اتصالات لتفادي حرب شاملة في اليمن
تاريخ النشر: 19th, April 2025 GMT
بعد مرور أيام على صدور تسريبات إعلامية غربية بشأن احتمالات شنّ هجوم بري على مناطق نفوذ الحوثيين في اليمن تقوده قوات الشرعية اليمنية المعترف بها دولياً، ووسط تصاعد الغارات الأميركية على مواقع استراتيجية لجماعة "أنصار الله" (الحوثيين)، وانتقالها للمرة الأولى إلى استهداف ميناء رأس عيسى النفطي في محافظة الحديدة اليمنية على ساحل البحر الأحمر، ما أدى بحسب الحوثيين إلى سقوط 74 قتيلاً و170 جريحاً، في أعلى حصيلة للقتلى في الغارات حتى الآن في الحملة التي أُطلقت في عهد الرئيس دونالد ترامب منذ 15 مارس/آذار الماضي، يبدو أن تحفظات إقليمية بالدرجة الأولى تكبح، حتى الآن، رغبة الحكومة اليمنية المعترف بها دولياً والقوات المسلحة التابعة لها في استغلال القصف الأميركي للحوثيين من أجل الانقضاض عليهم بهجوم بري شامل، وهو ما ترجم، بحسب ما علمت "العربي الجديد"، ببدء دول معنية بالملف اليمني اتصالات لتجنب عملية تؤدي إلى اندلاع حرب شاملة في اليمن على اعتبار أن من شأنها تفجير المنطقة.
وأشارت مصادر سياسية عدة، بينها شخصيات تشارك في النقاشات الدائرة حالياً لكنها رفضت الكشف عن أسمائها لحساسية الملف بسبب إمكانية اندلاع حرب شاملة في اليمن وتواصلت معها "العربي الجديد" في اليومين الماضيين، إلى أن هناك حراكاً دبلوماسياً مكثفاً لتجنب اندلاع حرب شاملة في اليمن التي تدق طبولها والضغط على الحوثيين للدخول في اتفاق يجنب اندلاع حرب شاملة في اليمن ويؤدي إلى السلام. وبحسب المصادر، فإن هناك أكثر من طرف يسعى إلى تجنب اندلاع حرب شاملة في اليمن ويجري اتصالات للغاية نفسها.
وكانت معلومات حصلت عليها "العربي الجديد" قبل أيام من شخصيات سياسية في الشرعية اليمنية قد ذكرت أن نقاشات مكثفة أجرتها الحكومة اليمنية مع الأميركيين على المستويين السياسي والعسكري، إلى جانب قوى أخرى بينها بريطانيا، لتنفيذ عملية برية، بمشاركة الأطراف المنخرطة ضمن الحكومة الشرعية المعترف بها دولياً. وفي السياق أيضاً، نقلت وكالة بلومبيرغ الأميركية، الأربعاء الماضي، عن حامد غالب، أحد كبار مساعدي طارق صالح عضو مجلس القيادة الرئاسي، قوله إن "العملية البرية ضرورية للبناء على النجاحات الكبيرة التي حققتها الغارات الجوية"، مضيفاً أن "المناقشات جارية ولكن لم يُتخَّذ قرار نهائي بعد".
السعودية لا تريد اندلاع حرب شاملة في اليمن
لكن هذه الاندفاعة للعمل البري العسكري والتي قد تؤدي إلى اندلاع حرب شاملة في اليمن لا يبدو أنها تلقى قبولاً سعودياً. وفيما كانت صحيفة وول ستريت جورنال الأميركية نقلت، الثلاثاء الماضي، عن أشخاص مطلعين على تخطيط بشأن شن الهجوم البري لجهة أن متعاقدين أمنيين أميركيين خاصين قدّموا مشورة للفصائل اليمنية حول عملية برية محتملة، فإن الصحيفة نفسها ذكرت أيضاً أن مسؤولين سعوديين أبلغوا "مسؤولين أميركيين ويمنيين سراً أنهم لن ينضموا أو يدعموا أي هجوم بري في اليمن مجدداً، خوفاً من هجمات الحوثيين بالصواريخ الباليستية والطائرات المسيّرة التي طاولت مدناً سعودية في السابق". كما نفت لانا نسيبة، مساعدة وزير الخارجية الإماراتي للشؤون السياسية، أخيراً، انخراط أبوظبي في محادثات حول عملية برية في اليمن، واصفة هذه المعلومات بأنها "لا أساس لها". وكانت "وول ستريت جورنال" ذكرت أن الإمارات بحثت مع أميركا خطة فصائل عسكرية يمنية لهجوم بري على الحوثيين.
وبحسب المصادر التي تحدثت لـ"العربي الجديد" في اليومين الماضيين، فإن الاتصالات تجريها قوى إقليمية وأخرى دولية (تحديداً أوروبية ولا تشمل الولايات المتحدة) إلى جانب البعثة الأممية لمحاولة تجنب اندلاع حرب شاملة في اليمن، في ظل إصرار أميركي كبير على سرعة البدء بعملية عسكرية برية، وهو ما تحاول هذه الأطراف تلافيه، والبحث عن صفقة توقف الانزلاق نحو معركة مفتوحة قد تمهد لاندلاع حرب شاملة في اليمن خاصة في ظل التعقيدات التي كرسها الحوثيون في مناطق سيطرتهم في المدن والكثافة البشرية في شمال البلاد وتفاقم الأزمة الإنسانية في تلك المناطق خلال السنوات العشر الماضية. كما يخشى من أن تطاول تداعيات أي حرب شاملة في اليمن دولاً في المنطقة.
وبحسب المصادر، فإنه لا يوجد أي تصور موحد بين الأطراف، التي تنشط على خط اتصالات كبح الهجوم البري، للمخرج الذي من الممكن التوصل إليه، لكن الجميع متفق على أن الأمر رهن إبداء الحوثيين رغبة لتجنب اندلاع حرب شاملة في اليمن ومن بين ما يجرى تداوله، طرح يدفع إلى تحول الحوثيين إلى كيان سياسي ويؤدي إلى التخلي عن السلاح بشكل كلي إلى جانب تسليم صنعاء وباقي المحافظات الخاضعة لسيطرتهم وسحب المقاتلين من المدن والجبهات.
وبحسب المصادر نفسها، فإن الحوثيين ينتظرون نتائج المباحثات السعودية الإيرانية والرسائل التي قد تصدر عنها في الأيام المقبلة، مشيرة إلى أن الرياض تعارض عملية عسكرية برية. وقالت: "يسعى السعوديون إلى نزع فتيل الانفجار العسكري في اليمن والمنطقة ككل، خصوصاً بعد تصاعد الأزمة وزيادة التوتر العسكري بين إيران وأميركا وإسرائيل واحتمال اندلاع حرب في أي لحظة"، مشيرة إلى أن السعوديين يفضلون الخيارات السياسية حتى لا تتضرر المنطقة برمتها، خصوصاً بعد تصاعد الأزمة وزيادة التوتر العسكري بين إيران وأميركا وإسرائيل واحتمال إمكانية اندلاع حرب في أي لحظة، لا سيما مع سحب إيران قواتها بالقرب من المياه البحرية لليمن والقرن الأفريقي.
مع العلم أن وزير الدفاع السعودي خالد بن سلمان زار طهران، أول من أمس الخميس، على رأس وفد عسكري رفيع المستوى، حيث التقى المرشد الإيراني علي خامنئي وسلمه رسالة من ملك السعودية سلمان بن عبد العزيز، وفق الإعلام الإيراني. وكان بن سلمان قد التقى أيضاً رئيس هيئة الأركان العامة للقوات المسلحة الإيرانية اللواء محمد باقري. وجاءت الزيارة في وقت كانت طهران حذرت من أنها سترد بحزم على أي دولة تفتح مجالها الجوي أو أراضيها لهجمات إسرائيلية على إيران. ولم يصدر أي تصريح عن مسؤولين سعوديين أو إيرانيين يشير إلى أن الملف اليمني كان حاضراً في المباحثات، لكن مصادر إقليمية مواكبة للزيارة قالت، لـ"العربي الجديد"، إن المباحثات السعودية الإيرانية تخللها بحث إمكانية استعادة الهدوء في المنطقة من غزة إلى اليمن، حيث عبّرت طهران عن مخاوفها من توظيف واشنطن قوى قريبة من السعودية لاستئناف الحرب الداخلية في اليمن. وبحسب هذه المصادر، فإن طهران سمعت كلاماً مفاده أن الرياض مع الحل السياسي في اليمن وأنها ليست معنية بأي تصعيد. كما بحث الطرفان إمكانية التوصل إلى اتفاق يميني يمني شامل عبر إطلاق جهود مشتركة لاحقاً.
اجتماع للقوى المنضوية في الشرعية
وفي السياق، كشفت المصادر اليمنية التي تحدثت مع "العربي الجديد" أن قيادة الشرعية اليمنية وجهت دعوة عاجلة لكل القوى والأطراف السياسية المنضوية في الحكومة الشرعية، ممثلة بالتكتل السياسي الذي أطلق قبل أشهر في عدن، لعقد اجتماع في الرياض بحضور أبرز القيادات العسكرية والأمنية وقيادات مجلس القيادة الرئاسي والحكومة لنقاش التطورات خلال الأيام الأخيرة والحديث عن الحرب البرية. وكانت الورشة التي نظمها المعهد الديمقراطي الوطني الأميركي (إن دي آي) في العاصمة اليمنية المؤقتة عدن، في مايو/أيار الماضي، تحت عنوان "حوار القيادات الحزبية والمكونات السياسية في اليمن"، استطاعت جمع طيف واسع من الأحزاب اليمنية والمكونات السياسية المعارضة لجماعة الحوثيين والمؤيدة للشرعية. وعلى رأس الأحزاب اليمنية والمكونات السياسية، المؤتمر الشعبي العام والتجمع اليمني للإصلاح والحزب الاشتراكي اليمني واتحاد القوى الشعبية وحزب البعث وحزب الرشاد، بالإضافة إلى قوى سياسية فاعلة، أبرزها المجلس الانتقالي الجنوبي والمكتب السياسي للمقاومة الوطنية ومؤتمر حضرموت الجامع والائتلاف الوطني الجنوبي ومجلس حضرموت الوطني ومجلس شبوة الوطني.
في غضون ذلك، قالت قيادات عسكرية في الحكومة الشرعية اليمنية تواصلت معها "العربي الجديد" إن "هناك معلومات داخل الأوساط الدبلوماسية عن أن الحوثيين تعرضوا لضربة في الأيام الأخيرة أثرت عليهم بشكل كبير وعلى قوتهم"، موضحة أن "الغارات والتحليق المكثف للطيران الأميركي أثرت على عملية التواصل بعضهم مع بعض"، معتبرة أن "ذلك قد يجبرهم على الدخول في نقاشات وحوارات يقدمون فيها تنازلات لتجنب المواجهة العسكرية البرية، مع أن تصريحات قياداتهم تقول إنهم مستعدون للمواجهة". وكان القيادي في جماعة الحوثيين محمد علي الحوثي قد ذكر، في تغريدة على منصة إكس في 12 إبريل/نيسان الحالي، أن "خيارات العدو في اليمن فاشلة، فلا القصف والعدوان الأميركي سيحققان ايقاف الإسناد لغزة ولا أي تحرك عسكري بري يحقق النجاح، بل سيقابل بجحيم وبأس الصادقين، وتجريب المجرب فشل، والنتيجة الحتمية هي النصر بإذن الله، وعلى أميركا أن تعلم أن استمرار عدوانها استمرار لتآكل الردع واستنزاف تخسر معهما أي معركة قادمة".
أهداف الغارات الأميركية بدأت تتكشف
وفي سياق متصل، أوضحت المصادر العسكرية لـ"العربي الجديد" أن أهداف الغارات الأميركية بدأت تتكشف، إذ تكثفت على نقاط التماس على خط المواجهة الميدانية، عبر استهداف أفراد من الحوثيين ومخازن أسلحتهم في الجبهات، سواء شرقاً في مأرب والجوف أو في الوسط في البيضاء أو حتى في شمال صعدة وأقصى الغرب حيث حجة والحديدة، وهو ما فسّر بأنه عمليات استباقية لعملية برية منتظرة وأيضاً وقف أي محاولة للحوثيين لشن عملية استباقية معاكسة. وقالت إن الغارات في الأيام الأخيرة تختلف عن تلك التي شنت خلال الشهر الماضي، إذ ركزت على المعسكرات والمخازن الرئيسية وورش التصنيع ومنصات إطلاق الصواريخ، إلى جانب استهداف القيادات والخبراء، كما بدأت في استهداف قدرات الحوثيين التقنية والتكنولوجية بما فيها شبكات ومحطات ومنظومات الاتصال الخاصة بهم، وغرف العمليات، بهدف قطع قنوات التواصل الميداني بين القيادات وأفرادها في الجبهات.
وفي ظل تصاعد الغارات، أعلن الجيش الأميركي، مساء أول من أمس الخميس، تدمير ميناء رأس عيسى النفطي في محافظة الحديدة اليمنية على ساحل البحر الأحمر، ما أدى بحسب الحوثيين إلى سقوط 74 قتيلاً و170 جريحاً. وتعتبر هذه الغارات الأعنف من حيث حصيلة الضحايا حتى الآن في الحملة التي أُطلقت في عهد الرئيس دونالد ترامب والتي شملت مئات الغارات منذ 15 مارس الماضي. ويهدف قصف خزانات الوقود التابعة للجماعة إلى استهداف حركة معداتهم العسكرية في حال اندلعت الحرب البرية، بحسب ما تذهب إليه بعض التحليلات.
وأعلن الجيش الأميركي، في بيان، أن قواته دمّرت، الخميس الماضي، ميناء رأس عيسى في إطار قطع الإمداد والتمويل عن الحوثيين. وقالت القيادة العسكرية المركزية الأميركية على منصة إكس إن "قوات أميركية تحرّكت للقضاء على مصدر الوقود للإرهابيين الحوثيين المدعومين من إيران وحرمانهم من إيرادات غير مشروعة تموّل جهودهم لإرهاب المنطقة بأسرها منذ أكثر من عشر سنوات". وأضاف البيان: "إن الهدف من الغارات لم يكن إلحاق الضرر بالشعب اليمني الذي يريد بحق التخلص من نير القهر الحوثي والعيش بسلام".
وذكرت مصادر محلية لقناة المسيرة التابعة للحوثيين، أمس الجمعة، أن الطيران الأميركي نفذ 14 غارة استهدفت ميناء رأس عيسى بالمحافظة، "ما أسفر عن استشهاد عدد من العاملين فيه". ونقلت عن مكتب الصحة في الحديدة، غربي اليمن، إعلانه سقوط 74 قتيلاً و170 جريحاً. وفي لقطات بثتها قناة المسيرة أمس الجمعة، وقدمتها على أنها "أولى صور العدوان الأميركي" على الميناء النفطي، أضاءت كرة من النار المنطقة التي توجد فيها سفن. وقال أحد الناجين من الضربات على الميناء للقناة: "كنا نعمل وفوجئنا بالصواريخ فوقنا، كنا نهرب والصواريخ تلاحقنا، لم يتركوا مكاناً إلا وضربوه". وقال أنيس الأصبحي، الناطق باسم وزارة الصحة والبيئة التابعة للحوثيين، في تصريح صحافي أمس الجمعة، إن "فرق الإنقاذ من الدفاع المدني وفرق الإسعاف تعمل بكل جهد للبحث وانتشال الضحايا وإخماد الحرائق" في ميناء رأس عيسى النفطي شمال غربي محافظة الحديدة.
وكان الطيران الأميركي شن أربع غارات على محافظة الحديدة، على الساحل اليمني الغربي أول من أمس الخميس. وأوضح مصدر محلي لوكالة الأنباء اليمنية (سبأ)، بنسختها التابعة للحوثيين، أن "العدوان الأميركي استهدف بأربع غارات مديرية التحيتا" في الحديدة. ومساء الأربعاء الماضي، شنّ الطيران الأميركي سلسلة غارات جوية ضد معسكرات ومخازن أسلحة ومواقع عسكرية تابعة للحوثيين في العاصمة صنعاء، وفي ضواحيها، وفي مديرية الحزم في محافظة الجوف.
وأعلنت وزارة الخارجية الأميركية، أمس الجمعة، أن شركة أقمار اصطناعية صينية تدعم هجمات الحوثيين في اليمن على المصالح الأميركية. وقالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الأميركية تامي بروس، في بيان، إن "شركة تشانغ غوانغ لتكنولوجيا الأقمار الاصطناعية تدعم بشكل مباشر الهجمات الإرهابية الحوثية المدعومة من إيران على المصالح الأميركية"، موضحة أنها "تقدم صور أقمار اصطناعية للحوثيين". وأضافت أن "دعم بكين للشركة، حتى بعد محادثاتنا الخاصة، معهم مثال آخر على مزاعم الصين الفارغة بدعم السلام". وكانت واشنطن فرضت عقوبات على شركة "تشانغ غوانغ" لتكنولوجيا الأقمار الاصطناعية في العام 2023 بعدما اتهمتها بتوفير صور عالية الدقة لمجموعة "فاغنر" الروسية للمرتزقة.
ونددت إيران بالضربات الأميركية "الهمجية" على ميناء نفطي يمني. وقال الناطق باسم وزارة الخارجية الإيرانية إسماعيل بقايي في بيان: "ندين بأشد العبارات الضربة الجوية الأميركية على ميناء رأس عيسى اليمني"، معتبراً أنه "دليل على الجرائم العدوانية وانتهاك صارخ للمبادئ الأساسية لشرعة الأمم المتحدة". كذلك، دانت حركتا "حماس" و"الجهاد الإسلامي"، في بيانين منفصلين، مجزرة ميناء رأس عيسى النفطي واعتبرتاها "جريمة حرب وانتهاكاً للسيادة اليمنية".
المصدر: الموقع بوست
كلمات دلالية: اليمن أمريكا الحوثي الحكومة حرب شاملة میناء رأس عیسى النفطی الشرعیة الیمنیة محافظة الحدیدة العربی الجدید وبحسب المصادر عملیة بریة أمس الجمعة إلى جانب إلى أن
إقرأ أيضاً:
تحليل معمق- 40 يوماً من المواجهة: جردة حسابات وتقييم استراتيجي للحملة الأمريكية ضد الحوثيين
يمن مونيتور/ وحدة التقارير/ خاص:
ملخصخلال 40 يومًا من العمليات العسكرية، شنت الولايات المتحدة حملة جوية مكثفة ضد الحوثيين تحت اسم “عملية الفارس الخشن”. استهدفت الغارات البنية التحتية العسكرية للجماعة، بما في ذلك مخازن الأسلحة ومنصات الصواريخ والطائرات المسيّرة. بلغت عدد الغارات أكثر من 1200 وفقًا لتقديرات الحوثيين، ما يعادل خمسة أضعاف الحملة السابقة التي نفذتها إدارة بايدن. الحوثيون يظهرون ثقة في مواجهة الحملة، لكنهم يواجهون تحديات داخلية وشعبية قد تؤثر على استقرارهم. أبرز النقاط: – الأهداف العسكرية: القضاء على القدرات العسكرية الحوثية وتقويض إمكانياتها الهجومية في البحر الأحمر. – كثافة الغارات: استهدفت صنعاء وصعدة والحديدة ومأرب بشكل رئيسي، مع التركيز على مواقع تخزين الأسلحة ومنصات الصواريخ. – استهداف القادة: رغم المحاولات المستمرة، لم تحقق الحملة نجاحًا كبيرًا في تصفية قادة الصف الأول والثاني، واقتصرت الخسائر البشرية على القيادة الوسطى والميدانيين. – رد الحوثيين: أظهرت الجماعة قدرة على امتصاص الصدمة، حيث أعادت ترتيب أوراقها بسرعة وأجرت تغييرات على تحركات القادة والاتصالات العسكرية والأمنية. وتعمل على تطوير دفاعات جوية – تأثير محدود على القرار الحوثي: رغم الضربات الجوية، لا تزال الجماعة تواصل عملياتها، ولم تتعرض لإضعاف كبير في بنيتها العسكرية. |
منذ منتصف مارس/آذار، ألقى الجيش الأمريكي صواريخ وقنابل وقذائف صاروخية على صحاري اليمن وجبالها النائية، فيما أطلق عليه وزير الدفاع بيت هيغزيث، اسم “عملية الفارس الخشن” لتدمير جماعة الحوثي. واستهدفت مخازن أسلحة، ومعامل ومنصات الصواريخ والطائرات المسيّرة، وقادة الحوثيين.
أعلن ترامب أنه يهدف إلى “القضاء التام” على الحوثيين، الذين يهاجمون السفن في البحر الأحمر منذ ثمانية عشر شهرًا، ظاهريًا بدعوى الدفاع عن الفلسطينيين. وتُعدّ الغارات الجوية الجديدة أشد وطأة بكثير من تلك التي نفذتها إدارة بايدن العام الماضي، وتشمل اغتيال قادة حوثيين (وُرد أحد هؤلاء القادة في سلسلة رسائل سيجنال، وإن لم يُذكر اسمه لكن أشير إلى أنه خبير صواريخ الحوثيين والذي اُستهدف في الموجة الأولى من الغارات بينما كان يدخل منزل عشيقته -كما قالت الرسائل المسربة-).
بعد 40 يوماً ما الذي حققته إدارة ترامب في العملية العسكرية، وهل جرى إضعاف الحوثيين؟ وما هي مآلات العملية العسكرية في ظل تحديات عميقة تواجها؟ يجيب هذا التقرير عن التساؤلات
ارتفاع مهوّل في عدد الغارات الأمريكية
شنت القيادة المركزية الأمريكية حتى 26 ابريل/نيسان (863) غارة جوية معظم المحافظات الواقعة تحت سيطرة الحوثيين -حسب وحدة الرصد في “يمن مونيتور” التي اعتمدت على إعلانات وسائل إعلام الحوثيين. لكن الحركة المسلحة تقول إن عدد الغارات يتجاوز 1200 غارة جوية وهو ما يعني خمسة أضعاف الحملة التي قامت بها الولايات المتحدة العام الماضي.
تعرضت صنعاء وأمانتها إلى (225) غارة، تليها محافظة صعدة معقل الحوثيين ب(213) غارة، ثم محافظة الحديدة الساحلية الاستراتيجية (203) غارات، تليها محافظة مأرب ب(96) غارة. ومن الواضح أن الغارات تركزت على صنعاء وأمانتها حيث وسع الحوثيون مخازن أسلحة كانت في عهد نظام علي عبدالله صالح، وبُنيت مخازن أسلحة أخرى. فيما تركزت الغارات في الحديدة لاستهداف أجهزة الرصد ومنصات الإطلاق البحرية وأيضاً -إلى جانب مأرب- تركزت الغارات على الخطوط الأمامية للقتال مع الحوثيين.
ومن الواضح أن حملة ترامب أكثر تدميراً عن تلك التي أطلق عليها “حارس الإزدهار” من قِبل الإدارة السابقة (يناير/كانون الثاني2024- فبراير/شباط 2025)، إذ لم يُحاول جو بايدن بجدية التعامل مع الحوثيين، مفضلًا عدم استهداف الحوثيين وقواعدهم الرئيسية وقياداتهم بل ممارسة الضغوط على الجماعة لوقف عمليات البحر الأحمر.
وبمقارنة حملة ترامب ضد الحوثيين بتلك التي كانت في عهد بايدن فقد تميزت باتّساع النطاق الجغرافي للأهداف فأصبحت تستهدف محافظات ومناطق بعيدة عن المعسكرات ومصانع ومعامل تحت أرضية لم تكن موجودة في قائمة الأهداف السابقة. الاستمرارية في تنفيذ الضربات وليست ملزمة أن تكون كردة فعل لإطلاق الحوثيين الصواريخ والمسيّرات على السفن التجارية واستهداف صواريخ ومنصات الاطلاق. تفويض قائد القيادة المركزية الأميركية بالتحكم في توقيت الضربات وإيقاعها دون العودة إلى البيت الأبيض، وهو ما يعني السماح باستهداف قادة الجماعة وأصولها المالية والعسكرية.
حددت الولايات المتحدة، إن الحملة العسكرية ضد الحوثيين تهدف لتحجيم القدرات العسكرية للحوثيين من خلال استهداف مخازن الأسلحة ومراكز القيادة، وفرض عقوبات صارمة على الحركة. واستهداف قادة الجماعة المسلحة. من أجل تأمين التجارة العالمية، رغم التكاليف المرتفعة للعملية التي بلغت مليار دولار خلال الأسابيع الثلاثة الأولى. لأجل إعادة ترسيخ الردع الأمريكي تجاه الحوثيين وإيران، مع رسائل مبطنة تهدد برد عسكري في حال عدم التوصل لاتفاق نووي؛ حيث تلعب تعليقات ترامب دورا في نقاش طويل الأمد حول مدى عمل الحوثيين كأداة للسياسة الإيرانية. وفي حين حقق الحوثيون تقدما كبيرا في تطوير إنتاج الأسلحة محليا، فإن ترسانتهم لا تزال تعتمد على الدعم من إيران.
ومن الصعب تقييم التأثير الكلي لهذه الضربات على عملية صنع القرار لدى الحوثيين. وبدراسة مناطق الاستهداف الأمريكية خلال الـ40 يوماً الماضية، يمكن ملاحظة التالي:
أ)قدرات الحوثيين: استهدفت الغارات مخازن أسلحة تحت الأرض في محافظتين رئيسيتين صنعاء وأمانتها (225) غارة، وصعدة معقل الحوثيين ب(213) غارة. في صنعاء كانت معظم الغارات التي استهدفت مخازن تحت الأرض في مديرية بني حشيش (شرق)، وفي جبل نُقم، ومنطقة براش في مديرية سنحان (شمال)، ومنطقة عطان (وسط)، وهي إما مخازن ومعامل أسلحة كان الحوثيون قد قاموا ببنائها خلال السنوات الثلاث الماضية أو جرى توسيع مخازن الأسلحة السابقة التي كانت في عهد علي عبدالله صالح.
وفي محافظة صعدة تركزت الغارات شرق وشمال مدينة صعدة (96) غارة وفي مديرية كتاف، وهي مخازن ومعامل أسلحة متقدمة قام الحوثيون ببنائها خلال الحرب بعد 2015-2024، وهي بيئة جبلية صعبة للغاية.
تعتبر ضواحي مدينة صعدة أكثر منطقة تعرضت للغارات ب96 غارة جوية أمريكية استهدفت -على ما يبدو- مخازن أسلحة ومعامل تحت الأرض
التفاصيل في تحليل يمن مونيتور الجديدhttps://t.co/FPfOP3YbqK
**تظهر صور الأقمار الصناعية الغارات جنوب المدينة pic.twitter.com/o1S0grcwFy
— يمن مونيتور (@YeMonitor) April 28, 2025
مع ذلك قالت مصادر مطلعة لـ”يمن مونيتور” إن الغارات لم تؤدي إلى تدمير مخازن واسعة للحوثيين أو معامل للأسلحة. على سبيل المثال غارات في ابريل/نيسان وقعت في “منطقة براش”، وأخرى في “كتاف” أدت فقط إلى إغلاق مداخل بعض مخازن الأسلحة وكان الخبراء والعاملون موجودون في الداخل لكنهم تمكنوا من الخروج على قيد الحياة دون تضرر عبر مخارج طوارئ كان الحوثيون قد قاموا بتطويرها بعد هدنة ابريل/نيسان 2022م.
أعاد الحوثيون ترتيب أوراقهم في الأسبوعين الأولين للهجمات، شملت الإجراءات إعادة بناء تحركات القادة العسكريين وتفعيل منظومة الاتصال الداخلية بمستوياتها العسكرية والأمنية والعملياتية ومع الحاضنات الشعبية التابعة لها.
قال مسؤول قريب من الحوثيين: تمكنا من امتصاص الصدمة، على الرغم من أن الهجمات لم تكن مفاجئة وكانت متوقعة لكن التوقيت الذي تم تقديره أبعد من موعد 15 مارس/آذار.
وقال مهدي المشاط رئيس المجلس السياسي الأعلى (هيئة توازي رئاسة الجمهورية) إن حجم الضرر العسكري أقل من (1%). لكن خبراء عسكريين قريبون من الحوثيين يقولون إن النسبة أعلى من ذلك بكثير لكنها تبقى غير مؤثرة في الوقت الحالي.
ب) استهداف القادة: من المرجح أن تكون الضربات الجوية الأميركية الواسعة النطاق مدفوعة بعد أشهر من العمل الاستخباراتي المضني خلال إدارة بايدن. لكن حسب مصادر مطلعة في صنعاء فإن الحوثيين غيروا التكتيكات الأمنية والاتصالات التي جرى اتباعها خلال الهجمات الأمريكية في عهد بايدن، مستفيدين من الدرس الذي تعرض له حليفهم اللبناني حزب الله، وإيران. لذلك يبدو أن الولايات المتحدة فشلت حتى الآن من إسقاط قادة الصف الأول والثاني في الجماعة ومعظم من جرى استهدافهم من القيادة الوسطى.
ولا يعلن الحوثيون عن خسائرهم البشرية، كما لم تعلن القيادة المركزية الأمريكية عن الأهداف البشرية التي استهدفتها في الغارات. ونشر ترامب مقطع فيديو قال إنه لغارات اغتالت قادة ومسؤولين حوثيين خلال اجتماع لتحضير شن هجمات بحرية، ويوجد في المقطع 74 شخصاً، ويبدو أن الاستهداف حدث في مديرية التحيتا جنوبي محافظة الحديدة في الثاني من ابريل/نيسان-كما تقول الحكومة-. وأكد الحوثيون وقوع الغارة لكنهم قالوا إنها استهدفت “فعالية اجتماعية” خلال عيد الفطر المبارك.
وقال مركز أبعاد للدراسات والبحوث في تقييم للعمليات الأمريكية خلال 30 يوماً: وعلى الرغم من تعتيم الحوثيين على الخسائر البشرية، تشير عائلات موالية للحوثيين في شبكات التواصل الاجتماعي إلى مقتل أبنائها . وتشير المصادر إلى مقتل قادة في الجماعة بينهم مسؤولون عن صناعة الطائرات المسيّرة والصواريخ الباليستية قتلوا في غارات على صعدة وصنعاء: عبده الهلالي، محمد شوقي جياش، عبده محمد الحمران، حسين الخطيب، يحيى رضوان الحمزي، عبدالرؤوف العربجي، تركي الطاهري. استهدفت القوات الأمريكية أربعة أهداف متحركة في صنعاء وصعدة، فيما استهدفت ستة منازل في صعدة وصنعاء ومأرب لما يعتقد أنها اجتماعات لقادة الحوثيين، وأدت بعضها إلى قتلى وجرحى بين المدنيين. ومعظم هؤلاء من القيادة الوسطى والميدانيين في الجماعة وليسوا من قادة الصف الأول أو الثاني باستثناء “عبده الهلالي” المسؤول الكبير في صناعة صواريخ الحوثيين.
وأضاف أبعاد: بناءً على التقديرات أن الحملة قد تستمر 6 أشهر، من المرجح أن تُعيق محدودية المعلومات الاستخباراتية الميدانية في اليمن قدرة الولايات المتحدة على تتبّع قادة الحوثيين. وتكرر هذا الواقع في أوائل العام الماضي عندما واجهت الولايات المتحدة صعوبةً في تقييم نجاح عملياتها وترسانة الجماعة الكاملة بسبب نقص المعلومات الاستخباراتية.
هجوم بري- الخطوط الأمامية
ولوحظ على نطاق واسع منذ مطلع ابريل/نيسان أن القيادة المركزية الأمريكية تقوم باستهداف مواقع الحوثيين في الخطوط الأمامية للقتال مع الحكومة اليمنية وحلفاؤها، على سبيل المثال: في “التحيتا” بالحديدة شنت الولايات المتحدة 40 غارة جوية، وفي جزيرة كمران ب56 غارة جوية، وهي منطقة خطوط أمامية للقتال مع قوات “المقاومة الوطنية” التي يقودها عضو مجلس القيادة الرئاسي طارق صالح. و130 غارة استهدفت مواقع الحوثيين ومعسكراتهم في المديريات الخاضعة للحوثيين على جبهات القتال في محافظتي مأرب والجوف المتجاورتين شمال شرق البلاد حيث يتمركز الجيش الوطني اليمني.
وتهدف هذه الغارات بشكل أساسي إلى ضرب القيادة والسيطرة الأدنى في الجماعة وقطع الاتصالات مع القيادة العليا. وقد تسفر هذه الضربات عن مقتل قادة ميدانيين من الرتب المتوسطة، مما يتيح فرصاً للقوات الحكومية لاستغلالها، شريطة تنسيق الضربات الأمريكية مع تحركات تلك القوات.
وتشير تقارير أمريكية إلى أن الحكومة اليمنية تخطط لشن هجوم بري على الحوثيين من الجنوب والشرق والغرب، بينما تدرس الولايات المتحدة نوايا الفصائل اليمنية المناوئة للحوثيين وتقدم استشارات عسكرية لدعم الهجوم البري الذي تؤيده الإمارات وتعارضه السعودية.
ومع ذلك، فإن تعويض هؤلاء القادة متوسطي الرتب سيتم بسرعة ما لم يُنفَّذ تحرك سريع ومنسق يحظى بدعم دول الخليج ومساندة من تحالف غربي أوسع. في الوقت نفسه، يؤكد الحوثيون استعدادهم لمواجهة أي عمليات برية من خصومهم بقوة كبيرة.
العملية الجوية الأمريكية التي أعلن ترامب أن هدفها “القضاء التام” على الحوثيين- الذين يهاجمون السفن في البحر الأحمر منذ ثمانية عشر شهرًا، بهدف ظاهري هو الدفاع عن الفلسطينيين- لا يمكنها تحقيق نجاح ضد الحوثيين.
في الجانب المأسوي للعملية الأمريكية تُتهم الولايات المتحدة بقتل وإصابة مئات المدنيين، مع رفض شعبي واسع لها خاصة في مناطق الحوثيين، رغم أن سكاناً في صنعاء وذمار وريمة والحديدة وعمران تحدثوا لـ”يمن مونيتور” يشعرون أن عودة الحوثيين للحرب في البحر الأحمر سبب في بدء العملية الأمريكية ضدهم.
أبرز الهجمات التي استهدفت مدنيين كان استهداف ميناء رأس عيسى النفطي التي أدت إلى مقتل 80 وإصابة 173 آخرين معظمهم من عُمال وموظفي الميناء وسائقو شاحنات النقل، خلال تنفيذ الهجمات، قالت القيادة الوسطى الأمريكية في إن الهدف من الهجمات “الهدف من هذه الضربات هو إضعاف مصدر القوة الاقتصادية للحوثيين”، وهو توسيع للأهداف الأمريكية في اليمن من استهداف القيادات والبنية التحتية العسكرية التي تستخدم في تهديد الملاحة الدولية إلى استهداف مصادر تمويل الحوثيين.
واستخدم الحوثيون الأضرار التي لحقت بالبنية التحتية الحيوية والخسائر البشرية الناجمة عن الغارات الجوية لتعزيز خطابهم السياسي وكسب تأييد داخلي وخارجي، إذ يدعم الدعاية الحوثية بأن الحركة تواجه الولايات المتحدة وإسرائيل وأن الهدف الأساس للغارات قتل المدنيين واحتلال أراضيهم، وأن خصومهم هم “أدوات للأمريكيين”!
رد الحوثيين
رداً على الهجمات الأمريكية الجديدة أعلن الحوثيون عن أكثر من 20 عملية في البحر الأحمر وباتجاه إسرائيل. وأعلنت الجماعة إسقاط 7 طائرات مسيّرة طراز MQ-9 منذ بدء عملية ترامب. هذه الطائرات مهمة للغاية في العمليات الأمريكية لجمع المعلومات المخابراتية وارسالها إلى القيادة المركزية لاتخاذ القرار وقصف الأهداف، وتمكن الحوثيين من تطوير صواريخ دفاع جوي لاستهدافها يُعقد جمع المعلومات المخابراتية.
لذلك بدأت القيادة المركزية الأمريكية باستخدام طائرات أكثر تطوراً، وظهرت صور لطائرة هجومية إلكترونية نادرا ما ترى وهي (EA-18G Growler) أثناء استعدادها للانطلاق وقصف مناطق الحوثيين. وهو يشير إلى أن الولايات المتحدة تشعر أن تفاصيل الدفاعات الجوية للحوثيين والرادارات وأجهزة الاستشعار المرتبطة بها لا تزال غامضة، وأن الدفاعات الجوية للجماعة تمثل تهديد للمقاتلات الأمريكية. وهذا النوع من المقاتلات الحديثة مصممة لتعطيل أنظمة الدفاع الجوي للعدو، لكنها ليست مجهزة للرد الذاتي المباشر على منصات إطلاق الدفاعات الجوية بأسلحة هجومية تقليدية. بدلاً من ذلك، تعتمد على التشويش الإلكتروني والتعطيل باستخدام أنظمة مثل AN/ALQ-99 وAN/ALQ-218، التي تمكنها من كشف وتحديد إشارات الرادار المعادية والتشويش عليها أو حتى خداعها. كما لوحظ أن المقاتلة كانت تحمل صواريخ مضادة للإشعاع والتي يبدو إنه لتوجيهها لاستهداف رادارات الحوثيين.
يَعرف الحوثيون التحديات التي تواجه العملية الأمريكية لذلك يبدون واثقين من فشلها؛ لكنهم يشعرون بقلق أكبر من انفجار شعبي في مناطق سيطرتهم حيث يحكمون بالحديد والنار ويواجهون أبسط الانتقادات بتُهم “الخيانة”؛ أو هجوم بري مدعوم من الغرب يقوده خصومهم في جنوب وغرب وشرق البلاد. وبدأوا بالفعل بالإجراءات الداخلية من خلال الدعوات لتفعيل وثيقة “الشرف القبلية” التي تمنع شيوخ ورجال القبائل من القتال أو التواصل مع الحكومة المعترف بها دولياً واعتباره “خيانة كبرى” ودعم لما يصفونها قوات الاحتلال “الأمريكية الإسرائيلية”. وقال مهدي المشاط: سنكون صارمين، هذه المعركة لا عنوان لها لا مسلم يقتل مسلم، ولا شرعية ولا شيء، الآن يهودي ومسلم.
الفشل يرسخ الحوثيين
نادرًا ما تكسب القوة الجوية وحدها الحروب، ويتمتع الحوثيون بميزة وجودهم في منطقة نائية وجبلية، حيث يُحتمل أن يكون جزء كبير من ترسانتهم في مأمن من الأذى. إذا صمد الحوثيون في وجه الحملة الحالية المتصاعدة، “فسيخرجون منها أقوى سياسيًا وبقاعدة دعم أكثر رسوخًا”، وسيفرضون أجندتهم على اليمن ودول المنطقة لسنوات طويلة قادمة.
واستنادًا إلى تجارب المنطقة، فإن غياب تحالف إقليمي ودولي فاعل، مع دور أكبر للإقليم، إلى جانب عملية عسكرية برية محلية تحت مظلة هذا التحالف، يجعل تحقيق العملية الأمريكية لهدفها المتمثل في إنهاء تهديد الحوثيين للملاحة أكثر تعقيدًا مما يتصوره الاستراتيجيون العسكريون الأمريكيون. ولن يكون ذلك ممكنًا إلا من خلال توحيد الفصائل المكوّنة لمجلس القيادة الرئاسي تحت قيادة وزارة الدفاع، بما يضمن الحفاظ على وحدة أراضي الجمهورية اليمنية وبدء معركة برية ضد الحوثيين دون تدخل عسكري من الولايات المتحدة أو الغرب.
لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *
التعليق *
الاسم *
البريد الإلكتروني *
الموقع الإلكتروني
احفظ اسمي، بريدي الإلكتروني، والموقع الإلكتروني في هذا المتصفح لاستخدامها المرة المقبلة في تعليقي.
Δ
شاهد أيضاً إغلاق أخبار محليةرسالة المعلم أهم شيئ بنسبة لهم ، أما الجانب المادي يزعمون بإ...
يلعن اب#وكم يا ولاد ال&كلب يا مناف&قين...
نقدرعملكم الاعلامي في توخي الصدق والامانه في نقل الكلمه الصا...
نشكركم على اخباركم الطيبه والصحيحه وارجو المصداقيه في مهنتكم...
التغيرات المناخية اصبحت القاتل الخفي ، الذي من المهم جدا وضع...