جريدة الرؤية العمانية:
2025-04-26@15:08:04 GMT

أهمية الثقافة المالية

تاريخ النشر: 19th, April 2025 GMT

أهمية الثقافة المالية

 

 

 

 

خلفان الطوقي

 

 

كتبت عدة مقالات في بداية جائحة كورونا وتحديداً بعد أسبوعين من بدايتها، ومن هذه المقالات مقال بعنوان "كورونا وما بعد كورونا"، ومقال آخر بعنوان "دروس كورونا.. لا بُد أن نستفيد منها"، كما كنت أردد جملة في وسائل التواصل الاجتماعي أقول فيها "عُمان قبل كورونا ليست كما بعدها"، والواقع هو أنَّ العالم كله قبل كورونا ليس كما بعد الجائحة، وهذه المقالة أيضاً كانت الحافز لاستذكار التاريخ، واستعراض عدة دروس وأهمها: أهمية الثقافة المالية أو الوعي المالي.

الثقافة المالية دائمًا مُهمة، ولكن تكمن وتتضح أهميتها بعد كل أزمة مالية عالمية أو محلية، وهذه الأزمات لا تتوقف، وخاصة مع الأجواء الجيوسياسية المحيطة والتي تؤثر على حياتنا كأفراد ومجتمعات، ومدى التأثير يكون نسبيا، فكلما كان الاستعداد لأي أزمة قادمة مبكرا وبوعي ونضج، فإنَّ الأثر يكون بسيطاً وأخف ألما ووجعا، والعكس بالعكس.

ما حدث للعالم بعد جائحة كورونا من تسريحات من الوظائف أو تعثر وارتباك في الأعمال التجارية أو تأثر في الملاءة المالية لا بُد أن يبقى حاضرًا في الذاكرة، لأنه يمكن أن يتكرر بصورة أخرى، خاصةً وأن العالم مليء بالعناصر المحفزة للأزمات التي سوف تؤثر علينا بطريقة أو بأخرى. والأحرى القول إنها تؤثر على مجتمعاتنا ودولنا، وبالتالي فإن التأثير سوف يصل إلينا، والحقيقة المحزنة أنَّ أكثر الدول أو المجتمعات أو الأفراد غير المستعدة للعواصف والأزمات بكل أشكالها تعتبر هشة وسوف تتألم وتكون أكثر المتضررين جراء ما يحدث.

وعليه، فإنه من الضروري الاستعداد المبكر، ويكون ذلك من خلال التثقيف الشخصي، ويكون على مستوى الأفراد؛ فالقادم لن يكون سهلًا؛ حيث إنَّ نمط الحياة العصرية أصبح مُختلفًا، والمغريات كثيرة، والأولويات لم تَعُد كالماضي، وطرق التسويق للاستهلاك أصبحت ذكية وممنهجة، ووسائل التواصل الاجتماعي ساهمت في الاستهلاك المبالغ فيه، كل ذلك يستدعي الوعي والنضج وتحديد الأولويات الاستهلاكية، والتثقيف الشخصي لمعنى الادخار والاستهلاك والاستثمار والإنفاق الحكيم والمخطط له، وبالرغم من صعوبته للبعض، إلا أنه ضرورة ملحة لقادم الأيام.

من ناحية أخرى، هناك دور آخر على الحكومة ألا تتوقف عن القيام به، فبالرغم من جهود الحكومة في نشر الوعي والثقافة المالية وخاصة في عام 2024، وبعض المبادرات من هنا وهناك، إلّا أن الجهود وحملات التوعية العصرية لابُد أن تتضاعف في قادم الأيام المصاحبة لموجات التضخم والأجواء الجيوسياسية المحيطة، وتقليل الدعم الحكومي في بعض الخدمات الحكومية، وانتشار الاستثمارات الوهمية والاستغلالية والتلاعب بمشاعر وعواطف البسطاء من الناس، وأولئك الذين يبيعون أحلام الثراء السريع. لذلك لا بُد ألا تقل البرامج التوعوية بالثقافة المالية ولا يخفت بريقها، ويمكن لوزارة المالية ووزارة الاقتصاد والبنك المركزي العُماني ووزارة التجارة والصناعة وترويج الاستثمار وهيئة الخدمات المالية ووزارة الإعلام وغرفة تجارة وصناعة عُمان ووزارة التربية والتعليم ووزارة التعليم العالي ووحدة تنفيذ ومتابعة رؤية عُمان 2040 وبرنامج استدامة، تصميم وتنفيذ برامج توعوية جاذبة وعصرية تصل لكل أفراد المجتمع، وخاصةً فئة الشباب.

وأخيرًا.. إنَّ استعدادنا المبكر والمُمنهَج سوف يزيد من صلابتنا الفكرية ونضجنا ووعينا وثقافتنا المالية، ويُقلِّل من الصدمات المالية والنفسية غير المُتوقَّعة، ويُقلِّل من أي هدر مالي أو استثمارات وهمية خارج نطاق حلقة الاقتصاد الوطني.

رابط مختصر

المصدر: جريدة الرؤية العمانية

إقرأ أيضاً:

فريق “تجمع أبناء السويداء” ينفذ مبادرات خدمية ومجتمعية تطوعية

السويداء-سانا

استقطب فريق تجمع أبناء السويداء أكثر من ألف متطوع بمختلف الاختصاصات، بهدف تنفيذ مبادرات ونشاطات متنوعة تخدم أفراد المجتمع.

وتأسس الفريق عام 2023، ويضم متطوعين من أبناء المجتمع المحلي المدني، بحسب رئيس مجلس إدارته هاني فهد علم الدين، وجرى ترخيصه من وزارة الشؤون الاجتماعية والعمل العام الماضي.

وبين علم الدين في تصريح لمراسل سانا أن الفريق يهدف إلى خلق بنى تحتية سليمة وفرق مدربة، لمواجهة مختلف حالات الكوارث، والوقوف بجانب المجتمع المحلي، وتقديم أقصى درجات المساعدة لجميع المحتاجين، من جميع أطياف المجتمع.

ويتألف الفريق وفقاً لعلم الدين من عدة أقسام، منها الإسعاف الأولي، وقسم الدعم النفسي، وآخر للتعليم والخدمات المجانية الطلابية، كما تبرز أقسام أخرى في الفريق تشمل كما بين علم الدين الكوارث والإغاثة، والهندسة، والدفاع المدني، والقسم الرياضي الشبابي، والقانوني، والإعلام، والعلاقات العامة.

وتطرق علم الدين إلى النشاطات التي نفذها الفريق خلال الفترة الماضية، وأبرزها تنظيم دورات إسعافات أولية للمتطوعين الجدد، وورشات توعية لمرضى السكري، ودورة في رعاية المسنين بالتعاون مع جمعية تنظيم الأسرة، وحملة تبرع بالدم، ومشاركة بحملات تنظيف، وأشار إلى تنفيذ مبادرة لإعادة جمع الأدوية من الأهالي والصيادلة، وفرزها وتوزيعها على المحتاجين.

ولفت علم الدين إلى حرص الفريق على بناء تعاون مشترك مع جهات حكومية وخاصة، وجمعيات مجتمعية، وفرق أخرى، كما يتطلع بالفترة القادمة لتوسيع نشاطاته، وإنشاء قاعدة بيانات لمرضى السكري في المحافظة، وتأمين احتياجاتهم من الأدوية ضمن الإمكانيات المتوفرة، وإعادة إطلاق مشروع التصنيف والفرز والغربلة الخاص بكيفية الاستجابة عند حدوث الكوارث.

وبينت المتطوعة الطبيبة أريج مؤيد حمايل أنها تطوعت بالفريق منذ 18 شهراً، بهدف رغبتها بتخديم أكبر عدد من الأشخاص، وخاصة في أوقات الأزمات والكوارث، ونشر الوعي الطبي بين أفراد المجتمع.

وقالت صفا شباط: إن انضمامها للفريق وفر لها فرصة للمساهمة في خدمة المجتمع، ودعم المحتاجين واكتساب خبرات جديدة، وتعلم أهمية العمل الجماعي، والمسؤولية تجاه الآخرين.

وإيماناً منه بأهمية التدخل في حالات الطوارئ، انضم الشاب رامي غانم للفريق، وأدرك من خلاله، كما أوضح، أن التطوع مسؤولية، وواجب تجاه المجتمع، وخاصة خلال الأزمات.

فيما وجدت المهندسة هديل نصر الدين بالفريق فرصة لها للعمل بشكل منظم على تنمية مهاراتها، وخبراتها في مكان جديد لتقديم خدمات للمجتمع.

تابعوا أخبار سانا على 

مقالات مشابهة

  • علماء: تقلبات الحرارة المفاجئة تؤثر على العدد الأكبر من البشر بحلول نهاية القرن
  • خبر سار للمقيمين في تركيا، وخاصة لمحبي البيض
  • تواصل البطولة الكروية بجامعة السلطان قابوس للمؤسسات
  • خبراء النوم : القيلولة بعد الثالثة عصرًا تؤثر على النوم ليلاً
  • هشام الحلبي: الحرب على غزة تؤثر على اقتصاد الولايات المتحدة
  • كلية التجارة بكفر الشيخ وأسطول للأوراق المالية يبحثان إطلاق مبادرة مجانية لنشر الثقافة المالية
  • لقاء تنسيقي بين الجهاز المركزي للرقابة والمحاسبة ووزارة الأوقاف لتعزيز التعاون المؤسسي
  • فريق “تجمع أبناء السويداء” ينفذ مبادرات خدمية ومجتمعية تطوعية
  • تلعب وتتراقص مع السائحين.. ظهور الدلافين في لاجونا دهب
  • رأي.. إردام أوزان يكتب: العقوبات والسيادة والتغيير في سوريا