أثيرت حالة كبيرة من الجدل حول المتورط في مصرع يفيجيني بريجوجين، زعيم مجموعة فاجنر الروسية الشبه عسكرية، في حادثة تحطم طائرة شمال العاصمة الروسية موسكو أمس الأول الأربعاء، وما بين استهداف الطائرة بصاروخ أرض جو أو تفجيرها بعبوة ناسفة تعددت الاحتمالات خلال الساعات التي أعقبت كتابة كلمة النهاية للقائد المتمرد ضد سيد الكرملين.

وجاء مصرع بريجوجين بعد 60 يوما من تمرده ضد الجيش الروسي والرئيس فلاديمير بوتين، حيث أعلن قائد فاجنر في 24 يونيو الماضي زحفه إلى العاصمة موسكو، ما تسبب في ارتباك شديد لدى القيادة الروسية التي رفعت حالة الاستنفار وارتفعت حدة التوتر حتى تمكن الرئيس البيلاروسي ألكسندر لوكاشينكو من نزع فتيل الأزمة بالتوسط بين بوتين وبريجوجين.

أسفرت الوساطة عن استضافة بيلا روسيا لمقاتلي فاجنر واختيار قائدها مينسك منفى اختياري له، إلا أن الأسابيع التالية لذلك شهدت ظهوره في أكثر من مكان خارج بيلا روسيا وكان الظهور الأبرز في القمة الروسية الأفريقية التي عقدت أواخر يوليو الماضي في سان بطرسبورج.

بوتين

بوتين يعزي

واتجه البعض إلى اتهام الرئيس بوتين بالتورط في الحادثة التي قتل فيها عدد من القادة الآخرين، شمال موسكو إلا أن قصر الرئاسة الروسية "الكرملين" نفى هذا الاتهام وقال المتحدث ديميتري بيسكوف إن الحقائق بشأن تحطم طائرة قائد فاجنر قليلة والتحقيقات ما زالت جارية.

وفي أول تعليق له على الحادث، قدم بوتين التعازي لأهالي الضحايا وتحدث خصيصا عن يفيجيني بريجوجين قائلا "إنه يعرف بريجوجين منذ بداية التسعينيات، وكان رجلا موهوبا لكنه ارتكب أخطاء" مضيفا أن "مساهمة مقاتلي فاجنر في الحرب ضد ما وصفها بالنازية الجديدة لن تُنسى".

وبعد 48 ساعة من مقتل قائد فاجنر، وقع الرئيس بوتين مرسوما يلزم المقاتلين شبه العسكريين بأداء اليمين.

وأوضح بوتين في حديثه التلفزيون أمس الخميس، أنه من المهم الانتظار حتى انتهاء لجنة التحقيق في تحطم الطائرة من عملها، متعهدا بالمضي قدما في استجلاء الحقائق "حتى النهاية".

لوكاشينكو ينفي

وخرج الرئيس البيلاروسي لوكاشينكو معلقا على الاتهامات الموجهة إلى حليفه بوتين، نافيا إياها بالقول إنه "لا يمكن أن يكون للرئيس الروسي دور في حادث تحطم الطائرة، ويحاول الكثيرون الآن تحويل المسؤولية عن الحادث إلى بوتين، ولكنه لا علاقة له بالأمر"، مضيفا "أنا أعرف بوتين إنه شخص حكيم وهادئ للغاية ولا أستطيع أن أتخيل أنه فعل ذلك، أو هو المسؤول، لإنه عمل قاس للغاية وغير احترافي".

هل انتقم بوتين من الخائن ؟

وفور الإعلان عن تحطم الطائرة، سارعت وسائل الإعلام الغربية في نشر مقطع فيديو قديم للرئيس الروسي يقول فيه إن "لا يتسامح مع الخيانة".

وكان مدير وكالة الاستخبارات المركزية "سى آى أيه"، وليام بيرنز، صرح في يوليو الماضي أن بوتين سينتقم من قائد فاجنر بسبب تمرده الذي أضر بصورة الرئيس الروسي.

وفيما يتعلق بالتحقيق في الحادث فإن السلطات الروسية  تحقق في الفرضية التي ترجح وجود عبوة ناسفة على متن الطائرة التي كانت تقل عشرة من قادة فاجنر.

قائد فاجنر

الموقف الأمريكي من مقتل بريجوجين

الرئيس الأمريكي جو بايدن، أكد أنه لم يتفاجأ بالحادث مشيرا إلى أنه لا شئ يحدث في روسيا بعيدا عن بوتين في رده على سؤال حول تورط الرئيس الروسي في الحادث.

وقالت المخابرات الأمريكية، أن تقييمها الأولي للحادثة يرجح أن الطائرة تحطمت نتيجة انفجار متعمد، ونقلت وكالة "أسوشيتد برس"، عن مسؤولين أمريكيين وغربيين أن "الانفجار يتماشى مع تاريخ بوتين الطويل من محاولة إسكات معارضيه ومنتقديه".

ونقلت وكالة "رويترز" أمس الخميس، عن مسؤولين أمريكيين قولهم، إن صاروخ أرض-جو انطلق من داخل روسيا أسقط الطائرة.

وقال المتحدث بإسم وزارة الدفاع الامريكية "البنتاجون" الجنرال بات رايدر، إن التقارير التي تحدثت عن استهداف الطائرة صاروخ أرض جو "غير دقيقة".

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: زعيم فاجنر قائد فاجنر مجموعة فاجنر الروسية تحطم طائرة موسكو الكرملين الجيش الروسى الرئيس فلاديمير بوتين لوكاشينكو القمة الروسية الأفريقية قائد فاجنر

إقرأ أيضاً:

مرسوم من بوتين بشأن عدد جنود الجيش.. وانسحاب آخر بالداخل الروسي

أمر الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، الاثنين، بزيادة عدد أفراد الجيش الروسي بواقع 180 ألف جندي، ليصل العدد الإجمالي للقوات إلى 1.5 مليون جندي.

وجاء ذلك في مرسوم رئاسي نشره الكرملين على موقعه الإلكتروني، سيدخل حيز التنفيذ مطلع ديسمبر المقبل.

وحدد المرسوم عدد أفراد الجيش الروسي بنحو مليونين وأربعمائة ألف، بينهم مليون ونصف المليون جندي، ووجه أوامر للحكومة بتوفير التمويل اللازم.

وكانت الزيادة السابقة في قوام الجيش الروسي جاءت في ديسمبر الماضي، عندما جدد مرسوم رئاسية آخر أصدره بوتين قوام الجيش بمليونين ومائتي ألف فرد بينهم مليون وثلاثمائة وعشرين ألف جندي.

والقوات الروسية الأكثر قدرة تشن هجوما في شرق أوكرانيا، حيث حققت مكاسب تدريجية لكن ثابتة في الأشهر القليلة الماضية.

وقدر بوتين في يونيو عدد القوات المشاركة في ما يسميها الكرملين ”العملية العسكرية الخاصة” في أوكرانيا بنحو سبعمائة ألف جندي.

وبعد استدعاء ثلاثمائة ألف جندي من قوات الاحتياط في مواجهة الهجوم المضاد لأوكرانيا في خريف عام 2022، تحولت السلطات الروسية إلى ملء صفوف القوات التي تقاتل في أوكرانيا بجنود متطوعين، اجتذبتهم الأجور المرتفعة نسبيا.

ولاحظ العديد من المحللين أن الكرملين كان مترددا في استدعاء مزيد من جنود الاحتياط، خوفا من زعزعة الاستقرار الداخلي مثلما حدث عام 2022 عندما فر مئات الآلاف من روسيا تفاديا لإرسالهم إلى القتال.

ونقص الأفراد العسكريين كان الذريعة التي تم الاستشهاد بها على نطاق واسع كسبب رئيسي وراء نجاح توغل القوات الاوكرانية في منطقة كورسك الروسية الذي بدأ في السادس من أغسطس الماضي.

وسعى الكرملين إلى تجنب إعادة نشر القوات من شرق أوكرانيا، واعتمد على تعزيزات من مناطق أخرى لوقف التوغل الأوكراني.

وفي تطور آخر، أمر حاكم منطقة كورسك الروسية التي تشهد هجوما أوكرانيا منذ مطلع أغسطس، الاثنين، السكان بإخلاء القرى الواقعة على بعد أقل من 15 كيلومترا من أوكرانيا لأسباب "أمنية".

وكتب أليكسي سميرنوف على تيليغرام "بناءً على معلومات عملياتية، ومن أجل ضمان الأمن، قررت هيئة الأركان الإقليمية الإخلاء الإجباري للبلدات في منطقتي ريلسكي وخوموتوفسكي الواقعتين في منطقة تمتد على 15 كيلومترا من الحدود مع أوكرانيا".

وأعلنت روسيا الأسبوع الماضي استعادة أراض من القوات الأوكرانية من خلال شن هجوم مضاد.

مقالات مشابهة

  • تامر أمين: “الخيانة” وراء سلسلة التفجيرات التي ضربت حزب الله
  • بوتين يرفع تعداد الجيش الروسي إلى 2.4 مليون فرد
  •  تحطم مروحية على متنها 3 أشخاص بأقصى شرق روسيا
  • بنسبة 50%.. بوتين يرفع تعداد الجيش الروسي إلى 2.4 مليون فرد
  • بوتين يوقع مرسوما يقضي بزيادة عدد عناصر القوات الروسية إلى 1.5 مليون جندي
  • مرسوم من بوتين بشأن عدد الجنود.. وانسحاب آخر بالداخل الروسي
  • مرسوم من بوتين بشأن عدد جنود الجيش.. وانسحاب آخر بالداخل الروسي
  • «بوتين» يأمر بزيادة عدد قوات الجيش الروسي إلى 1.5 مليون جندي
  • بوتين يرفع تعداد الجيش الروسي إلى 1.5 مليون عسكري
  • بوتين يأمر بزيادة كبيرة لعدد أفراد الجيش الروسي