يمانيون:
2025-04-26@02:01:39 GMT

حقيقة العملية البرية بواسطة المرتزقة بدعم خليجي

تاريخ النشر: 19th, April 2025 GMT

حقيقة العملية البرية بواسطة المرتزقة بدعم خليجي

ما بين أهداف الحرب النفسية، والحاجة الفعلية لتعويض فشل العدوان على اليمن، تتأرجح التقارير التي تتحدث عن تخطيط أمريكي لدعم عملية برية بواسطة المرتزقة وبدعم خليجي.

وتكشف هذه التقارير عن أزمات ومشاكل متعددة تواجهها إدارة ترامب وأدواتها الإقليمية والمحلية، في مواجهة الجاهزية العالية التي تتمتع بها القوات المسلحة اليمنية للتعامل مع كل الاحتمالات، في إطار القرار الراسخ والصلب بمواصلة معركة إسناد الشعب الفلسطيني مهما كانت الأثمان والتحديات.

الأنباء التي بدأت صحيفة “وول ستريت جورنال” بنشرها ثم تلتها وسائل إعلام أمريكية أخرى، بشأن مساعي إدارة ترامب لتنسيق عملية برية تنفذها ميليشيات المرتزقة في اليمن بدعم خليجي، عبرت عن حاجة أمريكية واضحة لتعويض عجز القصف الجوي والبحري، بما في ذلك هجمات القاذفات الشبحية، عن تحقيق أي أهداف عملياتية، خصوصًا في ظل تراكم التكاليف الهائلة، الأمر الذي أبرز ملامح “خطة بديلة” تدرسها الإدارة الأمريكية للخروج من مأزق الاستنزاف والفشل وإلقاء العبء على الأدوات المحلية والإقليمية.

مع ذلك، فقد اصطدمت هذه الأنباء بنفي خليجي، حيث نقلت وكالة “رويترز” عن مسؤولين سعوديين وإماراتيين قولهم إن الرياض وأبو ظبي لا تشاركان في أي مناقشات بشأن العملية البرية، وأن التقارير بشأن ذلك كاذبة.

هذا النفي جعل قصة العملية البرية تبدو وكأنها بالكامل مجرد “حرب نفسية” من قبل إدارة ترامب التي بات واضحًا أنها تعتمد بشكل رئيسي على الدعاية لتعويض غياب الإنجازات العملية.

 

ومع ذلك فإن القصة لا تخلو من بعض حقائق، فميليشيات المرتزقة قد أبدت عدة مرات استعدادها بالفعل للتحرك عسكريًا ضد صنعاء في إطار التوجه العدواني الأمريكي الصهيوني، كما أن الولايات المتحدة قد حاولت بالفعل تحريك المرتزقة بريًا منذ أواخر عام 2023، في إطار مساعي الانتقام من صنعاء وعرقلة عمل جبهة الإسناد اليمنية لغزة، لكن هذه المساعي اصطدمت بواقع الردع الذي فرضته صنعاء ضد الداعمين الإقليميين للمرتزقة والذين تتفوق مخاوفهم من رد الفعل اليمني على رغبتهم في التصعيد، حتى الآن على الأقل.

وبالتالي فإن مسارعة السعودية والإمارات لنفي تورطهما في خطة العملية البرية تعكس مشكلة أساسية مستمرة تواجهها الولايات المتحدة في التعامل مع الجبهة اليمنية، وهي الفشل في تجنيد الشركاء والأدوات الإقليميين (والدوليين كذلك) ضد اليمن، لعدة أسباب؛ منها عدم رغبة العديد من الدول في الظهور بمظهر الداعم لكيان العدو الصهيوني (وهو أمر حاولت إدارة ترامب معالجته من خلال رفع عنوان حماية الملاحة، لكن بدون جدوى)، بالإضافة إلى الخوف من الاشتباك المباشر مع القوات المسلحة اليمنية التي أثبتت قدرتها على خوض معارك متعددة الجبهات بقوة وفاعلية.

ويمكن القول إن هذا الخوف هو الدافع الأساسي لإحجام السعودية والإمارات حتى الآن عن المشاركة المباشرة في التصعيد الأمريكي، كونهما تعرفان جيدًا ما ذا تستطيع القوات المسلحة اليمنية فعله.

ومع ذلك، لا يمكن الجزم تمامًا بأن إحجام السعودية والإمارات عن التورط المباشر في التصعيد سيبقى ثابتًا، فالتوجه العدائي لدى الرياض وأبو ظبي تجاه اليمن لا يزال قائمًا، والرغبة في التصعيد ليست مفقودة، بل مقيدة باعتبارات معينة، منها مستوى وحجم الدعم الأمريكي والاندفاع العدواني ضد اليمن.

وإن كانت تجربة محاولة استهداف القطاع المصرفي خلال العام الماضي قد فشلت بسبب وعيد السيد القائد للنظام السعودي، فإنها قد كشفت بالمقابل إمكانية انجرار الرياض نحو التصعيد إذا رأت فرصة لذلك.

والحقيقة أن هذه الإمكانية قد زادت نظريًا بشكل ملحوظ بعد عودة ترامب إلى الحكم، ومسارعة السعودية لتقديم ترليون دولار له، بالإضافة إلى حقائق الدعم اللوجستي والإعلامي الكبير الذي توفره الرياض للعدوان الأمريكي حاليًا.

وقد نقلت وكالة “بلومبرغ” الأربعاء عن مصادر مقربة من القيادتين السعودية والإماراتية قولها إن هناك شعورًا داخل النظامين الخليجيين بأن اندفاع ترامب يشكل فرصة لقلب الموازين، حسب ما نقلت الوكالة.

لقد عبرت القيادة اليمنية بوضوح عن إدراكها الكامل لرمادية الموقف السعودي والإماراتي من خلال التحذيرات المتكررة التي وجهتها في عدة مناسبات من عواقب التورط في العدوان الأمريكي خدمةً للكيان الصهيوني، وهي تحذيرات عبرت عن جاهزية عالية وتامة للتعامل مع كل الاحتمالات.

ووفقًا لذلك، سواء كانت قصة العملية البرية “حربًا نفسية” أو واقعًا، فإنها لا تشكل فرقًا كبيرًا بالنسبة لموقف صنعاء، لأن جاهزية القوات المسلحة والشعب اليمني لكل السيناريوهات تجعل الحديث عن أي تصعيد جديد يدور بشكل أساسي حول مشاكل الأطراف المشاركة فيه وقدرتها على تحمل عواقبه، وهو ما يشكل نقطة لصالح استراتيجية السقف المفتوح التي اعتمدتها جبهة الإسناد اليمنية لغزة منذ البداية، حيث لا تترك هذه الاستراتيجية للعدو وكل شركائه وأدواته أي مجال لترهيب صنعاء بتصعيد جديد، أو “مفاجأتها” بأي تحرُّك عدواني مختلف.

وبالمحصلة، فإن كل ما يمكن استخلاصه من قصة العملية البرية حتى الآن هو عدة أمور ثابتة، أولها أن الولايات المتحدة قد اصطدمت بسرعة بفشل عدوانها على اليمن، وباتت تدرك انسداد أفق استمرار القصف الجوي والبحري، وعجز كل وسائلها الرادعة (بما في ذلك القاذفات الشبحية) عن تحقيق أهداف العدوان.

الأمر الثاني هو أن الولايات المتحدة تواجه مشاكل كبيرة وعميقة فيما يتعلق بمحاولة تعويض فشل عدوانها المباشر والالتفاف على تداعيات استمراره، فسواء كان هناك إمكانية لتجنيد السعودية والإمارات والمرتزقة في تصعيد جديد ضد صنعاء أو لا، من الواضح أن الرياض وأبو ظبي لديهما قائمة طويلة من المخاوف الكبرى التي لا تستطيع الولايات المتحدة ضمان تجنبها بشكل كامل، وهو ما يجعل مسألة الانخراط في التصعيد انتحارية مهما بلغ مستوى الاندفاع الأمريكي.

الأمر الذي يعني أن هدف ردع صنعاء، أو وقف جبهة الإسناد لغزة، سيظل مستحيلاً كما هو الآن، والنتائج الوحيدة التي سيجلبها التصعيد ستكون عكسية على الأطراف المشاركة فيه.

المسيرة

المصدر: يمانيون

كلمات دلالية: السعودیة والإمارات الولایات المتحدة القوات المسلحة العملیة البریة إدارة ترامب فی التصعید

إقرأ أيضاً:

حزنت جدا للمصيبة التي حلت بمتحف السودان القومي بسبب النهب الذي تعرض له بواسطة عصابات الدعم السريع

كنت من محبي زيارة متحف السودان القومي..
واكاد اجزم أني احفظ المعروضات في القاعات في الدور الاول والثاني..
واعرف ممر الكباش والضفادع الحجرية علي البحيرة الصناعية والمعابد التي نقلت كما هي ووضعت في ساحة المتحف كمعبد دندرة وحيث اثار العهد الاسلامي في الطابق الثاني كدولة سنار
◾️- الصورة المرفقة صورتها بنفسي بجوالي النوكيا في ابريل 2011 ولازالت احتفظ ببعض الصور من ساحات العرض..

◾️- حزنت جدا للمصيبة التي حلت بمتحف السودان القومي بسبب النهب الذي تعرض له بواسطة عصابات الدعم السريع وتم سرقة مشغولات ذهبية عمرها الاف السنين وبعض الاثار الصغيرة من العاج والحجر والابنوس تعود للعهد المروي ولعهد دولة نبتة

– مع ان السودان اطلق حملة لاستعادة المسروقات بالتعاون مع اليونسكو الا ان الامل ضعيف في العثور عليها لان هناك هواة جمع تحف واثار يشترون مثل هذه المقتنيات ويحتفظون بها في خزائنهم لمدد طويلة ولا يعرضونها ابدا وبذا تقل فرص مطاردتها واسترجاعها..
????- الحل في نظري هو اطلاق حملة قومية للتنقيب عن الاثار مرة اخري.. هناك مواقع اثرية كبيرة ومتعددة متناثرة في السودان..

◾️- مثلا في العام 1998 زرت الولاية الشمالية باللواري في سفرة استغرقت عدة ايام فرايت كثير من الاثار ملقاة علي الطريق قريبا من شواطئ نهر النيل , احجار ضخمة واعمدة معابد لايستطيع اي احد ان يحركها من مكانها وربما هذا سبب حفظها حتي الان.. فلو تم التنقيب حول هذه الاماكن فالبتاكيد سنحصل علي اثار جديدة..

◾️هناك ايضا موقع النقعة والمصورات الاثري الذي يشرف عليه معهد حضارة السودان التابع لجامعة الخرطوكم تحت اشراف البروف جعفر ميرغني – وقد زرته من قبل في العام 2010 – الثلات صور الاخيرة – ففي هذا الموقع تتناثر الاثار علي العديد من التلال والسهول و الموقع ذات نفسه يقع علي نهاية وادي العوتيب وهذا الوادي الان عبارة عن رمال ولكنه حتما في قديم الزمان كان من روافد النيل الموسمية فعلي ضفاف هذا الوادي وحتي موقع النقعة والمصورات هناك احتمال وجود عشرات الاثار التي قد تغير التاريخ ذات نفسه
◾️- ايضا سفح جبل البركل وكثير من المواقع التي يمكن اعادة التنقيب فيها

◾️- في العام 2010 كانت هناك شركة تقوم بحفريات لبناء عمارة في احد الاحياء شرق مطار الخرطوم فعثرت علي ما يشبه المدفن لقرية تعتبر اول اثر علي وجود الانسان في منطقة الخرطوم والمقرن قدرت بالاف السنين..

– وكثير من الاثار هنا وهناك علي ضفاف النيل الذي كان علي الدوام جاذبا للمستعمرات البشرية منذ القدم

????- بهذه الطريقة يمكننا اعادة ملء المتحف القومي مرة اخري والحفاظ علي التاريخ الذي اراد تتار العصر ان يمحوه لهدم رواية الامة السودانية عن عراقتها وحضارتها الممتدة من الاف السنين وحتي الان..

♦️- بهذا يمكننا مرة اخري ان نضع قطع الاحجية جنبا الي جنب ونعيد بناء قصة متماسكة تمتد من الان الي عمق التاريخ ونضع معلما لاطفالنا والاجيال القادمة تحاجج به وتفتخر.
♦️- بعض الدول تحفر في اللاشئ وتعثر علي صخور صماء لايوجد عليها نقش واحد فتضعها في متحف ضخم لتقول للناس ان هذا الحجر استخدمه شخص في هذه البقعة قبل اربعة الف سنة كوسادة او كمسند او مربط لحيوان لتقول للعالم انها دولة ذات تاريخ وذات عراقة..

♦️- نحن كبلد اولي بان تكون لنا قصة لها شواهد وعليها ادلة والاسهل والحل الذي بين ايدينا هو اطلاق حملة جديدة للتنقيب عن الاثار تحت الارض والكشوفات الجديدة هذه توكل كمشاريع لكليات الاثار والدراسات الانسانية كالتاريخ وعلم الاجتماع مع التمويل من الدولة والشركات الوطنية مع مواصلة جهود البحث عن الاثار المفقودة.

النور صباح

إنضم لقناة النيلين على واتساب

مقالات مشابهة

  • اليمن تتحدى واشنطن فتح قمرات “ترومان” أمام الاعلام الأمريكي والدولي
  • العملية البرية ضد الحوثيين في اليمن.. بين مخاوف السعودية والإمارات والانقسامات في مكونات الحكومة (ترجمة خاصة)
  • حزنت جدا للمصيبة التي حلت بمتحف السودان القومي بسبب النهب الذي تعرض له بواسطة عصابات الدعم السريع
  • موقع صهيوني: الضربات اليمنية ستتصاعد وتستهدف الأعماق الاستراتيجية رغم التصعيد الأمريكي
  • المرتزقة وتحالف العدوان دمروا كل شيء في اليمن، حفاظا عليه من الحوثيين
  • الكشف عن الأهداف التي طالها القصف الأمريكي في صنعاء اليوم
  • صفقة البحر الأحمر.. السفير الأمريكي يفجّر مفاجأة بشأن التسوية الشاملة في اليمن
  • وزيرا الإعلام والصحة يناقشان أوجه التعاون الإعلامي والصحي في ظل التصعيد الأمريكي على اليمن
  • وزيرا الإعلام والصحة يناقشان أوجه التعاون في ظل التصعيد الأمريكي على اليمن
  • اجتماع يناقشان أوجه التعاون الإعلامي والصحي في ظل التصعيد الأمريكي على اليمن