العراق.. استنفار جوي وبحري لنقل زوّار الأربعين
تاريخ النشر: 25th, August 2023 GMT
شفق نيوز/ يواصل الزائرون من داخل العراق وخارجه مسيرهم صوب محافظة كربلاء للمشاركة بإحياء أربعينية الإمام الحسين، وسط استنفار أمني وخدمي.
ومع اقتراب موعد الزيارة، بلغت الاستعدادات ذروتها في تأمين الطرق البرية المؤدية الى كربلاء، فيما تستقبل المطارات العديد من الرحلات الجوية يومياً، وسط توقعات بزيادة الأعداد تدريجياً وتبلغ ذروتها خلال الأيام الأخيرة من موعد الزيارة.
وفي السياق، يقول مدير إعلام مطار النجف الدولي، حسين حلبوص، لوكالة شفق نيوز، إن "إدارة المطار قامت بتوفير جميع الاحتياجات لتسهيل مرور الزائرين".
ويتوقع حلبوص، أن "يستقبل مطار النجف من 120 الى 160 رحلة يومياً من مختلف الدول الإسلامية والعربية والأجنبية".
من جهته، يشير مدير مطار البصرة الدولي، عبدالحسين محسن، إلى أن "المطار يستقبل رحلات من أفغانستان وباكستان وأذربيجان وإيران، وهؤلاء المسافرون يأتون عبر الرحلات القطرية وفلاي دبي والتركية وليس بطائرات خاصة".
ويضيف محسن لوكالة شفق نيوز، أن "هؤلاء المسافرين يستخدمون النواقل الموجودة حالياً في مطار البصرة، الا أن أعدادهم بالآلاف خلال موسم الأربعينية".
ويبيّن، أن "الرحلات الجوية لا تتجاوز 5 إلى 6 رحلات في اليوم، وهذا يعود لبُعد مطار البصرة عن النجف وكربلاء، لذلك يفضل أغلب المسافرين التوجه لمطار النجف مباشرة".
وبدأت حشود زوار الأربعينية بالتوجه نحو كربلاء من مختلف المحافظات العراقية ومن خارج البلاد قبل أكثر من عشرة أيام، لأداء مراسم الزيارة التي ستبدأ في الخامس من شهر أيلول/ سبتمبر المقبل.
في السياق، أعلنت الشركة العامة للنقل البحري إتمام استعداداتها لتنفيذ خطة وزارة النقل الخاصة بالزيارة الاربعينية عبر تجهيز خمسين مركبة و(29) زورقاً.
وقال مدير عام الشركة المهندس احمد جاسم الاسدي في بيان ورد لوكالة شفق نيوز، "اكتملت الاستعدادات عبر تجهيز 50 عجلة متنوعة الحمولة لنقل الزوار مجانا في قاطع (الحسينية - العطيشي)".
وأشار الى "تخصيص (خمسة) زوارق للنقل مجانا في محافظة واسط (العزيزية) اختصارا للمسافات وتخفيف العبء على الزائرين، فيما سيكون هنالك (24) زورقاً للبدء بعملية نقل الزائرين من جمهورية ايران الاسلامية الى البصرة (ميناء خرمشهر الى رصيف الكورنيش على ضفاف شط العرب)".
واكد ان "التجهيزات كاملة في مرسى شط العرب لعمل مكاتب الجهات الساندة الحكومية من الجوازات ،ومهيئة لاستقبال العبارات الايرانية".
ويحيي المسلمون الشيعة ذكرى الزيارة الاربعينية بعد أربعين يوماً على عاشوراء ذكرى استشهاد الإمام الحسين مع أهل بيته وأصحابه في واقعة الطف على أيدي جيش الخليفة الأموي يزيد بن معاوية في سنة 61 للهجرة الموافق 680 ميلادي.
المصدر: شفق نيوز
كلمات دلالية: محمد شياع السوداني السوداني العراق نيجيرفان بارزاني بغداد ديالى الحشد الشعبي تنظيم داعش النجف السليمانية اقليم كوردستان اربيل دهوك إقليم كوردستان بغداد اربيل العراق اسعار النفط الدولار سوريا تركيا العراق روسيا امريكا مونديال قطر كاس العالم الاتحاد العراقي لكرة القدم كريستيانو رونالدو المنتخب السعودي ديالى ديالى العراق حادث سير صلاح الدين بغداد تشرين الاول العدد الجديد الزيارة الأربعينية شفق نیوز
إقرأ أيضاً:
قراءة في أبعاد ودلالات الزيارة السلطانية
لا يمكن قراءة الزيارة السامية لحضرة صاحب الجلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم -حفظه الله ورعاه- أمس إلى مدرسة السلطان فيصل بن تركي للبنين بولاية العامرات بمحافظة مسقط في معزل عن مشروع بناء الدولة الذي ينتهجه جلالته، أعزه الله، والذي يأتي التعليم في أولى أولوياته باعتباره المحرك الأساسي والمعوّل عليه لأي انتقال حقيقي من طور بنائي إلى طور آخر؛ خاصة وأن عصرنا هذا هو عصر الثورة التكنولوجية التي يحركها الذكاء الاصطناعي الذي ما زال العالم يحاول تصور مقدار تقدمه رغم أنه في عتباته الأولى.
وما زلنا نتذكر خطاب جلالة السلطان في شهر فبراير من عام 2020 والذي يمكن اعتباره «العقيدة السياسية» للمشروع التحديثي لصاحب الجلالة والذي تحدث فيه جلالته عن التعليم بشكل واضح جدا حيث قال: «إن الاهتمام بقطاع التعليم بمختلف أنواعه ومستوياته وتوفير البيئة الداعمة والمحفزة للبحث العلمي والابتكار سوف يكون في سلم أولوياتنا الوطنية، وسنمده بكافة أسباب التمكين باعتباره الأساس الذي من خلاله سيتمكن أبناؤنا من الإسهام في بناء متطلبات المرحلة المقبلة». تحدث جلالته في ذلك الخطاب عن «البيئة الداعمة والمحفزة للبحث العلمي والابتكار»، و«أسباب التمكين»، وربط جلالته بين كل ذلك وبين «متطلبات المرحلة المقبلة» التي لا تستقيم دون تعليم ودون تمكين ودون وبيئة محفزة.
ومن الواضح أن مدرسة السلطان فيصل بن تركي التي زارها جلالة السلطان أمس هي أحد النماذج التعليمية التي يتطلع لها سلطان البلاد والتي تتيح للطلاب في هذه المرحلة المبكرة من مسارهم التعليم من وضع أقدامه على العتبات الأولى من البيئة الداعمة للابتكار والبحث، حيث تضم المدرسة أحدث التقنيات والمختبرات التي يحتاجها التعليم الحديث.
وأكد جلالة السلطان المعظم خلال حديثه في المدرسة على أهمية الانتقال بالتعليم من التعليم التقليدي إلى التعليم الحديث، على أن التعليم التقليدي الذي تحدث عنه جلالة القائد ليس التعليم التقليدي الذي كنا نتحدث عنه قبل عقدين من الزمن، حيث تحول التعليم الذي كان حديثا في مطلع الألفية الجديدة إلى تعليم تقليدي في هذا الوقت وما نعتقده قمة في الحداثة اليوم سيكون بعد أقل من عقد واحد تعليما تقليديا وهذا أمر مفهوم في ظل التسارع التكنولوجي والمعرفي الذي يعيشه العالم.
إن وعي حضرة صاحب الجلالة السلطان المعظم التقدمي بأهمية تطوير التعليم ليتواكب مع معطيات العصر وتقنياته مهمة جدا خاصة وأنها تأتي ضمن رؤية استراتيجية أعم وأشمل لتطوير عُمان إلى مصاف الدول المتقدمة في مختلف المؤشرات.
لكن رؤية جلالة القائد، أيضا لا تقف بالتعليم عند حدود التقنيات الحديثة والثورة التكنولوجية، على أهميتها، ولكنه، أعزه الله، يربط بين هذا التقدم وبين التمسك بالقيم والأخلاق الرفيعة المستمدة من الدين الإسلامي والتي تعلي من مكانة الأخلاق وبناء الهوية الوطنية.
ومعنى التعليم، في فلسفة جلالة السلطان وفكره، هو الذين يمزج بين المعارف الحديثة وبين البحث والابتكار ولكن دون الانسلاخ من القيم والمبادئ ومن الهوية الوطنية وهذه الرؤية تتجاوز التعليم بوصفه بناء معرفيا إلى التعليم بوصفه بناء أخلاقيا وحضاريا وهذا هو الأبقى والأدوم للبشرية.
إن المرحلة القادمة من شأنها في ظل هذا التوجه وهذا الفكر السلطاني أن تشهد تطورا كبيرا في مسارات التعليم واهتماما لا رجعة فيه بتأهيل الكوادر التربوية لتستطيع تحقيق هذه الرؤية وهذه الفلسفة العميقة.. على أن الأمر يحتاج إلى جهد مجتمعي كبير وإلى تضافر الجهود من أجل أن تكون مخرجات التعليم قادرة على أن تحمل أمانة عُمان، أمانتها التاريخية التي لا تكتفي إلا أن تكون مساهمة في الحضارة الإنسانية وقادرة على التأثير فيها.