر، بأن قواتها تمكنت، الأربعاء، من صد أعنف هجوم شنته «الدعم السريع» بهدف التسلل من الاتجاه الجنوبي الغربي للمدينة، أسفر عن مقتل وإصابة العشرات في صفوف العدو.
وقالت الفرقة السادسة في بيان على موقع «فيسبوك»، الخميس، إن «الأوضاع تحت السيطرة التامة بفضل قوات الفاشر الباسلة الصامدة».
وإذا لم تستطع «قوات الدعم السريع» السيطرة على المدينة، فقد يمثل ذلك انتكاسة كبيرة لها.
وكان الجيش توعد بعد انتهاء المعارك في الخرطوم بأنه سيتوجه لتحرير دارفور.
في وقت سابق، حذر قائد حركة «جيش تحرير السودان»، حاكم إقليم دارفور، مني أركو مناوي، من أن سقوط الفاشر يعني سقوط مدن السودان بالتتابع.
وبحسب «تنسيقية لجان مقاومة الفاشر»، فإن القصف المدفعي الكثيف الذي تشنه «الدعم السريع» على الفاشر، يتزامن مع إطلاقها مسيرات انتحارية واستراتيجية عشوائياً على المناطق السكنية.
وقال المستشار القانوني لـ«الدعم السريع» محمد المختار لـ«الشرق الأوسط»، إن «قواتنا تحرز تقدماً ملحوظاً وتقترب من أسوار الفرقة العسكرية للجيش... قواتنا تضغط بشدة، والاستيلاء على الفاشر لن يستغرق وقتاً طويلاً».
وقال المستشار في الأكاديمية العليا للدراسات الاستراتيجية والأمنية، اللواء معتصم عبد القادر الحسن، لـ«الشرق الأوسط»، إن «الجيش السوداني يعمل وفق استراتيجية كلية، وتنفذ قواته حالياً عمليات عسكرية مكثفة في إقليمي دارفور وكردفان لقطع الإمداد العسكري والبشري عن (الدعم السريع) هناك، وقطعاً ستؤثر هذه التحركات على الوضع في الفاشر لصالح الجيش». وأضاف أن القوات في الفاشر استطاعت الصمود طيلة الأشهر الماضية، وصد أكثر من 200 هجوم على المدينة، وأحياناً كانت تنفذ هجمات تجبر «الدعم السريع» على الانسحاب، بالإضافة إلى قيامها بعمليات استخباراتية لوقف أي إمداداتها بالمقاتلين من الحواضن الاجتماعية الموالية لها.
وذكر أن الوضع يحتاج إلى بعض الوقت، لكن من ناحية التفوق فإن الحشود العسكرية التي انطلقت صوب الفاشر ستحرر من الخارج والداخل، ولا توجد أي إشكالات للقوات داخل المدينة في الصمود وتقديم التضحيات.
وأشار إلى أن الجيش جهز قوة كبيرة من القوات المساندة له من كتائب (البراء بن مالك ودرع السودان) والمقاومة الشعبية، بالإضافة إلى القوات الموجودة في الفاشر، سيتم فك الحصار عن المدنية.
وقال عبد القادر إن «قوات الدعم السريع» في محيط الفاشر شبه محاصرة، وليست لديها القدرة على مواصلة خطوط الإمداد، وتعويض الأسلحة والذخائر، والخسائر في صفوف مقاتليها، وهي نفس الخطط التي اتبعها الجيش في العاصمة الخرطوم والولايات الوسطى لمحاصرة «الدعم السريع» وهزيمتها.
وأضاف: «لا أتوقع أن تستغرق العمليات في دارفور طويلاً، وما يروج له قادة (ميليشيا الدعم السريع) عن قرب سقوط الفاشر، لا يعدو أن يكون دعاية إعلامية حربية، لكن المعركة الحقيقية ستحسم لصالح القوات المسلحة السودانية».
مع تفاقم الأوضاع والحشود العسكرية، تتزايد المخاوف من تردي الأوضاع الإنسانية أكثر في الفاشر التي فر منها الآلاف من المدنيين في الأسابيع الماضية بسبب النقص الكبير في الغذاء ومياه الشرب والأدوية.
وقتل وجرح المئات من المدنيين خلال الأيام القليلة الماضية في الفاشر جراء القصف المدفعي المتواصل الذي تشنه «الدعم السريع» على المدينة.