انتشر مقطع فيديو بشكل واسع عبر مواقع التواصل الاجتماعي في سوريا، زُعم أنه يُوثق العثور على جثة متحللة تعود لشخص مجهول الهوية، عُلّقت فوق سطح أحد الأبنية في كفرنبل بمحافظة إدلب.

وكشفت تقارير أن هذه الجثة من ضحايا انتهاكات نظام بشار الأسد، حيث لم يتبقَّ من الضحية سوى هيكل عظمي بدا مثبتاً “بالمقلوب” على عمود إسمنتي فوق بناء قيد الإنشاء.

وأثار المقطع حالة من الجدل والاستياء، خاصة بعد أن ربطه البعض بملف الانتهاكات الجسيمة التي ارتُكبت خلال سنوات الحرب، إلا أن علامات الشك بدأت تظهر مع فحص تفاصيل الفيديو وتوقيت انتشاره.

من جهته، تحرّك فريق منصة “تأكد” المتخصص في التحقق من الأخبار والمحتوى البصري، لإجراء تحقيق شامل حول صحة المقطع.

وبعد بحث معمق، توصّل الفريق إلى أن الفيديو لا يمت للحقيقة بصلة، بل يُعد من المحتوى المضلل الذي يُراد به إثارة البلبلة واستغلال الأوضاع الأمنية والسياسية.

وأظهر التحقيق صورة مقرّبة للهيكل العظمي بعد إنزاله، كشفت عن تفاصيل لم تكن واضحة في المقطع الأصلي، ما ساعد في التحليل الفني للمشهد.

وللتأكد من الطبيعة البيولوجية للعظام، عُرضت الصورة على طبيب مختص في جراحة العظام، والذي حسم الجدل بقوله إن الهيكل الظاهر لا ينتمي إلى جثة بشرية حقيقية، مشيراً إلى أن العظام المعروضة لا تُظهر الخصائص التي تميز العظام البشرية التي مرت بعمليات تحلل طبيعي، مما يرجّح أن ما شوهد في الفيديو مجرد مجسم غير حقيقي.

وبناءً على هذه المعطيات، تبيّن أن الفيديو لا يوثق جريمة أو حادثة واقعية، بل يُصنّف ضمن محاولات التضليل الإعلامي التي تهدف إلى توجيه الرأي العام، ما يُبرز مجدداً أهمية التحقق من المعلومات قبل تصديقها أو تداولها، خاصة في سياقات مشحونة سياسياً كالساحة السورية.

المصدر: جريدة الحقيقة

إقرأ أيضاً:

ضجة على مواقع التواصل بعد ظهور فيديو نادر لاغتيال السادات.. ما القصة؟

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

اشتعلت مواقع التواصل الاجتماعي خلال الساعات الماضية بعد تداول مقطع فيديو نادر يُظهر لحظة اغتيال الرئيس الراحل محمد أنور السادات، أثناء العرض العسكري بمناسبة ذكرى انتصار السادس من أكتوبر عام 1981، في مشهد لا يُنسى من تاريخ مصر السياسي الحديث.

الفيديو، الذي لم يكن متداولًا من قبل، ظهر بجودة عالية وزاوية تصوير جديدة تُظهر لحظة نزول الجناة من الشاحنة العسكرية وسط العرض، وفتحهم النار على المنصة الرئيسية التي كان يجلس فيها السادات وكبار قادة الدولة. ويبدو أن المقطع تم تصويره من زاوية قريبة نسبيًا، تُمكن المشاهد من متابعة تحركات الجناة لحظة بلحظة، وهو ما أثار تساؤلات حول مصدر الفيديو، وكيف لم يُكشف عنه طوال السنوات الماضية.

هل الفيديو حقيقي أم مفبرك؟

على الرغم من الترويج للمقطع باعتباره جديدًا، فإن التحقيقات الرقمية أظهرت أن الفيديو قديم، وتمت إعادة تداوله خارج سياقه الأصلي، المقطع الذي تبلغ مدته نحو 4 دقائق و30 ثانية، جزء من فيديو أطول مدته 23 دقيقة، نُشر في الأصل على قناة أرشيفية معنية بتوثيق الأحداث التاريخية الكبرى.

ورغم التفاعل الواسع، لم تُصدر أي جهة رسمية حتى الآن بيانًا يوضح حقيقة الفيديو أو يحدد مصدره، ما فتح الباب أمام سيل من التحليلات والافتراضات. البعض رجّح أن الفيديو قد يكون جزءًا من أرشيف رسمي تم تسريبه عن طريق الخطأ أو بفعل فاعل، المقطع نُشر لأول مرة في مايو 2022 تحت عنوان يوثق لحظة الاغتيال، ولم يكن بثًا حديثًا كما ادعت بعض الحسابات.

كيف انتشر الفيديو بهذا الشكل المفاجئ؟

بدأ انتشار المقطع بشكل سريع جدا صباح الاثنين 21 أبريل 2025، بعد أن نشرته صحفية مصرية عبر حسابها على منصة "إكس"، مرفقًا بتعليق خبري. لكن سرعان ما التقطت حسابات أخرى الفيديو وأضافت إليه روايات وتحليلات متباينة، ادعت أن النشر الأخير يحمل رسائل سياسية أو إشارات ضمنية موجهة لدول أو جهات بعينها.

دعوات للتحقق قبل التفاعل

يشدد خبراء الإعلام الرقمي على أهمية التحقق من مصدر المحتوى وتاريخ نشره الأصلي قبل الانجراف وراء التفسيرات المضللة، خاصة عندما يتعلق الأمر بلحظات تاريخية حساسة تمس وجدان الشعوب.

مقالات مشابهة

  • مستقبل علاقة دمشق بالفصائل والحركات الفلسطينية
  • ربيع دمشق يفتح أبوابه من جديد بعد قمعه على يد بشار الأسد قبل 24 عاما
  • بريطانيا ترفع العقوبات عن مؤسسات سورية وتدعو للاستثمار
  • الشرع يكشف رد روسيا بشأن تسليم بشار الأسد
  • ضجة على مواقع التواصل بعد ظهور فيديو نادر لاغتيال السادات.. ما القصة؟
  • سوريا .. أول تصريح علني لـ أحمد الشرع حول مصير الرئيس بشار الأسد
  • اعتقال «أحمد صواب» يشعل الجدل في تونس.. ومطالبات بالإفراج الفوري عنه
  • الشرع يكشف للإعلام الأمريكي عن الاطراف التي سوف تتضرر في حال وقعت في سوريا أي فوضى
  • تقرير ياباني: البوليساريو منظمة إرهابية متورطة مع نظام بشار الأسد
  • امرأة تقتل رجل بالرصاص خلال جلوسه مع زوجته.. فيديو