تقدم جيد جداً في محادثات واشنطن وطهران النووية .. واجتماع جديد مرتقب
تاريخ النشر: 20th, April 2025 GMT
قال مسؤول أميركي رفيع، اليوم، إن المحادثات النووية بين الولايات المتحدة وإيران أحرزت "تقدماً جيداً جداً"، مشيرًا إلى أن الأجواء كانت "إيجابية" سواء في اللقاءات المباشرة أو غير المباشرة بين الجانبين.
وأكد المسؤول، بحسب شبكة “سكاي نيوز” عربية، أن الطرفين اتفقا على عقد جولة جديدة من المحادثات الأسبوع المقبل.
وأشار إلى أن المحادثات النووية تناولت عدة قضايا فنية وسياسية، موضحًا أن واشنطن ترى في المفاوضات "فرصة واقعية" لإعادة ضبط مسار البرنامج النووي الإيراني، شرط التزام طهران بالضوابط الدولية.
واختتمت جولة ثانية من المحادثات النووية غير المباشرة بين الولايات المتحدة وإيران في العاصمة الإيطالية روما، مساء السبت، بعد أربع ساعات من النقاشات التي جرت في مقر إقامة السفير العماني، بمشاركة المبعوث الأمريكي ستيف ويتكوف ووزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي، وسط حضور لافت لوزير الخارجية العماني بدر البوسعيدي الذي لعب دور الوسيط الرئيسي.
تأتي هذه المحادثات في وقت يتواصل فيه الجدل داخل إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب وبين واشنطن وتل أبيب، بشأن أفضل السبل لمنع إيران من امتلاك سلاح نووي، بين من يدفع باتجاه الدبلوماسية ومن يطالب بالخيار العسكري، لا سيما رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو.
لكن ترامب بدا مصرًا في الوقت الراهن على إعطاء الفرصة للمسار الدبلوماسي، إذ صرّح يوم الجمعة من المكتب البيضاوي قائلاً: “أريد لإيران أن تكون عظيمة ومزدهرة ورائعة، لكن لا يمكنها امتلاك سلاح نووي، وإن حصلت عليه، فأنتم جميعًا ستكونون في خطر كبير.”
ووفقًا لمسؤولين أمريكيين، فإن جولة روما كانت تهدف إلى وضع إطار لآلية المفاوضات المقبلة، بعد أن ركزت الجولة الأولى في مسقط الأسبوع الماضي على تحديد نغمة الحوار وصيغته.
وفي بيان صادر عن الوساطة العُمانية، أُعلن أن الطرفين اتفقا على "الانتقال إلى المرحلة التالية" من المفاوضات بهدف التوصل إلى اتفاق "عادل، دائم وملزم يضمن خلو إيران تمامًا من الأسلحة النووية، مع رفع العقوبات، والسماح لها بتطوير برنامج نووي سلمي."
من جانبها، وصفت وزارة الخارجية الإيرانية المحادثات بـ"المفيدة"، مؤكدة أنها ستُستكمل خلال الأيام المقبلة بجولة فنية، يعقبها لقاء رفيع المستوى يوم السبت المقبل.
وكان اختيار روما كمكان بديل لمسقط ناتجًا عن طلب أمريكي لتقليل وقت السفر، إلا أن الإيرانيين أصروا على بقاء الوساطة العُمانية.
اللافت أن ويتكوف توجه إلى روما بعد لقاء سري في باريس، جمعه بمسؤولين إسرائيليين بارزين هما وزير الشؤون الاستراتيجية رون ديرمر ورئيس الموساد ديفيد برنيا، اللذين حاولا التأثير على الموقف الأميركي قبل بدء المحادثات. وتشير مصادر إلى أن ديرمر يوجد الآن في روما، دون تأكيد ما إذا كان سيلتقي ويتكوف.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: الولايات المتحدة وإيران روما وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي المبعوث الأمريكي ستيف ويتكوف الرئيس الأميركي دونالد ترامب واشنطن وتل أبيب المزيد
إقرأ أيضاً:
واشنطن وطهران.. مقارنة بين اتفاق 2015 ومطالب 2025 وموقف إسرائيل
أعلن وزير الخارجية الأميركي مارك روبيو أمس الأربعاء قبول واشنطن امتلاك إيران لبرنامج نووي سلمي، في مؤشر على تراجع حدة الخلاف بين الطرفين بعد انخراطهما في عملية تفاوض انطلقت مؤخرا من سلطنة عمان.
إيران أيضا، أرسلت إشارة بإمكانية التوصل لاتفاق، إذ عبر وزير خارجيتها عباس عراقجي عن تفاؤله بإحراز تقدم في التفاوض مع واشنطن.
وكانت إيران توصلت لاتفاق مع القوى الدولية في 2015 بشأن البرنامج النووي، ولكن دونالد ترامب سحب واشنطن من هذا الاتفاق في عام 2018، فردت طهران بتنصلها منه كليا.
فيما يلي مقارنة بين اتفاق 2015، وملامح الاتفاق الذي قد تسفر عنه مفاوضات 2025، إلى جانب الموقف الإسرائيلي:
2015.. تنازلات ومكاسب متبادلة
في 2015، توصلت القوى الدولية وطهران لاتفاق اعتبر لحظة فارقة في علاقات الطرفين التي خيم عليها التوتر الشديد لعقود.
تمحور الاتفاق حول إجراءات تمنع إيران من صنع سلاح نووي، مقابل رفع العقوبات الدولية عنها.
وقد تضمن الاتفاق بنودا واضحة تقيد البرنامج النووي الإيراني من قبيل تخصيب اليورانيوم بنسب منخفضة، ومنع طهران من استخدام أجهزة الطرد المركزي الحديثة.
إلى جانب التفتيش الدولي للمنشآت النووية، حيث يسمح بدخول المفتشين إلى المواقع المشبوهة بما فيها المواقع العسكرية.
كذلك، يشمل الاتفاق عدم إنشاء إيران مفاعلات نووية جديدة تعمل بالماء الثقيل، خلال 15 عاما.
وينص الاتفاق على أن تشرف روسيا على تأمين الوقود النووي لإيران.
إعلانفي المقابل، يقضي الاتفاق برفع العقوبات الاقتصادية والمالية الأوروبية والأميركية على إيران.
وقد نص الاتفاق على أنه مقابل التزامات إيران، تتعهد الأطراف الأخرى، برفع كافة العقوبات عن إيران بما فيها العقوبات المفروضة من الأمم المتحدة.
وبموجب الاتفاق، تتعهد الولايات المتحدة الأميركية والاتحاد الأوروبي بعدم فرض أي حظر جديد على إيران.
وحينها، ذكرت وكالة الأنباء الإيرانية أن الاتفاق ينص على الإفراج عن جزء من الأرصدة الإيرانية المجمدة في الخارج.
لكن ترامب سحب الولايات المتحدة من هذا الاتفاق في ولايته الأولى عام 2018.
ردا على ذلك، تنصلت إيران من الاتفاق وتمكنت من الوصول بنسبة التخصيب إلى 60%، مقتربة بذلك من النسبة التي تمكّنها من صناعة قنبلة نووية (90%).
كما بدأت بتشغيل أنظمة طرد مركزي أكثر تقدما من تلك التي سمح بها الاتفاق النووي.
2025.. تغيرات سياسية وشروط مشددة
مطالب الطرفين في 2025، لا تختلف في جوهرها عن بنود اتفاق 2015.
ذلك أن الهدف الأساسي الأميركي المعلن هو منع طهران من صنع قنبلة نووية، بينما هدف طهران المعلن يتلخص في بناء برنامج نووي سلمي مع رفع العقوبات الاقتصادية عن البلاد.
ولكن إيران كانت أقوى سياسيا في 2015 مقارنة بعام 2025، حيث سقط النظام الموالي لها في دمشق، وتلقى حليفها الثاني حزب الله انتكاسة كبيرة في حربه مع إسرائيل.
هذا المتغير يشجع واشنطن على وضع مطالب جديدة، وقد يجبر طهران على تقديم تنازلات كانت مستبعدة في الأعوام الماضية.
وبعد أن كان اتفاق 2015 يبقي تخصيب إيران لليورانيوم في حدود معينة، تطالب واشنطن حاليا بتجريد طهران من هذا الحق بشكل كامل.
وقال وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو إن بإمكان إيران امتلاك برنامج نووي مدني سلمي إذا أرادت ذلك عبر استيراد المواد المخصبة، وليس بتخصيب اليورانيوم.
وأكد روبيو أن على إيران أن تتخلى عن كل عمليات تخصيب اليورانيوم إذا كانت ترغب في التوصل إلى اتفاق في المحادثات الجارية مع إدارة الرئيس دونالد ترامب وتجنب خطر اندلاع صراع مسلح.
وبشكل عام، يسعى الرئيس الأميركي إلى اتفاق أكثر صرامة، يقيّد البرنامج النووي الإيراني بشكل دائم لا مؤقت.
إعلانكذلك، يطالب ترامب بوضع قيود على تطوير إيران للصواريخ الباليستية، التي يراها تهديدا للولايات المتحدة.
وفي اتفاق 2015، لم يكن البرنامج الصاروخي أصلا محل تفاوض.
أما إيران، فتطالب برفع العقوبات الاقتصادية، التي أدت إلى تدهور قيمة العملة وارتفاع التضخم، وتهدف للعودة بنفطها إلى السوق الدولية وضمان تدفق عائداته، وإعادة اندماجها في النظام المالي العالمي.
كما تطالب برفع الحرس الثوري الإيراني من قائمة المنظمات الإرهابية الأجنبية، بعدما صنفته إدارة ترامب عام 2019.
وتصر على الاعتراف بحقها في برنامج نووي للأغراض السلمية، مثل توليد الطاقة والبحث العلمي.
وتشدد طهران على ضرورة وجود ضمانات ملزمة من الولايات المتحدة بعدم الانسحاب من أي اتفاق نووي جديد، إذ لا تزال تجربة الانسحاب الأميركي من اتفاق 2015 تلقي بظلالها على أي مسار تفاوضي جديد.
الموقف الإسرائيلي
في 2015، عارضت إسرائيل بشدة الاتفاق النووي بين طهران والقوى الدولية، وحاليا تبدي قلقا كبيرا إزاء احتمال التوصل لاتفاق جديد بين إيران والولايات المتحدة.
وبشكل شبه يومي يهدد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بتوجيه ضربة عسكرية لإيران.
وذكر تقرير الأربعاء أن إيران تعزز التدابير الأمنية حول مجمعين من الأنفاق على عمق كبير يتصلان بمنشآتها النووية الرئيسية، وتكتفي الولايات المتحدة بمطلب سلمية البرنامج النووي الإيراني.
لكن إسرائيل تذهب إلى أبعد من ذلك وتصر على أن أي محادثات يجب أن تؤدي إلى تفكيك البرنامج النووي الإيراني بالكامل، مثل ما حصل مع التجربة الليبية.