المسلة:
2025-04-26@14:18:45 GMT

كيف قلبت الصين موازين الحرب التجارية؟

تاريخ النشر: 19th, April 2025 GMT

كيف قلبت الصين موازين الحرب التجارية؟

19 أبريل، 2025

بغداد/المسلة: مع تصاعد وتيرة الحرب التجارية بين واشنطن وبكين، لم تعد المواجهة مقتصرة على الرسوم الجمركية والبيانات الرسمية، بل امتدت لتغزو هواتف الأمريكيين عبر تطبيقات مثل تيك توك، حيث يروج موردون صينيون لمنتجاتهم بأسعار “مُغرية”، مطالبين المستهلك الأمريكي بالتحايل على قرارات رئيسه، كما أصبحت المعادن النادرة ورقة رابحة جديدة في يد الحكومة الصينية.

وظهر أحد الموردين، المعروف باسم وانغ سين، في مقطع فيديو يقف أمام أكوام من حقائب “بيركين” الفاخرة، مدّعيًا أنه المصنع الأصلي لهذه العلامات التجارية العالمية.

قال ببساطة: “لماذا لا تتواصلون معنا وتشترون منا مباشرة؟”، لكن الفيديو اختفى لاحقًا من تيك توك، ربما بسبب مخالفته للسياسات أو لتضليله.

إلى جانب هذه المقاطع، صعد تطبيق DHgate -المعروف ببيع السلع المقلدة- إلى المرتبة الثانية في متجر أبل الأمريكي، في حين حل تطبيق Taobao الصيني في المرتبة السابعة، مما يعكس اهتمامًا متزايدًا من قبل المستهلك الأمريكي بالتسوق من الصين مباشرة، رغم القيود والرسوم الجمركية المفروضة.

وخلف هذه المشاهد، يكمن واقع آخر: العديد من هذه المنتجات قد تكون مقلدة أو غير مطابقة للمواصفات، خصوصًا أن العلامات التجارية الكبرى مثل Lululemon نفت أي علاقة لها بالمصانع التي تظهر في هذه المقاطع، وأكدت أنها لا تتعامل مع الموردين المذكورين.

وبحسب تقرير لـ”سي إن إن” شكك الخبراء في صدق هذه الادعاءات، مشيرين إلى أن المصنعين الرسميين يخضعون لاتفاقيات عدم الإفصاح ولا يمكنهم البيع مباشرة.

ورغم ذلك، تبدو الرسالة واضحة: السياسات الحمائية التي يتبناها ترامب، وعلى رأسها فرض رسوم جمركية تصل إلى 145 بالمئة، لا تعزل الصين بقدر ما تضغط على المستهلك الأمريكي نفسه، الذي يجد نفسه إما مضطرًا لدفع المزيد، أو التوجه نحو أسواق “الظل” المليئة بالمجهول والمقلد.

لكن الرد الصيني لم يتوقف عند حدود التجارة الإلكترونية، بل اتخذ منعطفًا استراتيجيًا أكثر خطورة، في خطوة وُصفت بأنها “موجعة”، أعلنت بكين عن فرض قيود على تصدير المعادن الأرضية النادرة – وهي عناصر ضرورية لصناعة الإلكترونيات، ومحركات السيارات الكهربائية، والطائرات، وحتى المعدات العسكرية.

هذه المعادن – وعددها 17 عنصراً مثل النيوديميوم والإيتريوم – تُعد شريانًا حيويًا لصناعات التقنية الفائقة، ومع أن بعضها موجود في الولايات المتحدة، فإن عملية استخراجه وتنقيته باهظة التكلفة ومعقدة بيئيًا، ما جعل أمريكا تعتمد بشكل شبه كلي على الصين، التي تسيطر على ما يصل إلى 80% من السوق العالمي لهذه المعادن.

ردًا على هذا الضغط، وجّه ترامب وزارة التجارة للبحث عن حلول لتقليل الاعتماد على بكين، لكن بحسب المراقبين، فإن تعويض هذا النقص ليس بالأمر السهل، وقد يستغرق سنوات، ويكلف الاقتصاد الأمريكي كثيرًا.

المسلة – متابعة – وكالات

النص الذي يتضمن اسم الكاتب او الجهة او الوكالة، لايعبّر بالضرورة عن وجهة نظر المسلة، والمصدر هو المسؤول عن المحتوى. ومسؤولية المسلة هو في نقل الأخبار بحيادية، والدفاع عن حرية الرأي بأعلى مستوياتها.

About Post Author moh moh

See author's posts

المصدر: المسلة

إقرأ أيضاً:

الصين: الباب مفتوح للمحادثات التجارية بعد طرح ترامب احتمال خفض الرسوم

الاقتصاد نيوز _ متابعة

أكدت الصين أن الباب "مفتوح" لإجراء محادثات تجارية مع واشنطن، بعد يوم على إشارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب إلى إمكان خفض الرسوم الجمركية المفروضة على بكين "بشكل كبير".

وفي تصريحات تخفف الضغط عن الأسواق العالمية التي هزّتها سياساته التجارية العدائية، قال ترامب أيضا إنه لا ينوي إقالة رئيس الاحتياطي الفدرالي الأميركي جيروم باول.
وتشمل الرسوم تلك التي فُرضت بداية على خلفية دور الصين المفترض في سلاسل إمداد الفنتانيل ولاحقا على خلفية ممارسات تعتبرها واشنطن غير منصفة.
وردّت بكين بفرض رسوم جمركية مضادة نسبتها 125 في المئة على المنتجات الأميركية، لكنها شددت الأربعاء على أنها مستعدة للدخول في محادثات تجارية.
وقال الناطق باسم الخارجية الصينية غوو جياكون في مؤتمر صحافي في بكين إن "الصين أشارت منذ البداية إلى أن أي طرف لن يخرج منتصرا في الحروب التجارية وحروب الرسوم الجمركية"، مضيفا أن "الباب مفتوح على مصراعيه أمام المحادثات".
ومساء الأربعاء، قال ترامب للصحافيين في البيت الأبيض إنّ الموعد النهائي لخفض الرسوم الجمركية الإضافية التي فرضها على الصين "رهن" ببكين، مؤكّدا في الوقت نفسه أن إدارته على تواصل "يومي" مع الصين.
وأضاف الرئيس الأميركي "أتّفق بشكل جيّد جدا مع الرئيس شي (جينبينغ) وآمل أن نتمكّن من التوصّل إلى اتفاق".
من جهته، قال ستيفن ميران المستشار الاقتصادي لترامب "أنا متفائل بأنّنا سنتوصل إلى اتفاق مع الصين، وأنا متفائل بأنّنا سنتمكّن من تهدئة الأمور قليلا".
وأتى تصريح ترامب بعد أن حذّر شي الأربعاء من أنّ الحروب التجارية "تقوّض الحقوق المشروعة لكل البلدان ومصالحها وتضر بالنظام التجاري المتعدد الأطراف وتؤثر على النظام الاقتصادي العالمي".
وأتى رد الفعل الصيني بعدما أقرّ ترامب بأن نسبة 145 في المئة "مرتفعة جدا"، لافتا إلى أنها "ستُخفض بشكل كبير".
وقال "لن تكون قريبة إطلاقا من هذا الرقم" لكنها "لن تكون صفرا" أيضا.
وأضاف "في نهاية المطاف، يتعيّن عليهم التوصل إلى اتفاق".


ليصلك المزيد من الأخبار اشترك بقناتنا على التيليكرام

مقالات مشابهة

  • المعادن النادرة.. سلاح بكين الأقوى في حربها التجارية مع واشنطن
  • استمر 3 ساعات.. أبرز ما جاء في لقاء بوتين والمبعوث الأمريكي
  • ترامب يغزو أعالي البحار بحثا عن المعادن المهمة ويغضب الصين.. ما القصة؟
  • ترامب ينبش قاع البحر بحثا عن المعادن المهمة ويغضب الصين.. ما القصة؟
  • الصين تتعهد بإعداد خطط طوارئ وأدوات سياسية لمواجهة الحرب التجارية
  • لتهدئة الحرب التجارية.. الصين تمنح إعفاءات جمركية للواردات الأمريكية
  • خمس أوراق رابحة قد تستخدمها الصين في حربها التجارية مع الولايات المتحدة
  • الحرب التجارية .. الصين تبطئ الإنتاج وتخفض ساعات العمل
  • الصين: الباب مفتوح للمحادثات التجارية بعد طرح ترامب احتمال خفض الرسوم
  • الرئيس الأميركي يعيد إشعال فتيل الحرب التجارية مع الصين