19 أبريل، 2025

بغداد/المسلة: يُشكل الانقسام بين مقتدى الصدر والقوى الشيعية محور التوتر السياسي في العراق مع اقتراب الانتخابات البرلمانية في نوفمبر 2025.

وبينما يدعو الصدر إلى مقاطعة للانتخابات، كما بتوضح من حديث وزيره بأن “عدد المقاطعين يجب ان يكون اعلى من المشاركين”، تدعو قوى سياسية شيعية وسنية وكردية وعلى رأسها رئيس ائتلاف قوى الدولة، عمار الحكيم الى المشاركة الواسعة.

 وهذا الصدام يكشف إشكالية جوهرية: هل يحق لزعيم سياسي فرض موقفه على أنصاره، أم أن الديمقراطية تكفل حرية الاختيار، فالموقف الصدري، الذي يسعى لتعبئة أتباعه ضد الانتخابات، يثير تساؤلات حول مدى شرعيته. وزير الصدر أكد دعوته للمقاطعة، مشيرا في جواب لأحد اتباع التيار بأن “عدد المقاطعين يجب أن يفوق المشاركين”. وهذا الموقف، الذي يعكس رفضه للنظام السياسي الحالي، يتجاوز الرأي الشخصي ليصبح توجيهاً جماعياً لأنصاره، مما يثير انتقادات بأنه يسلب المواطن، حتى لو كان من أتباعه، حقه في اختيار المشاركة بحرية، فضلا عن ان التيار في الواقع التنفيذي له مناصب ونفوذ في المؤسسات العراقية. وترى تحليلات ان فرض إرادة أي حزب بهذا الشكل على المواطنين يُذكّر بممارسات الأحزاب الشمولية، حيث يجبر الفرد على التعبير عن رأيه عبر الصناديق، وفق ما يرسمه الحزب الحاكم.  على النقيض من ذلك، يتبنى عمار الحكيم، رئيس تيار الحكمة، خطاباً يدعو للمشاركة، مشيراً إلى أن العراق يشهد “هدوءاً سياسياً وتنموياً غير مسبوق”. وفي تصريحاته الأخيرة، وصف الانتخابات المقبلة بـ”المفصلية”، مؤكداً أنها ستعزز الاستقرار وتصحح اختلالات انتخابات 2021. والحكيم يدافع عن قانون الانتخابات الحالي، الذي أثبت فعاليته في انتخابات مجالس المحافظات 2023 وبرلمان كردستان، معتبراً أنه يضمن توازناً عادلاً بين الأصوات والمقاعد. وتقوم الديمقراطية الحقيقية على حرية الاختيار، سواء بالمشاركة أو المقاطعة، دون ضغوط حزبية، فيما موقف الصدر، رغم جذوره الشعبية، يُنظر إليه كمحاولة لفرض رؤية سياسية على أنصاره، مما قد يُضعف التيار نفسه إذا أدى إلى عزلته عن قاعدته. في المقابل، يُظهر الحكيم مرونة أكبر، لكنه يواجه تحدي استعادة ثقة الجمهور في نظام سياسي لطالما اتُهم بالمحاصصة. هذا الصراع بين الإرادتين يكشف عن أزمة ثقة، وغياب ثقافة ديمقراطية لدى بعض الكيانات والتيارات، تكفل استقلالية المواطن.

المسلة – متابعة – وكالات

النص الذي يتضمن اسم الكاتب او الجهة او الوكالة، لايعبّر بالضرورة عن وجهة نظر المسلة، والمصدر هو المسؤول عن المحتوى. ومسؤولية المسلة هو في نقل الأخبار بحيادية، والدفاع عن حرية الرأي بأعلى مستوياتها.

About Post Author Admin

See author's posts

المصدر: المسلة

إقرأ أيضاً:

الخطاب الطائفي يتسلّل الى الانتخابات

28 أبريل، 2025

بغداد/المسلة: يتصاعد الخطاب الطائفي في العراق مع اقتراب الانتخابات البرلمانية المقررة في نوفمبر 2025، مُعيدًا البلاد إلى أجواء التوتر التي أثقلت كاهلها عقودًا.

وتُشير تصريحات سياسية مثيرة للجدل، مثل تلك الصادرة عن خميس الخنجر، إلى استمرار اللعب على الوتر الطائفي كأداة لاستقطاب الناخبين فين حين يُفاقم هذا النهج الانقسامات الاجتماعية، ويُعرقل بناء دولة مدنية تُعلى مبادئ الديمقراطية والمواطنة.

ويتكرر سيناريو انتخابات دورات سابقة، حيث يُستغل الخطاب الطائفي للتغطية على فشل الأداء السياسي.

وتُظهر تصريحات الخنجر، التي أثارت جدلاً واسعًا، نمطًا متكررًا يعتمد على شيطنة مكونات بعينها لتعبئة القاعدة الشعبية حيث يُضعف هذا الخطاب النسيج الاجتماعي، ويُعيد إنتاج نظام المحاصصة الذي أثبت فشله في تحقيق الاستقرار أو التنمية.

وتُشير استطلاعات إلى استياء شعبي متزايد من هذه الممارسات، معتبرةً إياها تهديدًا للسلم المجتمعي.

كما يُثير تورط شخصيات مثل الخنجر في دعم جماعات متطرفة، تساؤلات حول مسؤولية النخب السياسية.

وتُطالب جهات برلمانية وسياسية بمساءلة قضائية عاجلة للخنجر بتهم تتعلق بدعم تنظيمات إرهابية وتحريض طائفي، مما يُبرز الحاجة إلى تفعيل المادة السابعة من الدستور التي تُحظر التحريض الطائفي.

ويُعزز هذا الوضع الحاجة إلى إصلاحات قانونية تُجرّم مثل هذه الخطابات بشكل صريح.

كما يعكس التسجيل الصوتي المنسوب للخنجر، الذي يتضمن إساءات لمكونات ومؤسسات وطنية، عمق الأزمة. ويُشير إلى مخططات قد تهدف إلى زعزعة الاستقرار، مما يستدعي تدخلاً حاسماً من المؤسسات القضائية فيما تُبرز هذه الحادثة غياب آليات فعّالة لضبط الخطاب السياسي، مما يُهدد بإعادة العراق إلى مربع الفتنة.

ويبقى الرهان على صرامة القضاء في مواجهة هذه التحديات حيث يتطلب الأمر التزامًا جماعيًا بالتنافس الديمقراطي النزيه، بعيدًا عن استغلال الانقسامات الطائفية.

 

المسلة – متابعة – وكالات

النص الذي يتضمن اسم الكاتب او الجهة او الوكالة، لايعبّر بالضرورة عن وجهة نظر المسلة، والمصدر هو المسؤول عن المحتوى. ومسؤولية المسلة هو في نقل الأخبار بحيادية، والدفاع عن حرية الرأي بأعلى مستوياتها.

About Post Author زين

See author's posts

مقالات مشابهة

  • الحكيم يقترح “وثيقة شرف انتخابي تصون وحدة المجتمع”
  • فليك يكشف مصير شتيجن من المشاركة أمام إنتر ميلان
  • الحكيم: الانتخابات القادمة ستوصل العراق إلى بر الأمان
  • مصدر إطاري:زعماء الإطار سيدخلون الانتخابات المقبلة بعدة قوائم وبعدها الرجوع تحت الإطار
  • مصدر سياسي:مقتدى كل دقيقة له “موقف”يختلف عن الدقيقة التي قبلها وسيشارك في الانتخابات المقبلة
  • الثنائي الشيعي يوسّع هامش حرية العائلات
  • من الجعفري إلى الكاظمي: توافقات سياسية تحدد مصير الحكومات
  • هل يجهّز الصدر الخطة “ب” للمشاركة في الانتخابات
  • الخطاب الطائفي يتسلّل الى الانتخابات
  • الحكيم: الانتخابات تنقل العراق إلى الاستقرار المستدام