أعلن زعماء مجموعة بريكس، انضمام 6 دول جديدة إلى التكتل الاقتصادي، من بينهم 3 دول عربية هم مصر والسعودية والإمارات، في خطوة تستهدف تقوية التحالف وتعزيز دوره العالمي.

 

ونظرًا للتحديات الاقتصادية التي تواجهها مصر الفترة الحالية، فإن الإعلان عن انضمامها إلى "بريكس" اعتبارا من يناير 2024، جاء بمثابة نقطة ضوء تلقاها المصريون في الداخل والخارج أيضًا بترحيب وتفاؤل كبير .

واستطلعت "بوابة الوفد الإلكترونية" آراء عددًا من المصريين في الخارج، والذين أبدوا ترحيبهم بالانضمام لدول بريكس، عاكسين صورة من التفاؤل والأمل لنهضة الاقتصاد المصري، والتقدم في ملف أزمة العملة الأجنبية وضغوط الاستيراد.

 

علاء سليم 

وبدوره علق علاء سليم، الأمين العام للاتحاد العام للمصريين بالخارج، على دخول مصر لمجموعة بريكس.

 

 دخول مصر مجموعة بريكس اعتبارا من يناير 2024

 

 

وقال "علاء سليم": " دخول مصر مجموعة بريكس اعتبارا من يناير 2024 بقيادة الصين وروسيا والهند والبرازيل وجنوب أفريقيا وهو التجمع الموازي للكتلة الغربية بقيادة الولايات المتحدة الأمريكية، وتواجد مصر مع هذا الكيان الاقتصادي العملاق اللي بيتحكم في سوق عدده اكتر من 3 مليار إنسان، سيغير خريطة أسعار صرف العملات مقابل الجنيه في مصر وتنتهي سيطرة الدولار الأمريكي على الجنيه المصري وسوف تتخلص الحكومة من ضغوط الاستيراد ونقص العملة.

 

وتابع في تصريحات له: " بمجرد دخول مصر للكيان الضخم هتوفر حوالي 25 مليار دولار هي مجموعة وارداتها من دول البريكس واللي هتتحول للتعامل بالجنيه المصري واللي هيبقى عملة معتمدة في دول البريكس في التعاملات الدولية وهيبقى الجنيه عملة رسمية للتداول في نصف الكرة الأرضية تقريبا وبكده مركزه هيبقى كبير .

 

مصر ستكون إضافة كبيرة لمجموعة بريكس

 

 

واستكمل: “ بالنسبة للأرقام والمليارات اللي هتوفرها مصر من الدولار في تعاملاتها مع دول البريكس وهنلاقي مثلا مصر بتستورد في حدود 15 مليار دولار من الصين حسب أرقام 2022 وبتستورد ب3 مليار دولار من الهند وحوالي 4 مليار من روسيا و100 مليون من جنوب افرقيا وحوالي مليار ونص من البرازيل وحسب بيانات الإحصاء ارتفعت قيمة التبادل التجاري بين مصر ودول مجموعة البريكس لتصل إلى 31.2 مليار دولار خلال عام 2022 مقابل 28.3 مليار دولار خلال عام 2021 بنسبة ارتفاع قدرها 10.5%”.

 

وأشار إلى أن مصر ستكون إضافة كبيرة لمجموعة بريكس ولن تكون دولة عالة عليها لأن لديها حجم اقتصاد من بين الأضخم في افريقيا وبناتج 400 مليار دولار، بالإضافة إلى أن مصر تتحكم في أهم شرايين التجارة والطاقة في العالم وستكون في خدمة دول المجموعة .

 

السوق السوداء للدولار ستنتهي اكلينيكيا بمجرد دخول مصر البريكس

 

 

وبالنسبة للسوق السوداء للدولار، فاكد “سليم” أنها ستنتهي اكلينيكيا بمجرد دخول مصر البريكس، قائلًا: “ الدولار اللي هيتوفر من التبادل التجاري والمعاملات مع دول البريكس هتسد الفجوة الدولارية وهتضرب الأسعار في الأرض لانه بجانب تقليل الاعتماد على الدولار في الاستيراد برقم ضخم فيه ارتفاع في إيرادات مصر من الدولار من قطاعات الاقتصاد المختلفة وضيف عليهم سياسة توطين الصناعة والاستفتاء عن عشرات السلع الأجنبية وتصنيعها في مصر”.

 

بهجت العبيدي

كما قال بهجت العبيدي الكاتب المصري المقيم بالنمسا مؤسس الاتحاد العالمي للمواطن المصري في الخارج، إن المصريين بالخارج استقبلوا باستبشار كبير انضمام مصر لمجموعة بركس.

 

وأكد بهجت العبيدي أن الدعوة التي وجهتها دولة جنوب أفريقيا التي شهدت التئام اجتماع مجموعة بريكس لمصر بالإضافة لخمسة دول أخرى هي المملكة العربية السعودية ودولة الإمارات وأثيوبيا والأرجنتين وإيران لتنضم للخمس دول التي تضمهم المجموعة الآن وهم: روسيا والهند والبرازيل والصين بالإضافة لجنوب أفريقيا إنما يعكس أهمية الدولة المصرية من ناحية، والتأكيد على مكانتها من ناحية أخرى بالإضافة لأن هذه الدعوة تعد برهانا عمليا على صحة الطريق الذي اتخذه الرئيس عبد الفتاح السيسي في النهوض بالدولة المصرية ومؤسساتها المختلفة وفي كافة المجالات وفي القلب منها المجال الاقتصادي حيث أن التجمع في الأساس تجمعا اقتصاديا. 

 

 بهجت العبيدي: إنضمام مصر لمجموعة بريكس سينعكس بالإيجاب على اقتصاد الدولة المصرية

 

وأضاف بهجت العبيدي أن انضمام مصر لمجموعة بريكس سينعكس بكل تأكيد بالإيجاب على الدولة المصرية في عديد المجالات وفي مقدمتها المجال الاقتصادي حيث أن من بين مزايا هذا التجمع التعامل بالعملات المحلية للدول المنضوية تحته، وهو ما سيرفع الضغوط المتزايدة على الاحتياط التقدي من العملة الأجنبية التي تعاني مصر من نقصها بشدة في الآونة الأخيرة.

 

الفوائد المنتظرة من الانضمام لمجموعة بريكس 

 

وواصل مؤسس الاتحاد العالمي للمواطن المصري في الخارج: إن تحالف مجموعة بريكس يسعى لأن يكون بديلا للبنك الدولي وهو ما يعني خروج الدول المنضوية تحت لوائه بعيدا عن تلك الشروط المجحفة للمؤسسة المالية العالمية والتي لا تنظر بعين الرحمة للفئات الأكثر فقرا في الدول التي تقوم بتمويلها بقروض مشروطة شروطا مجحفة. 

 

 

وتابع العبيدي: إن من الفوائد المنتظرة من الانضمام لمجموعة بريكس هو التبادل التجاري مع تلك الدول الإحدى عشرة والتي تمثل أهم الاقتصادات الناشئة في العالم وهو ما سيعود بالنفع على كل هذه الدول في ذات الوقت الذي سيرفع الضغط عن الدولار حيث أن هذا التبادل التجاري سيصبح بالعملات المحلية كما ذكرنا آنفا.

 

جيهان جادو

بينما علقت الدكتورة جيهان جادو، عضو مجلس الحي بفرنسا، على موضوع إنضمام مصر لمجموعة بريكس، قائلة: “ دخول مصر في دول البريكس وانضمامها مع السعودية والإمارات بجانب الهند والصين والارجنتين ودول اخري اثار جدلا كبيرا بالنسبه للاقتصاديين والمحللين والخبراء، حول فائده ذلك وهل سيعود بالنفع علي اقتصادها الفترة المقبلة؟”.

 

 

فوائد انضمام مصر لمجوعة بريكس

 

 

وقالت “جادو”، في تصريحات للوفد، “ من وجه نظري المتواضعه اننا في زمن التحالفات الاقتصاديه الكبري فبعد الازمه الروسيه الاوكرانيه عانت دول متعدده مثل اروبا ودول كبري اخري من الازمات الاقتصاديه المتكرره والارتفاع الملحوظ في السلع والخدمات ومن ضمن هذه الدول مصر التي تعاني ايضا من ارتفاع الاسعار نتيجه الازمات الازمات العالميه الاقتصاديه وبعد هيمنه امريكا علي معظم دول العالم واستيراد السلع الاساسيه بالدولار وفرض هيمنته الاقتصاديه علي العالم اجمع كان لابد من الخروج من تلك السيطره بنظام اقتصادي جديد وتحالفات اقتصاديه اكبر”.

 

 

وأضافت عضو مجلس الحي بفرنسا: “ حتي تتضح الصوره اكثر فانضمام مصر لمجموعه البريكس له ايجابيات واكيد له سلبيات وحتي نقيم الوضع ففي وجه نظري المتواضعه ان انضمام مصر للبريكس له ايجابيات متعدده منها علي سبيل المثال فتح المجال للتعامل بعمله جديده والحفاظ مؤقتا علي عمله البلد ليتسنى لاعضاء البريكس عمل اتحاد اقتصادي قوي مثل الاتحاد الاوروبي وصدور عمله موحده لتلك الدول وتقليل الاعتماد علي الدولار مما يعمل علي احداث عمليه توازن القوي الشرائية في العالم ، بالاضافه الي فتح باب أسواق اقتصاديه جديده ودفع بقدرات وموارد دول المجموعة في دعم خطط التنمية وتوسيع الفرص التنموية في مصر”.

 

 

وتابعت: “ كما أن الانضمام لمجموعه البريكس سوف يعمل علي تعزيز التأثير والقوة الدولية حيث إن دعوة الدول الجديدة للانضمام لتجمع دولي قوي مثل “بريكس سيعزز من تأثير وقوة تلك الدول خاصة في المشهد الدولي وسيجعل هذه الدول أكثر قدرة على التأثير في صياغة السياسات العالمية وتحقيق مصالحها، كل هذا بجانب القوي التي تتمتع بها مصر وغيرها من الدول المنضمة للبريكس فمصر لها ثقلها السياسي والاستراتيجي في القاره الافريقيه بالاضافه للسعوديه التي تعتبر ثان اكبر مصدر للنفط والصين والهند من كبري الدول الصناعيه ايضا لذلك اعتقد انها سوف تفتح افاقا اقتصاديه غايه في الاهميه للتحالفات الجديده ”.

 

 

 

سلبيات انضمام مصر لمجموعة بريكس

 

أما بالنسبة للسلبيات التي قد تعتري هذا الانضمام، أشارت “جيهان جادو” أنها تتتمثل في الخوف من وجود سيطره اقتصاديه للجانب الصيني فيما بعد بالاضافه الي خساره الجانب الامريكي والدول العربيه من ناحيه المشروعات العملاقه، ومن وجه نظري لايوجد نظام عالمي في العالم اجمع الا وله سلبياته وايجابياته ودائما يوجد هيمنه للدول الاكبر اقتصاديا لكن نستطيع القول بان الخروج من تلك الازمات باقل الخسائر هو فائده وفتح افاق اقتصاديه عالميه بشكل مختلف للخروج من عنق الزجاجه.

 

نصر مطر

من جانبه، قال نصر مطر، مسؤول الملف السياسي للاتحاد العالمي للمواطن المصري في الخارج، إن المصريين بالخارج استقبلوا  دعوة مصر للانضمام لمجموعة بريكس بتفاؤل وأمل لمستقبل بلادهم الإقتصادي.

 

 

 تغيير المعادلة الاقتصادية في العالم

 

 

وأضاف نصر مطر، في تصريحات خاصة للوفد،  أن الدعوة التي وجهتها دولة جنوب أفريقيا لمصر للانضمام لهذه المجموعة الاقتصادية الكبيرة إنما تؤكد على أهمية مصر لهذه المجموعة التي تسعى إلى تغيير المعادلة الاقتصادية في العالم.

 

 

 

 توقيع اتفاقيات تجارية جديدة وصفقات استثمارية 

 

وأكد مطر أنه سيكون هناك مردود قوي لهذا الانضمام خاصة لو علمنا أن الدور الكبير التي تقوم به هذه المجموعة حيث ستزيد العلاقات المصرية الدولية مع أكبر الدول الاقتصادية بالإضافة لأنه سيتم توقيع اتفاقيات تجارية جديدة وصفقات استثمارية بين مصر وهذه الدول المؤثرة في العالم.

 

 

فتح المجال للنمو الاقتصادي السريع وإنهاء الأزمات 

 

 

كما توقع مسؤول الملف السياسي للاتحاد العالمي للمواطن المصري في الخارج، أن يتم فتح المجال للنمو الاقتصادي السريع وإنهاء الأزمات التي تسبب في تفاقمها الاعتماد على الدولار.

 

 

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: مصر لمجموعة بریکس التبادل التجاری مجموعة بریکس ملیار دولار دول البریکس انضمام مصر فی العالم هذه الدول دخول مصر

إقرأ أيضاً:

ترامب الذي انتصر أم هوليوود التي هزمت؟

ما دمنا لم نفارق بعد نظام القطب الواحد المهيمن على العالم تظل النظرية القديمة التي نقول إن الشعب الأمريكي عندما يختار رئيسه فهو يختار أيضا رئيسا للعالم نظرية صحيحة. ويصبح لتوجه هذا الرئيس في فترة حكمه تأثير حاسم على نظام العلاقات الدولية وحالة الحرب والسلم في العالم كله.

ولهذا فإن فوز دونالد ترامب اليميني الإنجيلي القومي المتشدد يتجاوز مغزاه الساحة الداخلية الأمريكي وحصره في أنه يمثل هزيمة تاريخية للحزب الديمقراطي أمام الحزب الجمهوري تجعله عاجزا تقريبا لمدة ٤ أعوام قادمة عن منع ترامب من تمرير أي سياسة في كونجرس يسيطر تماما على مجلسيه.

هذا المقال يتفق بالتالي مع وجهة النظر التي تقول إن اختيار الشعب الأمريكي لدونالد ترامب رئيسا للمرة الثانية ـ رغم خطابه السياسي المتطرف ـ هو دليل على أن التيار الذي يعبر عنه هو تيار رئيسي متجذر متنامٍ في المجتمع الأمريكي وليس تيارا هامشيا.

فكرة الصدفة أو الخروج عن المألوف التي روج لها الديمقراطيون عن فوز ترامب في المرة الأولى ٢٠١٦ ثبت خطأها الفادح بعد أن حصل في ٢٠٢٤ على تفويض سلطة شبه مطلق واستثنائي في الانتخابات الأخيرة بعد فوزه بالتصويت الشعبي وتصويت المجمع الانتخابي وبفارق مخيف.

لكن الذي يطرح الأسئلة الكبرى عن أمريكا والعالم هو ليس بأي فارق من الأصوات فاز ترامب ولكن كيف فاز ترامب؟ بعبارة أوضح أن الأهم من الـ٧٥ مليون صوت الشعبية والـ٣١٢ التي حصل عليها في المجمع الانتخابي هو السياق الاجتماعي الثقافي الذي أعاد ترامب إلى البيت الأبيض في واقعة لم تتكرر كثيرا في التاريخ الأمريكي.

أهم شيء في هذا السياق هو أن ترامب لم يخض الانتخابات ضد هاريس والحزب الديمقراطي فقط بل خاضه ضد قوة أمريكا الناعمة بأكملها.. فلقد وقفت ضد ترامب أهم مؤسستين للقوة الناعمة في أمريكا بل وفي العالم كله وهما مؤسستا الإعلام ومؤسسة هوليوود لصناعة السينما. كل نجوم هوليوود الكبار، تقريبا، من الممثلين الحائزين على الأوسكار وكبار مخرجيها ومنتجيها العظام، وأساطير الغناء والحاصلين على جوائز جرامي وبروداوي وأغلبية الفائزين ببوليتزر ومعظم الأمريكيين الحائزين على نوبل كل هؤلاء كانوا ضده ومع منافسته هاريس... يمكن القول باختصار إن نحو ٩٠٪ من النخبة الأمريكية وقفت ضد ترامب واعتبرته خطرا على الديمقراطية وعنصريا وفاشيا ومستبدا سيعصف بمنجز النظام السياسي الأمريكي منذ جورج واشنطن. الأغلبية الساحقة من وسائل الإعلام الرئيسية التي شكلت عقل الأمريكيين من محطات التلفزة الكبرى إلي الصحف والمجلات والدوريات الرصينة كلها وقفت ضد ترامب وحتى وسائل التواصل الاجتماعي لم ينحز منها صراحة لترامب غير موقع إكس «تويتر سابقا». هذه القوة الناعمة ذات السحر الأسطوري عجزت عن أن تقنع الشعب الأمريكي بإسقاط ترامب. صحيح أن ترامب فاز ولكن من انهزم ليس هاريس. أتذكر إن أول تعبير قفز إلى ذهني بعد إعلان نتائج الانتخابات هو أن ترامب انتصر على هوليوود. من انهزم هم هوليوود والثقافة وصناعة الإعلام في الولايات المتحدة. لم يكن البروفيسور جوزيف ناي أحد أهم منظري القوة الناعمة في العلوم السياسية مخطئا منذ أن دق أجراس الخطر منذ ٢٠١٦ بأن نجاح ترامب في الولاية الأولى هو مؤشر خطير على تآكل حاد في القوة الناعمة الأمريكية. وعاد بعد فوزه هذا الشهر ليؤكد أنه تآكل مرشح للاستمرار بسرعة في ولايته الثانية التي تبدأ بعد سبعة أسابيع تقريبا وتستمر تقريبا حتى نهاية العقد الحالي.

وهذا هو مربط الفرس في السؤال الكبير الأول هل يدعم هذا المؤشر الخطير التيار المتزايد حتى داخل بعض دوائر الفكر والأكاديميا الأمريكية نفسها الذي يرى أن الإمبراطورية ومعها الغرب كله هو في حالة أفول تدريجي؟

في أي تقدير منصف فإن هذا التآكل في قوة أمريكا الناعمة يدعم التيار الذي يؤكد أن الامبراطورية الأمريكية وربما معها الحضارة الغربية المهيمنة منذ نحو٤ قرون على البشرية هي في حالة انحدار نحو الأفول. الإمبراطورية الأمريكية تختلف عن إمبراطوريات الاستعمار القديم الأوروبية فبينما كان نفوذ الأولى (خاصة الإمبراطوريتين البريطانية والفرنسية) على العالم يبدأ بالقوة الخشنة وبالتحديد الغزو والاحتلال العسكري وبعدها يأتي وعلى المدى الطويل تأثير قوتها الناعمة ولغتها وثقافتها ونظمها الإدارية والتعليمية على شعوب المستعمرات فإن أمريكا كاستعمار إمبريالي جديد بدأ وتسلل أولا بالقوة الناعمة عبر تقدم علمي وتكنولوجي انتزع من أوروبا سبق الاختراعات الكبرى التي أفادت البشرية ومن أفلام هوليوود عرف العالم أمريكا في البداية بحريات ويلسون الأربع الديمقراطية وأفلام هوليوود وجامعات هارفارد و برينستون ومؤسسات فولبرايت وفورد التي تطبع الكتب الرخيصة وتقدم المنح وعلى عكس صورة المستعمر القبيح الأوروبي في أفريقيا وآسيا ظلت نخب وشعوب العالم الثالث حتى أوائل الخمسينات تعتقد أن أمريكا بلد تقدمي يدعم التحرر والاستقلال وتبارى بعض نخبها في تسويق الحلم الأمريكي منذ الأربعينيات مثل كتاب مصطفى أمين الشهير «أمريكا الضاحكة». وهناك اتفاق شبه عام على أن نمط الحياة الأمريكي والصورة الذهنية عن أمريكا أرض الأحلام وما تقدمه من فنون في هوليوود وبروداوي وغيرها هي شاركت في سقوط الاتحاد السوفييتي والمعسكر الشيوعي بنفس القدر الذي ساهمت به القوة العسكرية الأمريكية. إذا وضعنا الانهيار الأخلاقي والمستوى المخجل من المعايير المزدوجة في دعم حرب الإبادة الإسرائيلية الجارية للفلسطينيين واللبنانيين والاستخدام المفرط للقوة العسكرية والعقوبات الاقتصادية كأدوات قوة خشنة للإمبراطورية الأمريكية فإن واشنطن تدمر القوة الناعمة وجاذبية الحياة والنظام الأمريكيين للشعوب الأخرى وهي واحدة من أهم القواعد الأساسية التي قامت عليها إمبراطورتيها.

إضافة إلى دعم مسار الأفول للإمبراطورية وبالتالي تأكيد أن العالم آجلا أو عاجلا متجه نحو نظام متعدد الأقطاب مهما بلغت وحشية القوة العسكرية الأمريكية الساعية لمنع حدوثه.. فإن تطورا دوليا خطيرا يحمله في ثناياه فوز ترامب وتياره. خاصة عندما تلقفه الغرب ودول غنية في المنطقة. يمكن معرفة حجم خطر انتشار اليمين المتطرف ذي الجذر الديني إذا كان المجتمع الذي يصدره هو المجتمع الذي تقود دولته العالم. المسألة ليست تقديرات وتخمينات يري الجميع بأم أعينهم كيف أدي وصول ترامب في ولايته الأولى إلى صعود اليمين المتطرف في أوروبا وتمكنه في الوقت الراهن من السيطرة على حكومات العديد من الدول الأوروبية بعضها دول كبيرة مثل إيطاليا.

لهذا الصعود المحتمل لتيارات اليمين المسيحي المرتبط بالصهيونية العالمية مخاطر على السلم الدولي منها عودة سيناريوهات صراع الحضارات وتذكية نيران الحروب والصراعات الثقافية وربما العسكرية بين الحضارة الغربية وحضارات أخرى مثل الحضارة الإسلامية والصينية والروسية.. إلخ كل أطرافها تقريبا يمتلكون الأسلحة النووية!!

حسين عبد الغني كاتب وإعلامي مصري

مقالات مشابهة

  • برلماني: مليار و200 مليون دولار أنفقها المصريون على منصات المراهنات خلال عام
  • ترامب الذي انتصر أم هوليوود التي هزمت؟
  • بيريز يكشف عن الدول التي لم تصوت لفينيسيوس
  • 300 مليار دولار لمكافحة تغير المناخ سنوياً.. ما القيمة التي يشكلها هذا المبلغ مقارنة بقطاعات أخرى؟
  • اتفاق عالمي ضخم بـ300 مليار دولار لمواجهة تغير المناخ في قمة كوب 29
  • الدولار رسميا الآن| سعر الأخضر بعد سحب 792 مليار جنيه من السوق
  • اتهامات أميركية لمجموعة أداني الهندية بالرشوة تفقدها 27 مليار دولار
  • بشرى تنعى الملحن محمد رحيم: "وداعًا أحد أهم ملحني مصر في العصر الحديث"
  • رسميا الآن| سعر الدولار اليوم بعد سحب 800 مليار جنيه من البنوك
  • إيران تقدم طلب انضمام إلى بنك مجموعة بريكس