الفن التشكيلي في زمن الذكاء الاصطناعي!
تاريخ النشر: 20th, April 2025 GMT
هزاع أبوالريش
في زمن الذكاء الاصطناعي، وما يمكن أن نطلق عليه مجازاً «زمن الانفجار العظيم للتقنيات التي تتجاوز القدرات البشرية المحدودة»، تواجه العديد من الفنون البصرية بمختلف أنواعها تحديات وأسئلة حول ما يمكن الاستفادة منه، وما يمكن الابتعاد عنه عند الاستعانة بالتقنيات والبرامج والتطبيقات التي تعتمد في برمجتها وأدائها على الذكاء الاصطناعي، فثمة إمكانيات هائلة تقدمها هذه التقنية للفنانين التشكيليين فيما يتعلق بتوفير الوقت والجهد، وكذلك في ابتكار أفكار تعبيرية جديدة عبر أدوات عصرية غير معهودة من قبل.
يقول الدكتور محمد علي، الرئيس التنفيذي لمجموعة «تنفس الإبداع»: «شهدت الساحة الفنية الإماراتية تحولاً ملحوظاً مع دخول تقنيات الذكاء الاصطناعي إلى مجال الفنون التشكيلية، حيث أصبحت الأداة الرقمية شريكاً في الإبداع لا بديلاً عنه. وقد استفاد الفنانون الإماراتيون من هذه التقنية في استكشاف أشكال جديدة من التعبير الفني، وابتكار أعمال تجمع بين الحس الإنساني والدقة التكنولوجية». لافتاً إلى أن الذكاء الاصطناعي ساهم في تسريع عمليات التصميم، وتحليل الألوان، وإنشاء لوحات تفاعلية تعتمد على البيانات والمشاعر. كما أصبحت المعارض الرقمية منصة رئيسية لعرض هذه الأعمال، حيث تتيح للجمهور التفاعل مع اللوحات بشكل حيّ، عبر تطبيقات ذكية وتحليل بيانات المشاهدين، وهذا التكامل بين الفن والتكنولوجيا يعزز من مكانة الإمارات كمركز للإبداع المعاصر، ويمنح الفنان المحلي أدوات جديدة لتوصيل رسالته، دون المساس بجوهر الهوية والثقافة».
من جانبها تقول الفنانة التشكيلية فاطمة عدنان الشرهان: «أصبح الذكاء الاصطناعي أداة شائعة في العديد من المجالات، بما في ذلك الفنون التشكيلية، فالعديد من الفنانين بدأوا في استخدام هذه التقنية لتحويل أفكارهم الإبداعية إلى أعمال فنية غير تقليدية، ومن خلال الذكاء الاصطناعي يمكن للفنانين إنشاء أعمال فنية مبتكرة. الكثير من الفنانين الإماراتيين استفادوا من هذه التقنية في تعزيز إبداعاتهم، حيث استخدموها لإنتاج أعمال تعكس الثقافة الإماراتية بطرق جديدة، والذكاء الاصطناعي منحهم الفرصة للتعبير عن أنفسهم بشكل مختلف، مع الحفاظ على هوية أعمالهم». وتضيف: «شهدنا في الآونة الأخيرة استخدام العامة لتقنيات الذكاء الاصطناعي في توليد وتحويل الصور إلى أنماط لأنواع مختلفة من استوديوهات الأنميشن، أو تحويل اللوحات إلى أشكال حديثة ومختلفة. أما بالنسبة لي شخصياً، فقد قمت بتحويل رسوماتي، التي كانت مستوحاة من خيالي إلى صور حقيقية، وهذا بحد ذاته في رأيي الشخصي يعد نقلة نوعية تعكس جمالية الطرح، فالذكاء الاصطناعي يفتح أمامنا آفاقاً جديدة في الفن، ولكنه في الوقت نفسه قد يحد من الإبداع البشري إذا تم استخدامه بشكل مفرط».
وترى الفنانة التشكيلية خولة يوسف الحوسني أن برامج الذكاء الاصطناعي ساهمت كثيراً في دعم الفنان وتوليد أفكار إبداعية مبتكرة لديه، وتوفير الوقت والجهد من خلال استخدام تقنية الذكاء الاصطناعي لعمل تجارب فنية مختلفة على العمل الفني للوصول إلى النتيجة التي تُرضي الفنان وتترجم أفكاره. كما فتحت للفنان آفاقاً جديدة لتطوير عمله الفني وإعادة بناء لوحته من جديد من خلال التعديل على الألوان والظلال والتفاصيل المختلفة في اللوحة لإنتاج لوحة جديدة بمنظور وأسلوب فني مختلف. مشيرة إلى أن الذكاء الاصطناعي يتيح تحريك الصور واللوحات بشكل متقن، ما يوفر التكاليف على الفنانين ويوفر لهم فرصاً أكبر لمعالجة الصور والاستفادة منها.
وتختتم الحوسني بقولها: «تسهم التكنولوجيا في تحسين جودة اللوحات وإتاحة الفرصة للفنان لقياس مدى تفاعل الجمهور مع لوحاته الفنية، ما يتيح له فهم الآراء المختلفة للجمهور ومتذوقي الفن والعمل على تطوير الأعمال الفنية بما يناسب الأذواق المختلفة، ومعرفة احتياجات السوق من الأعمال الفنية، حيث تلعب التكنولوجيا دوراً مهماً في انتشار الفنان وتوفير الفرص لتسويق لوحاته وأعماله الفنية».
المصدر: صحيفة الاتحاد
كلمات دلالية: الفن التشكيلي الذكاء الاصطناعي الذکاء الاصطناعی هذه التقنیة
إقرأ أيضاً:
خبراء يحذِّرون: الذكاء الاصطناعي يجعل البشر أغبياء
#سواليف
أصبح #الذكاء_الاصطناعي جزءاً لا يتجزأ من مختلف جوانب حياتنا، وقد حقق تقدماً كبيراً في #مجالات_متعددة.
إلا أن هذه التقنية تثير بعض المخاوف المتعلقة بالسلامة والأمان، كما يخشى البعض من أن تحل محل البشر في بعض #الوظائف.
والذكاء الاصطناعي هو عملية محاكاة نظم الحاسوب لعمليات الذكاء البشري، بهدف تحقيق أمر ما. وقد حذَّرت مجموعة من الخبراء في دراسة جديدة من أن هذه التقنية تجعل البشر أغبياء.
وحسب صحيفة «الغارديان» البريطانية، فقد حلَّل الخبراء عدداً من الدراسات السابقة التي تُشير إلى وجود صلة بين التدهور المعرفي وأدوات الذكاء الاصطناعي، وخصوصاً في التفكير النقدي.
مقالات ذات صلة ثورة علمية.. الذكاء الاصطناعي يحل لغزا حيّر العلماء لأكثر من مئة عام 2025/04/29وتُشير إحدى الدراسات التي تم تحليلها إلى أن الاستخدام المنتظم للذكاء الاصطناعي قد يُسبب ضموراً في قدراتنا المعرفية الفعلية وسعة ذاكرتنا، بينما توصلت دراسة أخرى إلى وجود صلة بين «الاستخدام المتكرر لأدوات الذكاء الاصطناعي وانخفاض قدرات التفكير النقدي»، مُسلِّطة الضوء على ما أطلق عليه الخبراء «التكاليف المعرفية للاعتماد على أدوات الذكاء الاصطناعي».
وأعطى الباحثون مثالاً لذلك، باستخدام الذكاء الاصطناعي في مجال الرعاية الصحية؛ حيث تُحسِّن هذه التقنية كفاءة المستشفيات على حساب الأطباء، والذين تقل لديهم القدرة على التحليل النقدي لحالات المرضى واتخاذ القرارات بشأنها.
ويشير الخبراء إلى أن هذه الأمور تؤدي مع مرور الوقت إلى زيادة غباء البشر؛ لافتين إلى أن قوة الدماغ هي مورد إن لم يتم استخدامه فستتم خسارته.
وأكد الخبراء أن اللجوء لتقنيات الذكاء الاصطناعي مثل «تشات جي بي تي» في التحديات اليومية مثل كتابة رسائل بريد إلكتروني مُعقدة، أو إجراء بحوث، أو حل المشكلات، له نتائج سلبية للغاية على العقل والتفكير والإبداع.
وكتب الخبراء في الدراسة الجديدة: «مع ازدياد تعقيد المشكلات التي يُحمِّلها البشر لنماذج الذكاء الاصطناعي المختلفة، نميل إلى اعتبار الذكاء الاصطناعي «صندوقاً سحرياً»، أي أداة شاملة قادرة على القيام بكل ما نفكر فيه نيابة عنا. وهذا الأمر تستغله الشركات المطورة لهذه التقنية لزيادة اعتمادنا عليها في حياتنا اليومية».
إلا أن الدراسة حذَّرت أيضاً من الإفراط في التعميم وإلقاء اللوم على الذكاء الاصطناعي وحده في تراجع المقاييس الأساسية للذكاء في العالم، مشيرين إلى أن هذا الأمر قد يَنتج أيضاً لتراجع اهتمام بعض الحكومات بالتعليم، وقلة إقبال الأطفال على القراءة وممارسة ألعاب الذكاء.