توقف واردات الصين من الغاز المسال الأميركي.. 70 يومًا دون شحنات
تاريخ النشر: 19th, April 2025 GMT
الاقتصاد نيوز - متابعة
توقفت واردات الصين من الغاز المسال الأميركي منذ ما يزيد على 70 يومًا مع تصاعد حرب الرسوم الجمركية بين البلدَيْن، وسط مخاوف من أن استمرار الوضع يحرم واشنطن من الوصول إلى أكبر مستورد للوقود في العالم.
وكشفت بيانات حديثة، عن توقف الصين عن استيراد الغاز المسال الأميركي بصورة كاملة منذ أكثر من 10 أسابيع.
وكانت آخر واردات الصين من الغاز المسال الأميركي، في 6 فبراير/شباط الماضي، عندما وصلت ناقلة تبلغ حمولتها 69 ألف طن من كوربوس كريستي في تكساس إلى مقاطعة فوجيان الجنوبية.
وتُظهر بيانات الشحن تحويل ناقلة ثانية إلى بنغلاديش بعد فشلها في الوصول إلى بكين، قبل أن تفرض الصين تعرفة جمركية بنسبة 15% على الغاز المسال الأميركي في 10 فبراير/شباط.
واردات الصين من الغاز المسال
ارتفعت تعرفة الرسوم الجمركية على واردات الصين من الغاز المسال الأميركي إلى 49%، وهو ما يجعل الغاز الأميركي غير مجدٍ اقتصاديًا للمستوردين الصينيين في المستقبل المنظور.
ويُعد تجميد واردات الصين من الغاز المسال الأميركي تكرارًا لحظر الواردات الذي استمر لأكثر من عام خلال ولاية الرئيس دونالد ترمب الأولى.
وعلى الرغم من كون الصين ثاني أكبر مستورد للغاز المسال خلال الربع الأول من العام الجاري (2025)، وفق بيانات وحدة أبحاث الطاقة، فإنها لم تكن في قائمة أكبر 10 دول مستوردة للغاز الأميركي.
وتربّعت الولايات المتحدة على رأس قائمة أكبر مصدري الغاز المسال في العالم، مع ارتفاع صادراتها بنسبة 13.5% إلى 25.58 مليون طن في الربع الأول من 2025.
وجاءت الصين في المرتبة الثانية خلف اليابان في قائمة أكبر 10 دول مستوردة للغاز المسال خلال الربع الأول من عام 2025، إذ تراجعت واردات الصين من الغاز المسال بمقدار 4.8 مليون طن (23.7%)، لتسجل 15.43 مليون طن، مقارنة بـ20.23 مليونًا في المدة نفسها من العام الماضي.
وتصدّرت أوروبا قائمة أكبر الدول المستوردة للغاز المسال الأميركي خلال المدة من يناير/كانون الثاني إلى نهاية مارس/آذار مع استحواذ الـ10 الكبار على قرابة 19.06 مليون طن، أو ما يعادل 74.5% من إجمالي صادرات الغاز المسال الأميركي.
ولم تستبعد وحدة أبحاث الطاقة تأثير حرب الرسوم الجمركية على تراجع واردات الصين من الغاز المسال خلال الربع الأول، بعد أن فرض الرئيس الأميركي دونالد ترمب رسومًا جمركية متعددة على الواردات الصينية، وردّت بكين بفرض تعرفة على السلع الأميركية منها الغاز المسال، كما توقفت عن استيراده منذ 60 يومًا.
تأثير وقف واردات الصين من الغاز المسال الأميركي
يتوقع محللون أن يكون لتأثير المواجهة آثار بعيدة المدى، إذ قد يعزّز علاقة الطاقة بين الصين وروسيا، ويثير تساؤلات حول التوسع الهائل في محطات الغاز المسال التي تبلغ قيمتها عدة مليارات من الدولارات التي تجري في الولايات المتحدة والمكسيك.
وقالت اختصاصية الغاز في مركز سياسة الطاقة العالمية بجامعة كولومبيا، آن صوفي كوربو: "ستكون هناك عواقب طويلة الأمد، لا أعتقد أن مستوردي الغاز المسال الصينيين سيتعاقدون على أي واردات جديدة من الغاز الطبيعي المسال الأميركي".
ومنذ غزو أوكرانيا، استوردت الصين حصةً ضئيلةً نسبيًا من الغاز المسال من الولايات المتحدة، إذ يُفضّل المشترون الصينيون إعادة بيع الغاز إلى أوروبا لتحقيق ربح.
وفي العام الماضي، لم تستورد الصين سوى 6% من الغاز المسال من الولايات المتحدة، بانخفاض عن ذروتها البالغة 11% في عام 2021.
ومع ذلك، وقّعت شركات صينية، بما في ذلك بتروتشاينا وسينوبك، 13 عقدًا طويل الأجل لشراء الغاز المسال من محطات أميركية، بعضها يمتد حتى عام 2049، وفقًا لبيانات من كبلر.
وكانت مثل هذه الصفقات طويلة الأجل ضرورية لإطلاق مشروعات الغاز المسال الضخمة في الولايات المتحدة، على الرغم من أن كوربو قالت إن المطورين حاولوا مؤخرًا إعادة التفاوض على الشروط مع الأخذ في الاعتبار ارتفاع التضخم وتكاليف التعرفات الجمركية الأميركية.
وقالت المحللة في شركة كبلر، جيليان بوكارا، إنها لا ترى أي سبب لاستئناف التجارة بين البلدَيْن في الأمد القريب.
في المرة الأخيرة التي حدث فيها توقف واردات الصين من الغاز المسال الأميركي، كان هناك توقف تام حتى منحت السلطات الصينية إعفاءات للشركات، ولكن ذلك كان في وقت ازدهار الطلب على الغاز.
وقال المحلل من شركة إنرجي أسبكتس، وهي شركة استشارات في مجال الطاقة، ريتشارد برونز: "مع ارتفاع الرسوم الجمركية إلى مستوى يُصبح بمثابة حظر فعلي، سنشهد إعادة ترتيب لتدفقات التجارة".
وأضاف: "نتوقع أيضًا انخفاض الطلب الآسيوي على الغاز بمقدار 5-10 ملايين طن ككل، إذ من المتوقع أن يُؤدي ذلك إلى انخفاض طفيف في أسعار الغاز في أوروبا".
ليصلك المزيد من الأخبار اشترك بقناتنا على التيليكرام
المصدر: وكالة الإقتصاد نيوز
كلمات دلالية: كل الأخبار كل الأخبار آخر الأخـبـار الولایات المتحدة الرسوم الجمرکیة الربع الأول ملیون طن
إقرأ أيضاً:
فؤاد حسين: بغداد تتفاوض مع دول أخرى لتأمين إمدادات الغاز
أبريل 29, 2025آخر تحديث: أبريل 29, 2025
المستقلة/- أكد وزير الخارجية العراقي، فؤاد حسين، أن العقوبات الأمريكية المفروضة على إيران كانت أحد العوامل الرئيسية التي دفعت بغداد للبحث عن بدائل لاستيراد الغاز الإيراني، الذي يعد المصدر الأساسي لتغذية شبكة الكهرباء العراقية.
العقوبات الأمريكية وتأثيرها على إمدادات الغازفي مقابلة مع قناة “الشرق”، أوضح حسين أن الغاز الإيراني يمثل نحو 33% من احتياجات العراق من الكهرباء، ما جعل هذه العقوبات تؤثر بشكل مباشر على قدرة البلاد في تأمين إمدادات الطاقة. وأضاف أن بغداد بدأت في البحث عن مصادر بديلة للغاز، حيث أجرى المسؤولون العراقيون محادثات مع عدد من الدول من بينها تركيا، الأردن، ودول خليجية لتأمين احتياجات التيار الكهربائي.
التحرك العراقي في مجال الطاقةمنذ فرض العقوبات، تبذل الحكومة العراقية جهودًا مكثفة لتقليل الاعتماد على الغاز الإيراني، حيث سعت إلى تعزيز التعاون مع دول أخرى في المنطقة لتوفير إمدادات مستقرة للطاقة. هذه الخطوات تأتي في وقت حساس بالنسبة للعراق الذي يعاني من نقص مزمن في الطاقة الكهربائية، والذي يؤثر سلبًا على الحياة اليومية للمواطنين.
المباحثات العراقية في واشنطن: الأوضاع في سوريافي جانب آخر من المقابلة، تطرق حسين إلى محادثاته في واشنطن التي تناولت الأوضاع في سوريا. وأوضح أن الإدارة الأمريكية وضعت 8 شروط للإدارة السورية الجديدة في دمشق، مع التركيز على أحد النقاط الحساسة التي تمثل “بؤرة قلق للجميع”، وهي تواجد المسلحين الأجانب في سوريا.
القلق العراقي من الوضع السوريوأشار حسين إلى أن الوضع في سوريا يمثل مصدر قلق كبير للعراق، مشدداً على ضرورة الدفع نحو تسوية سياسية شاملة لإنهاء الأزمة السورية. كما أكد أهمية رفع العقوبات المفروضة على سوريا، في ظل ما يعانيه الشعب السوري من صعوبات كبيرة نتيجة تلك العقوبات.
وأضاف الوزير العراقي أنه خلال لقاءاته مع المسؤولين الأمريكيين والأوروبيين، شدد على ضرورة ضمان الاستقرار في سوريا، لما له من تأثير مباشر على الأمن والاستقرار في العراق.
الاهتمام العراقي بالأزمة السوريةوأكّد حسين أن العراق يولي اهتمامًا كبيرًا بما يحدث في سوريا، سواء على الصعيد الأمني أو السياسي، نظرًا لأن الأوضاع في سوريا لها تأثيرات كبيرة على الوضع الداخلي العراقي. ففيما يتعلق بالأمن، يعتبر العراق من أكثر الدول المتأثرة بالتطورات في سوريا بسبب التداخل الجغرافي والأمني بين البلدين.
الخلاصةمع تصاعد التحديات الاقتصادية والسياسية في المنطقة، يظهر العراق بشكل واضح في محاولاته لتأمين مستقبل أكثر استقرارًا على صعيد الطاقة والسياسة الخارجية. يبقى السؤال حول مدى قدرة العراق على تأمين بدائل حقيقية للغاز الإيراني، وفيما إذا كانت مساعي الحكومة العراقية في واشنطن لتحقيق الاستقرار في سوريا ستحقق النجاح المرجو.