بينما ترسل واقعة مقتل مؤسس مجموعة فاجنر شبه العسكرية يفجيني بريجوجين، رسالة واضحة حاليا بأنه في روسيا لا مكان لقيصر ثانٍ مع الرئيس فلاديمير بوتين، فإن الأمر الأكثر أهمية وديمومة الذي يجب الانتباه إليه هو إرث بريجوجين والمتمثل في تطبيع استخدام الشركات العسكرية الخاصة من قبل الدول.

جاء ذلك وفق مقال نشرته مجلة ذا إنترسبت الأمريكية، وترجمه الخليج الجديد، للكاتبة أليس سبيري، المتخصصة في شؤون السياسة الخارجية للولايات المتحدة، والانتهاكات التي ترتكبها الجيوش وقوات الأمن، وقمع المعارضة.

ومساء الأربعاء، قالت وكالة النقل الجوي الفيدرالية الروسية إن طائرة من طراز إمبراير-135 تحطمت بمنطقة تفير شمال غرب روسيا أثناء سفرها من موسكو إلى سان بطرسبرج؛ ما أسفر عن مقتل جميع الركاب العشرة الذين كانوا على متنها، بما في ذلك 3 من أفراد الطاقم، ولاحقاً نشرت قائمة الركاب الـ10 كان بينهم بريجوجين، وقائدها ديمتري أوتكين، وغيرهم من عناصر المجموعة.

وتصدّر بريجوجين عناوين الأخبار في يونيو/حزيران عندما نفذ تمرّدًا مسلحًا ضد القيادة الروسية قبل أن ينسحب سريعا بموجب وساطة من رئيس بيلاروسيا ألكسندر لوكاشينكو، وقبلها شاركت فاجنر معارك ضارية في الشرق الأوكراني، في إطار الهجوم العسكري الواسع الذي تشنه روسيا على أوكرانيا منذ 24 فبراير/ شباط 2022.

رسائل رادعة 

ووفق المقال فإن وفاة بريجوجين، الذي كان مساعداً مقرباً لبوتين قبل محاولته التمرد ضده قبل شهرين، كانت بمثابة الفصل الأخير في التهديد الأكبر الذي واجهه الرئيس الروسي على مدار فترة حكمه الممتدة منذ عقدين.

وأوضحت أن بالنسبة لأولئك الذين توقعوا أن ينتقم بوتين من الإذلال الذي تعرض له على يد مؤسس فاجنر بعد محاولة تمرده ضد بوتين والجيش الروسي، فإن مقتل بريجوجين يبدو بمثابة رسالة لا لبس للذين يفكرون في تكرار تجربة التمرد، وخاصة بين النخب الروسية.

ونقلت سبيري عن تاتيانا ستانوفايا، زميلة بارزة في مركز كارنيجي روسيا وأوراسيا، إنه من وجهة نظر بوتين، وكذلك العديد من المسؤولين الأمنيين والعسكريين، فإن وفاة بريجوزين يجب أن تكون بمثابة درس لأي خلفاء محتملين.

اقرأ أيضاً

مقتل قادة فاجنر في تحطم طائرة خاصة شمال موسكو.. ماذا يعني؟

وذكرت ستانوفايا أن بريجوجين المفعم بالنشاط والحيوية والأفكار، كان بلا شك معضلة كبيرة بالنسبة للنظام، حيث كان يجسد الإذلال السياسي لبوتين".

كما أن الطريقة التي قُتل بها بريجوجين عن طريق إسقاط طائرته، بدلاً من تسميم طعامه أو الادعاء بسقوطه من نافذة شقته (وكلاهما طرق نفذتها القيادة الروسية مع منافسي الداخل) كان لها أيضًا تأثير في القضاء على خليفة محتمل لـ"بريجوزين".

ومن بين الأشخاص الذين يُعتقد أنهم لقوا حتفهم في الحادث، كان ديمتري أوتكين، قائد فاجنر، وهو أيضا عضو سابق في أجهزة المخابرات الروسية.

وجاء الحادث بعد ساعات فقط من قيام روسيا بإقالة الجنرال سيرجي سوروفيكين، وهو قائد عسكري رفيع المستوى مقرب من بريجوزين والذي يعتقد أنه كان على علم مسبق بتمرد يونيو.

إرث بريجوجين

لكن حتى مع تلك النهاية المتوقعة لمؤسس فاجنر وقائدها، والرسالة التي ترسلها لمنافسي بوتين داخل روسيا، فإن المجموعة العسكرية سوف تستمر في العمل طالما أن المصالح التجارية التي تمولها لاتزال قائمة.

ووفق الكاتبة فإن الإرث الأكثر ديمومة لبريجوجين هو على الأرجح هي نجاح فاجنر في تطبيع استعانة الدول بمجموعة عسكرية خاصة في صراعاتها.

ووفقا لتجربة فاجنر وسعت العديد من الجماعات شبه العسكرية الأخرى - بناء على طلب الحكومات - نفوذها في السنوات الأخيرة.

وقال المحلل جاك مارجولين إن العالم بالطبع أصبح مكان أفضل بدون وجود بريجوزين وأوتكين، مضيفا "سوف تتغير مجموعة فاجنر بشكل جذري، لكن الشركات العسكرية الخاصة لن تختفي".

اقرأ أيضاً

جرى احتواؤها قبل قطع رأسها.. الجارديان: هكذا تعامل بوتين مع فاجنر بعد تمردها الفاشل

المصدر | أليس سبيري/ ذا إنترسبت- ترجمة وتحرير الخليج الجديد

المصدر: الخليج الجديد

كلمات دلالية: مجموعة فاجنر مؤسس فاجنر قائد فاجنر يفجيني بريجوجين ديمتري أوتكين مقتل بريجوجين

إقرأ أيضاً:

تريند زمان.. جريمة غامضة لم تفصح عن الجانى هزت الوسط الفني

جريمة غامضة لم تفصح عن الجاني حتى الان ، رغم شهرة المجنى عليه وهو المخرج نيازى مصطفى الذى عثر على جثته داخل شقته، وفاته كانت درامية مثل الأفلام التي اخرجها وصادمة للوس الفني و"تريند زمان"
 
فى 19 أكتوبر عام 1986، رحل المخرج نيازى مصطفى فى ظروف غامضة ومثيرة، بعد مقتله فى يوم تصوير المشهد الأخير لفيلم "القرادتى"، بطولة الفنان فاروق الفيشاوى وسمية الألفى.
 
وفشل رجال الأمن والنيابة العامة وقتها  فى كشف ملابسات الحادث، وطبقًا للتحقيقات التى أجرتها النيابة، كان طباخ نيازى أول من اكتشف مقتله، وذكر فى أقواله أن نيازى قُتل داخل غرفة نومه، وكان مكبل اليدين من الخلف بكرافتة، واستخدمت شفرة حادة فى قطع شرايين يده، وكمم الجانى فمه بقطعة من القماش حتى لا يصدر صوتًا، وانتهى التحقيق إلى تقييد الجريمة ضد مجهول بعد أن تطرقت لسلسلة من الخلافات السياسية والفنية والعائلية والعلاقات النسائية ولكن دون فائدة.

وفشلت النيابة فى الوصول إلى الجانى نتيجة كثرة البصمات التى كانت موجودة فى شقة المجنى عليه بعد مقتله، ونقل جثمان نيازى من مكانه قبل وصول جهات التحقيق، مما أضاع معالم الجثمان على الأرض، وأثار مقتله عاصفة من الجدل حينها لتقيد القضية ضد مجهول.

نيازى مصطفى أحد رواد الإخراج السينمائى فى مصر، وكان له العديد من البصمات السينمائية التى ما زالت عالقة فى أذهان الكثيرين حتى وقتنا الحاضر ويطلق عليه الكثيرون لقب «شيخ المخرجين».

ولد نيازى مصطفى فى 11 نوفمبر عام 1910، فى محافظة أسيوط، لأب سودانى من الأعيان ولأم تركية الأصل ذات مستوى تعليمى رفيع فى ذلك الوقت، تزوج نيازى مرتين، الأولى: كانت من الممثلة كوكا التى اشتهرت بأداء دور البدوية فى أفلامه، وكانت مساعدته فى قسم المونتاج باستوديو مصر، والثانية كانت من الراقصة نعمت مختار، بعد أن اكتشف عدم قدرة زوجته الأولى على الإنجاب.

 







مشاركة

مقالات مشابهة

  • نشأت الديهي: 3 رسائل من ترامب بعد الضربة العسكرية في صنعاء ضد الحوثيين
  • أشرف عبدالغني: رسائل الرئيس السيسي في زيارة الأكاديمية العسكرية طمأنت المصريين
  • أشرف عبدالغني: رسائل الرئيس السيسي خلال زيارة الأكاديمية العسكرية طمأنت الشعب المصري
  • تريند زمان.. جريمة غامضة لم تفصح عن الجانى هزت الوسط الفني
  • “الكتاب الأبيض”.. استثمارات الصناعة العسكرية والدفاع في أوروبا لدعم أوكرانيا و”ردع” روسيا
  • برلماني: زيارة الرئيس للأكاديمية العسكرية حملت رسائل مهمة للداخل والخارج
  • بوتين ولوكاشينكو يوقعان على اتفاقية بشأن الحماية المتبادلة لمواطني روسيا وبيلاروسيا
  • روسيا تؤكد وجود 9 آلاف سوري لاجئ في قاعدة حميميم العسكرية.. الراهبة أغنيس من بينهم
  • روسيا تؤكد وجود 9 آلاف سوري لاجئ في قاعدة حميميم العسكرية
  • أول تعليق من الكرملين على ظهور بوتين بالبدلة العسكرية