شاهد.. مظاهرات غاضبة بواشنطن ضد سياسات ترامب العدوانية
تاريخ النشر: 20th, April 2025 GMT
واشنطن- لم يمنع تزامن عطلة نهاية الأسبوع مع عيد الفصح، جموع من المتظاهرين الأميركيين من الخروج مجددا إلى شوارع العاصمة واشنطن للتعبير عن رفضهم المتواصل لسياسات الرئيس دونالد ترامب التي يصفونها بـ"العدوانية" تجاه قضايا مثل الهجرة وتقليص القوات العاملة الفدرالية.
وهتف المشاركون بعبارات تدعو إلى ضرورة التحرك للدفاع عن قيم الديمقراطية التي باتت في نظرهم مهددة بسبب ما أسموه "استبداد وفاشية إدارة ترامب وحليفه الملياردير إيلون ماسك".
ويعد هذا التحرك امتدادا للزخم الشعبي الذي شهدته احتجاجات 5 أبريل/نيسان الجاري، التي استقطبت آلاف المحتجين في مظاهرات حاشدة بواشنطن والولايات الأميركية الخمسين، نظمتها حركات مثل "ارفعوا أيديكم" المطالبة بوقف الدعم لإسرائيل، وحركة "50501" التي دعت إلى 50 احتجاجا في 50 ولاية في يوم واحد.
وبرز شعار "يجب أن يرحل ترامب الآن" بشكل لافت خلال الاحتجاجات، كتعبير مباشر عن غضب المتظاهرين من سياساته، ودعوة صريحة لوضع حد لما يرونه "مسارا سلطويا" يهدد الديمقراطية الأميركية، كما يعكس إدراكا متزايدا لديهم بأن معركة الدفاع عن قيم العدالة والحرية لا تحتمل الانتظار.
وتقول سوزان (متظاهرة من ولاية ميريلاند) إنها تتمنى لو يخرج الناس للاحتجاج يوميا، وتضيف "لا يمكن أن ندعهم يستمرون بما يقومون به، الاقتصاد ينهار والآلاف فقدوا وظائفهم، علينا أن نجابه السرعة التي ينفذون بها قراراتهم بسرعة أكبر، ولهذا تظاهرت في 5 أبريل/نيسان وأفعل ذلك اليوم وسأشارك بالفعاليات المقبلة".
وعبَّر أحمد (شاب من أصل فلسطيني) عن غضبه للجزيرة نت قائلا "نحن لا نتظاهر فقط من أجل حقوقنا هنا، بل من أجل أهلنا في غزة الذين يقصفون يوميا بأسلحة تمول من ضرائبنا، السكوت تواطؤ وصوتنا اليوم في الشارع هو أقل ما يمكن أن نقدمه".
إعلانأما ليونارد (شاب من ولاية ويسكونسن) فقد حضر متنكرا بزي يسخر من ترامب، ووقف لساعات أمام البيت الأبيض للتعبير عن موقفه، قائلا للجزيرة نت "هذا الشخص لا يتوقف عند تهميش وإقصاء الفئات التي تعارض رؤيته، بل يسعى بشكل خطير لإحداث تغييرات في بنية النظام الأميركي بما يتماشى مع توجهاته اليمينية المتطرفة، نحن لن نسمح له أن يحوّل أميركا إلى نظام دكتاتوري".
رمزية التوقيتوأكّد مشاركون ومنظمون أن حرصهم على الخروج في 19 أبريل/نيسان يرتبط برمزية تاريخية تعود إلى فجر الولايات المتحدة. ففي مثل هذا اليوم قبل 250 عاما، انطلقت مسيرة بول ريفير الشهيرة التي مهَّدت لبداية حرب الاستقلال ضد الاستعمار البريطاني عام 1775.
وتُخلّد هذه الذكرى كعطلة وطنية في عدة الولايات منها ماساتشوستس، تحت اسم "يوم الوطنيين" في إشارة إلى أوائل الثوار الذين تصدوا للاستبداد وساهموا بتأسيس الولايات المتحدة.
وترى لوكا برايت، منظِّمة عن حركة "ارفضوا الفاشية" أن استمرارية الحراك وتصاعده في توقيت رمزي كهذا "يؤكد أن مقاومة الاستبداد ليست مجرد حدث في كتب التاريخ، بل مسؤولية مستمرة". وتضيف للجزيرة نت "ما نواجهه اليوم من تهديدات لحرياتنا لا يقل خطرا عن ذلك الذي واجهه الوطنيون قبل 250 عاما".
وقد وقف المتظاهرون أمام نصب واشنطن التذكاري حاملين لافتات كتبت عليها عبارات مثل "ارفضوا أميركا الفاشية" و"ارفعوا أيديكم" و"لم نصوت لماسك" قبل أن ينطلقوا في مسيرة حاشدة نحو البيت الأبيض بهدف إسماع أصواتهم.
وتوقفت الجزيرة نت -عبر متابعة الاحتجاجات والاستماع إلى مداخلات النشطاء المدنيين والحقوقيين المتظاهرين- عند المطالب والشعارات التي رفعوها، وأبرزها:
الفصل بين السلطات وصون الدستور: أعاد المشاركون التذكير بأهمية حماية مبدأ الفصل بين السلطات الذي يُعد عماد الدولة الأميركية، معتبرين أن تجاوز السلطة التنفيذية لصلاحيتها يهدد روح الدستور الأميركي ويقوض أسس الديمقراطية. الحرية لكيلمار أبريغو غارسيا: طالب المحتجون بالإفراج الفوري عن المهاجر الذي تم احتجازه وترحيله على يد سلطات الهجرة بسبب "خطأ إداري" إلى سجن خطير بالسلفادور رغم تمتعه بوضع قانوني، ويعتبر المحتجون قضيته رمزا لتزايد الممارسات المتطرفة بحق المهاجرين في ظل الإدارة الحالية. وقف تمويل عمليات الترحيل: دعا المتظاهرون إلى إنهاء تمويل حملات ترحيل المهاجرين، وطالبوا بتحويل تلك الميزانيات لدعم قطاعات حيوية كالتأمين الصحي والتعليم، مؤكدين أنه من الأولى استثمار أموال دافعي الضرائب في هذه القضايا بدلا من سياسات الطرد. الحرية لفلسطين ووقف تصدير الأسلحة: وردد المحتجون أمام البيت الأبيض شعارات "الحرية لفلسطين" تنديدا باستمرار الدعم العسكري الأميركي لإسرائيل ومطالبة بحرية الشعب الفلسطيني، كما نادوا بـ"الحرية لمحمود خليل" المهاجر الفلسطيني الذي اعتقل بسبب مشاركته في مظاهرات جامعية ضد الحرب على غزة. رفض التعريفات الجمركية: رفض كثيرون عبر لافتات حملوها السياسات الاقتصادية التي وصفوها بـ"العشوائية" وخاصة فرض الرسوم الجمركية التي تهدد -حسبهم- بركود اقتصادي وشيك. حماية الحريات الفردية: شدّد المتظاهرون -من خلال كلمات ألقوها بحماسة- على ضرورة حماية الحريات، وفي مقدمتها حرية الإجهاض وحقوق مجتمع الميم، معتبرين أن التراجع عنها انتكاسة خطيرة لمكتسبات نضالية امتدت لعقود. إعلانوبالموازاة مع الحركات الاحتجاجية في الشارع، دعت المنظمات المدنية -المشاركة في مظاهرات 19 أبريل/نيسان، في حملات إلكترونية- إلى المشاركة في "يوم العمل" عبر تحويل هذا اليوم إلى مناسبة للتكافل والعمل المجتمعي وتنظيم فعاليات تضامنية مثل حملات جمع وتوزيع التبرعات على الفئات المحتاجة.
وأطلقت مجموعات محلية -في مدن كبرى- مبادرات لتعزيز "المساعدة المتبادلة" وشملت ولائم جماعية مفتوحة، ومبادرات تطوعية لجمع المواد الغذائية ومنتجات الأطفال ولوازم النظافة بهدف مساعدة الأشخاص الذين قد يتأثرون بتخفيضات إدارة ترامب للقوى العاملة الفدرالية.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حريات أبریل نیسان
إقرأ أيضاً:
سياسات الهجرة داخل أمريكا الشمالية في ظل عودة ترامب.. دراسة تحليلية لمؤسسة المستقلين الدولية «IOI»
سلطت دراسة تحليلية موسعة الضوء على التحولات المتسارعة في ملف الهجرة في أمريكا الشمالية، في ظل عودة دونالد ترامب إلى البيت الأبيض، والسياسات المتوقعة تجاه المهاجرين غير النظاميين، وتأثيراتها الإقليمية والدولية.
وتناولت الدراسة التي أصدرتها وحدة الدراسات والأبحاث بمؤسسة المستقلين الدولية، بعنوان «الهجرة بين كندا والمكسيك والولايات المتحدة في ظل فترة حكم ترامب الجديدة»، واحدة من أكثر القضايا العالمية تعقيدًا، وهي قضية الهجرة غير النظامية بين دول أمريكا الشمالية، بما في ذلك تحليل التدفقات البشرية على الحدود، الدوافع الاجتماعية والسياسية والاقتصادية، وردود فعل الدول الثلاث «الولايات المتحدة، كندا، والمكسيك» تجاه موجات الهجرة في السنوات الأخيرة.
وقد قُسمت الدراسة إلى خمسة محاور رئيسية، تبدأ بـ:
- تحليل الدوافع الاقتصادية والاجتماعية والسياسية التي تدفع الأفراد للهجرة من كندا والمكسيك إلى الولايات المتحدة، بما في ذلك إنهاء العمل بالمادة 42، وانتشار عصابات التهريب، والخوف من السياسات المتشددة المنتظرة في عهد ترامب.
- تقييم أثر الهجرة على سوق العمل الأمريكي، مع توضيح الفروق الدقيقة بين تأثيرات الهجرة الشرعية وغير الشرعية على الاقتصاد، والوظائف، والبرامج الاجتماعية.
- مقارنة تفصيلية بين سياسات الهجرة في عهدَي ترامب وبايدن، من حيث التشريعات، التنفيذ، والتغيرات في الخطاب السياسي والإعلامي تجاه المهاجرين.
- مناقشة تأثير الهجرة على العلاقات الاقتصادية والسياسية بين الدول الثلاث، خصوصًا بعد تهديد ترامب بفرض رسوم جمركية على كندا والمكسيك كرد فعل على تدفق المهاجرين، ما يُنذر بأزمة اقتصادية إقليمية.
- وأخيرًا، تقديم رؤية استشرافية شاملة لمستقبل المهاجرين في الولايات المتحدة في ظل ما يسمى بـ «أمننة» ملف الهجرة، والقرارات التنفيذية المتوقعة بإعادة العمل بسياسات الترحيل، وإنشاء معسكرات احتجاز، وتقييد برامج اللجوء.
وفي تصريح لها حول أهمية الدراسة، قالت الدكتورة بسمة فؤاد، مؤسس ورئيس مجلس أمناء مؤسسة المستقلين الدولية «IOI»: «إعداد هذه الدراسة لم يكن فقط جهدًا بحثيًا، بل ضرورة لفهم تحولات حقيقية على مستوى السياسات الدولية، وواقع جديد قد يهدد مصير ملايين المهاجرين. عودة ترامب للرئاسة لا تمثل مجرد تغيير سياسي، بل تؤسس لنهج أكثر قسوة في التعامل مع المهاجرين، وتعيد رسم الحدود السياسية والأمنية في أمريكا الشمالية».
وأضافت: «نحن في مؤسسة IOI ندرك أن قضية الهجرة ليست مجرد أرقام، بل حياة بشرية، واستقرار مجتمعات، وتوازنات سياسية حساسة، هذه الدراسة تحاول أن تقدم قراءة علمية عميقة، مع تسليط الضوء على التحديات الإنسانية والقانونية التي يواجهها المهاجرون، في ظل موجة جديدة من الخطابات العدائية والإجراءات الصارمة».
وتختتم الدراسة بعدد من التوصيات الاستراتيجية، منها:
- تعزيز التعاون الثلاثي بين كندا والمكسيك والولايات المتحدة لمواجهة الهجرة غير النظامية بطرق إنسانية وقانونية.
- تحسين البنية القانونية للهجرة النظامية، وتطوير برامج اندماج اقتصادي واجتماعي للمهاجرين.
- خلق توازن بين الأمن القومي وحماية حقوق الإنسان، خاصة في ظل تصاعد التيارات اليمينية التي تصوّر المهاجرين كتهديد وجودي.
وتعد هذه الدراسة واحدة من الإصدارات الاستراتيجية التي تعكس رؤية مؤسسة المستقلين الدولية في فهم وتحليل السياسات المرتبطة بالهجرة، والهجرة غير النظامية، انطلاقًا من دورها كمؤسسة مستقلة تعمل علي مكافحة الهجرة غير النظامية ودعم قضايا الهجرة لقراءة الدراسة كاملة، مـــن هــنـــــــــــا.
اقرأ أيضاًالهجرة والاستقالة.. أزمة نقص الأطباء إلى أين؟
نقابة الأطباء: سداد فاتورة التعليم للحد من الهجرة أفكار حمقاء
«التضامن» تشارك في زيارة تبادل الخبرات بملف مكافحة الهجرة غير الشرعية باليونان