روما – تزامنا مع انطلاق الجولة الثانية من المفاوضات بين إيران والولايات المتحدة بشأن برنامج طهران النووي، في إيطاليا، حددت الأخيرة 9 مبادئ للتفاوض، وسط انتشار تقارير عن مساع أمريكية لتفكيك برنامج إيران النووي، ودعوات إسرائيلية لتطبيق النموذج الليبي.

ووصل وزير خارجية الإيراني عباس عراقجي، صباح السبت، إلى العاصمة الإيطالية روما للمشاركة في الجولة الثانية من المفاوضات غير المباشرة مع الولايات المتحدة، بشأن برنامج طهران النووي، وفق وكالة الأنباء الإيرانية (إرنا).

وذكرت الوكالة الرسمية نقلا عن المتحدث باسم الخارجية الإيرانية إسماعيل بقائي، أن “الجولة الثانية من المفاوضات ستعقد، برئاسة وزير الخارجية عباس عراقجي وستيف ويتكوف الممثل الخاص للرئيس الأمريكي للشرق الأوسط، في روما”.

وأكد بقائي أن هذه الجولة من المفاوضات، كما الجولة الأولى، ستكون غير مباشرة، برعاية وزير الخارجية العماني بدر البوسعيدي.

ومحادثات اليوم هي ثاني اجتماع رفيع المستوى بين البلدين منذ أن سحب الرئيس الأمريكي دونالد ترامب واشنطن من الاتفاق النووي التاريخي عام 2018، والذي نص على تخفيف العقوبات الدولية على إيران مقابل فرض قيود على برنامجها النووي.

والتزمت طهران بالاتفاق لمدة عام بعد انسحاب ترامب من الاتفاق، قبل أن تتراجع عن التزاماتها تدريجيا.

9 مبادئ للتفاوض

علي شمخاني، المستشار السياسي للمرشد الإيراني الأعلى، قال في منشور على منصة إكس، اليوم، إن “المفاوضين الإيرانيين انطلقوا بكامل صلاحياتهم للتوصل إلى اتفاق شامل قائم على تسعة مبادئ: الجدية، والضمانات، والتوازن، ورفع العقوبات، وليس نموذج ليبيا أو الإمارات (دون تفاصيل)، وتجنب التهديدات، والسرعة، واحتواء المعتدين (مثل إسرائيل)، وتسهيل الاستثمار.

وأكد أن “إيران جاءت من أجل التوافق والتوازن، وليس الاستسلام”.

أبرز ما جاء في تصريح شمخاني، هو تأكيده على رفض النموذج الليبي لحل ملف برنامج بلاده النووي، إذ تتجه أنظار العالم إلى المفاوضات التي يمكن أن تغير نتائجها وجه الشرق الأوسط، في ظل تهديدات أمريكية باللجوء للخيار العسكري مالم يتم التوصل إلى اتفاق.

وعام 2003، وافق الزعيم الليبي الراحل معمر القذافي على التخلي عن برنامج بلاده للأسلحة النووية. وقد تم حينها نقل مكونات البرنامج، بما في ذلك أجهزة الطرد المركزي ووثائق التصميم، إلى الولايات المتحدة، وتم تفكيك ما تبقى تحت إشراف دولي.

وكان رئيس الوزراء الإسرائيلي طرح هذا السيناريو عقب زيارته الأخيرة إلى الولايات المتحدة ولقائه بالرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، حيث قال إنه وترامب “متفقان على أن إيران لن تمتلك أسلحة نووية. ويمكن تحقيق ذلك من خلال اتفاق، ولكن فقط إذا كان الاتفاق على نمط اتفاق ليبيا”.

وتابع، بحسب ما نقلت وسائل إعلام عبرية منها صحيفة “تايمز أوف إسرائيل” العبرية “ندخل، نفجر المنشآت، نفكك جميع المعدات، تحت إشراف وتنفيذ أمريكيين – وهذا أمر جيد”.

ووفق نتنياهو، فإن هذا الهدف يمكن تحقيقه دبلوماسيا، ولكن فقط إذا كان مشابها لنموذج نزع السلاح النووي الليبي في عام 2003، حين قامت القوات الأمريكية بتدمير أو شحن مكونات البرنامج النووي الليبي.

وتأتي المفاوضات الأمريكية الإيرانية في وقت تشهد فيه المنطقة توترات متزايدة على وقع حرب الإبادة الإسرائيلية على المنطقة والسياسات التوسعية لتل أبيب، فضلا عن انحسار للنفوذ الإيراني في المنطقة بعد الإطاحة بنظام الأسد في سوريا والضربات الإسرائيلية والأمريكية على حلفائها في لبنان واليمن.

وتناولت المبادئ التي حددها شمخاني، تسهيل الاستثمارات، وهو ما قد يشير إلى تطبيع في العلاقات التجارية مع الولايات المتحدة.

وهذا كان حتى قبل بضع سنوات فقط، خطا أحمر بالنسبة للتيار المتشدد في إيران، إذ كانوا يخشون من أن النفوذ الاقتصادي الأميركي سيقوّي المعتدلين داخل النظام ويُضعف سيطرة المحافظين.

وما يعزز هذا الاعتقاد هو إبداء المسؤولين الإيرانيين علنا رغبتهم في تطبيع العلاقات التجارية مع الولايات المتحدة، وهو أكثر من مجرد رفع العقوبات واستئناف التجارة مع أوروبا وآسيا.

في مقال نشره في صحيفة “واشنطن بوست” هذا الشهر، شدد وزير الخارجية الإيراني، عباس عراقجي أن العقوبات الأمريكية – وليس رفض إيران – هي التي حرمت الشركات الأمريكية من “فرصة بمليارات الدولارات” في الاقتصاد الإيراني.

وأضاف: “القول إن آفاق التجارة والاستثمار في إيران لا مثيل لها هو تقليل من الحقيقة”.

الجولة الثانية في روما

وتنطلق اليوم السبت في العاصمة الإيطالية روما جولة محادثات ثانية بين واشنطن وطهران بشأن البرنامج النووي الإيراني بعد مضي أسبوع على الجولة الأولى التي عقدت في العاصمة العمانية مسقط ووصفها الطرفان بـ”البناءة” .

ويشارك في محادثات اليوم وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي والمبعوث الأميركي للشرق الأوسط ستيف ويتكوف وتتوسط فيها سلطنة عمان.

ومحادثات اليوم هي ثاني اجتماع رفيع المستوى بين البلدين منذ أن سحب الرئيس الأميركي دونالد ترامب واشنطن من الاتفاق النووي التاريخي عام 2018، والذي نص على تخفيف العقوبات الدولية على إيران مقابل فرض قيود على برنامجها النووي.

والتزمت طهران بالاتفاق لمدة عام بعد انسحاب ترامب من الاتفاق، قبل أن تتراجع عن التزاماتها تدريجيا.

واستبق أول أمس الخميس ترامب محادثات اليوم بقوله “لست في عجلة من أمري” للجوء إلى الخيار العسكري، مضيفا “أعتقد أن إيران ترغب في الحوار”.

وعشية انطلاق جولة المفاوضات الأولى، حذّر البيت الأبيض من “خيارات أمريكية باهظة الثمن” في حال فشل التوصل إلى اتفاق جديد بشأن البرنامج النووي الإيراني، مؤكدا أن الرئيس دونالد ترامب يفضل تسوية هذا الملف من خلال محادثات مباشرة مع طهران.

وتتهم الولايات المتحدة إلى جانب إسرائيل ودول أخرى، إيران بالسعي إلى تطوير أسلحة نووية، بينما تصر طهران على أن برنامجها النووي مخصص لأغراض سلمية، بينها توليد الكهرباء.

واقع برنامج طهران النووي

عندما تولّى دونالد ترامب الرئاسة في عام 2018، سحب الولايات المتحدة من الاتفاق النووي، رغم أنها كانت ركنا أساسيا فيه.

وصف ترامب، حينها، الاتفاق بأنه “سيء” لأنه غير دائم ولا يتناول برنامج إيران للصواريخ الباليستية، إلى جانب قضايا أخرى. وكنتيجة لذلك، أعاد فرض العقوبات الأمريكية ضمن حملة “الضغط الأقصى” بهدف إجبار إيران على التفاوض على اتفاق جديد وموسّع.

ومنذ انسحاب ترامب من الاتفاق، بدأت إيران في انتهاك التزامات رئيسية نصّ عليها الاتفاق، وذلك ردا على إعادة فرض العقوبات الأمريكية.

فقامت إيران بتركيب آلاف أجهزة الطرد المركزي المتقدمة (أجهزة تنقية اليورانيوم)، وهو أمر كان محظورا بموجب الاتفاق.

وتتطلب الأسلحة النووية يورانيوم مخصبا بنسبة نقاء 90 بالمئة، في حين أن الاتفاق كان يسمح لإيران بامتلاك 300 كغم فقط من اليورانيوم المخصب بنسبة 3.67 بالمئة، وهي نسبة كافية للأغراض المدنية مثل إنتاج الطاقة والأبحاث النووية، لكنها غير كافية لصناعة قنابل نووية.

لكن بحلول مارس 2025، أعلنت الوكالة الدولية للطاقة الذرية (IAEA) أن إيران تمتلك حوالي 275 كغم من اليورانيوم المخصب بنسبة 60 بالمئة. وهذه الكمية تكفي نظريا لصناعة نحو ست قنابل نووية، إذا ما تم رفع نسبة التخصيب إلى 90 بالمئة.

وقدّر مسؤولون أمريكيون أن إيران قد تتمكن من تحويل تلك الكمية إلى مادة صالحة لصنع قنبلة نووية واحدة في غضون أسبوع فقط. ومع ذلك، قالوا إن إنتاج سلاح نووي كامل قد يستغرق من عام إلى 18 شهرا. بينما يرى بعض الخبراء أن تصنيع جهاز نووي بدائي قد لا يتجاوز ستة أشهر.

وتقول الدول الغربية إنه لا يوجد أي مبرر مدني يدفع إيران لتخصيب اليورانيوم إلى هذا المستوى، وإن جميع الدول التي وصلت لهذا المستوى من التخصيب تمكنت من تصنيع قنابل نووية، وهو ما تنفي إيران السعي إليه.

 

الأناضول

المصدر: صحيفة المرصد الليبية

كلمات دلالية: الولایات المتحدة الجولة الثانیة وزیر الخارجیة محادثات الیوم من المفاوضات دونالد ترامب عباس عراقجی من الاتفاق أن إیران

إقرأ أيضاً:

ماذا تريد إيران من روسيا والصين؟ .. متخصص بالشأن الإيراني يجيب

قال عمرو أحمد الكاتب المتخصص بالشأن الإيراني، إنّ التعاون النووي بين إيران والصين مر بثلاث مراحل رئيسية، بدأت منذ عام 1984 وحتى عام 2017، وخلال هذه الفترة، ساهمت بكين بشكل فعّال في تأسيس البنية التحتية النووية الإيرانية، حيث شاركت في إنشاء مركز أصفهان للأبحاث النووية، ومدت إيران بمواد نووية مهمة مثل مادة "سادس فلورايد اليورانيوم"، التي استخدمتها لاحقًا في أجهزة الطرد المركزي.

إيران: روسيا كانت دائما شريكا بناءً لنا في مفاوضات الاتفاق النوويإيران: الغرب يغض الطرف عن ترسانة إسرائيل النووية ونرفض التفاوض العلنيترامب: عقدنا اجتماعات جيدة جدا بشأن إيرانترامب يبحث مع نتنياهو وقف إطلاق النار في غزة والمحادثات مع إيران

وأضاف أحمد، في تصريحات مع الإعلامي كمال ماضي، مقدم برنامج "ملف اليوم"، عبر قناة "القاهرة الإخبارية"، أن ذروة هذا التعاون كانت قبل عام 1997، أي قبل تحسن العلاقات الصينية–الأمريكية، حيث بدا أن الصين آنذاك لا ترغب في تعريض نفسها لضغوط غربية بشأن تعاملها النووي مع طهران، ومع ذلك، استمرت بكين في دعم إيران حتى بعد توقيع الاتفاق النووي في 2015، وقدمت ورقة عمل تضمنت خمسة شروط ساهمت لاحقًا في تشكيل الاتفاق النهائي.

وأشار إلى أن الصين، حتى بعد انسحاب واشنطن من الاتفاق النووي في عهد إدارة ترامب، واصلت دعمها لطهران في المحافل الدولية، بما في ذلك مجلس الأمن، إلى جانب استمرار التعاون الاقتصادي ولا سيما في قطاع النفط.

ولفت إلى أن الصين تخشى من تصعيد عسكري أمريكي–إسرائيلي محتمل ضد إيران، وهو ما جعلها تدعو دائمًا للحلول الدبلوماسية.

وأكد، أن إيران لا يمكنها الانفصال عن الصين وروسيا، لا على المستوى التقني النووي ولا الاقتصادي، ويُعتقد أن طهران تحاول الآن بالتعاون مع موسكو وبكين بلورة رؤية تفاوضية جديدة تدعم موقفها في أي محادثات مستقبلية بشأن برنامجها النووي، مع التركيز على إبراز التقدم التقني الذي حققته خلال السنوات الأخيرة بدعم من هذين الحليفين.

مقالات مشابهة

  • قبيل استئناف المحادثات النووية... إيران ترد على العقوبات الأمريكية الجديدة
  • إيران تستعد لجولة تفاوض ثالثة وتدين العقوبات الأميركية جديدة
  • رغم المحادثات.. واشنطن تفرض عقوبات على قطب الغاز الطبيعي الإيراني إمام جمعة
  • الإعلام يُكذِّب نتنياهو بأنّه سيُهاجِم إيران دون موافقةٍ أمريكيّةٍ .. جنرالٌ إسرائيليٌّ: الاتفاق النوويّ أقرب من أيّ وقتٍ مضى
  • بريطانيا تستضيف جولة جديدة من المحادثات بشأن أوكرانيا
  • برغم المحادثات.. واشنطن تفرض عقوبات على قطب الغاز الطبيعي الإيراني إمام جمعة
  • ماذا تريد إيران من روسيا والصين؟ .. متخصص بالشأن الإيراني يجيب
  • مستشار سابق لـ بوتين: روسيا تدفع إيران نحو اتفاق مع أمريكا بشأن الملف النووي
  • مباحثات عمانية روسية بشأن ملف إيران النووي
  • إيران: روسيا كانت دائما شريكا بناءً لنا في مفاوضات الاتفاق النووي