الرباط (الاتحاد)
في أمسية احتفت بالشعر والتلاقي الثقافي العربي، نظمت هيئة الشارقة للكتاب، ضمن برنامج الشارقة ضيف شرف الدورة الثلاثين للمعرض الدولي للنشر والكتاب بالرباط، أمسية بعنوان «مرايا الكلام: قصائد إماراتية ومغربية تحت سماء الرباط»، أحياها الشاعران عبد الله الهدية من دولة الإمارات العربية المتحدة، وأحمد الحرشي من المملكة المغربية، وأدارتها الكاتبة أمل السهلاوي.


افتتح الشاعر عبد الله الهدية الأمسية بنصوص مفعمة بالشجن، مستدعياً الذاكرة والحنين والغربة، حيث قرأ:
«الظاعنون وراء الليل أين همُ
مرّوا على سدرة الأعراب وارتحلوا
أدّوا قرابينهم للأمس وانقسموا
قبل الطواف فلا تاهوا ولا وصلوا»
ليقدم صورة شعرية عن الترحال والغياب في الزمن العربي، ويعبر عن تيه الإنسان بين أطلال الأمكنة والذاكرة، وفي مقطع آخر من نفس القصيدة، يستعرض الهدية انسداد الأفق الشعري وانكسار الحلم، قائلاً:
«جفّت ضروع قوافيهم على وطنٍ
 تناثرت من شظايا بابه المُقَلُ»
ليؤكد أن غربة الإنسان العربي ليست سوى مرآة لغربة الشعر ذاته.
 أما الشاعر المغربي أحمد الحرشي، فقد قدّم نماذج من ديوانه «سيرة الماء»، مستلهماً رمزية الماء كعنصر حياة وتجدّد، حيث قرأ قائلاً:
«أنا والورى نمشي على استحياء
 أنسى في ذهولي نعمة الإرواء»
 وفي مقطع آخر من قصيدته أبحر بالجمهور نحو أبعاد روحية عميقة:
«بفضائك أحلام
 في طيبةٍ علقا
 ذاك الذي موته يكفي... ليبتدأ خلقا»
 مصوراً الماء كمجاز للحياة والموت والبعث، ومؤطراً قصيدته بروح صوفية متأملة تتجاوز ظاهر الأشياء إلى جوهرها.
وأكدت أمل السهلاوي في تقديمها للأمسية أن «مرايا الكلام» كانت بمثابة لقاء وجداني بين ضفتي المشرق والمغرب العربيين، مشيرة إلى أن القصائد بما حملته من تنوع في الإيقاعات والرؤى، جسدت وحدة الوجدان العربي رغم تباين البيئات والتجارب.
شهدت الأمسية حضوراً جماهيرياً واسعاً، حيث تفاعل الحضور مع تنقل القصائد بين الصحراء والأندلس، بين الماء والريح، بين الحنين إلى الوطن والبحث عن الخلاص الداخلي.
تأتي هذه الأمسية ضمن سلسلة فعاليات تنظمها هيئة الشارقة للكتاب في إطار مشاركة الإمارة ضيف شرف، حيث يقدم البرنامج أكثر من 50 فعالية أدبية وفكرية وفنية، تجسد رؤية الشارقة في تعزيز الحوار الثقافي والتلاقي الحضاري بين الشعوب العربية والعالم.

أخبار ذات صلة «الناشرين الإماراتيين» تعزّز مسيرة النشر العربي في «الرباط للكتاب» أحمد العامري: الشارقة والرباط تجسّدان شراكة ثقافية تُراهن على الإنسان والمستقبل

المصدر: صحيفة الاتحاد

كلمات دلالية: الشعر العربي القصائد معرض الرباط الدولي للنشر والكتاب هيئة الشارقة للكتاب

إقرأ أيضاً:

نور ورزازات3 تعود إلى العمل والمغرب يطلق طلب عروض لبناء محطة للغاز الطبيعي بميناء الناظور

زنقة 20 | الرباط

عادت أكبر محطة طاقة شمسية في المغرب إلى العمل مجددًا، وذلك بعد توقفها لمدة بلغت 14 شهرًا.

و كانت محطة نور ورزازات 3 قد توقفت عن الخدمة بسبب عطل تقني في شهر فبراير من العام الماضي 2024.

وبحسب بيان للوكالة المغربية للطاقة المستدامة (مازن)، فقد عادت محطة “نور ورزازات” للطاقة الشمسية إلى العمل من جديد، اليوم الإثنين 21 أبريل 2025، وذلك بعد توقفها تقنيًا لمدة بلغت 14 شهرًا.

و تسبّب تسرب في خزان الأملاح المصهورة الساخنة في خروج أكبر محطة طاقة شمسية في المغرب من الخدمة خلال شهر فبراير من العام الماضي، إذ إن هذا الخزان هو أحد المكونات الرئيسة في نظام الإنتاج والتخزين الحراري في المحطة.

وزيرة الانتقال الطاقي والتنمية المستدامة، ليلى بنعلي ، وخلال جلسة الاسئلة الشفوية اليوم الاثنين بمجلس النواب، قالت أن إنتاج الطاقة المتجددة عرف تقدما ملحوظا بفضل تراكم الخبرات المحلية و الاهتمام الدولي المتزايد.

كما أعلنت بنعلي عن طرح طلبات العروض لتطوير الشطر الاول بإنجاز واستغلال منصة استقبال الغاز الطبيعي بالناظور و ربطها بانبوب الغاز المغربي الاوربي وباقي البنية التحتية والمناطق الصناعية بالقنيطرة والمحمدية.

مقالات مشابهة

  • فرقاطة محمد السادس تشارك في مناورات كليمونصو
  • إستعدادات بالرباط لإعطاء جلالة الملك إنطلاقة تمديد خطوط التيجيفي بين القنيطرة ومراكش
  • “أنتم سبب زراعة شعري”.. جون سينا يكشف عن تعرضه للتنمر من جمهوره
  • تفاصيل الدورة المقبلة من المهرجان الدولي لفيلم حقوق الإنسان بالرباط
  • الفكر والفلسفة في الصدارة.. معرض الكتاب بالرباط يواصل فعالياته
  • تقرير رسمي: التجارة بين الإتحاد الأوربي والمغرب تجاوزت 60 مليار يورو
  • كنيسة أنطاكية والسريان الأرثوذكس.. ذكرى خطف مطراني حلب
  • نور ورزازات3 تعود إلى العمل والمغرب يطلق طلب عروض لبناء محطة للغاز الطبيعي بميناء الناظور
  • باحثون: العمارة التراثية تجسيد للهوية في الإمارات والمغرب
  • تلاقي الإبداعات الإماراتية والمغربية في أمسية شعرية