وصف الشيخ الدكتور عبدالرحمن السديس، رئيس الشؤون الدينية للمسجد الحرام والمسجد النبوي، مكتبة الحرم المكي بأنها منبر ديني ثقافي حضاري لنشر المعرفة الدينية، والثقافة الإسلامية، والفكر الوسطي المعتدل في العالم، ورافد ينهل منها المهتمون بالحرمين الشريفين دينيًا، ومعرفيًا، وثقافيًا، وتاريخيًا.

نعكف على إعداد استراتيجية دينية تعكس مكانتها الحضارية عالميا

وحث رئيس الشؤون الدينية خلال لقائه بمسؤولي المكتبة إعداد خطة استراتيجية دينية عالمية للمكتبة؛ تعكس مكانتها الدينية، وتُبزر نشاطاتها الدينية، والمعرفية، والثقافية الوسطية العالمية.

وقال السديس، إن مكتبة الحرم المكي تعتبر نافذة ثقافية دينية عالمية لتعظيم المنجزات الدينية، وإثراء التجربة الدينية لروَّاد وزوَّار المكتبة، وضيوف الرحمن، مؤكدا أن القيادة أولت مكتبة الحرم المكي العريقة جُلَّ اهتمامها، في إطار تعزيز الرؤية المباركة 2030، وتعظيم مسيرة التطور الديني الذي يشهده الحرمان الشريفان، ودعمَ عملية الرقمنة للمكتبة.

وتابع رئيس الشؤون الدينية قائلا: «نسعى لرقي وسمو محتويات المكتبة كمعلَم حضاري ثقافي ديني؛ كونها أنشئت منذ أكثر من 12 قرنًا، وتُعدُّ منارة دينية، ومنبر للوسطية والاعتدال الديني».

وأكد رئيس الشؤون الدينية على ضرورة توسيع دائرة المعرض الإثرائي الديني كونه يسلِّط الضوء على تأريخ وتطور الحرمين الشريفين، وتقديم المقتنيات الدينية بطرُق عرضٍ وأساليبَرقمية مبتكرة لإبراز قيمتها الدينية، وتعزيز التجربة الثقافية الدينية.

وشدد رئيس الشؤون الدينية على ضرورة إعادة تجليد الكتب النادرة، والصحف، والدوريات، ورقمنتها؛ لتواكب متطلبات العصر، ووسائل تخزين المعلومات الرقمية مشيرا لتوسيع رسالة المكتبة العلمية والمعرفية والثقافة والحضارية؛ لتكون إشعاعًا علميًا دينيًا حضاريًا عالميًا.

وأوضح: أن نشر الرسالة العلمية العالمية الحضارية، التي هي صميم رسالة الحرمين الدينية العالمية، المشار إليها في قوله تعالى: ﴿مُبارَكًا وَهُدًى لِلعالَمينَ﴾ وإذا لم تكن الهدايات عبر نشر العلم والكتاب والمصحف والبحث العلمي؛ فأين تكون الهدايات.

واختتم أن العناية بالمخطوطات والبحث العلمي، ومراكز البحث، واستكتاب الباحثين؛ لتفعيل رسالة الحرمين الدينية، أولوية مطلقة في رئاسة الشؤون الدينية، مؤكدا الاهتمام بالرقمنة، والتقانة، واللغات، والترجمة، وترجمة الكتب؛ لتصل منجزات المكتبة الدينية، ورسالة الحرمين الشريفين الدينية إلى العالم.

المصدر: الوطن

كلمات دلالية: عبدالرحمن السديس السديس المسجد الحرام الحرم المكي رئیس الشؤون الدینیة

إقرأ أيضاً:

بيت الفلسفة.. منارة للاستثمار في العقول والأفكار

الفجيرة: «الخليج»

توج صاحب السموّ الشيخ حمد بن محمد الشرقي، عضو المجلس الأعلى حاكم الفجيرة، مساره التنموي، ومشروعه الرائد في البناء والتعمير، بالاستثمار في العقول، والعمل على نشر الأفكار والرؤى الفلسفية، لترسيخ قيم الجمال والحق والأخلاق والعدل، عندما أمر بإنشاء «بيت الفلسفة» بالفجيرة، منصةً مهمة ورائدة تؤكد مكانة الفلسفة في حياة الإنسان، وعلاقتها المباشرة بقضاياه اليومية وأفكاره، وضرورتها المتزايدة في واقع العالم اليوم.
جاء إطلاق «بيت الفلسفة»، على خلفية تنظيم الفجيرة مؤتمر الفلسفة الأول، لتأكيد مدى الاهتمام الكبير الذي يوليه صاحب السموّ حاكم الفجيرة، وسموّ الشيخ محمد بن حمد بن محمد الشرقي، ولي العهد، للعلوم الإنسانية وقطاع الثقافة والفكر، لترسيخ القيم الإنسانية وبحث القضايا الاجتماعية نحو عالم أكثر سلاماً واستقراراً.

الصورة


شكل «بيت الفلسفة»، بأنشطته الفكرية والفلسفية اللافتة منارة فكرية شامخة تهدف إلى أهمية البحث العميق عن مفاهيم مشتركة ومعرفة جامعة، تقود العالم إلى السلام والتعايش، وطرح الحلول الواعية المرتبطة بالقيم الإنسانية والاجتماعية والثقافية الإيجابية.
«بيت الفلسفة» أطلق برعاية سموّ الشيخ محمد بن حمد بن محمد الشرقي، بوصفه المؤسسة الثقافية الأولى في دولة الإمارات، لصياغة الوعي العقلاني ونشره وتعليمه، تأسيساً على فرضية أن الفلسفة هي العقل المستنير الذي يسعى إلى فهم الواقع واكتشاف الأسئلة، وكيفية الإجابة عنها، خاصة أن هدفها خلق الوعي، عبر الإجابات المنطقية لتلك الأسئلة لتثري الحياة بشكل أفضل؛ حيث تهدف مؤسسة «بيت الفلسفة»، بحسب برنامجها إلى نشر القيم الأخلاقية والجمالية والتنوير والتسامح، وتسعى إلى خلق نخبة إماراتية تفكّر في واقعها تفكيراً منهجياً سليماً.

الصورة


منصة للفكر والقيم 
يرى الدكتور أحمد البرقاوي، عميد «بيت الفلسفة»، أن البيت منصة للفكر وتعزيز قيم الجمال والحق، ويقول في حديث إلى «الخليج»: «إن بيت الفلسفة بالفجيرة منارة للتنوير والتفكير، بعيداً من الأيديولوجيا، وعندما سميت هذه المؤسسة بهذا الاسم، أردنا أن نخلق عالماً يجد فيه الآخرون مكاناً للعيش والتفكير. وليس غريباً وصف أحد الفلاسفة اللغة بـ «بيت الوجود»، ومن ثم بيت الفلسفة، هو بيت العقل الوقاد الذي يقتحم أشد حصون الجهل خاصة الجهل المقدس، لأن الفلسفة بوصفها وعياً يرجع إلى ذاته «عقله»، فإنها تعني التحرر من كل العوائق التي تحول دون التفكير المنطقي والواقعي، وبهذا المعنى، فإن كل ما سبق هو تحديد وتعريف لبيت الفلسفة، وتعميم الوعي الفلسفي ونشره، هو المهمة الأساسية والرئيسية لبيت الفلسفة، والبيت يعمّم أهدافه الرئيسية باتخاذ المحاضرة والدورة والمجلة والكتاب والمؤتمر وسيلة فعالة لتحقيق غايات بيت الفلسفة.
وأوضح الدكتور البرقاوي، أن مشروع بيت الفلسفة أطلق في أكتوبر 2021، فيما نظّم مؤتمر الفجيرة الدولي للفلسفة، أولى فعاليات البيت في منتصف نوفمبر 2022، تزامناً مع يوم الفلسفة العالمي، حيث جاء إطلاق «بيت الفلسفة» في دولة الإمارات لتحقيق حزمة أهداف، أبرزها خلق نخبة من المفكرين الإماراتيين من الشباب والأطفال، ودفعهم للتفكير فلسفياً، بعيداً من أي أيديولوجيا، حتى يتسنّى تأسيس مستقبل تؤدي فيه هذه النخبة من أصحاب التفكير الفلسفي دوراً مهماً في إنتاج الوعي المنطقي والمطابق، فضلاً عن تعميم الفلسفة عبر نشاطات الحوار، لأن الفلسفة في الأصل حوار وهو يشكل قطيعة مع كل أشكال الشجار والمهارشات الأيديولوجية.

الصورة


بيت الفلسفة مؤسسة ثقافية 
يقول أحمد السّماحي، مدير بيت الفلسفة، إن بيت الفلسفة مؤسسة ثقافية تعكس توجيهات صاحب السموّ الشيخ حمد بن محمد الشرقي، بضرورة الاهتمام بالمشاريع الثقافية الرائدة، والأفكار النوعية، التي تعزز مكانة الدولة في قطاع الثقافة، كما يجسّد دعم واهتمام سموّ الشيخ محمد بن حمد بن محمد الشرقي، بترسيخ قيم العلم والمعرفة ونشرها بين أفراد المجتمع. وأضاف أن بيت الفلسفة يخاطب جميع الفئات العمرية، بدءاً من الأطفال؛ إذ يضم فريق عمل متخصصاً ومعتمداً في التعليم الفلسفي للأطفال، مروراً بالناشئة وتخصيص موسوعة فلسفية لهم، وصولاً إلى سلسلة كتب الشباب الفلسفية التي تُعنى بطرح القضايا الفلسفية التي تهم الشباب وتُقرّب مفاهيم الفلسفة منهم، وليس انتهاء بكتب الأسئلة الفلسفية التخصصية، ومعجم الفجيرة الفلسفي.

الصورة


المؤتمر الأول في الخليج
وأوضح أحمد السّماحي، أن البيت نجح في تنظيم ثلاثة مؤتمرات فلسفية دولية، حيث جاء برعاية سموّ الشيخ محمد بن حمد بن محمد الشرقي، وحضوره، واكتسب أهميته من كونه الأول في منطقة الخليج، بعد أن شكل منصة جمعت الفلاسفة من دول عدة بالفجيرة التي تعد عاصمة التنوير في الفلسفة والأدب والمعرفة، خاصة أن الإمارات رائدة في مجالات عدة، والفجيرة باتت قبلة ضمن هذه الريادة في التنوير، وقد حقق نجاحاً لافتاً.
وأضاف: «بيت الفلسفة»، نظم المؤتمر في دورته الثانية تحت عنوان «الفلسفة والراهن» برعاية وحضور سموّ ولي العهد، احتفالاً باليوم العالمي للفلسفة، وهدف للتأكيد على دور الفلسفة في تطوير الفكر البشري وتعزيز ثقافة النقاش الفلسفي وأهمية الفلسفة في معالجة كثير من القضايا. وتنظيم الدورة الثانية من المؤتمر، جاء لتأكيد النجاح الكبير الذي حققه في دورته الأولى، بما يعزز مكانة الفجيرة مركزاً إقليمياً وعالمياً للحوار الفلسفي.
وأشار إلى نجاح تنظيم المؤتمر الثالث في نوفمبر الماضي، بعد أن افتتح سموّ الشيخ محمد بن حمد بن محمد الشرقي، أعمال المؤتمر، تحت شعار «الفلسفة والعالم المعيش»، وتناول الفلسفة للعالم المعيش للكينونة البشرية في تعيناتها الواقعية المختلفة، وللإجابة عن الأسئلة المرتبطة بحياة الإنسان ومصيره على هذه الأرض، ووفر للفلاسفة المشاركين من دول شتى وحضارات متعددة، فرصة للحوار الفلسفي في المشكلات المشتركة للإنسانية جمعاء، حيث تضمنت أعماله تسع جلسات على مدى يومين. 

الصورة


أنشطة فكرية ومعرفية متميزة
أوضح أحمد السّماحي، أن البيت، منذ افتتاحه نظم عدداً من الأنشطة والبرامج منها إصدار العدد الأول من المجلة الفصلية «بيت الفلسفة» والمجلة بموادها الغنية، ناطقة ليس باسم «بيت الفلسفة بالفجيرة»، وحسب؛ بل بلسان جميع الفلاسفة العرب الذين تعلقوا به، فضلاً عن العمل على تنفيذ محاضرات فلسفية ودورات فلسفية تعليمية شهرية، تستهدف جميع الفئات، إلى جانب تنفيذ برامج للأطفال لتعليمهم التفكير الفلسفي، بطرائق مبتكرة وأنشطة جاذبة. ونهدف إلى تدريب المعلمات والمعلمين وتأهيلهم، لتعليم الطلبة التفكير الفلسفي بالمدارس، وإعداد دورات للأمهات تمكنهن من فن التعامل مع أسئلة الأطفال الفلسفية في جميع المجالات.
أنشطة فنية وأدبية
ضمن أنشطته المتميزة، أشار السماحي، إلى أن بيت الفلسفة استضاف في إبريل الماضي الحدث الفني والموسيقي الكبير الخاص، بإطلاق جدارية محمود درويش، بحضور الفنان مارسيل خليفة، مؤلف ومودي «صرخة الحياة» العمل الملحمي الذي زاوج بين الشعر العظيم لمحمود درويش في جداريته والإبداع الموسيقي، حيث يعدّ نص الجدارية واحداً من أهم النصوص الملحمية في المنجز الشعري العربي المعاصر والذي يحكي بلغة الشعر والتجلي سيرة مواجهة حوارية بين الذات والعالم، ويخوض عميقاً في رحلة الإنسان بين الحياة والموت، وفي معاني الوجود والكينونة والخلود والعدم. واستغرق هذا النص الشعري نحو عامين من العمل قضاها الفنان مارسيل خليفة لإنجازه في صيغة أوبرا غنائية. 

الصورة


إطلاق معجم الفجيرة الفلسفي 
كشف أحمد السّماحي في حديثه إلى «الخليج» عن إطلاق بيت الفلسفة بالفجيرة في يوليو الماضي «معجم الفجيرة الفلسفي»، بحضور نخبة من الفلاسفة والمثقفين من دولة الإمارات والعالم العربي، ضمن خطة عمل بيت الفلسفة بالإمارة خلال العام، وقال إن إطلاق المعجم يأتي ضمن المشاريع التي يضطلع بها البيت الثقافي النهضوي كونها مشاريع تجديدية، وابتكارية، تحافظ على الهوية العربية الإبداعية المنفتحة على الجميع والمحتفظة بخصوصيتها وإبداعها.
ورأى المعجم مشروعاً متفرّداً، أعلن إطلاقه في بيت الفلسفة، ليس وليد اللحظة أو الحماسة؛ بل هو مشروع طويل الأمد سيمتد ليخرج في خمسة أجزاء تعقبها تصويبات وتطويرات، وربط هذا المعجم الفلسفي هو ربط يُعبّر عن انتمائنا واعتزازنا بهويتنا وبدورنا الريادي في صناعة الحضارة وابتكار القول الفلسفي.
شكل «بيت الفلسفة»، بأنشطته الفكرية والفلسفية اللافتة منارة فكرية شامخة تهدف إلى أهمية البحث العميق عن مفاهيم مشتركة ومعرفة جامعة، تقود العالم إلى السلام والتعايش، وطرح الحلول الواعية المرتبطة بالقيم الإنسانية والاجتماعية والثقافية الإيجابية.
«بيت الفلسفة» أطلق برعاية سموّ الشيخ محمد بن حمد بن محمد الشرقي، بوصفه المؤسسة الثقافية الأولى في دولة الإمارات، لصياغة الوعي العقلاني ونشره وتعليمه، تأسيساً على فرضية أن الفلسفة هي العقل المستنير الذي يسعى إلى فهم الواقع واكتشاف الأسئلة، وكيفية الإجابة عنها، خاصة أن هدفها خلق الوعي، عبر الإجابات المنطقية لتلك الأسئلة لتثري الحياة بشكل أفضل؛ حيث تهدف مؤسسة «بيت الفلسفة»، بحسب برنامجها إلى نشر القيم الأخلاقية والجمالية والتنوير والتسامح، وتسعى إلى خلق نخبة إماراتية تفكّر في واقعها تفكيراً منهجياً سليماً.
منصة للفكر والقيم 
يرى الدكتور أحمد البرقاوي، عميد «بيت الفلسفة»، أن البيت منصة للفكر وتعزيز قيم الجمال والحق، ويقول في حديث إلى «الخليج»: «إن بيت الفلسفة بالفجيرة منارة للتنوير والتفكير، بعيداً من الأيديولوجيا، وعندما سميت هذه المؤسسة بهذا الاسم، أردنا أن نخلق عالماً يجد فيه الآخرون مكاناً للعيش والتفكير. وليس غريباً وصف أحد الفلاسفة اللغة بـ «بيت الوجود»، ومن ثم بيت الفلسفة، هو بيت العقل الوقاد الذي يقتحم أشد حصون الجهل خاصة الجهل المقدس، لأن الفلسفة بوصفها وعياً يرجع إلى ذاته «عقله»، فإنها تعني التحرر من كل العوائق التي تحول دون التفكير المنطقي والواقعي، وبهذا المعنى، فإن كل ما سبق هو تحديد وتعريف لبيت الفلسفة، وتعميم الوعي الفلسفي ونشره، هو المهمة الأساسية والرئيسية لبيت الفلسفة، والبيت يعمّم أهدافه الرئيسية باتخاذ المحاضرة والدورة والمجلة والكتاب والمؤتمر وسيلة فعالة لتحقيق غايات بيت الفلسفة.
وأوضح الدكتور البرقاوي، أن مشروع بيت الفلسفة أطلق في أكتوبر 2021، فيما نظّم مؤتمر الفجيرة الدولي للفلسفة، أولى فعاليات البيت في منتصف نوفمبر 2022، تزامناً مع يوم الفلسفة العالمي، حيث جاء إطلاق «بيت الفلسفة» في دولة الإمارات لتحقيق حزمة أهداف، أبرزها خلق نخبة من المفكرين الإماراتيين من الشباب والأطفال، ودفعهم للتفكير فلسفياً، بعيداً من أي أيديولوجيا، حتى يتسنّى تأسيس مستقبل تؤدي فيه هذه النخبة من أصحاب التفكير الفلسفي دوراً مهماً في إنتاج الوعي المنطقي والمطابق، فضلاً عن تعميم الفلسفة عبر نشاطات الحوار، لأن الفلسفة في الأصل حوار وهو يشكل قطيعة مع كل أشكال الشجار والمهارشات الأيديولوجية.
بيت الفلسفة مؤسسة ثقافية 
يقول أحمد السّماحي، مدير بيت الفلسفة، إن بيت الفلسفة مؤسسة ثقافية تعكس توجيهات صاحب السموّ الشيخ حمد بن محمد الشرقي، بضرورة الاهتمام بالمشاريع الثقافية الرائدة، والأفكار النوعية، التي تعزز مكانة الدولة في قطاع الثقافة، كما يجسّد دعم واهتمام سموّ الشيخ محمد بن حمد بن محمد الشرقي، بترسيخ قيم العلم والمعرفة ونشرها بين أفراد المجتمع. وأضاف أن بيت الفلسفة يخاطب جميع الفئات العمرية، بدءاً من الأطفال؛ إذ يضم فريق عمل متخصصاً ومعتمداً في التعليم الفلسفي للأطفال، مروراً بالناشئة وتخصيص موسوعة فلسفية لهم، وصولاً إلى سلسلة كتب الشباب الفلسفية التي تُعنى بطرح القضايا الفلسفية التي تهم الشباب وتُقرّب مفاهيم الفلسفة منهم، وليس انتهاء بكتب الأسئلة الفلسفية التخصصية، ومعجم الفجيرة الفلسفي.
المؤتمر الأول في الخليج
وأوضح أحمد السّماحي، أن البيت نجح في تنظيم ثلاثة مؤتمرات فلسفية دولية، حيث جاء برعاية سموّ الشيخ محمد بن حمد بن محمد الشرقي، وحضوره، واكتسب أهميته من كونه الأول في منطقة الخليج، بعد أن شكل منصة جمعت الفلاسفة من دول عدة بالفجيرة التي تعد عاصمة التنوير في الفلسفة والأدب والمعرفة، خاصة أن الإمارات رائدة في مجالات عدة، والفجيرة باتت قبلة ضمن هذه الريادة في التنوير، وقد حقق نجاحاً لافتاً.
وأضاف: «بيت الفلسفة»، نظم المؤتمر في دورته الثانية تحت عنوان «الفلسفة والراهن» برعاية وحضور سموّ ولي العهد، احتفالاً باليوم العالمي للفلسفة، وهدف للتأكيد على دور الفلسفة في تطوير الفكر البشري وتعزيز ثقافة النقاش الفلسفي وأهمية الفلسفة في معالجة كثير من القضايا. وتنظيم الدورة الثانية من المؤتمر، جاء لتأكيد النجاح الكبير الذي حققه في دورته الأولى، بما يعزز مكانة الفجيرة مركزاً إقليمياً وعالمياً للحوار الفلسفي.
وأشار إلى نجاح تنظيم المؤتمر الثالث في نوفمبر الماضي، بعد أن افتتح سموّ الشيخ محمد بن حمد بن محمد الشرقي، أعمال المؤتمر، تحت شعار «الفلسفة والعالم المعيش»، وتناول الفلسفة للعالم المعيش للكينونة البشرية في تعيناتها الواقعية المختلفة، وللإجابة عن الأسئلة المرتبطة بحياة الإنسان ومصيره على هذه الأرض، ووفر للفلاسفة المشاركين من دول شتى وحضارات متعددة، فرصة للحوار الفلسفي في المشكلات المشتركة للإنسانية جمعاء، حيث تضمنت أعماله تسع جلسات على مدى يومين. 
أنشطة فكرية ومعرفية متميزة
أوضح أحمد السّماحي، أن البيت، منذ افتتاحه نظم عدداً من الأنشطة والبرامج منها إصدار العدد الأول من المجلة الفصلية «بيت الفلسفة» والمجلة بموادها الغنية، ناطقة ليس باسم «بيت الفلسفة بالفجيرة»، وحسب؛ بل بلسان جميع الفلاسفة العرب الذين تعلقوا به، فضلاً عن العمل على تنفيذ محاضرات فلسفية ودورات فلسفية تعليمية شهرية، تستهدف جميع الفئات، إلى جانب تنفيذ برامج للأطفال لتعليمهم التفكير الفلسفي، بطرائق مبتكرة وأنشطة جاذبة. ونهدف إلى تدريب المعلمات والمعلمين وتأهيلهم، لتعليم الطلبة التفكير الفلسفي بالمدارس، وإعداد دورات للأمهات تمكنهن من فن التعامل مع أسئلة الأطفال الفلسفية في جميع المجالات.
أنشطة فنية وأدبية
ضمن أنشطته المتميزة، أشار السماحي، إلى أن بيت الفلسفة استضاف في إبريل الماضي الحدث الفني والموسيقي الكبير الخاص، بإطلاق جدارية محمود درويش، بحضور الفنان مارسيل خليفة، مؤلف ومودي «صرخة الحياة» العمل الملحمي الذي زاوج بين الشعر العظيم لمحمود درويش في جداريته والإبداع الموسيقي، حيث يعدّ نص الجدارية واحداً من أهم النصوص الملحمية في المنجز الشعري العربي المعاصر والذي يحكي بلغة الشعر والتجلي سيرة مواجهة حوارية بين الذات والعالم، ويخوض عميقاً في رحلة الإنسان بين الحياة والموت، وفي معاني الوجود والكينونة والخلود والعدم. واستغرق هذا النص الشعري نحو عامين من العمل قضاها الفنان مارسيل خليفة لإنجازه في صيغة أوبرا غنائية. 
إطلاق معجم الفجيرة الفلسفي 
كشف أحمد السّماحي في حديثه إلى «الخليج» عن إطلاق بيت الفلسفة بالفجيرة في يوليو الماضي «معجم الفجيرة الفلسفي»، بحضور نخبة من الفلاسفة والمثقفين من دولة الإمارات والعالم العربي، ضمن خطة عمل بيت الفلسفة بالإمارة خلال العام، وقال إن إطلاق المعجم يأتي ضمن المشاريع التي يضطلع بها البيت الثقافي النهضوي كونها مشاريع تجديدية، وابتكارية، تحافظ على الهوية العربية الإبداعية المنفتحة على الجميع والمحتفظة بخصوصيتها وإبداعها.
ورأى المعجم مشروعاً متفرّداً، أعلن إطلاقه في بيت الفلسفة، ليس وليد اللحظة أو الحماسة؛ بل هو مشروع طويل الأمد سيمتد ليخرج في خمسة أجزاء تعقبها تصويبات وتطويرات، وربط هذا المعجم الفلسفي هو ربط يُعبّر عن انتمائنا واعتزازنا بهويتنا وبدورنا الريادي في صناعة الحضارة وابتكار القول الفلسفي.
أول مقعد عربي
أعلن أحمد السّماحي، حصول بيت الفلسفة ضمن مشاركته الفعالة في أعمال الكونغرس العالمي للفلسفة على مقعد في اللجنة التوجيهية للاتحاد العالمي للجمعيات الفلسفية للفترة من 2024 إلى 2028، وعلى ضوء ذلك، يصبح بيت الفلسفة أول مؤسسة عربية تحوز مقعداً في اتحاد الجمعيات الفلسفية، حيث تجتمع اللجنة 4 مرات في السنة، لمناقشة السياسات والأنشطة والقرارات التي يتخذها اتحاد الجمعيات الفلسفية، وإن اللجنة تعد بمنزلة مجلس أمناء للاتحاد.
العربية لغة رسمية 
كشف أحمد السّماحي، عن اعتماد الكونغرس العالمي للفلسفة اللغة العربية لغة رسمية ضمن اللغات التي يعتمدها، بعد أن تقدم «بيت الفلسفة» في الفجيرة، باقتراح عاجل ينص على وجوب اعتماد اللغة العربية في الكونغرس العالمي للفلسفة، بما تنطوي عليه من إمكانات، وبما تمثّله من قيمة حضارية متجذرة، إلى جانب اللغات الرسمية الأخرى المعتمدة. 
جاء ذلك ضمن مشاركة «بيت الفلسفة»، ممثّلاً في نخبة من الفلاسفة من مختلف أنحاء العالَم العربي، في الكونغرس العالمي للفلسفة الذي انعقد في العاصمة الإيطالية روما من 1 إلى 8 أغسطس، وشارك ممثّلو «بيت الفلسفة» في خمس جلسات، من ضمنها الجلسة الافتتاحيّة.
ولم تقتصر مشاركة «بيت الفلسفة» على الجانب الفكري الفلسفي فحسب؛ بل شملت كذلك تقديم إسهامات قيّمة وملموسة، حيث شارك وفده الذي ترأسه أحمد السماحي، مدير البيت وأربعة متحدثين يتقنون اللغات الفرنسية والإنجليزية والروسية، في جلسات حوارية بنّاءة مع المشاركين.
نقطة تحول 
افتتح سموّ الشيخ محمد بن حمد بن محمد الشرقي، ولي عهد الفجيرة، في مايو 2023 مقرّ بيت الفلسفة في الفجيرة، بحضور ممثلي المؤسسات الثقافية والأكاديمية من داخل الدولة وخارجها، ونُخبة من الفلاسفة العرب والأجانب الذين يشغلون مناصب كراسي اليونسكو في الفلسفة، وجمع من الشخصيات الثقافية المرموقة وذوي الشأن الاجتماعي والسياسي. 
بافتتاح بيت الفلسفة بات معلماً ثقافياً وفلسفياً يشكل نقطة تحول في خارطة الثقافة العربية، يضم بيت الفلسفة قاعة الكِنديّ المجهزة بأحدث التقنيات وأكثرها تطوّراً، ومكتبة البرقاوي الفلسفية التي تضم خمسين ألف كتاب فلسفي، ومركز الأطفال الذي يحتوي على مسرح مجهّز، ومتحف بيت الفلسفة الذي يعد الأول من نوعه في المنطقة والذي سيتم تأسيسه بالتعاون مع قسم الفلسفة في جامعة ميلان، وغرفة حلقة الفجيرة الفلسفية التي تضم عشرين فيلسوفاً من العالم العربي، وحديقة بيت الفلسفة.
وجهة ثقافية عالمية 
أثمر الدعم المطلق لصاحب السموّ حاكم الفجيرة، للقطاع الثقافي، حصول المهندس محمد سيف الأفخم، على منصب رئيس الهيئة الدولية للمسرح على مدى دورتين، في إنجاز إماراتي خالص. ويأتي التتويج بالمنصب على مدار دورتين إيماناً من الحركة العالمية بعظمة المنجز الإماراتي في الثقافة والفنون، وتثميناً للدور الكبير للإمارات والفجيرة في تنظيم المهرجانات والمؤتمرات التي تعزز تواصل الثقافات واللغات من مختلف دول العالم، وآخر هذه الفعاليات القمة العالمية للمسرح، والكونغرس العالمي للمسرح، التي جاءت برعاية كريمة من صاحب السموّ حاكم الفجيرة، وحضور سموّ الشيخ محمد بن حمد بن محمد الشرقي، ولي عهد الفجيرة، بمشاركة 500 مسرحي من مختلف أنحاء العالم، خلال حفل افتتاح الدورة الـ 36 للكونغرس، الذي استضافته إمارة الفجيرة للمرة الأولى عربياً. ومهرجان الفجيرة الدولي للمونودراما وصل إلى مستوى متميز بعد مرور عشرين عاماً على انطلاقه، من مختلف دول العالم، حيث أسهم المهرجان في الارتقاء بقدرات الإمارة الإبداعية، إلى جانب الفعاليات الأخرى، مثل المهرجان الدولي للفنون، والملتقى الإعلامي، ونشاطات الإبداع، وهيئة الفجيرة للثقافة والإعلام، والملتقى الدولي للعود، وغيرها من الأنشطة الثقافية اللافتة، فضلاً عن حركة الطباعة والنشر التي تقودها «دار راشد للطباعة والنشر».
«إعلان بارليتا»
اوضح أحمد السّماحي، أن وفداً من «بيت الفلسفة» برئاسته شارك في يونيو الماضي في صياغة مبادرة «إعلان بارليتا.. إعلان الفلسفة والتعددية الثقافية»، خلال الاجتماعات التي نظّمتها قمّة مجموعة السبع 2024 في إيطاليا، حيث انخرط المشاركون على مدى 3 أيام في مناقشات بنّاءة، واجتماعات مكثّفة، وجلسات صياغة، أضاءت جميعها على أهمية الفلسفة في الأفكار والرؤى التي تتجاوز الحدود الثقافية والجغرافية، وأجمعوا على فعالية الحوار الفلسفي والتعاون في مواجهة التحديات العالمية وضمان مستقبل أكثر سلماً يسوده التعاون الوثيق.
وقال إن «إعلان بارليتا»، اقترح توصيات رئيسية لقادة مجموعة السبع. وتُضيء الوثيقة على كيفية الاستفادة من تعزيز المشاركة الفلسفية والحوار المنفتح، فضلاً عن دور الفلسفة المحوري في إرساء الأسس من أجل الوصول إلى فهم أفضل وأعدل وأشمل، وتحقيق التفاعل وتبيّن التأثير الفعّال للممارسات ولوجهات النظر المتنوّعة، حيث تهدف هذه الجهود إلى بناء مستقبل مزدهر قائم على الاحترام المتبادل والتفاهم ومواجهة التحديات، واللجوء إلى التعاون سبيلاً لتجاوز كل العقبات.

مقالات مشابهة

  • بداية جديدة.. قنا تبحث تنفيذ قوافل المكتبة المتنقلة بالقرى والنجوع
  • رئيس الشؤون الدينية: الخطاب الملكي عزّز قيم التسامح والوسطية والقيم الإسلامية النبيلة التي تنتهجها بلادنا المباركة
  • رئيس هيئة الغذاء والدواء: الخطاب الملكي منارةٌ نسير في ضوئها لتحقيق المستهدفات
  • "السديس": الخطاب الملكي يعزز قيم الوسطية ويدعم رؤية المملكة في الابتكار
  • رئيس الوزراء: سنجتذب أكبر عدد من الشركات العالمية على مستوى العالم
  • خادم الحرمين الشريفين يدين محاولة الاغتيال التي تعرض لها رئيس جمهورية القُمر المتحدة
  • منارات ثقافية شامخة ترتقي بالفجيرة نحو العالمية
  • بيت الفلسفة.. منارة للاستثمار في العقول والأفكار
  • مع محمد المكي في كتابه (في ذكرى الغابة والصحراء)
  • بعد تكريمه في احتفالية المولد.. رئيس الشؤون الهندسية السابق بـالأوقاف: سأظل خادمًا لبيوت الله