تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

أعرب قادة قطاع التصدير الهندي عن تفاؤلهم بأن التوترات التجارية المستمرة بين الولايات المتحدة والصين قد تخلق فرصًا كبيرة للهند في مجالي التجارة والاستثمار الأجنبي، وذلك وفقًا لتصريحات شخصيات بارزة في الصناعة نقلتها وكالة الأنباء الهندية.

ساهاي: الرسوم على الصين تفتح فرصًا للهند في السوق الأمريكي
ويرى أجاي ساهاي، المدير العام والرئيس التنفيذي لاتحاد منظمات التصدير الهندية أنه مع مواجهة الواردات الصينية رسومًا جمركية تصل إلى 125% في معظم القطاعات، "لن يكون أمام الصين خيار آخر سوى إخلاء السوق الأمريكي".

وأشار إلى أن هذا قد يخلق فرصًا للهند في القطاعات التي تستحوذ فيها الصين حاليًا على أكثر من 25% من حصة السوق، مثل المنسوجات والأحذية.
 

وأوضح ساهاي قائلاً: "الشركات الأمريكية أو الشركات الأخرى التي كانت تتمركز في الصين لتلبية احتياجات السوق الأمريكي ستنتقل. وقد تنتقل أيضًا إلى الهند، لأن الهند تتمتع بميزة وجود سوق ضخم بحد ذاته".
وأضاف أن الهند تعمل على تطوير نظام بيئي يهدف إلى الاندماج في سلاسل القيمة العالمية، مما يجعلها قاعدة تصنيعية بديلة جاذبة.
 

ووصف ساهاي النافذة الزمنية التي مدتها 90 يومًا والتي أعلنتها الولايات المتحدة مؤخرًا للتفاوض على اتفاقيات تجارية ثنائية بأنها "ارتياح كبير لقطاع التصدير".
 

وأشار إلى أنه قبل هذا الإعلان، تم تعليق العديد من الطلبات بعد 9 أبريل، حيث واجهت بعض الشركات التي تتعامل حصريًا مع السوق الأمريكي احتمالية توقف الإنتاج.
وأكد ساهاي: "بما أن لدينا إطارًا زمنيًا مدته 90 يومًا، فإن الأمور ستسير كالمعتاد. 

وسيواصل المصدرون التصدير إلى الولايات المتحدة"، مشددًا على أن الهند تتمتع بميزة "المبادر الأول" باعتبارها أول دولة تدخل في مثل هذا الترتيب مع الولايات المتحدة.

تشادها: خسائر مؤقتة لصادرات الهند الهندسية وفرص لتعويضها باتفاقيات جديدة
من جانبه، أفاد بانكاج تشادها، رئيس مجلس ترويج صادرات الهندسة (EEPC)، بأن الولايات المتحدة هي الوجهة الأولى لصادرات الهندسة، حيث صدرت الهند ما قيمته حوالي 20 مليار دولار من السلع الهندسية من أبريل إلى فبراير في الفترة 2024-2025.
ومع ذلك، حذر من أن "صادرات السلع الهندسية قد تنخفض بنحو 4 إلى 5 مليارات دولار سنويًا في السنة الأولى"، لكنه أعرب عن ثقته في إمكانية تعويض الخسائر من خلال استكشاف أسواق جديدة.
 

وأوصى تشادها بأن "تسرع الهند جهودها لإبرام اتفاقيات تجارية مع الاتحاد الأوروبي والمملكة المتحدة وكندا ودول مجلس التعاون الخليجي" لتوفير الراحة للمصدرين.
ووصف ريشي شاه، الشريك والاقتصادي الأول في Grant Thornton Bharat، فترة الـ 90 يومًا بأنها "متنفس للعالم بأسره تقريبًا، باستثناء الاقتصاد الصيني".
 

وأشار إلى أن المناقشات التجارية بين الهند والولايات المتحدة وصلت بالفعل إلى مراحل متقدمة، وأن هذه الفترة توفر فرصة "للتوصل إلى اتفاق نهائي".
 

وفيما يتعلق بردود الفعل الصينية المحتملة، لاحظ شاه أن الصين أنشأت قدرات إنتاجية في جميع أنحاء العالم، بما في ذلك كمبوديا وفيتنام وإندونيسيا والمكسيك، مما يشير إلى أنها ربما توقعت حدوث اضطرابات اقتصادية عالمية.
 

وعلى الرغم من ذلك، يرى شاه أن الوضع "إيجابي" بالنسبة للهند، التي يعتقد أنها "الدولة الوحيدة التي يمكنها أن تضاهي الصين من حيث توافر الموارد وتوافر القوى العاملة الماهرة والعاملة".
 

كما تم تسليط الضوء على قطاع الهواتف الذكية كقصة نجاح خاصة، حيث أشاد ساهاي بمخطط الحوافز المرتبطة بالإنتاج لتعزيز صادرات هواتف iPhone من الهند.
 

ومع ذلك، أشار إلى أن "القيمة المضافة ليست بالمستوى المطلوب" وأن تصنيع المكونات المحلية يحتاج إلى تحسين - وهي قضية تعالجها الحكومة من خلال المخططات التي تم إدخالها مؤخرًا لقطاع الإلكترونيات.
 

مخاوف قادة التصدير

كما أعرب قادة التصدير عن مخاوفهم بشأن احتمال إغراق الصين للسوق الهندي بالسلع مع فقدانها لحصتها في السوق الأمريكية.
 

وأكد ساهاي أن "الحكومة لديها أدوات مختلفة تحت تصرفها، ربما مكافحة الدعم، وربما مكافحة الإغراق، وربما رسوم وقائية، وربما الحد الأدنى لأسعار الاستيراد" لمواجهة مثل هذه التحديات.

المصدر: البوابة نيوز

كلمات دلالية: الهند الولايات المتحدة الصين السوق الأمريكي شركات أمريكية الولایات المتحدة إلى أن

إقرأ أيضاً:

تقلبات النفط تحت ضغط التوترات التجارية وزيادة الإنتاج .. وتوقعات بتراجع الأسعار حتى 2026

خلال الربع الأول

- متوسط خام نفط عُمان يتجاوز 75 دولارًا .. والإنتاج 987 ألف برميل يوميًا

- تراجع النفط في أبريل لأدنى مستوياته منذ 2021 وانخفض 11% مقارنة مع بداية العام

بعد استقرار ملموس في أسعار النفط خلال الفترة من عام 2022 إلى نهاية الربع الأول من العام الجاري، سيطرت حالة عدم اليقين على سوق النفط العالمية خلال أبريل الجاري، تحت تأثير تصاعد التوترات التجارية وفرض الرسوم الجمركية الأمريكية ومخاوف من تباطؤ نمو الاقتصاد العالمي وتراجع حجم الطلب على النفط، كما تزامن تصاعد التوتر التجاري مع قرار مجموعة أوبك بلس ببدء تخفيف القيود على الإنتاج، الذي تضمن زيادة للإنتاج فاقت التوقعات.

وتشير الإحصائيات الصادرة عن المركز الوطني للإحصاء والمعلومات إلى أن متوسط سعر خام نفط عُمان سجل 75.3 دولار للبرميل خلال الفترة من يناير إلى مارس من العام الجاري، مقارنة مع حوالي 80 دولارًا للبرميل خلال الفترة نفسها من عام 2024، وبلغ إجمالي الإنتاج 88.8 مليون برميل بمتوسط إنتاج يومي 987 ألف برميل، مع حجم صادرات يقترب من 75 مليون برميل خلال الربع الأول من العام الجاري.

وأدت المتغيرات الدولية الأخيرة إلى تراجع أسعار النفط في بداية أبريل الجاري إلى أدنى مستوياتها منذ عام 2021، قبل أن تعاود الأسعار التعافي نسبيًا خلال الأسبوع الجاري، لكنها تبقى منخفضة بنسبة نحو 11 بالمائة مقارنة مع مستوى الأسعار في بداية العام.

ونظرًا للمتغيرات الحالية، تم خفض توقعات أسعار النفط العالمية خلال العام الجاري والعام المقبل، حيث أشارت وكالة معلومات الطاقة الأمريكية إلى أن فرض الولايات المتحدة رسومًا جمركية جديدة، وتسريع مجموعة أوبك بلس لزيادة الإنتاج، يرفع احتمالية ارتفاع مخزونات النفط العالمية، وقد يؤدي ذلك إلى مزيد من الضغط على أسعار النفط، ونتيجة لذلك، خفضت توقعاتها لسعر خام برنت الفوري بمقدار 6 دولارات للبرميل في عام 2025، و7 دولارات للبرميل في عام 2026، مقارنة بتوقعاتها الصادرة خلال شهر مارس الماضي، وتتوقع الوكالة أن يبلغ متوسط ​​سعر برنت 68 دولارًا للبرميل هذا العام، و61 دولارًا للبرميل العام المقبل، كما اعتبر صندوق النقد الدولي في تقريره حول آفاق الاقتصاد العالمي الصادر خلال أبريل الجاري، أن تأثير النزاعات التجارية قد يقود لتباطؤ نمو الاقتصاد العالمي وخفض الطلب على الطاقة، مرجحًا أن يصل متوسط سعر النفط إلى 66.9 دولار للبرميل في عام 2025، متراجعًا بنسبة 15.5 بالمائة عن العام السابق، وخفّض بنك جولدمان ساكس توقعاته لأسعار النفط لعام 2025 بنسبة 5.5 بالمائة لخام برنت، نظرًا لقرار أوبك بلس برفع الإنتاج في مايو، وفرض الرسوم الجمركية، متوقعًا أن يبلغ متوسط ​​سعر خام برنت 69 دولارًا للبرميل بنهاية عام 2025، وأن يواصل التراجع إلى 62 دولارًا للبرميل في عام 2026، واعتبر البنك أن الخطر الأكبر على أسعار النفط يتمثل في مخاوف الركود، مع توقعه درجة أقل من التأثير نتيجة ارتفاع الإنتاج من قبل مجموعة دول أوبك بلس.

ومن جانبها، أوضحت وكالة الطاقة الدولية أنه على المدى القصير قد يشهد الطلب على النفط تراجعًا بسبب تباطؤ الاقتصاد في الصين وزيادة حجم الإمدادات، وبشكل عام سيواصل الطلب على النفط التباطؤ بشكل كبير في السنوات المقبلة مع التحول العالمي نحو السيارات الكهربائية والطاقة المتجددة، ورجحت الوكالة أن المعروض العالمي من النفط قد يتجاوز الطلب بنحو 600 ألف برميل يوميًا هذا العام، وقد يزيد الفائض بمقدار 400 ألف برميل يوميًا مع تسريع مجموعة أوبك بلس الإلغاء التدريجي لتخفيضات الإنتاج، وأشارت الوكالة في تقريرها لشهر أبريل إلى أنه بعد فترة من الهدوء النسبي، شهدت أسواق النفط العالمية تقلبات حادة جراء إعلان الرسوم الجمركية التجارية في بداية أبريل الجاري، حيث هبطت أسعار النفط الخام القياسية إلى أدنى مستوياتها في أربع سنوات، وانخفضت العقود الآجلة لخام برنت بأكثر من 15 دولارًا للبرميل، لتصل إلى أقل من 60 دولارًا للبرميل، لكنها عاودت الارتفاع بعد تأجيل تطبيق بعض الرسوم الجمركية وبدء مفاوضات حول الرسوم الجمركية.

وفي حين تم إعفاء واردات النفط والغاز والمنتجات النفطية المكررة من الرسوم الجمركية التي أعلنتها الولايات المتحدة، إلا أن المخاوف تظل من أن تؤدي هذه الإجراءات إلى عودة التضخم للتفاقم وإبطاء النمو الاقتصادي العالمي، وبالتالي التأثير سلبًا على أسعار النفط، وستكون التطورات مرتبطة بالمسار الذي تتخذه المفاوضات الجارية بين الولايات المتحدة والعديد من الدول حول الرسوم الجمركية، كما أن زيادة الإمدادات أو توازنها يبقى مرتبطًا بقرارات مجموعة أوبك بلس ورؤيتها للمستويات الملائمة من الإنتاج. وبينما كان تسريع زيادة الإنتاج أحد العوامل التي أسهمت في تراجع أسعار النفط، إلا أنه يمكن النظر لتوقيت القرار في ضوء ظروف وعوامل متعددة قادت لتفضيل مجموعة أوبك بلس هذا التوقيت لبدء زيادة الإنتاج، فقد حققت سياسات أوبك بلس نجاحًا في الحفاظ على استقرار الأسعار والسوق النفطية خلال السنوات الثلاث الماضية، وجاء قرارها بزيادة الإنتاج بعد تأجيل بدء تخفيف القيود على الإنتاج عدة مرات خلال العام الماضي، ولذلك تضمّن قرار أوبك بلس المضي قدمًا في خطة رفع إنتاج النفط بزيادته بمقدار 411 ألف برميل يوميًا في مايو، لكن المجموعة أكدت دائمًا التزامها بالحفاظ على مستويات سعرية للنفط مواتية للمنتجين والمستهلكين، وأنها ستواصل سياستها في تحديد مستويات الإنتاج وفق التطورات الاقتصادية العالمية والمتغيرات في السوق النفطية.

من جانب آخر، فإن زيادة الإنتاج من قبل أوبك بلس يمكن ألا تؤدي فعليًا لزيادة ملموسة في حجم الإمدادات في حال التزام المنتجين بالحصص المتفق عليها، وأيضًا في حال عدم ارتفاع إنتاج النفط الصخري في الولايات المتحدة، ويُعد الانخفاض الكبير في أسعار النفط مؤثرًا على إنتاج النفط الصخري، حيث ترى الشركات المنتجة أن تحقيق جدوى من الإنتاج يتطلب أن يكون متوسط ​​سعر البرميل 65 دولارًا أمريكيًا.

مقالات مشابهة

  • تصاعد التوتر النووي بين الهند وباكستان: هل يقترب جنوب آسيا من حافة الانفجار؟
  • الرئيس الصيني يعلن عن خطة للاقتصاد الصيني لمواجهة تأثير الحرب التجارية مع الولايات المتحدة
  • صندوق النقد يحذّر من خطر التوترات التجارية على اقتصاد العالم
  • الصين: الولايات المتحدة أكبر مخل بالنظام الدولي لضبط التسلح ومنع الانتشار النووي
  • خمس أوراق رابحة قد تستخدمها الصين في حربها التجارية مع الولايات المتحدة
  • تقلبات النفط تحت ضغط التوترات التجارية وزيادة الإنتاج .. وتوقعات بتراجع الأسعار حتى 2026
  • الصين تنفي إجراء أي مفاوضات تجارية مع الولايات المتحدة
  • انتعاشة لأسواق الأسهم الأوروبية وسط آمال بتهدئة التوترات التجارية.. وستوكس 600 يرتفع 1.7%
  • تداعيات معارك ترامب.. الولايات المتحدة تواجه خطر فقدان نفوذها في القارة مع توسّع نفوذ الصين
  • الصين: الباب مفتوح لمحادثات تجارية مع الولايات المتحدة