ذا انترسبت: هذا هو إرث مؤسس فاجنر الأكثر ديمومة رغم رسائل مقتله
تاريخ النشر: 25th, August 2023 GMT
بينما ترسل واقعة مقتل مؤسس مجموعة فاجنر شبه العسكرية يفجيني بريجوجين، رسالة واضحة حاليا بأنه في روسيا لا مكان لقيصر ثانٍ مع الرئيس فلاديمير بوتين، فإن الأمر الأكثر أهمية وديمومة الذي يجب الانتباه إليه هو إرث بريجوجين والمتمثل في تطبيع استخدام الشركات العسكرية الخاصة من قبل الدول.
جاء ذلك وفق مقال نشرته مجلة ذا إنترسبت الأمريكية، وترجمه الخليج الجديد، للكاتبة أليس سبيري، المتخصصة في شؤون السياسة الخارجية للولايات المتحدة، والانتهاكات التي ترتكبها الجيوش وقوات الأمن، وقمع المعارضة.
ومساء الأربعاء، قالت وكالة النقل الجوي الفيدرالية الروسية إن طائرة من طراز إمبراير-135 تحطمت بمنطقة تفير شمال غرب روسيا أثناء سفرها من موسكو إلى سان بطرسبرج؛ ما أسفر عن مقتل جميع الركاب العشرة الذين كانوا على متنها، بما في ذلك 3 من أفراد الطاقم، ولاحقاً نشرت قائمة الركاب الـ10 كان بينهم بريجوجين، وقائدها ديمتري أوتكين، وغيرهم من عناصر المجموعة.
وتصدّر بريجوجين عناوين الأخبار في يونيو/حزيران عندما نفذ تمرّدًا مسلحًا ضد القيادة الروسية قبل أن ينسحب سريعا بموجب وساطة من رئيس بيلاروسيا ألكسندر لوكاشينكو، وقبلها شاركت فاجنر معارك ضارية في الشرق الأوكراني، في إطار الهجوم العسكري الواسع الذي تشنه روسيا على أوكرانيا منذ 24 فبراير/ شباط 2022.
رسائل رادعة
ووفق المقال فإن وفاة بريجوجين، الذي كان مساعداً مقرباً لبوتين قبل محاولته التمرد ضده قبل شهرين، كانت بمثابة الفصل الأخير في التهديد الأكبر الذي واجهه الرئيس الروسي على مدار فترة حكمه الممتدة منذ عقدين.
وأوضحت أن بالنسبة لأولئك الذين توقعوا أن ينتقم بوتين من الإذلال الذي تعرض له على يد مؤسس فاجنر بعد محاولة تمرده ضد بوتين والجيش الروسي، فإن مقتل بريجوجين يبدو بمثابة رسالة لا لبس للذين يفكرون في تكرار تجربة التمرد، وخاصة بين النخب الروسية.
ونقلت سبيري عن تاتيانا ستانوفايا، زميلة بارزة في مركز كارنيجي روسيا وأوراسيا، إنه من وجهة نظر بوتين، وكذلك العديد من المسؤولين الأمنيين والعسكريين، فإن وفاة بريجوزين يجب أن تكون بمثابة درس لأي خلفاء محتملين.
اقرأ أيضاً
مقتل قادة فاجنر في تحطم طائرة خاصة شمال موسكو.. ماذا يعني؟
وذكرت ستانوفايا أن بريجوجين المفعم بالنشاط والحيوية والأفكار، كان بلا شك معضلة كبيرة بالنسبة للنظام، حيث كان يجسد الإذلال السياسي لبوتين".
كما أن الطريقة التي قُتل بها بريجوجين عن طريق إسقاط طائرته، بدلاً من تسميم طعامه أو الادعاء بسقوطه من نافذة شقته (وكلاهما طرق نفذتها القيادة الروسية مع منافسي الداخل) كان لها أيضًا تأثير في القضاء على خليفة محتمل لـ"بريجوزين".
ومن بين الأشخاص الذين يُعتقد أنهم لقوا حتفهم في الحادث، كان ديمتري أوتكين، قائد فاجنر، وهو أيضا عضو سابق في أجهزة المخابرات الروسية.
وجاء الحادث بعد ساعات فقط من قيام روسيا بإقالة الجنرال سيرجي سوروفيكين، وهو قائد عسكري رفيع المستوى مقرب من بريجوزين والذي يعتقد أنه كان على علم مسبق بتمرد يونيو.
إرث بريجوجين
لكن حتى مع تلك النهاية المتوقعة لمؤسس فاجنر وقائدها، والرسالة التي ترسلها لمنافسي بوتين داخل روسيا، فإن المجموعة العسكرية سوف تستمر في العمل طالما أن المصالح التجارية التي تمولها لاتزال قائمة.
ووفق الكاتبة فإن الإرث الأكثر ديمومة لبريجوجين هو على الأرجح هي نجاح فاجنر في تطبيع استعانة الدول بمجموعة عسكرية خاصة في صراعاتها.
ووفقا لتجربة فاجنر وسعت العديد من الجماعات شبه العسكرية الأخرى - بناء على طلب الحكومات - نفوذها في السنوات الأخيرة.
وقال المحلل جاك مارجولين إن العالم بالطبع أصبح مكان أفضل بدون وجود بريجوزين وأوتكين، مضيفا "سوف تتغير مجموعة فاجنر بشكل جذري، لكن الشركات العسكرية الخاصة لن تختفي".
اقرأ أيضاً
جرى احتواؤها قبل قطع رأسها.. الجارديان: هكذا تعامل بوتين مع فاجنر بعد تمردها الفاشل
المصدر | أليس سبيري/ ذا إنترسبت- ترجمة وتحرير الخليج الجديدالمصدر: الخليج الجديد
كلمات دلالية: مجموعة فاجنر مؤسس فاجنر قائد فاجنر يفجيني بريجوجين ديمتري أوتكين مقتل بريجوجين
إقرأ أيضاً:
بوتين يعرفنا جيدداً..ألمانيا تحذر من هجمات روسيا الهجينة لتقسيمها
أكد وزير الدفاع الألماني بوريس بيستوريوس، أن على ألمانيا الاستعداد للتصدي لأي هجمات هجينة من روسيا، بما في ذلك الحملات على وسائل التواصل الاجتماعي لدعم الأحزاب اليمينية المتطرفة والشعبوية.
وقال بيستوريوس لصحف مجموعة "فونكه" الألمانية الإعلامية في تصريحات اليوم الأحد: "بوتين يشن هجمات هجينة، وألمانيا في بؤرة استهدافه".وأضاف وزير الدفاع "بوتين يعرفنا جيداً ويعرف كيف يضايقنا. وتجاهل هذا التهديد لأنه يزعجنا لن يجعله أصغر، بل أكبر".
وتعتبر الهجمات الهجينة نوعاً من الهجمات الإلكترونية التي يستخدم فيها الفاعل الخبيث أكثر من أداة لاختراق جهاز أو شبكة أو تنفيذ أي نوع آخر من الاعتداء.
وأوضح بيستوريوس، أن الهجمات تشمل البنية التحتية الألمانية وإمدادات الطاقة والأنشطة في بحر الشمال وبحر البلطيق، بالإضافة إلى انتهاكات للمجال الجوي.
وقال بيستوريوس: "هناك أيضاً حملات على وسائل التواصل الاجتماعي، وتدخل في الحملات الانتخابية، وتمويل لأصوات مثل حزب البديل من أجل ألمانيا اليميني المتطرف، وتحالف سارة فاجنكنيشت الشعبوي، يدعون أن الأمر لا يتعلق بحمايتنا، بل إننا نتجه نحو حرب مع روسيا".
وأكد أن جزءاً من استراتيجية بوتين هو زعزعة استقرار المجتمع الألماني وتقسيمه، وأضاف "علينا أن نفعل كل ما بوسعنا لمنع استراتيجية بوتين من النجاح".
وعند سؤاله هل أن ألمانيا جاهزة عسكرياً، قال بيستوريوس: "نحن على الطريق الصحيح". وأشار إلى إطلاق 97 مشروعاً كبيراً في 2024 بـ58 مليار يورو (60.5 مليار دولار)، متجاوزاً الرقم القياسي للعام الماضي.
ومع ذلك، أشار إلى وجود حاجة للتحسين، وقال: "نقلنا الكثير من المعدات إلى أوكرانيا. بالإضافة إلى ذلك، تحتاج الصناعة إلى الوقت لتوسيع قدراتها الإنتاجية لتصنيع الأسلحة والذخيرة".
وأوضح أن دبابة من طراز "ليوبارد" تحتاج إلى فترة تسليم تصل إلى عامين ونصف، بينما تستغرق الفرقاطات والغواصات ما بين 6 إلى 8 أعوام.
واختتم قائلاً: "توضح فترات التسليم وحدها أنه من المستحيل سد الفجوات التي حدثت خلال الـ30 عاماً الماضية في دورة تشريعية واحدة".