تتجاوز المسألة الدينية.. دلالات رفع راية الخمسة حدود في السويداء
تاريخ النشر: 25th, August 2023 GMT
مع دخولها اليوم السادس تأخذ الاحتجاجات الشعبية في السويداء السورية زخما تصعيدا من ناحية نسبة المشاركة والهتافات التي تعلو وتطالب بـ"إسقاط النظام السوري" وخلفية الفئات المتواجدة في الشارع، والتي باتت تنسحب على كافة شرائح المحافظة ذات الغالبية الدرزية.
وبعدما هتفوا في اليوم الأول بشعارات تندد بسوء الوضع المعيشي في سوريا ككل باتت السمة الأبرز للاحتجاجات المتواصلة، وهي الأكبر من نوعها في جنوب سوريا، المطالبة بإسقاط النظام ورئيسه بشار الأسد، وتطبيق القرارات الأممية الخاصة بالحل في سوريا، وعلى رأسها قرار مجلس الأمن 2254.
ويشارك في الاحتجاجات رجال دين ومثقفون وناشطون سياسيون معارضون وناشطات نسويات، حسب ما توثق تسجيلات مصورة تنتشر على مواقع التواصل الاجتماعي، ويجتمع كل هؤلاء في أثناء هتافهم جنبا إلى جنب وبشكل رئيسي في "ساحة السير" وسط المدينة.
وبينما يرددون الهتافات المناهضة للنظام السوري تعتليهم راية لطالما رفعت في المحافظة خلال المحطات الحساسة التي عاشتها على مدى سنوات، وتتألف من خمسة ألوان، وتعرف بين أوساط المجتمع هناك بـ"راية أو بيرق الخمسة حدود".
وكانت أوساط مقربة من النظام السوري قد اعتبرت رفع "الراية" على أنها "مؤشر يدل على دعوات الانفصال والحكم الذاتي"، لكن صحفيين وناشطين محتجين من السويداء ينفون ذلك، ويؤكدون أنها "رمز يتجاوز المسألة المذهبية والدينية ولا يحمل أي تفسير سياسي".
"رمز لمكافحة الطغيان"وهذه المرة الأولى التي تشهد فيها السويداء السورية جنوبي البلاد هذا الزخم الكبير من الاحتجاجات، والتي لم تعد تقتصر على مطالب معيشية بل تعدت هتافاتها للمطالبة بإسقاط النظام وتطبيق القرارات الأممية الخاصة بالحل في سوريا.
وإلى جانب "راية الخمسة حدود" وثقت تسجيلات مصورة نشرتها شبكة "السويداء 24" المحلية التي توفر التغطية الإخبارية للاحتجاجات كيف رفع متظاهرون الراية الخاصة بالثورة السورية وإلى جانبها العلم الأحمر ذو النجمتين الذي يعتمده النظام السوري.
كما وثقت تسجيلات أخرى مشاركة من "عشائر البدو" المتواجدين في أطراف المحافظة ضمن المتظاهرين ورفعهم لراية خاصة بهم، الأمر الذي يراه مراقبون تأكيدا على أن رفع "راية الخمسة حدود" لا تؤشر إلى "دعوات الحكم الذاتي"، كما تزعم أوساط مقربة من النظام.
وتحظى السويداء برمزية وموقع حساس في سوريا، وتسمى بـ"حاضرة بني معروف".
ويوضح الأكاديمي والناشط السياسي الدكتور فايز قنطار أنه "وعبر تاريخ بني معروف الموحدون الدروز أخذت راية (خمسة حدود) دلالة رمزية تتجاوز المسألة الدينية أو المذهبية".
ويقول لموقع "الحرة": "في كل مرة وعندما تتعرض أي مجموعة للخطر في المحافظة تدافع عن نفسها تحت هذه الراية".
"واجه بني معروف حملات متعددة عبر التاريخ من القمع والقهر، وأشهرها حملات إبراهيم باشا عندما احتل بلاد الشام إذ رفضوا التجنيد الإجباري، مؤكدين أن ليس لديهم بنادق للإيجار".
و"عاد التاريخ نفسه"، بحسب تعبير المتحدث، بعدما رفض أهالي السويداء تجنيد أبنائهم ضمن صفوف النظام السوري، بعد انطلاقة الثورة السورية.
ويشرح الناشط السياسي أن "رفضهم للتجنيد دفع إبراهيم باشا لإطلاق 3 حملات وخاض حربا ضروس ضدهم"، وأنه "تحت هذه الراية تجمع قسم كبير من عشائر البدو والمسيحيين والدروز قبل عقود طويلة لمواجهة ما أطلق ضدهم".
"الراية أصبحت منذ تلك الفترة رمزا لمكافحة الطغيان والعدوان، واستنفار الهمم ولتوحيد الكلمة"، ويؤكد قنطار أنها "تتجاوز المسألة المذهبية، وتشكل رمزا لحشد الناس في حالات التعرض للتهديد".
ويضيف الصحفي والباحث السوري، نورس عزيز أن "الراية لها رمزية دينية معينة، وتخرج مع بقية البيارق في حالات الحرب أو التهديد الوجودي لأهالي جبل العرب".
و"الراية ذاتها تم رفعها في أثناء الثورة السورية الكبرى التي انطلقت من السويداء ضد الاستعمار الفرنسي عام 1925".
ويوضح عزيز لموقع "الحرة" أن "وجودها محفز لتواجد المؤسسة الدينية التي لها ثقل كبير جدا وداعم للحراك".
واللافت في الاحتجاجات الحالية مشاركة كافة أطياف المجتمع في السويداء فيها، وعلى رأسهم رجال الدين والطبقة التي كانت تحسب في السابق على فئة "الرماديين" أو الموالين للنظام السوري.
وفي غضون ذلك بدا لافتا خلال الأيام الماضية دخول مشايخ العقل الثلاثة على الخط، بتأييدهم مطالب المحتجين، ولو أنهم لم يتطرقوا كثيرا إلى ما ينادوا به لإسقاط النظام السوري ورئيسه بشار الأسد.
ما دلالات الألوان؟وتشير راية أو "بيرق الخمسة حدود"، وفق الباحث عزيز "إلى مذهب التوحيد عند الموحدين الدروز، ويمثل كل لون بعد ومرتبة دينية معينة تتمثل بالرسل والأنبياء".
ويقول إن "اللون الأبيض يشير مثلا إلى النبي محمد"، مضيفا أن "الكثيرين يجهلون رموز هذه الألوان ولكنها تمثل حقيقة رمزية لكافة الأديان".
"الرموز دينية تعبر عن روح الثورة التي كانت في جبل العرب ضد الفرنسيين والعثمانيين والآن ضد آل الأسد"، حسب ذات المتحدث.
وفي حين تمثل الراية "رمزا دينيا يخص الطائفة الدرزية لها في ذات الوقت بعد اجتماعي خاص بالسويداء"، حسب ما يوضح الصحفي ومدير شبكة "السويداء 24"، ريان معروف.
ويقول معروف لموقع "الحرة": "البيرق هو تقليد من التقاليد العربية. دائما العشائر ترفع الرايات والبيارق وكل عشيرة لها بيرق وراية معينة".
و"هذا الشيء ينطبق على السويداء كون أهالي المحافظة عرب سوريون ويستمدون هذا التقليد من البعد العربي الموجودين فيه".
ويضيف الصحفي أن "الراية تمثل رمز لأهالي السويداء، ولها طابع اجتماعي والدليل أن رفعها لا يقتصر على رجال الدين الدروز بل من جانب جميع أبناء المجتمع".
ويرمز كل لون ضمن الراية إلى "حد من حدود الدين"، وهي "العقل، النفس، الكلمة، السابق واللاحق"، وتم تسميتها على هذا الأساس وفقا للتقسيمات الدينية، وفق معروف.
"لتوحيد الكلمة"من جهتها توضح الناشطة السورية ريما فليحان أن "الراية هي رمز وبيرق له ثقافة معروفية أصيلة وقيمة كبيرة"، وترفع "لتوحيد الصف في المحافظة، وكي لا ينقسم الشارع".
وتضيف لموقع "الحرة" أنه "تحت الراية التي ترفع الآن، وهي رمز ثوري، سقط الكثير من الشهداء لحمايتها أيام الثورة السورية الكبرى"، بينما تؤكد أنها "ترمز إلى وحدة الصف والإخاء، وتوحد الناس بعيدا عن أي إشكاليات".
"الشارع اليوم بكل ميوله السياسية متوحد يطالب بإسقاط النظام والتغيير والحقوق ويرفع شعارا أهم قاله سابقا سلطان الأطرش: (الدين لله والوطن للجميع). الشعب السوري واحد"، كما تتابع فليحان.
الناشط السياسي مروان حمزة والذي يشارك في الاحتجاجات منذ يومها الأول يشير إلى أن "الراية لا تحمل أي أبعاد سياسية"، ولا "يفسر أنه علم ذاتي أو أنه علم الدروز فقط".
ويقول حمزة لموقع "الحرة" إن "السويداء لم تنفصل عن سوريا الأم وحدودها من آخر قرية في الجبل إلى آخر قرية في الحسكة ومن الشرق إلى الغرب. لن نقبل بأن ننفصل أو نذهب نحو اللامركزية التي يتحدث عنها مقربون من النظام".
ويرى الناشط السياسي أن "الحل في السويداء هو حل سوريا بالكامل"، ويشدد على أن "الراية وحملها لا علاقة له بأي تفسير سياسي".
وتهدف هذه الظاهرة إلى "حشد أكبر عدد ممكن من الناس وتوحيد كلمتهم في مواجهة النظام الاستبدادي"، وفق الأكاديمي والناشط فايز قنطار.
ويشير إلى أن "الشعارات التي تطرح تتجاوز مسألة المنطقة وتتجاوز المحافظة. المتظاهرون يهتفون: واحد واحد واحد الشعب السوري واحد. عاشت سوريا ويسقط الأسد. هي شعارات وطنية أعادت للثورة ألقها الأول، وأسميها الآن ثورة".
وإلى جانب السويداء شهدت عدة مناطق في محافظة درعا، يوم الجمعة احتجاجات شعبية نادت بإسقاط النظام السوري، وردد المحتجون شعارات "تناصر ما بدأته المحافظة ذات الغالبية الدرزية".
والسويداء ودرعا خاضعتان لسيطرة النظام السوري، وتعتبر الاحتجاجات فيها "حالة استثنائية" قياسا بباقي المحافظات الأخرى التي يسيطر عليها الأخير.
كما خرجت مظاهرات شعبية في المناطق التي تسيطر عليها فصائل المعارضة في شمال سوريا، في إدلب وريف حلب، وأظهرت تسجيلات مصورة إقدام محتجين في مدينة الأتارب في ريف حلب الغربي على حمل "راية الخمسة حدود" إلى جانب الراية التي رفعت أولا في أعقاب الثورة السورية.
المصدر: الحرة
كلمات دلالية: النظام السوری بإسقاط النظام فی السویداء إلى جانب فی سوریا
إقرأ أيضاً:
دراما رمضان 2025: عودة المدَّاح "5" وياسر جلال بعملين.. والكبير يسلِّم الراية لـ "عين شمس"
ننتظر الشهر الكريم ومعه تبرُق ملامح الموسم الرمضاني 2025 ويلمع نجوم الدراما الرمضانية، التي اعتادالعالم العربي على استقبالها، واعتاد منتجوها على تقديمها للجمهور.
دراما رمضان 2025 في هذا الموسم ينشر موقع وجريدة "الفجر"، أهم الأعمال الرمضانية، التي تجدد حكاياها وتجدد شخصيات نجومها الأبرز على الساحة، والذي يلبسون شخصيات منها ما هو مختلف عمَّا قدّموه في دراما رمضان 2024، أخرى تمثِّل استكمالًا لشخوص المسلسلات في أجزاءها السَّابقة.
عودة المدَّاح 5 وياسر جلال بعملين.. مسلسلات تستكمل أجزاءهايتصدر مسلسل المداح 5 قائمة المسلسلات التي تستكمل نجاحاتها في رمضان 2025. بطولة الفنان حمادة هلال، يعود العمل ليكمل رحلة صابر، الشاب الذي يحارب شرور الجان ويواجه صراعات مع قوى شيطانية تسعى للسيطرة على مصير البشر. الموسم الجديد يستكمل الحبكة المعقدة التي قدمتها الأجزاء السابقة، بمشاركة النجوم هبة مجدي في دور طليقته، وسهر الصايغ في شخصية الجنية "مليكة"، وفتحي عبد الوهاب في دور الجني "قُزَح". ينتظر الجمهور بفارغ الصبر تطور العلاقة بين الخير والشر وكيفية مواجهة صابر لهذه التحديات الغامضة.
عودة المدَّاح 5في المقابل، يعود الفنان ياسر جلال بمسلسل جودر 2، ليكمل قصة المغامرات الأسطورية التي بدأت في الجزء الأول. يجسد ياسر شخصية "جودر"، الصياد البسيط الذي ينطلق في رحلة سحرية مليئة بالإثارة، ينتقل خلالها من حياة الفقر إلى أن يصبح من أغنياء الدولة. الأحداث التي جمعت بين الدراما الاجتماعية والخيال جذبت جمهورًا واسعًا في رمضان الماضي، ما يجعل الجزء الثاني واحدًا من أكثر الأعمال المرتقبة هذا الموسم، حيث تستكمل مغامرات جودر مع عوالم جديدة مليئة بالإثارة.
كما يشارك ياسر جلال في عمل درامي آخر بعنوان للعدالة وجه آخر، وهو مسلسل مستقل يعرض لأول مرة في رمضان 2025. على الرغم من أنَّ عنوان العمل يستحضر ذكريات مسلسل " للعدالة وجوه كثيرة" الذي أبدع فيه يحيى الفخراني قبل أكثر من عقدين، إلا أن القصة الجديدة تتناول قضايا اجتماعية مختلفة، مما يثير فضول المشاهدين حول التشابه المحتمل بين العملين وكيفية تقديم ياسر جلال لرؤية مغايرة تمامًا لشخصية درامية مختلفة.
استكمال الأجزاء في دراما رمضان هذا العام يعكس رغبة قوية في البناء على نجاحات سابقةاستكمال الأجزاء في دراما رمضان هذا العام يعكس رغبة قوية في البناء على نجاحات سابقة، مع إضافة عناصر جديدة تزيد من الإثارة. عودة المداح 5 وجودر 2 تضمن لعشاق الأجزاء الأولى استمرارية التشويق، بينما يقدم للعدالة وجه آخر فرصة لإعادة استكشاف دراما تحمل طابعًا اجتماعيًا عميقًا، مع أداء متوقع أن يكون مميزًا لياسر جلال في كلا العملين.
دراما رمضان 2025.. عودة الكبار ومنافسة الغائبينيشهد موسم دراما رمضان 2025 عودة لامعة لعدد من النجوم الكبار الذين طال غيابهم عن الشاشة الصغيرة. أبرز هؤلاء هو الفنان محمد هنيدي، الذي يعود بعد انقطاع دام 6 سنوات بمسلسله الجديد "شهادة معاملة أطفال"، حيث يتطلع الجمهور بشغف إلى رؤية ما سيقدمه من كوميديا مميزة في هذا العمل المنتظر. كما تعود الفنانة إيمي سمير غانم إلى الساحة الدرامية بعد غياب استمر 5 سنوات، من خلال مسلسل يجمعها مع زوجها الفنان حسن الرداد، الذي وصف المشروع بأنه عودة مميزة للثنائي بعد نجاحهما في "عزمي وأشجان".
محمد هنيديإلى جانب ذلك، يشارك الفنان محمد رجب في السباق الرمضاني بمسلسل "الحلانجي"، ليضع حدًا لغياب استمر 5 سنوات منذ مسلسله "علامة استفهام" في رمضان 2019. وعلى الرغم من ابتعاده عن البطولات المطلقة، ظل "رجب" حاضرًا كضيف شرف في أعمال بارزة مثل "الاختيار" بأجزائه و"الكتيبة 101"، وأخيرًا في "الحشاشين" خلال رمضان 2024، مما يجعل عودته للبطولة محل اهتمام كبير من الجمهور. هذا الموسم يحمل ملامح تنافسية شرسة بين كبار النجوم الذين يعودون بشغف لتقديم أفضل ما لديهم.
"عين شمس" تطل بوجه أحمد مكِّي والكبير يرحل لأجل غيرمُسمَّىبعد رحلة استمرت 8 مواسم منذ انطلاقه عام 2010، يودّع مسلسل الكبير أوي جمهوره، حيث تقرر إيقاف العمل إلى أجل غير مُسمّى. المسلسل الذي شكل علامة فارقة في الدراما الكوميدية المصرية، قدم أحمد مكي من خلاله شخصية "الكبير" بأسلوب كوميدي خفيف، شهد نجاحًا استثنائيًا على مدار المواسم. ورغم استمرار شعبيته، واجه المسلسل بعض التحديات، أبرزها غياب النجمة دنيا سمير غانم منذ الجزء الخامس، التي أبدعت في تقديم شخصية "هدية"، زوجة الكبير، مما أثر على ديناميكية العمل في الأجزاء اللاحقة.
خطوة جديدة تحمل الكثير من الترقب، يعود أحمد مكي إلى الدراما بهذا الوجهفي خطوة جديدة تحمل الكثير من الترقب، يعود أحمد مكي إلى الدراما من خلال مسلسل عين شمس. العمل يمثل بوابة درامية مختلفة للفنان الذي اعتاد الجمهور على رؤيته في إطار كوميدي بامتياز. ومع ذلك، يبقى التساؤل حول ما إذا كان العمل سيتخذ الطابع الكوميدي أم سيأخذ منحى جادًا، خاصة بعد نجاح مكي في تقديم دور ضابط الأمن الوطني في "مسلسل الاختيار 3" بموسم دراما رمضان 2022، وهو أداء أظهر قدراته التمثيلية في الأدوار الدرامية العميقة بعيدًا عن الكوميديا.