حدش.. طبيعة ساحرة تستظل بقمم جبال الحجر
تاريخ النشر: 19th, April 2025 GMT
يعتبر وادي مستل من أجمل أودية ولاية نخل ورغم التضاريس الجبلية القاسية، إلا أنه تخبئ بين ثناياه قرى سياحية بامتياز، ومن أبرزها "وكان ـ حدش ـ القورة ـ الهجار ـ الجيلة ـ وجمة"، وغيرها من القرى التي أصبحت مزارات سياحية يرتادها الزوار والسياح باستمرار طوال العام.
زارت جريدة "عمان" قرى وكان، وحدش، والقورة، وأماطت اللثام عن الجمال والطبيعة البكر في تلك القرى، وكانت محطة فريق جريدة "عمان" الأولى قرية "حدش" ذات البساتين النظرة والأشجار الوافرة، إذ تستظل القرية بالجبل، مما جعلها تتمتع بالكثير من عوامل الجذب السياحي كالحارات القديمة والمسارات الزراعية والبرك المائية والكتابات الصخرية، وواحات الأشجار المختلفة المنتشرة في القرية، حيث تعكس "حدش" حياة المواطن العُماني في النمط المعماري لبناء القرى العُمانية القديمة، وتقع بمحاذاة ولاية الجبل الأخضر، حيث تأخذ هذه القرية السائح لزيارتها مرارًا وذلك لطبيعتها وجمالها ومحافظتها على طابعها القديم وموقعها الفريد، كما أهّلت جيولوجية المكان قرية "حدش" كإحدى القرى القديمة ضمن قافلة المسارات الجبلية وكانت إحدى الوسائل الخاصة بالتنقل التي يسلكها الأهالي للتنقل بين قرية "حدش" والقرى الأخرى، سواءً بولاية نخل أو بالقرى الأخرى بمحافظة الداخلية لسدّ احتياجاتهم اليومية والتبادل الاجتماعي والثقافي، كما أن فصول العام بقرية "حدش" تُعد جميعها مناسبة لهواة المغامرات، والتي تسهم في جذب الحركة السياحية كبقية القرى الجبلية في وادي مستل، حيث يمكن لزوار القرية ممارسة رياضات المشي الجبلي، والتعرف على مسارات التنقل القديمة التي كان يسلكها الأهالي للقرى الأخرى، حيث بينها مسارات تصل إلى ولاية الجبل الأخضر وأخرى إلى ولاية سمائل.
تنشيط الحركة السياحية
وقال سالم الحضرمي، صاحب نزل بيت ومقهى حدش للضيافة: إن النزل يساهم في تنشيط الحركة السياحية في محافظة جنوب الباطنة بشكل عام وبشكل خاص لولاية نخل، فمنذ افتتاحه أصبح يستضيف سيّاحا من داخل سلطنة عُمان وخارجها، وتتمثل نوعية السياح في سياح المغامرات، والسياح المحبين للعزلة والهدوء في أحضان الطبيعة، وسياح الدورات التدريبية، حيث أصبح هناك بعض المدربين يفضلون إقامة دوراتهم خارج اكتظاظ المدن وفي أماكن مفتوحة بين أحضان الطبيعة.
وأكد أن التحدي الأكبر في تنمية المشروع هو الطريق، إذ ينتهي الطريق المعبد قبل والوصول إلى قرية "حدش" بـ٣ كيلومترات، وهذه المسافة المتبقية من الكيلومترات تحتاج إلى تعبيد وسفلتة لتسهيل وتعزيز وصول الزائرين للاستمتاع بالطبيعة الجميلة ودرجات الحرارة المعتدلة طوال مواسم السنة.
وأوضح قائلا: قرية "حدش" تمتلك عناصر المغامرة لمحبي رياضة المشي عبر المسارات الجبلية الطويلة، حيث تأخذ السائح لاكتشاف الطبيعية العمانية البكر، واكتشاف وسيلة التنقل لدى الإنسان العُماني القديم، حيث ترتبط قرية "حدش" بقرية "وكان"، وكذلك بعدد من الطرق التي تربط قرى ولاية الجبل الأخضر، وولاية سمائل، ومن أشهر تلك المسارات الجبلية مسار قرية "حدش" إلى قرية "العافية" بولاية سمائل.
أجواء معتدلة طوال العام
وأكد نصر الحضرمي أن قرية "حدش" بولاية نخل ترتفع عن مستوى سطح البحر ما يقارب ٢٠٠٠ متر، وتتميز بأجواء باردة في الشتاء، وفي الصيف الجو معتدل جداً، ويمارس أهل القرية الزراعة، حيث تتوفر في مزارعهم أشجار العنب والرمان والخوخ والمشمش، بالإضافة إلى الزراعة الموسمية كزراعة البصل والثوم والباقل.. مضيفا: أن "حدش" تعد من القرى التاريخية، حيث تم العثور على وثيقة حجرية في المسجد القديم الذي تم ترميمه حديثاً، كتب على الوثيقة أن تاريخ بناء المسجد تم عام ٩٢١ هـ.
وأوضح أن الطريق الواصل إلى القرية يمثل أحد التحديات التي تواجه القاطنين والقادمين إليها، إذ نعاني من صعوبات كبيرة في حالات الطوارئ وخصوصاً أثناء هطول الأمطار، وكذلك ضرورة توصيل كابلات الأنترنت، بحكم أن الدراسة تتطلب أحيانا أن تكون عن بعد، وهذا ظهر جلياً في أزمة كوفيد ١٩، إضافة إلى ذلك أثناء الأنواء المناخية يعاني الطلاب وخصوصاً طلاب صفوف الثاني عشر وهم في مرحلة مفصلية مهمة من صعوبة الوصول إلى مدارسهم.
تنمية المناطق الريفية
بينما قال طلال بن محمد الحضرمي: إن القرية تحتاج إلى تسريع العمل بالتوجيهات السامية التي صدرت في ٢٠٢٤ لتطوير قرية "وكان" والقرى المجاورة لها، لتشمل إيصال الطرق المسفلتة كمرحلة أولى إلى قرية "حدش" وقرية "وكان"، لأنهما تمثلان نقطتين هامتين للجذب السياحي، وهذا بدوره سيساهم في عملية تنمية المناطق الريفية، مما سيساهم في عملية الاستقرار السكاني وكذلك سيسهم في التنمية الاقتصادية بفتح المشاريع المختلفة في المنطقة، كذلك أنا كمختص في مجال التعليم تواجهنا الكثير من الصعوبات في العملية التعليمية كضعف الأنترنت، وهذا يؤثر بشكل كبير على مستوى المعرفة لدى الطلاب في مدارس وادي مستل، بسبب عدم وجود الألياف البصرية، ونتمنى من شركة النطاق العريض وضع المنطقة ضمن أولوياتها في مد شبكات الألياف البصرية من أجل النهوض بقطاع التعليم والمعرفة في المناطق الريفية، أضف إلى ذلك أن شبكة الاتصالات تحتاج إلى تقوية، كون بعض مناطق وادي مستل لا تغطيها الشبكة، ونتمنى زيادة محطات تقوية الإرسال لتستطيع تغطية كافة المناطق في الوادي.
فيما قال محمد بن عوض الحضرمي: يعتمد قاطنو قرية "حدش" على الزراعة والثروة الحيوانية، لذا نتمنى من وزارة الثروة الزراعية والسمكية وموارد المياه عمل دراسة لتكثيف وزيادة أشجار الفاكهة وزيادة تنوعها، لأن الظروف مناسبة لزراعة مثل هذه الأشجار.. كما أن التربة الزراعية تعاني من فقر في المواد الغذائية اللازمة لزراعة المحاصيل الموسمية كالثوم والبصل والباقل، فهناك مشكلة منذ سنوات عديدة في محصول الثوم، وبالرغم من المحاولات العديدة في علاجه، إلا أن تلك المحاولات لم تفلح .
وذكر أن التجارب أثبتت إمكانية زراعة أشجار الزيتون، داعيا المختصين في وزارة الثروة الزراعية والسمكية وموارد المياه إلى ضرورة تقديم الدعم للمزارعين وتثقيفهم في قرى وادي مستل، لتعزيز رقعة زراعة هذه الأشجار في سلطنة عُمان، كما ندعو جهاز الاستثمار العماني إلى الاستثمار في زراعة أشجار الفاكهة كالمشمش والرمان والخوخ والعنب لتكون رافداً للسوق المحلي والاكتفاء الغذائي وكسلة غذائية مجدية اقتصادياً، واستغلال الظروف المناخية لطقس قرى وادي مستل لإنشاء مثل هذه المزارع النوعية.
وأضاف: إن القرية تشتهر بالعديد من المزروعات، والتي من أبرزها أشجار المشمش، حيث تتمازج زهور فاكهة المشمش مع ألوان زهور الحمضيات والأشجار والنباتات المتوزعة على المدرجات الزراعية، وخاصة خلال فصل الربيع، وتحيط بالقرية قمم جبلية شاهقة ومنحدرات تكثر فيها الأشجار البرية كأشجار البوت، والعلعلان، والسعتر، والعتم..
المصدر: لجريدة عمان
كلمات دلالية: ولایة نخل
إقرأ أيضاً:
توجيه رسمي من وزير الزراعة لمديري الإدارات بسبب اجازات أعياد الربيع
يستمر مديري عموم الإدارات العامة للحجر الزراعي في متابعة سير العمل خلال الاجازات الرسميه لأعياد الربيع سواء في مختلف الموانىء أو مواقع الإنتاج أو أماكن التعبئة المعتمدة لكلا من الصادر والوارد .
يأتي ذلك في إطار توجيهات علاء فاروق وزير الزراعة واستصلاح الأراضي و تكليفات الدكتور أحمد عضام رئيس قطاع الخدمات الزراعية والمتابعة ، و بالمتابعة المستمرة للدكتور محمد المنسي - رئيس الحجر الزراعي المصري.
وأكد الدكتور محمد المنسي علي ضرورة قيام المديرين باستمرار متابعة سير العمل لضمان انتظام الإفراج الجمركي و توجه بالشكر للسادة المديرين وجميع مفتشي الحجر الزراعي المصري