هل تدفع أزمة الاحتلال الإسرائيلي السياسية إلى تصعيد عسكري مع غزة؟
تاريخ النشر: 25th, August 2023 GMT
رأى محللون سياسيون أن الأزمة السياسية في دولة الاحتلال الإسرائيلي، تخلق فرصة لعودة التوتر والتصعيد العسكري في قطاع غزة، وسط تحذيرات من تداعيات محلية وإقليمية.
وبحسب المحللين فإن العوامل لدى الاحتلال تتمثل في تراجع "مستوى الردع" جراء تزايد العمليات الفلسطينية التي تسفر عن مقتل مستوطنين ردا على اعتداءات إسرائيلية متواصلة، ولذلك قد تلجأ إسرائيل إلى تصعيد على أمل استعادة الردع والحفاظ على صورتها.
أما العوامل الفلسطينية، فتتمثل في استمرار العمليات ضد المستوطنين في الضفة الغربية واتهام حركة المقاومة الإسلامية (حماس) بالتحريض عليها، فضلا عن عودة الحراك الشعبي والعسكري على حدود القطاع مع "إسرائيل"، والتي قد تعتبره الأخيرة استفزازا يتطلب الرد، وفق وكالة "الأناضول".
وبحسب المحللين فإن الاحتلال قد يلجأ إلى سيناريو آخر قائم على عملية اغتيال لقيادات في المقاومة و"حماس" خارج فلسطين؛ لتفادي تداعيات ومخاطر محتملة لأي عملية عسكرية جوية في ظل الأزمة الإسرائيلية الراهنة.
وتعاني دولة الاحتلال منذ أشهر من انقسام سياسي وشعبي حاد؛ على خلفية مشاريع قوانين لتعديل القضاء تدفع بها حكومة رئيسة الوزراء بنيامين نتنياهو بزعم محاولة استعادة توازن مفقود بين السلطات القضائية والتشريعية والتنفيذية، بينما تقول المعارضة إنها تقلص صلاحيات المحكمة العليا.
ورأى محللون أن كافة الخيارات التي قد تلجأ إليها دولة الاحتلال واردة، وبينها الرد عبر "التوسع الاستيطاني في الضفة الغربية، وتزايد عنف المستوطنين بحق الفلسطينيين وممتلكاتهم.
المحلل السياسي والخبير في الشؤون الإسرائيلية وديع أبو نصار قال للأناضول إن "التهديدات التي أطلقها نتنياهو جادة، خاصة في ظل الأزمة التي يمر بها".
وأرجع أبو نصار أزمة نتنياهو إلى أسباب أولها "تصاعد العمليات الفلسطينية ضد المستوطنين بما يدل على تراجع مستوى الردع، ما من شأنه أن يخلق مشكلة مع حلفائه في اليمين المتطرف (داخل الائتلاف الحاكم)".
وأما السبب الثاني، فأوضح أبو نصار أنه يتمثل في "المشهد المعقد الذي يمر به نتنياهو، فإقدامه على تنفيذ عملية عسكرية قد يحمل الكثير من المخاطر، فيما أن الابتعاد عنها قد يعد ضعفا".
وتابع: "في هذه الفترة يكاد لا يكون هناك دعم دولي لنتنياهو، ووضعه في المجتمع الدولي ضعيف جدا.. في السابق كان المجتمع الدولي يغمض عينيه عن أي عملية عسكرية يشنها، لكن اليوم الأمر بات مختلفا، ما يزيد من تعقيد المشهد بالنسبة له".
أبو نصار أردف أن إسرائيل قد تلجأ لعدة سيناريوهات بحثا عن الانتقام من الفلسطينيين، بينها تنفيذ عملية عسكرية أو تصعيد ضد غزة التي تحاصرها تل أبيب منذ صيف 2007.
واعتبر أن الحراك الشعبي والعسكري الذي شهده قطاع غزة والمنطقة الحدودية مع إسرائيل في الفترة الأخيرة من شأنه أن "يرفع احتمالية سيناريو العملية العسكرية".
والأسبوع الماضي، أطلقت فصائل من المقاومة الفلسطينية نحو 50 صاروخا تجريبيا باتجاه البحر المتوسط، فيما اعترضت "القبة الحديدية" قبل نحو ثلاثة أيام "قطعة جوية مسيرة" في سماء غزة.
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة مقابلات غزة الفلسطينية المقاومة فلسطين غزة المقاومة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة عملیة عسکریة أبو نصار
إقرأ أيضاً:
خبير عسكري يوضح أهمية عملية انتشار القوات السورية في حلب ومحيطها
أكد الخبير العسكري والاستراتيجي العميد عبد الله الأسعد أن عملية إعادة انتشار وتموضع القوات السورية -في مدينة حلب وريفها الشرقي- تأتي ضمن خطة عسكرية متكاملة تم التخطيط لها على عدة مراحل، مشيراً إلى أن هذه العملية لا تنفصل عن الإجراءات الأمنية الجارية في مناطق أخرى من البلاد.
وأوضح الأسعد -خلال فقرة نافذة من دمشق- أن إعادة الانتشار والتموضع سبقها استطلاع ومسح أمني وتوزيع مهام للقوى الموجودة في حلب، وتحديد الجهات التي ستستلم المناطق المختلفة، وتنظيم التعاون وتنسيقه بين كافة القوات الأمنية ضمن المدينة.
وكان مصدر عسكري سوري قد قال للجزيرة إن قوات الجيش تقوم بإعادة انتشار ضمن خطة لإعادة التنظيم والتموضع العسكري في ريف حلب، وأوضح أن الفيديوهات المنتشرة بشأن إرسال تعزيزات عسكرية إلى ريف حلب تعكس تحركات طبيعية في سياق تنظيمي معتاد.
ولفت العميد الأسعد إلى أن العملية الجارية في أحياء المدينة، ومن بينها حيا الأشرفية والشيخ مقصود، تتكامل مع الانتشار حول سد تشرين.
وفيما يتعلق بالسد، شدد الأسعد على أهميته الإستراتيجية قائلاً: سد تشرين من المنشآت الحيوية التي لا تحمى فقط بالبندقية والرشاش، بل تحتاج إلى سلاح وعتاد ثقيل، لأن أي تعدٍ عليه أو انفجار للسد سيؤدي إلى كارثة.
إعلان
تفاهمات مسبقة
وبيّن الخبير الإستراتيجي أن عملية استلام القوات الحكومية للمنطقة المحيطة بالسد جاءت بناءً على تفاهمات مسبقة مع مختلف الأطراف.
وكشف الأسعد عن وجود تنسيق بين مختلف القوى على الأرض، موضحاً أن هناك مساعدة من قبل قوات الجيش والفصائل المحلية، إضافة إلى السماح من قبل قوات "سوريا الديمقراطية" (قسد) لهذه القوى بالانتشار.
كما أشار إلى أن العملية تتضمن مسح المنطقة من الألغام والمتفجرات وبقايا الحرب الموجودة حول السد، مؤكداً أن هذا الموضوع بالكامل خطة تقويمية لا تنفصل أيضاً عن موضوع منطقة اللجاة التي تقع جنوب دمشق.
وانتقل الخبير العسكري للحديث عن التحديات الأمنية في اللجاة، موضحا أنها منطقة جبلية وعرة تكونت من بركان جبل العرب بمحافظة السويداء، وهي صخور فيها كهوف ومغارات يستخدمها اللصوص للاختباء بعد تنفيذ عملياتهم، وذكر بأن هذه المنطقة شهدت حوادث قطع للطريق واعتداءات على المسافرين.
وشدد العميد الأسعد على أهمية تأمين الطرق العامة قائلاً: نحن أمام حملة أمنية ليست أولها اللجاة وليست آخرها منطقة الكسوة الممتدة على يمين ويسار الطريق التي يجب تأمينها.
وأكد الخبير العسكري أهمية تأمين طرق المواصلات الدولية، مشيراً إلى أن هذا يتعلق باتصال دمشق مع عمان والخليج، خاصة للعربات السياحية، مؤكداً أن الدولة تنهض الآن بكامل قواها وجاهزيتها الأمنية من أجل تأمين الطرقات والمناطق.