DeepMind تقلب الموازين.. الذكاء الاصطناعي بحاجة لتجربة لا إلى تدريب فقط
تاريخ النشر: 20th, April 2025 GMT
يشهد عالم الذكاء الاصطناعي مؤخرًا تحولًا كبيرًا في فهم كيفية تطوير النماذج الذكية، حيث لم تعد اختبارات مثل "اختبار تورينج" الشهيرة كافية لقياس التقدم الحقيقي.
فبينما تدّعي بعض النماذج تجاوز هذا الاختبار، يزداد الجدل حول ما إذا كانت هذه النماذج مصممة فقط لتحقيق نتائج جيدة في الاختبارات، وليس لتحقيق ذكاء حقيقي ومستدام.
لكن وفقًا لعلماء في وحدة DeepMind التابعة لشركة Google، فإن المشكلة لا تكمن في الاختبارات نفسها، بل في طريقة تطوير النماذج ذاتها، حيث يشيرون إلى أن البيانات المستخدمة لتدريب الذكاء الاصطناعي "محدودة وثابتة"، ولن تقود هذه النماذج إلى قدرات جديدة ومتقدمة.
وفي ورقة بحثية حديثة نشرتها DeepMind، ضمن كتاب مرتقب عن دار نشر MIT Press، يقترح العالمان الشهيران "ديفيد سيلفر" و"ريتشارد ساتون" أن الذكاء الاصطناعي يجب أن يُمنح نوعًا من "الخبرات التفاعلية"، ليتمكن من التفاعل مع العالم ووضع أهداف خاصة به بناءً على إشارات من البيئة المحيطة.
وكتب الباحثان في ورقتهما المعنونة "مرحبًا بكم في عصر التجربة و القدرات المذهلة ستظهر بمجرد استغلال الإمكانات الكاملة للتعلم التجريبي".
الجدير بالذكر أن سيلفر هو العقل المدبر وراء AlphaZero، نموذج الذكاء الاصطناعي الذي تفوق على البشر في ألعاب الشطرنج وGo، بينما يعتبر ساتون أحد مطوري منهجية "التعلم التعزيزي" (Reinforcement Learning) الحاصلة على جائزة تورينج، والتي كانت أساسًا في تطوير AlphaZero.
ويقوم النهج الجديد الذي يدعوان إليه، والذي أطلقا عليه اسم "Streams"، على تطوير الذكاء الاصطناعي بما يتجاوز قدرات نماذج اللغة الحالية (LLMs) مثل ChatGPT، والتي تقتصر في جوهرها على الرد على أسئلة المستخدمين.
الذكاء الاصطناعي التوليديويشير الباحثان إلى أن الانتقال من AlphaGo وAlphaZero إلى نماذج الذكاء الاصطناعي التوليدي (Gen AI) مثل ChatGPT، كان بمثابة تخلٍ عن التعلم التعزيزي، وهو ما وفر قدرات واسعة في التفاعل مع المستخدمين، لكنه تسبب في فقدان "قدرة النموذج على اكتشاف المعرفة ذاتيًا".
حُكم المستخدمفبينما تعتمد النماذج التوليدية الحالية على "حُكم المستخدم" في صياغة الأسئلة أو التعليمات، فإن هذا النهج، حسب وصف الباحثين، "يفرض سقفًا لا يمكن للنموذج تجاوزه، لأنه لا يستطيع استكشاف استراتيجيات جديدة لم يقدّرها المستخدم أصلاً".
يعد هذا الطرح دعوة لإعادة التفكير في مستقبل الذكاء الاصطناعي، والتركيز على نماذج قادرة على التعلُّم الذاتي من خلال التجربة، وليس فقط من خلال التدريب التقليدي على بيانات قديمة.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: عالم الذكاء الاصطناعي الذكاء الاصطناعي المزيد الذکاء الاصطناعی
إقرأ أيضاً:
جهاز ذكي يساعد المكفوفين على التنقل باستخدام الذكاء الاصطناعي
تمكن العلماء في الصين من تحقيق إنجاز علمي بارز في مجال دعم ذوي الإعاقة البصرية، حيث قاموا بتطوير جهاز ذكي قابل للارتداء يساعد المكفوفين وضعاف البصر على التنقل بحرية واستقلالية تامة.
ويعتمد الجهاز على تقنيات الذكاء الاصطناعي لتمكين المستخدمين من التنقل دون الحاجة إلى الاعتماد على الآخرين.
ويعمل الجهاز، الذي تم الكشف عن تفاصيله في دراسة حديثة نُشرت في دورية Nature Machine Intelligence، باستخدام مزيج من الفيديو، الاهتزازات، والإشارات الصوتية لتوفير إرشادات لحظية للمستخدم، مما يساعده على التعرف على محيطه واتخاذ القرارات بشكل فوري أثناء التنقل.
ويعتمد النظام على كاميرا صغيرة تُثبت بين حاجبي المستخدم، حيث تقوم هذه الكاميرا بالتقاط صور حية لبيئة المستخدم المحيطة، ثم يحلل المعالج الذكي هذه الصور باستخدام الذكاء الاصطناعي ليرسل أوامر صوتية قصيرة وواضحة عبر سماعات توصيل عظمي.
وتتمثل ميزة هذه السماعات في أنها لا تعزل المستخدم عن الأصوات المحيطة، مما يتيح له الاستماع إلى محيطه بشكل طبيعي أثناء تلقي الإرشادات الصوتية.
ولزيادة مستوى الأمان، تم تزويد الجهاز بحساسات دقيقة تُرتدى على المعصمين، وهذه الحساسات تهتز تلقائيًا في حال اقتراب المستخدم من جسم أو حاجز، مما يعطي إشارة لتنبيه المستخدم بتغيير اتجاهه لتفادي الاصطدام.
وتم تطوير هذا الجهاز من خلال تعاون بين عدة مؤسسات أكاديمية وعلمية بارزة، من بينها جامعة شنغهاي جياو تونغ، مختبر شنغهاي للذكاء الاصطناعي، جامعة شرق الصين للمعلمين، جامعة هونغ كونغ للعلوم والتكنولوجيا، والمختبر الوطني الرئيسي لعلم الأعصاب الطبي في جامعة فودان.
وما يميز الجهاز أيضاً هو خفة وزنه وتصميمه المدمج الذي يراعي راحة المستخدمين أثناء تنقلهم طوال اليوم. حيث يسمح للمستخدمين بالتنقل بحرية دون إجهاد، مما يسهم في تحسين جودة حياتهم اليومية.
وخضع النظام لاختبارات أولية في الصين شملت 20 متطوعاً من ضعاف البصر، وأظهرت النتائج أن معظم المشاركين تمكنوا من استخدام الجهاز بكفاءة بعد تدريب بسيط استغرق ما بين 10 إلى 20 دقيقة فقط.
وفي نسخته الحالية، يتمكن الجهاز من التعرف على 21 عنصراً شائعاً في البيئة المحيطة مثل الكراسي والطاولات والمغاسل وأجهزة التلفزيون والأسِرّة وبعض أنواع الطعام. ومع تطور الأبحاث، يطمح الفريق البحثي إلى توسيع قدرات الجهاز ليشمل التعرف على المزيد من العناصر في المستقبل.
ويعد الجهاز خطوة مهمة نحو تحقيق الاستقلالية التامة للمكفوفين في تنقلاتهم اليومية، ويعد نموذجًا للتطورات المستقبلية التي قد تحدث في مجال التكنولوجيا المساعدة للمكفوفين، مما يبشر بمستقبل أكثر إشراقًا لهذه الفئة من المجتمع.