لم تعرف النسوة العاديات لباس للخروج إلى الشوارع قبل سنوات، في قري ومدن الصعيد، سوي «الملاية والبُردةُ» كأزياء متوارثة تتوافر فيها الحشمة التي تتفق مع طبيعة المجتمع المنغلقة،وكانت تلك الأزياء مناسبة لجميع الأعمار، سيدات وفتيات، وكل الفئات الاجتماعية. 

 

تقول «أم محمد» وتبلغ من العمر 78 عامًا، منذ أن وُلدت وأن أري أمي وخالتي ترتدين الملاية والبُردةُ ولم يكن هناك زى أخر للخروج من المنزل سواهما،وتضيف ورثت ارتداء الملاية والبُردةُ وأنها ما تزال ترتديهما ولم تعرف غيرهما.

 

 

وتشرح «أم أحمد» طريقة ارتداء الملاية والبُردةُ تقول .. لها طريقة تسمي «الحبكة» وهي لفها علي الجسم بحيث تغطيه بشكل كامل وتكون البداية من تحت الكتف الأيسر ويتم انتهاء الحبكة فوق الكتف الأيمن بدبوس أو بالحياكة، وتضيف أن النسوة الثريات كن يميزن أنفسهن بدبوس ذهبي عند نهاية حبكة الملاية أو البرُدةُ، ويلف الباقي حول الرأس بحيث تغطي المرأة جسدها بشكل كامل وتمسك بطرفيها لتغطي الوجه أيضا وتتحكم في أطرافها بشكل يسمح لها بالرؤية أثناء الترجل في الشارع. 

 

يبلغ طول البُردةُ نحو خمسة أمتار وهي قطعة واحدة من القماش الأسود، أما الملاية فهي نفس الطول وتميز بأنها ليست قطعة واحدة، إنما قطعتين متقابلتين عند الظهر، والملاية هي تطور للبرُدةُ، وكانت هي اللباس التقليدي للفتيات لتميزهن عن المتزوجات. 

تراجع المبيعات

ويوضح ميلاد بدري، تاجر ملابس ومتخصص في بيع الملاية والبُردةُ، أن الأخيرة تصنع من نسيج مختلف عن الملاية، ويسمي صانعهما «القزاز»، وتُصنع البُردةُ من الصوف الأبيض ثم تتم صباغتها باللون الأسود وكان يتم صناعتها في الماضي يدويًا بالنول وحاليا بواسطة ماكينات، ويضيف ميلاد، أن الملاية تُصنع من خيوط الحرير وكانت دمياط هي من أهم مناطق صناعتها في الماضي، وحاليا تتم صناعة البُردةُ والملاية في مركز أبو قرقاص بمحافظة المنيا..

 

وعن نسبة المبيعات يقول ميلاد بدري، إن نسبة المبيعات قلت عن الماضي لتصل إلى 30 %، بسبب طغيان العبايات الفضافضه والتي ظهرت منذ نهاية الثمانينيات في أسواق الصعيد وقنا، ويقبل على شراءها نسوة القري. 

 

وتفسر «أم خالد» أن اتجاه النساء وخاصة المسنات إلى ارتداء العبايات السوداء الفضافضه بسبب ثقل البُردةُ بسبب طولها الكبير وثقل القماش المصنوعة منه، وتشير ارتداءها كان يدل على الوقار والحشمة. 

 

وعن أصل البُردةُ يقول كمال النجمي كبير معلمي اللغة العربية سابق، إن كعب بن زهير ألقي قصيدة في مدح الرسول صلي الله عليه وسلم، وأعجبت تلك القصيدة الرسول الكريم(ص)، فأهدي البردة التي كان يرتديها إلى زهير بن كعب، فأطلق على القصيدة اسم البردة. 

 

ويوضح كمال، أن مفردات اللغة العربية تبدلت وتغيرت معانيها، والدليل علي ذلك هو أن القميص العادي حاليًا كان في الماضي يطلق علي الجلباب، وأيضا الجلباب في الماضي كان زيًا نسائيًا، وهي زى للرجال في وقتنا هذا ويضيف كذلك البردة كان زيًا للرجال ومع التطور أصبحت زيًا نسائيًا. 

 

 

 

 

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: البردة أزياء الصعيد فی الماضی

إقرأ أيضاً:

رقم قياسي... إيرادات السفر تتجاوز 112 مليار درهم العام الماضي

أفادت النشرة الأخيرة لمكتب الصرف حول المؤشرات الشهرية للمبادلات الخارجية، بأن إيرادات السفر سجلت رقما قياسيا بلغ 112,5 مليار درهم برسم سنة 2024.

وأوضح المكتب أن هذه العائدات حققت نموا بنسبة 7,5 في المائة، أي بزيادة قدرها 7,81 مليارات درهم مقارنة بسنة 2023.

وأضاف المصدر ذاته أن نفقات السفر ارتفعت لتبلغ 29,36 مليار درهم، مسجلة زيادة بنسبة 22,9 في المائة على أساس سنوي.

ويتجاوز رصيد ميزان السفر 83,1 مليار درهم في 2024، مسجلا تحسنا بنسبة 2,9 في المائة مقارنة بالسنة السابقة.

مقالات مشابهة

  • رقم قياسي... إيرادات السفر تتجاوز 112 مليار درهم العام الماضي
  • الإمارات تؤمن 45.6% من واردات اليابان النفطية في ديسمبر الماضي
  • محمد رمضان يكشف سر ارتدائه أزياء "غريبة"
  • الضفة الغربية والقدس تشهد 124 عملاً مقاوماً خلال الأسبوع الماضي
  • ترامب والأردن… وتجارب الماضي!
  • محطة القطار الكهربائي السريع في المنيا.. محور تنمية جديد بالصعيد
  • الحكومة تقر تعويضات لفائدة الحرفيين في الصناعة التقليدية خلال دورات التكوين بالمعاهد
  • اتهام عارضة أزياء بإقامة علاقات حميمة مع رئيس الوداد البيضاوي السابق
  • هاندا أرتشيل تتألق في عرض أزياء إيلي صعب ضمن أسبوع الموضة في باريس .. صور
  • الفرق كبير.. عارضة أزياء ترتدي فستان هنا الزاهد ببرنامج «معكم» تثير السوشيال ميديا