شهد قسم الإعلام وثقافة الأطفال بكلية الدراسات العليا للطفولة بجامعة عين شمس مناقشة رسالة دكتوراه مقدمة من الباحث محمد علي سليمان الشيخ، تحت عنوان: "معالجة الإعلام الجديد في مصر لقضايا الميراث واتجاهات المراهقين نحوها"، وقد حصل الباحث على درجة الدكتوراه بتقدير ممتاز.

تُعد هذه الدراسة من الدراسات المهمة التي تتناول موضوعًا مجتمعيًا حساسًا، حيث تتجلى أهميتها في أن المبحوثين - وهم من طلاب المرحلة الجامعية - يعايشون قضايا الميراث بشكل مباشر في مجتمعاتهم المحلية، ويشكلون في الوقت ذاته طرفًا فاعلًا في هذه القضية من خلال تفاعلهم مع محتوى الإعلام الجديد.

سعت الدراسة إلى التعرف على طبيعة تناول وسائل الإعلام الجديدة - متمثلة في منصتي فيسبوك ويوتيوب - لقضايا الميراث، كما هدفت إلى رصد أوجه التشابه والاختلاف بين هاتين الوسيلتين في تناول تلك القضايا، من خلال تحليل أساليب المعالجة الإعلامية، وردود الأفعال، والرسائل المحورية التي ركزت عليها هذه الوسائل، بالإضافة إلى فهم اتجاهات المراهقين نحو ما يُنشر من محتوى يتعلق بالميراث.

وقد كشفت نتائج الدراسة الميدانية عن أن قضية "حرمان البنات من الميراث" كانت القضية الأبرز التي تناولتها وسائل الإعلام المصرية الجديدة من وجهة نظر المراهقين. كما أظهرت النتائج أن موقع "فيسبوك" جاء في المرتبة الأولى من حيث جذب انتباه المبحوثين عند عرض قضايا الميراث، يليه موقع "يوتيوب". واتضح كذلك أن الإناث أكثر اهتمامًا وحرصًا على متابعة المحتوى المتعلق بقضايا الميراث على هذه المنصات، وذلك نتيجة لما توفره من تلبية لاحتياجاتهم المعرفية.

كما أثبتت الدراسة أن شريحة واسعة من المراهقين ترى أن الإعلام الجديد له تأثير كبير على الفرد والمجتمع عند تناوله قضايا الميراث، حيث أشار أغلب المشاركين إلى أن التأثير الإيجابي هو النمط الأبرز لهذا التأثير، وهو ما يُعزز الدور التوعوي الذي تلعبه هذه الوسائل. وفي السياق نفسه، أظهرت النتائج أن فئة الشباب كانت الأكثر تأثرًا بالمحتوى المتعلق بالميراث، وهو ما يعكس أهمية مخاطبة هذه الفئة في الجهود الإعلامية الرامية إلى نشر الوعي المجتمعي.

وأكد المبحوثون في الدراسة على إدراكهم الواقعي لمضمون ما يُنشر عبر الإعلام الجديد، حيث اعتبروا أن هذه الوسائل تتسم بالموضوعية والدقة في متابعة قضايا الميراث ونقلها من الواقع إلى الجمهور. كما أظهرت النتائج أن من لديهم تجارب شخصية مع قضايا الميراث كانوا الأكثر نشاطًا في إنشاء محتوى يتعلق بهذه القضايا ضمن المجموعات على وسائل التواصل الاجتماعي، مع ملاحظة أن الإناث هن الأكثر تفاعلًا مع هذا المحتوى، مقارنة بالذكور الذين يفضلون غالبًا الاكتفاء بالانضمام للمجموعات دون تفاعل كبير.

وفيما يتعلق بالأشكال المستخدمة لعرض المحتوى، أظهرت الدراسة أن هناك تركيزًا ملحوظًا على الفيديوهات القصيرة التي تقل مدتها عن خمس دقائق، حيث كانت هي الشكل المفضل عند تناول موضوعات الميراث، بما يتماشى مع أنماط الاستهلاك السريع للمحتوى المنتشر بين فئة المراهقين. كما كشفت الدراسة أن أعلى نوع من التفاعل مع المحتوى يتمثل في "المشاهدات"، وهو ما يعكس طبيعة مشاركة هذه الفئة العمرية مع الإعلام الجديد، والتي تركز بشكل أكبر على التلقي البصري والمرئي.

تكونت لجنة الحكم والمناقشة من نخبة من الأساتذة والمتخصصين، حيث ترأس اللجنة الأستاذ الدكتور محمد معوض إبراهيم، أستاذ الإعلام بقسم الإعلام وثقافة الأطفال بكلية الدراسات العليا للطفولة، وعميد معهد الجزيرة العالي للإعلام سابقًا، مشرفًا ورئيسًا. وشارك في الإشراف أيضًا الأستاذ الدكتور جمال عبد الحي النجار، أستاذ الصحافة والإعلام بكلية الدراسات الإسلامية بجامعة الأزهر وعميد كلية الإعلام بجامعة النهضة سابقًا. كما ضمت اللجنة الأستاذ الدكتور محمود محمد عبد الرحيم الصاوي، أستاذ الثقافة الإسلامية ووكيل كليتي الدعوة والإعلام بجامعة الأزهر سابقًا، والمحكّم المعتمد بلجنة ترقية الأساتذة بلجنة الدعوة والثقافة، وعضو لجنة المعايير بالهيئة القومية لضمان جودة التعليم والاعتماد، كمناقش خارجي. أما المناقش الداخلي فكان الأستاذ الدكتور زكريا إبراهيم الدسوقي، أستاذ ورئيس قسم الإعلام وثقافة الأطفال بكلية الدراسات العليا للطفولة - جامعة عين شمس.

المصدر: الأسبوع

كلمات دلالية: الأستاذ الدکتور بکلیة الدراسات الإعلام الجدید قضایا المیراث

إقرأ أيضاً:

دراسة: الدارجة تهيمن والفصحى تتوسع عند المغاربة

كشفت دراسة حديثة أنجزها مكتب “سونيرجيا” المتخصص في استطلاعات الرأي، عن تحولات ملحوظة في المشهد اللغوي المغربي خلال سنة 2025، مشيرة إلى تقدم العربية الفصحى في أوساط الشباب، مقابل استمرار هيمنة الدارجة المغربية كلغة أم لمعظم السكان.

وبحسب نتائج الدراسة، فإن 29% من المغاربة يتحدثون العربية الفصحى، مع تركز استخدامها بشكل أكبر في الوسط الحضري وبين الفئات الشابة والمتعلمة، في انعكاس مباشر لتوسع نسب التمدرس في الأجيال الجديدة.

من جهتها، تحافظ الدارجة المغربية على موقعها كلغة جامعة في الحياة اليومية، حيث يعتبرها 94% من المواطنين لغتهم الأم، رغم غياب طابعها الرسمي.

أما اللغة الأمازيغية، فيتحدث بها 25% من المغاربة، وتُستخدم كلغة أولى لدى 21%، مع تسجيل أعلى نسب الاستعمال في مناطق الجنوب، حيث تصل إلى 39%. كما أظهرت الدراسة أن حضور الأمازيغية يظل مستقرًا نسبيًا، خصوصًا في الأوساط القروية والفئات الشعبية.

وفي ما يخص اللغة الفرنسية، لا تزال تلعب دورًا مهمًا في التعليم والإدارة وقطاع الأعمال، حيث صرّح 19% من المستجوبين بقدرتهم على التحدث بها بطلاقة. وسجلت الدراسة تفاوتًا واضحًا بين الطبقات الاجتماعية، إذ ترتفع النسبة إلى 43% بين الفئات الميسورة، مقابل 6% فقط لدى ذوي الدخل المحدود.

كما رصدت الدراسة تقدمًا ملحوظًا للغة الإنجليزية، خصوصًا بين الشباب دون سن 34 عامًا بنسبة 17%، وبين الفئات ذات الدخل المرتفع بنسبة 22%، وهو ما يعكس تنامي دور هذه اللغة في التعليم العالي وسوق الشغل والإعلام الرقمي، رغم أن نسبتها العامة لا تتجاوز 9% من مجموع السكان.

من جهة أخرى، لا تزال اللغتان الإسبانية والألمانية على هامش المشهد اللغوي، إذ لا يتعدى عدد المتحدثين بهما بطلاقة 1%، ما يعكس محدودية انتشارهما في المنظومتين التعليمية والمهنية بالمغرب.

وأبرزت الدراسة أن 45% من المغاربة أحاديي اللغة، في حين يتحدث 34% لغتين، و14% ثلاث لغات، بينما تصل نسبة من يتحدثون أربع لغات أو أكثر إلى 11% في الفئة العمرية 25-34 سنة، و20% بين الفئات ذات الدخل المرتفع.

وتعكس هذه النتائج تنوع المشهد اللغوي المغربي وتحولاته، في ظل تفاعل مستمر بين الانتماء الثقافي، منظومة التعليم، والتطورات الاقتصادية والتكنولوجية.

مقالات مشابهة

  • دراسة: الهيربس يزيد من احتمال الإصابة بالخرف المؤقت
  • 5 أدوية تساعد على الوقاية من الخرف
  • يعزز ذكاء المراهقين.. دراسة ترصد تأثير النوم المبكر على تطور الدماغ
  • دراسة: حفنة من الجوز يوميا تحميك من سرطان القولون
  • دراسة: الدارجة تهيمن والفصحى تتوسع عند المغاربة
  • دراسة عالمية تدق ناقوس الخطر تجاه وباء قصر النظر بين الأطفال والمراهقين
  • أمسية ثقافية حول أثر القراءة في تشكيل الوعي المجتمعي بتبوك
  • دراسة علمية تربط بين قوة الذاكرة والدهون في منطقة البطن
  • «في يوم الأرض».. وزارة الثقافة تؤكد التزامها بنشر الوعي البيئي
  • دراسة تؤكد فوائد تمارين اليوغا لعلاج آلام مفاصل الركبة