مصر ليست الوحيدة.. 5 دول عربية تحتفل بشم النسيم
تاريخ النشر: 20th, April 2025 GMT
منذ بدايات الحضارات القديمة، كانت بداية فصل الربيع مناسبة للاحتفال بمواسم الحصاد، حيث كانت الشعوب من الفراعنة إلى البابليين والآشوريين تحتفل بقدوم الربيع كأقدم عيد بشري مليء بالفرح والبهجة. كان الجميع يعبر عن الأمل في الخلود والنماء مع بداية الربيع، احتفالًا بمواسم الخصب المنتظرة. أطلق الفراعنة على هذا الاحتفال اسم "شمو" كرمز للحصاد، وقد اختلفت التسميات في الحضارات الأخرى، لكن جميعها كانت تدور حول مفهوم "الحياة".
احتفلت مصر بعيد شم النسيم، الذي يُعد من الأعياد المصرية القديمة، عبر تاريخها الطويل، وكان يتضمن تقاليد مثل تناول البيض الملون، الأسماك المملحة، والخس والملانة، وكل منها يحمل رمزية خاصة في الاحتفال. فالبيض كان رمزًا للخصوبة وتجديد الحياة، والخس والملانة يعبران عن اللون الأخضر الذي يزدهر على ضفاف النيل، بينما الأسماك المملحة هي طبق فرعوني موثق في المعابد ومقابر الفراعنة، أما البصل الأخضر الذي يُؤكل مع الأسماك فهو رمز للشفاء والعافية والوقاية من الأمراض.
استمر المصريون في الاحتفال بهذا العيد منذ عصر الفراعنة وحتى العصر القبطي، ثم مع الفتح الإسلامي لم تتغير العادات، بل أضاف الفاطميون طابعًا خاصًا له من خلال جعله عيدًا رسميًا للدولة، حيث كان الخليفة أو نوابه يخرجون إلى الشوارع للاحتفال بموسم الربيع، ويوزعون الهدايا على الناس، كما كان يتم توزيع شراب الليمون بأمر الخليفة. واستمر الاحتفال بهذا العيد من الفاطميين إلى الأيوبيين والمماليك. وفي كتاب المقريزي عن مصر المملوكية، ذكر أن المصريين كانوا يحتفلون بعيد "أول توت" وفقًا للتقويم القبطي، حيث كان يُسمى "يوم النيروز القبطي" ويصادف بداية سنتهم في أول شهر توت، وكان يشهد عادة في الماضي مظاهر غير مرغوب فيها، حتى وصف المقريزي الاحتفال بأنه كان يتضمن "مواكب الأكابر".
إعلانغاب احتفال شم النسيم عن مصر خلال الحملة الفرنسية، حيث توقف المصريون عن الاحتفال في بداية شهر توت كما كانوا يفعلون عادة لمدة 3 سنوات. لكن مع قدوم محمد علي، عاد الاحتفال ليتم في يوم الاثنين الذي يلي عيد قيامة المسيح لدى الأقباط، ليحتفل المصريون بربيعهم المزدهر.
تتنوع أعياد الربيع في سوريا، لكن العيد الأكبر هو عيد "الأم الكبرى" (عشتار)، الذي يتزامن مع عيد شم النسيم في مصر. وتُظهر الأسطورة الأشورية أن عشتار كانت إلهة الخصوبة والحب في الحضارة الآشورية القديمة، حيث كان الآشوريون يرمزون إليها بشجرة الصنوبر القديمة التي تزدهر في موسم الربيع ولا يتوقف نموها أبدًا.
أما العيد الثاني الذي يحتفل به السوريون في الربيع، فهو عيد رأس السنة السورية، الذي يُحتفل به في 25 مارس/آذار، ويستمر الاحتفال الأيام العشرة الأولى من أبريل/نيسان. وفي هذا العيد، يرقص السوريون الدبكة، وهي من أقدم الرقصات التي كانت تُؤدى في الاحتفالات القديمة تكريمًا للآلهة في مواسم الخصب.
النيروز في العراق.. مهرجان تراثي في الموصليحتفل العراق بجميع طوائفه بعيد النيروز، وهو الاحتفال الفارسي القديم بقدوم الربيع، ويوافق آواخر مارس/آذار وأول أبريل/نيسان، وفي الموصل تقام المهرجانات الثقافية، والاحتفالات التي يبدع فيها الشعراء وأهل الفنون المختلفة، وقد شارك كبار المطربين المصريين أمثال عبدالحليم حافظ وفايزة أحمد في إحياء حفلات مهرجان الموصل. في الاحتفال بقدوم الربيع، يقدم الكعك والحلويات العراقية احتفالا بالربيع طيلة أيام أبريل/نيسان.
عطلة الربيع في المغرب وثافوست في الجزائريحتفل المغاربة بعطلة رسمية في أعياد الربيع، مماثلة لما يحدث في مصر، وغالبًا ما تتزامن عطلتهم مع العطلة المصرية، لكن يتم تحديدها بناءً على حسابات مختلفة حسب التقويم الزراعي. يحتفل المغاربة خلال هذه الفترة بالتنزه في الحدائق وتناول المخبوزات الخاصة بالربيع، بالإضافة إلى البيض الملون والشاي المغربي.
أما في الجزائر، فيحتفظ الجزائريون بعادتهم القديمة في إحياء عيد الربيع، الذي يُطلق عليه اسم "ثافوست" وهي كلمة أمازيغية تعني الخصوبة وعودة الحياة. يُحتفل بالعيد من خلال تناول "المبرجة" وهي معجون السميد والتمر، وتعد الفروسية العنصر الرئيسي في الاحتفالات الخاصة بالشباب في ثافوست. كما تخرج الفتيات إلى المتنزهات ويغنين: "شاو ربيع ربعاني.. كل عام تلقاني.. في العطيل الفوقاني"، وهي أغنية تعبر عن ترحيبهن بالربيع المتجدد الذي سيعود كل عام ليجدهن في المرج الأعلى.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حريات فی الاحتفال شم النسیم حیث کان الذی ی
إقرأ أيضاً:
ما هي قصة شم النسيم؟.. 7 أسرار عن الاحتفال بهذا اليوم
يتسائل الكثير في هذه الأيام عن ما هي قصة شم النسيم ؟ ، لذا نرصد في هذه السطور قصة الاحتفال بهذا اليوم.
فهذا اليوم هو احتفال مشترك بين المسلمين والمسيحيين، حيث إن المصريين كافة يحتفلون بهذا اليوم ، فهو يجمع بين عيد الربيع وعيد القيامة المجيد ، لذا يختلف على حكم الاحتفال به كثيرون، وهذا ما يثير الفضول حول معرفة ما هي قصة شم النسيم ؟، التي تعد أحد الأسرار الخفية .
تعود بداية الاحتفال بعيد شم النسيم إلى ما يقارب خمسة آلاف عام، وبالتحديد إلى أواخر الأسرة الفرعونية الثالثة، وما زال الشعب المصري يحتفل به حتى يومنا هذا، ويعتقد أن هذا الاحتفال كان شائعاً في مدينة هليوبوليس.
وسمي بهذا الاسم تبعاً للكلمة الفرعونية شمو، وهي كلمة مصرية، وترمز إلى بعث الحياة، حيث كانوا يعتقدون أنه بداية خلق العالم، ثم أضيفت كلمة النسيم إليه، لأنه يأتي في فصل اعتدال الجو، وكان قدماء المصريين يحتفلون فيه في احتمال رسمي وكبير عرف بالانقلاب الربيعي، وهو اليوم الذي يتساوى فيه النهار والليل.
فكانوا يجتمعون فيه أمام الواجهة الشمالية للهرم قبل الغروب، ليشاهدوا غروب الشمس، حيث كان يميل الغروب بشكلٍ تدريجي مقترباً من قمة الهرم، فيبدو للناظرين كأنه يجلس فوق قمة الهرم، وفي هذه اللحظة يحدث أمر عجيب، حيث تخترق أشعة الشمس قمة الهرم، فتبدو واجهة الهرم كأنها انشطرت إلى قسمين.
الاحتفال بعيد شم النسيموأكدت دار الإفتاء المصرية، أنه لَمّا كان الاعتدال الربيعي يوافق صوم المسيحيين، جرت عادة المصريين على أن يكون الاحتفال به فور انتهاء المسيحيين من صومهم.
وأوضحت « الإفتاء» حكم الاحتفال بعيد شم النسيم، أن ذلك ترسيخًا لمعنًى مهم؛ يتلخص في أن هذه المناسبة الاجتماعية إنما تكتمل فرحة الاحتفال بها بروح الجماعة الوطنية الواحدة.
وأضافت أن هذا معنًى إنسانيٌّ راقٍ أفرزته التجربة المصرية في التعايش بين أصحاب الأديان والتأكيد على المشترك الاجتماعي الذي يقوي نسيج المجتمع الواحد، وهو لا يتناقض بحال مع الشرع، بل هو ترجمة للحضارة الإسلامية الراقية، وقِيَمِها النبيلة السمحة.
وأفادت «الإفتاء» عن موعد شم النسيم الأصلي، أن الأصل في الاحتفال بالربيع وشم النسيم، أن موعده يكون عند دخول الربيع، لكن لما كان هذا الموعد يوافق صيام المسيحيين، جرت عادة المصريين على أن يكون الاحتفال به فور خروج المسيحيين من صومهم.
وتابعت: وذلك ترسيخًا لمعنًى مهم؛ يتلخص في أن هذه المناسبة لا يستقيم الاحتفال بها إلا بروح الجماعة الوطنية الواحدة، منوهة بأن هذه لمسة إنسانية راقية قد جرى على مراعاتها المسلمون تشريعًا وممارسة عبر تاريخهم المشرف وحضارتهم النقية وأخلاقهم النبيلة السمحة.
عيد شم النسيميرتبط عيد شم النسيم بالمصريين، يحتفلون به كل سنة بزيارة أماكن المتنزهات، وبتلوينهم للبيض، وأكلهم الفسيخ، وهذا العيد هو العيد القديم لدى المصريين، وهومن أعياد الفراعنة القدامى الذين بدأوا الاحتفال به منذ أكثر من 2700 عام قبل الميلاد، وأخذه عنهم بنو إسرائيل ووصل للأقباط إلى يومنا هذا. ارتبط هذا العيد بالظواهر الفلكية والطبيعية في الحياة، وهو اليوم الذي يحتفل الناس به، لذا فهو يسمى عيد الربيع، والذي يكون في اليوم الأول لفصل الربيع؛ أي اليوم الأول الذي يتساوى فيه الليل مع النهار، وأطلق الفراعنة عليه قديماً اسم عيد شموس؛ أي العيد الذي تبعث فيه الحياة، ونلاحظ أن اسمه في يومنا هذا مرتبط بنسيم الربيع الذي يعلن بداية هذا الفصل الجميل. تشترك في هذا المهرجان الطوائف المختلفة، ومن مظاهره أن يخرج الناس إلى المتنزهات، والحدائق، وأماكن الترفيه، ويحضرون معهم أنواعاً معينة من الأطعمة الخاصة بهذا العيد، من السمك المملح، والبصل، والحمص الأخضر، والخس، والبيض الذي يعد من أهم الأطعمة الخاصة في هذا العيد، والذي يعتبر لديهم رمزاً للحياة، والخلق، والبعث، والخصب، وهم ينقشون عليه أمانيهم ودعواتهم، كما يضعون هذا البيض الملون في سلال مصنوعة من النخيل ويعلّقونها، حتى تحصل على بركات إله النور لديهم.
شم النسيمهو أحد المناسبات التي يُحتفل فيها في مصر في فصل الربيع، حيث يعتبر عطلة رسمية، وهو اليوم التالي من رأس السنة القبطية، وعيد القيامة المجيد، فيوافق يوم 14-21 نيسان، ولا بد من الإشارة إلى أنه أحد أعياد قدماء المصريين في عهد الفراعنة، وعادةً ما يتم الاحتفال فيه بتلوين البيض، وزيارة المنتزهات، وأكل الرنجة والفسيخ، وفي هذا المقال سنعرفكم عليه.
شم النسيم لأتباع الديانات السماويةأخذ اليهود عن المصريين احتفالهم بشمّ النسيم، وجعلوه رأساً للسنة العبرية، وعيداً لهم، وأطلقوا عليه اسم عيد الفصح، ويعني العبور إشارة إلى نجاحهم بسلب ثروات المصريين عند انشغالهم بالاحتفال، وعندما دخل المسيحيون إلى مصر جاء عيد القيامة موافقاً لعيد لاحتفال المصريين، حيث جاء عيدهم في اليوم التالي لعيد شم النسيم، ومن أسباب ارتباط شمّ النسيم بعيد القيامة هو أنه كان في فترة الصيام الكبير، وعندما كان السمك ممنوعاً على المسحيين، لذلك قرر نقل عيد شم النسيم إلى ما بعد عيد القيامة؛ لأن أكل السمك من مظاهر الاحتفال الرئيسية، وبعد خول الإسلام ظلّ هذا العيد متوارثاً بين الأجيال.