شم النسيم عبر العصور.. جذور فرعونية واحتفالات تتجدد مع الأجيال
تاريخ النشر: 20th, April 2025 GMT
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
في كل عام يحتفل المصريون بشم النسيم مع افراد العائلة حيث يتجدد النشاط الاجتماعى بتوفر الاجواء الطبيعية الخلابة التى تساهم بشكل كبير فى مظاهر الاحتفال وعلى الرغم من جذوره الفرعونية مازالت طقوسه حية حتى اليوم في أعماق التاريخ المصري.
أصل العيد ومظاهر الاحتفالاعتقد القدماء المصريين أن يوم شم النسيم هو بدء خلق العالم وسجلوه على جدران المعابد أن المعبود رع يقوم في ذلك اليوم بالمرور في سماء مصر داخل سفينته المقدسة ويرسو فوق قمة الهرم الأكبر وعند الغروب يبدأ رحلته عائدا للأرض صابغًا الأفق باللون الأحمر رمزًا لدماء الحياة الذى يبثها من أنفاسه إلى الأرض معلنًا موت المعبود (ست) إله الشر.
احتفل القدماء المصريين بعيد شم النسيم منذ عام 2700 قبل الميلاد حيث تتجدد الحياة وكانت السنة عندهم تبدأ بعد اكتمال القمر الذى يقع عند الانقلاب الربيعي في 11 برمودة (باراحاموت بالهيروغليفية) .
وبرجع أصل تسمية بشم النسيم الى أنها كلمة مصرية قديمة خالصة مرت بتطور عبر الزمن وكتبت في مصر القديمة ( شم – سم ) ثم نطقت في القبطية ( شوم سيم ) حتى وصلت إلينا شم النسيم مستندًا على تفسير حرف (ش) في اللغة المصرية القديمة والتي تكتب بشكل مستطيل يرمز الى بركة المياه التي تتوسط الحدائق وكلمة (شم) تعنى أخرج أو أنزل أو تحرك وتم ربط مخصص أسفله لقدم إنسان مما تفيد الخروج إلى البركة.
وكلمة ( سم ) تعنى نباتات أو بستان ورسم المخصص للكلمة حزمة من النباتات مما يتوافق مع اهتمام المصرى القديم بالحدائق والزهور وتصويرها على جدران المقابر مثل مقبرة الكاتب نب أمون من تصوير أزهار اللوتس طافية على سطح الماء لبحيرة تتوسط حديقة بها أسماك ويحيط بالبحيرة شجر الجميز والدوم والتين الشوكي والنخيل حيث عرفت مصر القديمة مهنة كبير البستانيين وهو (مين نخت) الذى عاش فى عهد الملك أمنحتب الثالث وكان يدعى بستاني القرابين المقدسة لآمون كما صور في مقبرته بطيبة أجمل باقات الزهور المصرية وهو أكبر مشتل زهور مصور في الآثار المصرية.
وعن المأثورات الشعبية الخاصة بأكلات شم النسيم فأن البصل كان ضمن أطعمة عيد شم النسيم منذ أواسط الأسرة السادسة وارتبط ظهوره بما ورد فى إحدى أساطير منف القديمة أن أحد ملوك مصر القديمة كان له طفل وحيد وكان محبوبًا من الشعب وقد أصيب بمرض غامض أقعده عن الحركة وعجز الأطباء والكهنة والسحرة عن علاجه ولازم الفراش عدة سنوات واستدعى الملك لعلاج الطفل الكاهن الأكبر لمعبد آمون فنسب مرضه إلى وجود أرواح شريرة تسيطر عليه وتشل حركته بفعل السحر وأمر الكاهن بوضع ثمرة ناضجة من ثمار البصل تحت رأس الطفل فى فراشه عند غروب الشمس بعد أن قرأ عليها بعض التعاويذ ثم شقها عند شروق الشمس ووضعها فوق أنفه ليستنشق عصيرها وطلب الكاهن منهم تعليق حزم من أعواد البصل الطازج فوق السرير وعلى أبواب الغرفة وبوابات القصر لطرد الأرواح الشريرة وشفى الطفل وأقام الملك الأفراح فى القصر لأطفال المدينة ولما حل عيد شم النسيم بعد أفراح القصر بعدة أيام قام الملك وعائلته وكبار رجال الدولة بمشاركة الناس فى العيد وتعليق حزم البصل على أبواب دورهم .
البيض الملونام بالنسبة للبيض الملون فاهو يرمز إلى خلق الحياة كما ورد في متون كتاب الموتى وأناشيد أخناتون الله وحده لا شريك له خلق الحياة من الجماد فأخرج الكتكوت من البيضة ونقش البيض وزخرفته ارتبط بعادة قدماء المصريين نقش الدعوات والأمنيات على البيض ثم يعلق فى أشجار الحدائق لتحقيق الأمنيات مع الشروق.
وكان الفسيخ (السمك المملح) من بين الأطعمة التقليدية في شم النسيم منذ الأسرة الخامسة عندما بدأ الاهتمام بتقديس النيل نهر الحياة حيث ورد فى متونه المقدسة أن الحياة في الأرض بدأت فى الماء ويعبر عنها بالسمك الذى تحمله مياه النيل من الجنة حيث ينبع حسب المعتقد المصرى القديم كما ذكر المؤرخ الإغريقي هيرودوت أن قدماء المصريين كانوا يأكلون السمك المملح في أعيادهم ويرون أن أكله مفيد في وقت معين من السنة وكانوا يفضلون نوعًا معينًا لتمليحه وحفظه للعيد أطلقوا عليه اسم (بور) وهو الاسم الذى حور في اللغة القبطية إلى (يور) وما زال يطلق عليه حتى الآن.
اما بالنسبة للخس :عرف منذ الأسرة الرابعة وكان يقدم فى سلال القرابين وعلى موائد الاحتفال بالعيد وكان يسمى بالهيروغليفية (حب) كما اعتبره المصريون القدماء من النباتات المقدسة الخاصة بالمعبود (من) إله التناسل ويوجد رسمه منقوشًا دائمًا تحت أقدام المعبود (من) فى معابده ورسومه ،وأما الملانة وهى ثمرة الحمص الأخضر أطلق عليها (حور – بيك) أى رأس الصقر لشكل الثمرة التى تشبه رأس حور الصقر المقدس وقد ذكر الخس والملانة فى البرديات الطبية وكانت الفتيات يصنعن من حبات الملانة الخضراء عقودًا وأساور يتزين بها فى الاحتفالات بالعيد كما يقمن باستعمالها فى زينة الحوائط ونوافذ المنازل فى الحفلات المنـزلية
وكان من بين تقاليد شم النسيم المصرية القديمة التزين بعقود زهور الياسمين وهو محرف من الاسم المصرى (ياسمون) وكانوا يصفون الياسمين بأنه عطر الطبيعة التي تستقبل به الربيع وكانوا يستخرجون منه في موسم الربيع عطور الزينة وزيت البخور الذى يقدم ضمن قرابين المعابد عند الاحتفال بالعيد.
المصدر: البوابة نيوز
كلمات دلالية: شم النسيم البيض الملون شم النسیم
إقرأ أيضاً:
غزة تحت الحصار والقصف : معاناة إنسانية تتجدد بين الأنقاض
في قطاع غزة ، حيث تتقاطع المعاناة مع الحياة اليومية ، تتجسد الكارثة الإنسانية في كل شارع ومخيم ، تحت وطأة الحصار المستمر منذ أكثر من 17 عامًا ، وبين موجات التصعيد العسكري المتكررة ، يعيش أكثر من مليوني إنسان في ظروف توصف بأنها من بين الأصعب في العالم .
في حي الشجاعية ، شرق مدينة غزة ، يقف أبو محمد (42 عامًا) فوق أنقاض منزله المدمر حديثًا ، يروي بنبرة يملؤها الألم : " لم أعد أملك شيئًا ، فقدت بيتي ، ذكرياتي ، وأحلام أطفالي ، بتنا نعيش في مدرسة تحولت إلى مركز إيواء مؤقت ، بلا كهرباء ، ولا ماء نظيف ، ولا حتى فراش يكفي العائلة ".
أفادت إحصاءات وزارة التنمية الاجتماعية في غزة بأن أكثر من 500,000 شخص نزحوا داخليًا بسبب القصف الأخير ، يعيش معظمهم في مدارس مكتظة ، أو لدى أقاربهم، في ظروف تفتقر لأدنى مقومات الحياة الإنسانية .
من جانبٍ آخر ، ومع ازدياد أعداد الجرحى وتدمير العديد من المنشآت الطبية ، أصبح النظام الصحي في غزة مهددًا بالانهيار ، مستشفى الشفاء ، وهو الأكبر في القطاع ، يعمل بأقل من 40% من قدرته بسبب نقص الوقود والمستلزمات الطبية .
المصدر : غزة – هيا اللدعة اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد المزيد من أخبار غزة المحلية بطالة شباب غزة – جيل عالق بين الحصار والأمل أبواب مغلقة وأمعاء خاوية : إغلاق المعابر يُفاقم الجوع في غزة معاناة أهالي غزة مع إشعال النار للطهي وتداعياتها الصحية الأكثر قراءة عـن لـعـنـة الـعـنـاد جمعية العودة تناشد العالم: أوقفوا الإبادة في غزة.. لم يعد للحياة معنى غزة: القطاع دخل مرحلة الانهيار الإنساني استشهاد صحفية وعائلتها في قصف الاحتلال منزلهم في غزة عاجلجميع الحقوق محفوظة لوكالة سوا الإخبارية @ 2025