حماس تؤكد فقدان عيدان ألكسندر وتعلن استشهاد مسؤول تأمينه.. وتصعيد خطير يُربك الاحتلال
تاريخ النشر: 19th, April 2025 GMT
أعلنت حركة المقاومة الإسلامية "حماس" اليوم السبت 19 أبريل 2025، عن استشهاد أحد عناصرها والذي كان مكلفًا بتأمين الأسير الإسرائيلي عيدان ألكسندر، مؤكدة أن مصير الأخير لا يزال مجهولًا. وأكدت الحركة، في بيان عاجل بثه تلفزيون "القاهرة الإخبارية"، أنها تواصل جهودها لحماية المحتجزين الإسرائيليين، رغم "العدوان الهمجي" الذي تتعرض له غزة، والذي يعقّد من عمليات التأمين ويُعرض الجميع للخطر.
في تطور لافت، كشفت مصادر عبرية عن مقتل جندي إسرائيلي وإصابة 5 آخرين بجروح متفاوتة في حادث أمني خطير داخل قطاع غزة. ويكتنف الغموض تفاصيل الحادث، بينما فُرض تعتيم إعلامي من جانب جيش الاحتلال. وتشير التحليلات إلى أن العملية جاءت في توقيت مباغت أربك الحسابات العسكرية، في وقت تتسارع فيه تحركات المقاومة ضد القوات المتوغلة.
حماس ترفض اتفاقًا جزئيًا وتتمسك بوقف شامل للحربوفي خضم المفاوضات المتعثرة، أعلن خليل الحية، رئيس وفد حماس للمفاوضات، رفض الحركة لأي اتفاق جزئي لتبادل الأسرى أو وقف إطلاق النار، مطالبًا بوقف الحرب أولًا بشكل كامل. وأكد الحية أن رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو يستخدم الاتفاقات الجزئية غطاءً لتمرير سياساته في الحرب والإبادة.
محللون: حماس تحاول تثبيت معادلة "الكل مقابل الكل"يرى خبراء أن حماس تسعى للوصول إلى اتفاق شامل يحفظ ماء وجهها، ويحافظ على موقعها في غزة، مقابل الإفراج الكامل عن الرهائن. ويشير مراقبون إلى أن الحركة سبق وأطلقت 192 رهينة دون نتائج ملموسة، وبقي لديها 59 آخرين نصفهم يُعتقد أنهم قُتلوا خلال القصف.
رفض الاتفاق قد يؤدي لتصعيد أعنفويرى محللون أن رفض حماس العرض الحالي سيدفع إسرائيل إلى تكثيف عملياتها العسكرية وتشديد الحصار، في حين يعتبر البعض هذا الرفض ذريعة لنتنياهو لمواصلة الحرب وتحقيق مكاسب سياسية داخلية، قد تؤدي إلى تهجير الفلسطينيين وإجهاض أي تسوية مقبلة تتعلق بإعادة الإعمار أو إعادة السلطة إلى القطاع.
في ضوء التطورات المتسارعة على الأرض، يتّضح أن قطاع غزة يقف على مفترق طرق حاسم، حيث تتشابك المبادرات الدبلوماسية مع تصاعد العمليات العسكرية والمواقف المتصلبة من طرفي النزاع. وبينما تصر حماس على معادلة "الكل مقابل الكل"، يواصل الاحتلال الإسرائيلي تعنته وسياسته القائمة على القوة، ما ينذر بتفاقم الأوضاع الإنسانية والأمنية في القطاع المنهك.
ومع الغموض الذي يكتنف مصير الأسير الإسرائيلي عيدان ألكسندر، وارتفاع وتيرة الاشتباكات، تبدو احتمالات الوصول إلى تسوية شاملة معقدة في ظل استمرار الرفض المتبادل. وبين أوراق الرهائن وضغوط الداخل الإسرائيلي، تظل غزة عنوانًا مفتوحًا لصراع طويل، ينتظر حلًا يعيد الحياة لسكانها، ويوقف دوامة الدم المفتوحة منذ شهور.
المصدر: بوابة الفجر
كلمات دلالية: عيدان ألكسندر حماس حادث أمني غزة مقتل جندي اسرائيلي تبادل الاسرى خليل الحية نتنياهو الحرب على غزة رفض الاتفاق الرهائن الإسرائيليين الاحتلال المقاومة الفلسطينية القصف الاسرائيلى قطاع غزة التصعيد العسكري استشهاد عنصر حماس التعتيم الإعلامي مفاوضات وقف إطلاق النار
إقرأ أيضاً:
خيبة أمل إسرائيلية: بقاء حماس على حدودنا يُكذّب مزاعم الانتصار
مع تزايد العرائض الاسرائيلية المطالِبة بوقف الحرب ضد قطاع غزة وإعادة الأسرى، لكن إلا أن أنصار استمرارها يتهمونهم بـ"عدم الخجل من تسريب الخطط العملياتية، وقلوبهم مليئة بالفرح في مواجهة التصريحات الغامضة لمبعوث ترامب للمفاوضات مع إيران وروسيا".
وأكد المؤرخ آفي برئيلي مقال نشرته صحيفة "يسرائيل هيوم" وترجمته "عربي21"، أن "ما يواجهه رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو من عزلة داخل الدولة وفي الولايات المتحدة لم تعد خافية على أحد، لأنه بالفعل، يواجه معارضة شرسة في الداخل والخارج، ليس فقط من جانب العدو،ـ بل أيضاً من رئيس الأركان السابق وموظفيه، ورئيس الشاباك".
وقال برئيلي إن "كل هؤلاء المسؤولين تحالفوا مع إدارة أميركية صهيونية، كما وصفها الرئيس السابق جو بايدن، وعملوا على تصاعد الاحتجاجات من قبل الجنرالات، وسعوا جميعا لوقف الحرب من أجل الإطاحة بنتنياهو، فيما هُزمت الدولة، وهُدّدت".
وأضاف أن "الواقع يشهد أن ما يوصف بالإنجاز العسكري فشل بسبب الطريقة التي اتبعتها هيئة الأركان العامة السابقة والقيود الأمريكية؛ ونجاح إدارة بايدن في لحظاتها الأخيرة بفرض وقف إطلاق نار مبكر في لبنان وغزة بالتهديد بعدم استخدام حق النقض الفيتو في مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة، لكن نتنياهو نجح في التغلب جزئياً على هزيمته الداخلية وفي الولايات المتحدة، وجاء سقوط الديمقراطيين فيها عنوانا لفقدان الهزيمة دعمها الرئيسي، لكنها لم تتوقف حتى الآن".
وأوضح أن "الجنرالات المتقاعدين وعدد قليل من المقاتلين يحملون هذه الهزيمة عبر عرائض إنهاء الحرب، وتدعمها استطلاعات الرأي، صحيح أن الإنجازات الاستراتيجية ضد حزب الله وسوريا وإيران، والإنجازات الكبيرة، لكن التكتيكية، ضد حماس، أنقذت الاحتلال من الهزيمة، لكن هذه الإنجازات ليست مستقرة، ما دامت المنظمات المسلحة تعمل على حدود الدولة، وتحتجز الرهائن، والطموحات الإيرانية لم يتم إحباطها من خلال القضاء على برنامجها النووي، وكل ذلك يعني أن الاحتلال لم ينتصر في الحرب بعد".
وأشار إلى أن "الدعوات الاسرائيلية المتزايدة لوقف الحرب في غزة تتطلع إلى ترامب، الساعي لإنهاء الحروب؛ كما يتضح من جهوده لوقفها في أوكرانيا بفرض شروط قاسية عليها؛ وجهودها للاتفاق مع إيران، بما يمنحها القدرة على تخصيب اليورانيوم، وإطلاق الصواريخ كالسيف المُسلّط على رؤوس الإسرائيليين".
وأكد أن "الداعين لوقف حرب غزة لا يترددون في الابتهاج فرحاً أمام تصريحات مبعوثي للمفاوضات مع إيران وروسيا، ويُصدرون علينا حكمًا مماثلًا من أوكرانيا، ويأملون أن يُجبرنا ترامب على قبول بقاء حماس بغزة، وبقاء حزب الله في لبنان، وبقاء المشروع النووي الإيراني، رغم أن وضعي أوكرانيا وإسرائيل مختلف تمامًا".
وأوضح أن "أوكرانيا لا تستطيع وحدها هزيمة روسيا، في هذه الحالة يبدو ترامب مُحقّاً، لأن روسيا لا تُشكل تهديدًا استراتيجيًا للولايات المتحدة؛ ومن الأفضل لأوكرانيا تقليل الأضرار، ووقف الحرب؛ أما دولة الاحتلال اليوم، فهي مطالبة بالقضاء على حماس في غزة، وإنقاذ الرهائن بمفردها، وإجبار لبنان على نزع سلاح حزب الله، والدفاع عن نفسها ضد الجهاديين في جنوب سوريا، والعمل على صدّ المشروع النووي الإيراني، شريطة ألا تعترض الولايات المتحدة".