خبير سياسي: تصاعد الحراك داخل إسرائيل تحوّل لحرب حول الهوية
تاريخ النشر: 19th, April 2025 GMT
قال الأكاديمي والخبير في الشأن الإسرائيلي الدكتور مهند مصطفى إن الحراك الداخلي المتصاعد ضد الحرب في قطاع غزة تجاوز المطالب الإنسانية بإعادة الأسرى، ليعكس انقساما أعمق يتعلّق بطبيعة إسرائيل وهويتها المستقبلية، مشيرا إلى أن ما يدور في الداخل الإسرائيلي هو صراع بين رؤيتين متناقضتين حول شكل الدولة.
وأضاف في حديثه للجزيرة أن رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو يعمل على استدامة الحرب في قطاع غزة، لأنها تمثل بالنسبة له ركيزتين لبقائه السياسي: الأولى مرتبطة بمحو آثار فشله الأمني في السابع من أكتوبر/تشرين الأول، والأخرى تتعلّق ببقاء حكومته الحالية في السلطة.
وأوضح أن نتنياهو يفتقر اليوم إلى مخرج سياسي آمن يضمن له الاستمرارية من دون أن يدفع ثمن الإخفاق الكبير الذي وقع في بداية الحرب، ولذا يسعى إلى إطالة أمد المعارك لتغطية هذا الإخفاق، وفي الوقت نفسه يعزز بذلك تماسك تحالفه الحكومي القائم على أطراف يمينية متطرفة.
ويأتي هذا في وقت تصاعدت فيه حدة الضغوط الداخلية على الحكومة الإسرائيلية، مع تزايد التوقيعات العسكرية والمدنية المطالِبة بوقف فوري للحرب مقابل الإفراج عن المحتجزين لدى حركة المقاومة الإسلامية (حماس).
إعلانوبرز من بين هذه التحركات توقيع مئات من جنود لواء "غولاني" المسرحين على عريضة تطالب بإنهاء القتال، إلى جانب توقيعات من طيارين حربيين ومدنيين، وفنانين، وأكاديميين، وأفراد من القطاع الصحي والتعليمي، في مشهد يعكس عمق الانقسام المجتمعي داخل إسرائيل.
ويرى مهند مصطفى أن الحراك المدني رغم زخمه واتساعه لم يصل إلى مستوى الضغط الكافي لتغيير سياسات الحكومة، موضحا أن تأثيره يبقى محدودا طالما لم يترافق مع خطوات مثل العصيان المدني أو الإضرابات الاقتصادية التي قد تُلزم الحكومة بدفع ثمن سياسي مباشر.
في المقابل، أكد أن الحراك داخل المؤسسة العسكرية له تأثير فعلي، خاصة في ما يتعلق بنسبة التزام جنود الاحتياط، مشيرا إلى أن هناك نسبة تقارب 70% من عدم الالتحاق بوحدات الاحتياط، وهو ما ينعكس سلبا على أداء الجيش وعلى شرعية العمليات العسكرية الجارية في غزة.
نقطة ضعف الحراكلكنه نبه إلى نقطة الضعف الجوهرية في هذه التحركات، قائلا إن العرائض الصادرة حتى الآن لم تصل إلى الدعوة الصريحة للعصيان العسكري، وهو ما يجعل تأثيرها على القرار السياسي محدودا رغم أثرها النفسي والمعنوي الكبير على القوات المسلحة.
وأضاف أن قراءة عميقة لخطابات العرائض والمحتجين تكشف أن الموضوع لم يعد يتمحور فقط حول قضية الأسرى، بل تحوّل إلى ما وصفه بـ"حرب حول هوية إسرائيل"، مشيرا إلى أن نتنياهو يصف الحرب على غزة بأنها "حرب الاستقلال الثانية"، بينما يصف المحتجون تحركهم بأنه معركة لتحرير إسرائيل من الحكومة الحالية.
وتابع قائلا إن هناك تيارا واسعا داخل المجتمع الإسرائيلي يرى أن ما يجري هو محاولة من اليمين لاحتلال الدولة من الداخل، ليس عسكريا وإنما سياسيا وأيديولوجيا، عبر تقييد الحريات، وإضعاف المؤسسات السياسية، والقيام بانقلاب دستوري تدريجي تحت غطاء الحرب.
وشدد على أن هذا التيار يرى أن استمرار الحرب يصبّ في مصلحة اليمين المتطرف، لأنه يمنح نتنياهو مساحة كبرى لإعادة تشكيل بنية الدولة وهويتها، من دون معارضة فعالة، مستغلا مناخ الطوارئ والحرب لتمرير مشاريع تهدد الطابع الديمقراطي والمؤسساتي لإسرائيل.
إعلانويرى الخبير في الشأن الإسرائيلي أن المفارقة الكبرى تكمن في أن المحتجين يعتبرون أن وقف الحرب ضرورة ليس فقط من أجل إنقاذ المحتجزين، بل لإنقاذ إسرائيل ذاتها من خطر التحول إلى دولة محكومة بشكل دائم بمنظومة يمينية تسعى لفرض رؤيتها الأحادية على الجميع.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حريات
إقرأ أيضاً:
خبير مروري: يجب فحص السيارة قبل التحرك تزامناً مع العاصفة الترابية
وجه اللواء أحمد هشام، الخبير المروري، تحذيرات عاجلة لقائدي السيارات، بالتزامن مع موجة من العواصف الترابية التي تضرب القاهرة الكبرى وعددًا من المحافظات، مطالبًا الجميع بتوخي الحذر والالتزام بقواعد السلامة على الطرق، تجنبًا للحوادث.
وأوضح اللواء هشام، في مداخلة هاتفية مع برنامج «صباح البلد» عبر قناة صدى البلد، أهمية التأكد من السلامة الفنية للمركبة قبل الانطلاق، لاسيما في مثل هذه الظروف الجوية.
وأشار إلى ضرورة فحص الإطارات وضغط الهواء بما يتناسب مع سخونة الأسفلت، والتأكد من كفاءة مساحات الزجاج الأمامي والخلفي لتفادي تراكم الأتربة أثناء القيادة.
ونبه الخبير المروري إلى أهمية غلق نوافذ السيارة بإحكام لمنع دخول الرمال، ما قد يؤثر على وضوح الرؤية داخل المركبة ويعيق القيادة الآمنة.
كما شدد على ضرورة وجود معدات السلامة الأساسية داخل كل سيارة، مثل:
طفاية حريق
مثلث عاكس
حقيبة إسعافات أولية
وأكد أن هذه الأدوات لا غنى عنها في الطوارئ، وأن عدم توفرها يُعد مخالفة مرورية.
الطفاية في مكانها الصحيحمن الأخطاء الشائعة، بحسب اللواء هشام، وضع طفاية الحريق في صندوق السيارة الخلفي، وهو ما يعرض السائق لمخالفة فورية.
وأوضح أن الطفاية يجب أن تكون في متناول اليد، أسفل المقعد الأمامي أو بجانب باب السائق، لتُستخدم بسرعة عند الحاجة، خاصة مع احتمالية نشوب حرائق ناتجة عن شرارات كهربائية بسبب ارتفاع الحرارة.
وأشار هشام إلى أن سرعة الرياح تصل إلى 60 كيلومترًا في الساعة، ما يؤدي إلى انخفاض الرؤية الأفقية لأقل من 500 متر، خاصة في جنوب وشرق القاهرة والجيزة بالكامل.
ولفت إلى أن ذروة العاصفة ستكون عند الساعة 12 ظهرًا، داعيًا المواطنين إلى الابتعاد عن الطرق المفتوحة والسريعة قدر الإمكان خلال هذا التوقيت.
اختتم اللواء هشام تحذيراته بعدة توصيات أساسية للسائقين خلال موجة الطقس السيئ:
لا تتجاوز السرعة 40 كم/س في الطرق المتأثرة
التزام المسارات المحددة وعدم تغييرها بشكل مفاجئ
استخدام الأضواء الأمامية الخافتة لتقليل الانعكاس الترابي
الابتعاد عن المركبات الثقيلة ومراقبة حركة الرياح الجانبية