البحوث الزراعية ومنظمة إيكاردا يطلقان مبادرة لاستخدام الإرشاد الرقمي
تاريخ النشر: 19th, April 2025 GMT
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
بدأ مركز البحوث الزراعية، مرحلة جديدة من التعاون مع المركز الدولي للبحوث الزراعية في المناطق الجافة (إيكاردا)، لتعزيز التعاون في مجال الإرشاد الرقمي ضمن مبادرة التميز في الممارسات الزراعية (EiA).
تحسين إنتاجية النظم الزراعيةتهدف هذه المبادرة إلى تحسين إنتاجية النظم الزراعية وجودة حياة صغار المزارعين، وتعزيز استدامة منظومات الأمن الغذائي، والإدارة الرشيدة للموارد الطبيعية من تربة ومياه، بما يدعم قدرة هذه النظم على التكيف مع تغير المناخ والتخفيف من آثاره السلبية.
وتسعى هذه المرحلة إلى تطوير ودعم نظام الإرشاد الزراعي باستخدام أدوات رقمية حديثة، لمواكبة متطلبات القطاع الزراعي. ففي ظل محدودية الخدمات الإرشادية الحالية، يواجه العديد من صغار المزارعين صعوبة في الوصول إلى معلومات محدثة وتوصيات علمية تطبيقية تتوافق مع أحدث نتائج البحوث الزراعية. وتزداد الحاجة إلى دعم هؤلاء المزارعين بمعلومات دقيقة حول الممارسات الذكية مناخيًا، ومكافحة الآفات، وإدارة التربة والمياه.
تطوير الخدمات الإرشادية الرقمية
ويجري حاليًا العمل على تطوير حزمة من الخدمات الإرشادية الرقمية، من بينها تطبيق للهاتف المحمول مدعوم بتقنيات الاستشعار عن بُعد والاستشارات المعتمدة على الذكاء الاصطناعي، بواجهات تفاعلية مخصصة لصغار المزارعين، لتوفير توصيات فورية ودقيقة بناءً على ظروفهم الحقلية الفعلية.
وتم إطلاق هذه المرحلة خلال ورشة عمل افتراضية برعاية الدكتور عادل عبد العظيم، وبحضور الدكتورة شيرين عاصم نائب رئيس مركز البحوث الزراعية، التي عرضت التحديات الحالية وأولويات القطاع الزراعي، ودور البحث العلمي في دعم العملية الإرشادية عبر التكنولوجيا الحديثة، مع استعراض أوجه التعاون المختلفة مع المنظمات الدولية، وعلى رأسها "إيكاردا".
كما شارك في الورشة الدكتور فضل هاشم المدير التنفيذي لمركز معلومات تغير المناخ، حيث استعرض الاحتياجات الوطنية في مجال الإرشاد الإلكتروني، بالإضافة إلى ممثلي منظمة إيكاردا ومبادرة التميز في الممارسات الزراعية (EiA): الدكتور فيناي نانجيا، الدكتور أجيت جونفيد، السيدة أنجيكو جوشو، والدكتورة سمر الطاهر.
وخلال اللقاء، تم استعراض خطوات التعاون السابقة، التي أثمرت عن إطلاق النسخة الأولى من تطبيق الإرشاد الرقمي، مع التأكيد على الدور الحيوي لمركز البحوث الزراعية في إدارة وتطوير محتوى التطبيق، والعمل على بناء قدرات المرشدين الزراعيين لمواكبة متطلبات هذا التحول الرقمي.
وقد اختُتم اللقاء بالإعلان عن انطلاق المرحلة الجديدة من تطوير التطبيق، التي تشمل برنامجًا متكاملًا لبناء قدرات القطاع الإرشادي، تمهيدًا لنشر منظومة الإرشاد الرقمي على مستوى كافة محافظات الجمهورية.
المصدر: البوابة نيوز
كلمات دلالية: صغار المزارعين المنظمات الدولية منظمة إيكاردا البحوث الزراعیة الإرشاد الرقمی
إقرأ أيضاً:
مبادرة الحضارة العالمية: شراكة جديدة بين الحضارتين الصينية والعربية
د. غادة كمال
أستاذ العلوم السياسية والعلاقات الدولية
في هذا التوقيت الصعب، والعالم يتجه نحو الحروب وانتشار الفوضى من غزة ولبنان إلى اليمن، وأوكرانيا، والسودان، وتهب رياح الحرب الباردة من جديد، وتتعزز التحالفات والتكتلات في آسيا وأوروبا، ويشتد الصراع في أفريقيا، وتهتز أسس الاقتصاد العالمي، وتتسع الفجوة بين الطبقات، ويبدو وكأن العالم على حافة حرب عالمية جديدة، إن حدثت، لن يتعافى منها قبل مئات الأعوام.
وتأتي أهمية "مبادرة الحضارة العالمية" التي تهدف إلى استرداد مفاهيم التعايش السلمي، ومنع الحروب، وتخفيف التوتر الدولي الحالي. وهي نداء لتعزيز الحوار بين الشعوب، والتبادل الثقافي والفكري بين الحضارات، والتمسك بالقيم، وتفهُّم تقاليد وأنماط الحضارات المختلفة واحترامها، وتبادل المصالح، واحترام حقوق الشعوب في تقرير مصيرها، وعدم تدخل دولة في شؤون دولة أخرى أو فرض هيمنتها عليها، وبناء التوافق السياسي، وتعزيز التعاون والمواءمات الاستراتيجية التي تحقق آمال الشعوب، وإرساء أسس سليمة لبناء تقدم الحضارات، وتعزيز الاستفادة المتبادلة بين مختلف الثقافات.
ولا شك أن مبادرة الحضارة العالمية والحوار بين الحضارتين الصينية والعربية خطوة هامة نحو تعظيم التقارب والتفاهم بين الثقافات المختلفة.
1. الصين والدول العربية
تمثل العلاقات الصينية العربية نموذجًا مهمًا في إطار العلاقات الخارجية لكل من بكين والدول العربية، حيث تتشابه الصين مع العالم العربي في انتماء كل منهما إلى أمة ذات حضارة تاريخية عريقة. وقد دعا الجانبان إلى تعزيز الحوار بين مختلف الحضارات والشعوب، ويجري التعاون بينهما في أنشطة متنوعة في مجالات التبادل الإنساني والثقافي من خلال منصات وآليات مثل منتدى التعاون الصيني-العربي ومنظمة التعاون الإسلامي، مما عزز التفاهم والصداقة بين الشعوب في العالم العربي والإسلامي والصين.
وقد شهدت العلاقات تطورًا كبيرًا خلال العقدين الأخيرين، إذ تواصل الصين والدول العربية تعزيز التعاون الاستراتيجي في كافة المجالات، حيث تدعم الدول العربية الجهود التي تبذلها الصين للحفاظ على مصالحها الجوهرية، وتلتزم دائمًا بمبدأ الصين الواحدة. في المقابل، تدعم الصين جهود الدول العربية لتعزيز الاستقلال الاستراتيجي والحفاظ على السيادة وتسوية النزاعات بالحوار.
لذا، أصبح تعزيز التعلم المتبادل بين الحضارتين الصينية والعربية أمرًا بالغ الأهمية لدفع الاستقرار والتنمية في الجنوب العالمي، وتحقيق ازدهار الحضارات. كما أن الحوار الحضاري والثقافي بين الجانبين ضرورة عصرية، ووسيلة لتحقيق المنفعة المشتركة بعيدًا عن منطق الهيمنة والمصلحة الضيقة.
2. آليات التعاون بين الحضارتين الصينية والعربية
شهدت مجالات التعاون تطورًا ملحوظًا في السنوات الأخيرة، خاصة في المجالات الثقافية والتعليمية والتكنولوجية. ومنها:
• منتدى التعلم والاستفادة المتبادلة
عُقد "منتدى أعمال الحوار الحضاري لخطة التعاون 10+10 بين الجامعات الصينية والعربية" في أكتوبر 2024 بجامعة شانغهاي، كأحد مخرجات الاجتماع الوزاري العاشر لمنتدى التعاون الصيني العربي، وأكّد عليه الرئيس الصيني شي جين بينغ.
ويُعد المنتدى قرارًا استراتيجيًا يهدف إلى تعميق التعاون الأكاديمي والثقافي والابتكار والتنمية المستدامة، لمواجهة التحديات العالمية، وتعزيز بناء مجتمع المصير المشترك.
• منتدى التعاون العربي-الصيني
يُعد المنتدى إطارًا فعالًا للحوار والتعاون في مختلف المجالات (السياسية، الاقتصادية، الثقافية). ويضم 19 آلية، منها المؤتمرات الوزارية والحوارات الاستراتيجية، وأصدر 85 وثيقة لتعزيز التعاون المشترك، خاصة في مجالات الطاقة والتكنولوجيا والبنية التحتية، مع توقيع اتفاقيات تبادل العملات مع دول عربية.
كما يشهد الجانبان نشاطًا كبيرًا في تعليم اللغتين الصينية والعربية، مما يعزز التفاهم الثقافي المتبادل.
• مبادرة الحزام والطريق
تمتد جذور التواصل الحضاري بين العرب والصينيين منذ طريق الحرير القديم، وتواصلت عبر "مبادرة الحزام والطريق"، التي نفذ الجانبان في إطارها أكثر من 200 مشروع تعاون.
ورغم الطابع الاقتصادي للمبادرة، إلا أنها تشمل أبعادًا ثقافية واستراتيجية عميقة، تعزز الاحترام المتبادل والترابط الحضاري بين الشعوب.
3. العلاقات المصرية-الصينية "نموذجًا"
العلاقات بين مصر والصين تاريخية، تعود إلى طريق الحرير القديم، واليوم تشهد هذه العلاقات نقلة نوعية في ظل شراكة استراتيجية شاملة.
وُقعت اتفاقيات متعددة تشمل التعاون الإعلامي والثقافي والتعليمي والاقتصادي، وتم تضمين اللغة الصينية في المناهج الدراسية المصرية، بجانب تبادل الزيارات، والبرامج الثقافية، وتوقيع برامج تنفيذية مشتركة.
تجسد هذه العلاقة نموذجًا للتعاون الثقافي بين الصين والدول العربية، وشراكة تسهم في بناء مجتمع المصير المشترك.
التحديات
صعوبة التواصل اللغوي.
ضعف الدراسات الأكاديمية عن الصين.
ضعف حركة الترجمة.
قلة الباحثين المتخصصين.
ضعف التعاون الإعلامي والثقافي.
اعتماد الإعلام على مصادر غربية.
التوصيات
تشجيع الترجمة بين اللغتين.
إنشاء آلية تواصل فعالة.
تنفيذ مشروعات بحثية مشتركة.
إنشاء قاعدة بيانات للخبراء.
تفعيل المراكز الثقافية وزيادة المنح الدراسية.
تنويع وسائل الإعلام وتبادل الوثائق والرؤى.
ختامًا
تمثل "مبادرة الحضارة العالمية" والحوار بين الحضارتين الصينية والعربية خطوة ضرورية لبناء عالم أكثر فهمًا وتسامحًا، وتُعد دعوة لمواجهة خطابات الكراهية، وإرساء أسس السلام. وهو ما يستدعي إيجاد صيغة ملائمة للتعاون بين جميع الشعوب لصناعة مستقبل أكثر استقرارًا وإنسانية.