ألقي خطبة الجمعة اليوم عبدالفتاح العواري، العميد الأسبق لكلية أصول الدين بالقاهرة، ودار موضوعها حول "الأسرة ودورها في استقرار المجتمع".

أوضح عبد الفتاح، أن الشريعة الإسلامية في مقاصدها قد اعتنت عناية فائقة بالأسرة وهي النواة الأولى للمجتمع ووضعت معايير وتشريعات محكمة لاختيار عناصر هذه الأسرة، فالأسرة هي الركن الركين في تشييد هذا المجتمع الكبير، فلقد عني الإسلام عناية فائقة بعناصر الأسرة فوضع الأسس التي عليها يتم اختيار أهم أركان الأسرة وهي الأم، فيتم اختيارها على أسس من القيم والأخلاق والدين والنسب الطيب؛ وفي هذا يوصي المعصوم صلى الله عليه وسلم، المقبلين على الزواج باختيار الزوجة الصالحة، ففي حديث أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي ﷺ قال: تُنكَح المرأة لأربع: لمالها، ولحسبها، ولجمالها، ولدينها، فاظفر بذات الدين تربت يداك"، كما أوصى أهل الزوجة باختيار الزوج الصالح وقد قال ﷺ " إذا جاءكم من ترضون دينه وخلقه فزوجوه إلا تفعلوه تكن فتنة في الأرض وفساد كبير " رواه الترمذي، فالأموال والمناصب والجمال متاع وعرض زائل، ولن يبقى إلا الدين والخُلق الحسن والمآثر الطيبة.

وبيّن خطيب الجامع الأزهر أن الأمة الإسلامية إذا لم تلتزم شرائع الدين الحنيف ولم تطبق معاييره، ضلت وركبت أمواج الضلال واتبعت ما يزينه الشيطان وتهدمت أركان الأسرة وابتعدت عن الإصلاح، فالأسرة هي أصل المجتمع فحري بالأمة أن تكون يقظة لما يحاك لها من مكائد وأضرار ومؤامرات للقضاء على اللبنة الأولى للمجتمع ومن ثم المجتمع كله، فهناك الكثير الذين يتغنون بالحرية، هؤلاء يريدونها فوضى ويريدونها حياة حيوانية لا تلتزم بأعراف أو قيم أو دين.

وأضاف: لقد زخر القرآن الكريم بالآيات القرآنية التي بينت أن الأسرة آية تدل على عظمة الله الذي أمر ببناء الأسرة لعمارة الكون ليمتد نسل بني آدم إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها، قال تعالى﴿ وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِّتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُم مَّوَدَّةً وَرَحْمَةً ۚ إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ﴾ وقال أيضا ﴿وَاللَّهُ جَعَلَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجًا وَجَعَلَ لَكُم مِّنْ أَزْوَاجِكُم بَنِينَ وَحَفَدَةً وَرَزَقَكُم مِّنَ الطَّيِّبَاتِ ۚ أَفَبِالْبَاطِلِ يُؤْمِنُونَ وَبِنِعْمَتِ اللَّهِ هُمْ يَكْفُرُونَ ﴾، كما بيّن أن الأعراف الفاسدة لم تكن يوما شريعة نتعبد بها أو نتقرب بها إلى الله، فعلى الإنسان أن يتمسك بالشريعة الغراء ومقاصدها الواضحة، فيلتزم بما وضعته ويجتنب ما تنهاه، فيعامل الزوجان بعضهما بما يرضي الله ولا يلتفتان لما تحاول وسائل الإعلام والقنوات المغرضة أن تصدره للأمة حتى تكسر وحدتها وتحيدها عن طريق الحق إلى طريق الضلال.

وقد ضرب النبي - صلى الله عليه وسلم - أروع الأمثلة في معاملاته مع زوجاته، فقال خيركم خيركم لأهله وأنا خيركم لأهلي"، فحري بالزوجين أن يعرف كل واحد منها ما عليه تجاه الآخر من واجبات ومالهما من حقوق، قال تعالى: "وَلَهُنَّ مِثْلُ الَّذِي عَلَيْهِنَّ بِالْمَعْرُوفِ﴾،وقال تعالى أيضا" وَعَاشِرُوهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ﴾

المصدر: بوابة الفجر

كلمات دلالية: خطبة الجمعة اليوم يريدون استقرار المجتمع الصالح المقبلين الاسلامية خطيب الجامع الأزهر شريعة المناصب اصول الدين القيم والاخلاق

إقرأ أيضاً:

مفتي الجمهورية يستقبل وفد المجلس القومي للطفولة والأمومة لبحث تعزيز التعاون في قضايا الأسرة والطفل

 

استقبل فضيلة الأستاذ الدكتور نظير عياد -مفتي الجمهورية، رئيس الأمانة العامة لدُور وهيئات الإفتاء في العالم- وفدًا من المجلس القومي للطفولة والأمومة برئاسة الدكتورة سحر السنباطي رئيس المركز، لبحث سُبل تعزيز التعاون في القضايا الأسرية والاجتماعية.

وأكَّد فضيلة المفتي أنَّ دار الإفتاء قد قطعت شوطًا كبيرًا في التصدي لمشكلات اجتماعية خطيرة مثل زواج الأطفال والقاصرات، وختان الفتيات، والزواج الإجباري للأقارب. وأوضح فضيلته أن الدار تعمل بجِدٍّ على مواجهة هذه الظواهر التي تؤثر سلبًا على المجتمع، مشيرًا إلى أنَّ دار الإفتاء لديها مركز للإرشاد الزواجي، يضم نخبة من أمناء الفتوى المتخصصين بالتعاون مع علماء النفس والاجتماع والعلاقات الأسرية، بهدف تأهيل المقبلين على الزواج ومعالجة المشكلات الأسرية التي قد تواجه المتزوجين.

وأشار فضيلة المفتي إلى أن دار الإفتاء المصرية أصدرت الدليل الإرشادي للأسرة بالتعاون مع وزارة العدل، حيث يتم توزيعه على المأذونين لتقديمه للزوجين عند عقد القَران، بهدف تعزيز الوعي الأسري ودعم الاستقرار في العلاقات الزوجية.

وذكر فضيلة المفتي أنَّ دار الإفتاء لديها وحدة للموشن جرافيك، التي أصدرت العديدَ من الأفلام التوعوية القصيرة التي تستهدف توعية المجتمع بمخاطر الظواهر الاجتماعية السلبية مثل زواج القاصرات وختان الفتيات. هذه الأفلام تسهم في نشر الوعي وتصحيح المفاهيم المغلوطة، مما يعزز دور دار الإفتاء في التواصل مع المجتمع بأساليب حديثة.

وفي سياق متصل، أبدى فضيلة المفتي استعداد دار الإفتاء الكامل للتعاون مع المجلس القومي للطفولة والأمومة، لتنفيذ برامج توعوية وإنتاج أفلام قصيرة تسهم في مواجهة السلوكيات السلبية في المجتمع، وتخصيص ورش عمل مشتركة لتعزيز التواصل بين مختلف شرائح المجتمع.

من جانبها، أعربت الدكتورة سحر السنباطي، الأمين العام للمجلس القومي للطفولة والأمومة، عن تقديرها الكبير لدَور دار الإفتاء في مواجهة الظواهر الاجتماعية السلبية. وأكدت استعداد المجلس للتعاون مع الدار في تنفيذ ورشات عمل مشتركة، وعقد ندوات تستهدف دعم الأسرة والطفل، مشيرةً إلى أهمية هذه الجهود المشتركة لما لدار الإفتاء المصرية من مكانة كبيرة في نفوس الناس لمواجهة التحديات المجتمعية.

وفي ختام اللقاء، شدد الجانبان على أهمية تضافر الجهود بين المؤسسات الدينية والاجتماعية لتحقيق أهداف مشتركة في مواجهة الظواهر السلبية، ودعم الاستقرار الأسري في المجتمع المصري.

مقالات مشابهة

  • مفتي الجمهورية يستقبل وفد المجلس القومي للطفولة والأمومة لبحث تعزيز التعاون في قضايا الأسرة والطفل
  • مفتي الجمهورية يبحث مع وفد المجلس القومي للطفولة والأمومة تعزيز التعاون في قضايا الأسرة
  • نوح العيسوي خطيبًا.. نقل شعائر صلاة الجمعة غدا من مسجد السيد البدوي
  • اليوم.."البحوث الإسلامية" يختتم فعاليات «أسبوع الدعوة» بلقاء حول الأخوة الإنسانية
  • رئيس جامعة الأزهر: لو نطقت أعمدة وباحات الجامع لأسمعتنا ابن خلدون وغيره من العلماء الذين أثروا الحياة علما وفهما
  • أستاذ تاريخ: الأزهر حافظ على المذهب السني في مصر والعالم الإسلامي
  • رئيس جامعة الأزهر: ما من حدث يمر بالأمة إلا وتجد صوت الأزهر عاليا
  • زوج لمحكمة الأسرة: زوجتى هجرتنى وطلبت قائمة قيمتها ضعف ما اتفقنا عليه
  • في ذكرى توليه المشيخة.. 10 معلومات عن أبو الفضل الجيزاوي شيخ الجامع الأزهر
  • إبراهيم الهدهد:المخدرات تضيع الدين والعقل والنفس والمال والعرض