الدويري: المعارك ستحتدم بين محوري موراغ وفيلادلفيا والمقاومة فاعلة
تاريخ النشر: 19th, April 2025 GMT
#سواليف
قال الخبير العسكري والإستراتيجي اللواء المتقاعد فايز الدويري إن المعطيات الميدانية الأخيرة جنوبي قطاع غزة تؤشر إلى اقتراب مرحلة جديدة من الاشتباكات العنيفة، مرجحا احتدام المعارك في المثلث الواقع بين محور موراغ وشارع صلاح الدين (المعروف إسرائيليا بمحور فيلادلفيا).
وأشار الدويري، في تحليل للمشهد العسكري في القطاع، إلى أن خزان النجار، جنوبي خان يونس (جنوبي القطاع)، يُعد من أبرز النقاط التي شهدت نشاطا لافتا خلال المرحلة الثانية من الحرب، حين دفعت إسرائيل بنحو 5 فرق عسكرية كان معظمها متمركزا في تلك المنطقة، مما يعكس أهميتها الإستراتيجية في عمليات المقاومة.
وكانت كتائب القسام -الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية (حماس)- قد أعلنت تنفيذ سلسلة من العمليات في قيزان النجار، استهدفت من خلالها جرافات عسكرية إسرائيلية واستدرجت قوة خاصة إلى فتحة نفق مفخخة، مما أدى إلى مقتل وإصابة عدد من الجنود الإسرائيليين، وفق بيان الكتائب.
مقالات ذات صلة “واقعية ودقيقة بعيدا عن التهجير”.. تفاصيل خطة مصرية عاجلة لإعمار غزة 2025/04/19وأوضح الدويري أن خزان النجار شكّل نقطة ارتكاز لافتة خلال اقتحام جيش الاحتلال السابق للمنطقة، مشيرا إلى أن المقاومة تمكنت من تنفيذ عمليتين نوعيتين في اليوم نفسه، تضمنت إحداهما استهداف جرافات، بينما تم في الثانية استدراج قوة إسرائيلية إلى النفق وتفجيره بعد دخول عدد من الجنود إليه.
وأضاف أن العمليات الجديدة التي استهدفت 3 جرافات يوم الخميس، تميزت باستخدام عبوات مختلفة شملت عبوة “شواظ”، وعبوة برميلية، وصاروخ “الياسين”، لافتا إلى أن عودة استخدام هذا الصاروخ للمرة الثانية يعكس قرب مسافة الاشتباك ويشير بوضوح إلى وجود عناصر المقاومة على الأرض.
أساليب متنوعة
ورأى أن تنوع أساليب الاستهداف من عبوات مزروعة إلى صواريخ مباشرة يدل على أن المقاومة لا تزال تدير الاشتباك من مسافات قريبة وتتحكم في آلية التفجير، وهو ما يعزز فرضية أن المقاتلين لا يزالون يحتفظون بمرونة ميدانية رغم القصف المكثف.
وعن التغير في إدارة المعركة من الجانب الإسرائيلي، أكد الدويري أن وصول رئيس الأركان الجديد إيال زامير، ترافق مع اعتماد مقاربة جديدة، حيث باتت 80% من القوة النارية المستخدمة ضد غزة مصدرها سلاح الجو، مقابل 10% للمدفعية، و10% فقط للقوات البرية، ما يحدّ من فرص المواجهة البرية المباشرة.
واعتبر أن هذه المعادلة النارية تمنح إسرائيل سيطرة من الجو، لكنها تضعف فعالية القوات البرية، وهو ما تسعى المقاومة لاستغلاله من خلال الكمائن والهجمات النوعية التي تستهدف القوات المتحركة لا الجوية.
وبحسب الدويري، فإن المقاومة تُظهر قدرة تكتيكية بارزة في التوقيت والمكان، إذ تنجح في توظيف الفراغ الميداني الناتج عن الانسحابات الإسرائيلية المؤقتة لتوجيه ضربات محددة، كما تفعل في خزان النجار حاليًا، بعدما كانت قد نفذت عمليات مماثلة شرق حي التفاح وتل المنطار.
ولفت إلى أن مستوى الاشتباك الحالي يُعد محدودا نسبيا، إلا أن المؤشرات تشير إلى أن منطقة موراغ الممتدة حتى شارع صلاح الدين، والبالغة نحو 75 كيلومترًا مربعًا، ستكون ساحة المعركة الأشد، خاصة مع إعلان الاحتلال عزمه ضمها إلى ما يُعرف بالمناطق العازلة.
ويرى الدويري أن إسرائيل لا يمكنها فرض سيطرتها الكاملة على تلك المنطقة دون تصفية ما تبقى من قدرات المقاومة، وهو ما يعني أن المواجهة المقبلة ستكون حتمية، ومفتوحة على كافة السيناريوهات العسكرية.
المصدر: سواليف
إقرأ أيضاً:
تصاعد المعارك في الفاشر غربي السودان وعدد النازحين يتجاوز المليون
الفاشر- تستمر المواجهات المسلحة في مدينة الفاشر شمال غربي السودان والمناطق المحيطة بها، حيث تشتد الاشتباكات بين الجيش السوداني وحلفائه من جهة، وقوات الدعم السريع من جهة أخرى، مما يزيد من سوء الأوضاع الإنسانية في المنطقة.
ونزح أكثر من مليون شخص من مخيم زمزم للنازحين إلى مدينة الفاشر في الأسبوعين الماضيين، وفقًا لمفوضية العون الإنساني في شمال دارفور.
اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2منظمات تطالب "ميرسك" بوقف نقل مواد عسكرية لإسرائيل والشركة تردlist 2 of 2هل يمكن للصين أن تنتصر على أميركا في معركة التجارة؟end of listووفقًا لأحدث تقرير صادر عن المفوضية الحكومية، بلغ إجمالي النازحين في مدينة الفاشر مليونًا و798 ألفا، أي ما يعادل 350 ألفا و217 أسرة بفعل الهجمات المتكررة التي شنتها قوات الدعم السريع على المدنيين.
وتشير الأرقام إلى أن عدد النازحين من مخيم زمزم إلى مدينة الفاشر بين 11 أبريل/نيسان 2025 وحتى 16 أبريل/نيسان 2025، بلغ نحو 103 آلاف و712 أسرة، ما يعادل 515 ألفا و415 فردًا، وفقًا للمعلومات الواردة من الإدارة المجتمعية بالمخيم ومنظمات الهجرة الدولية.
وقال المتحدث الرسمي باسم النازحين في مخيم زمزم، محمد خميس دودة، للجزيرة نت، إن أوضاع النازحين في مدينة الفاشر في تدهور متزايد يوما بعد يوم، موضحا أن الجميع يعاني من نقص حاد في المأوى والغذاء والمياه الصالحة للشرب والرعاية الصحية.
وأشار إلى أن العديد من النازحين يضطرون للنوم على الأرض تحت الأشجار، دون أن يجدوا ما يسد جوعهم، وناشد المجتمع الدولي بالتدخل العاجل لتخفيف معاناتهم وتوفير الدعم الضروري للنازحين المحاصرين.
وعانت مدينة الفاشر والمخيم من حصار وقصف مدفعي عنيف عدة أشهر قبل أن تسيطر الدعم السريع على المخيم في 13 أبريل/نيسان الجاري، حيث أدت عملية الاقتحام إلى تفاقم معاناة النازحين، الذين فروا إلى الفاشر مع فقدهم كثيرا من مقومات الحياة الأساسية.
إعلانوقال دودة، إن اللجنة العليا للمخيم قد سجلت 1500 قتيلاً في الهجوم الذي استهدف المخيم، وأشار إلى أن من الضحايا عددًا كبيرًا من الأطفال والنساء وكبار السن، إضافة إلى طلاب الخلاوي (المدارس القرآنية) الذين كانوا موجودين في المنطقة أثناء الهجوم.
وأضاف أن هذه الحصيلة تمثل مأساة إنسانية كبيرة، حيث فقدت العديد من الأسر أحباءها في لحظات من الرعب والدمار، وذكر أن اللجنة تعمل على توثيق الأضرار وتقديم تقارير للجهات الدولية لضمان تقديم الدعم اللازم للمتضررين.
ورغم ذلك، لا يزال الجيش السوداني وحلفاؤه يسيطرون بقوة على المواقع الحيوية في مدن الفاشر التاريخية وبعض المناطق المحيطة بها، محققين تقدمًا يوميًا على مختلف الجبهات.
وفي تطور ميداني، قال الإعلام العسكري التابع للفرقة السادسة عبر صفحته على فيسبوك الأربعاء، إنه تمكن من إحباط محاولة هروب عناصر من الدعم السريع في قرية تبلدية قرب الفاشر.
وأشار إلى أن المدينة شهدت اشتباكات عنيفة أسفرت عن مقتل العشرات من عناصر المليشيا، إضافة إلى إحراق ثلاث سيارات دفع رباعي، بينما فر الباقون إلى غرب المدينة.
وأكد أن العملية تمت بالتنسيق بين القوات المسلحة والقوة المشتركة والشرطة والأمن والمقاومة الشعبية، بهدف القضاء على الأوكار التي يتحصن فيها المقاتلون الفارون.
وفي سياق متصل، أعلن مجلس السيادة يوم الاثنين، أن الحكومة السودانية وافقت على طلب الأمم المتحدة بإقامة قواعد إمداد لوجستية في مدينتي طويلة ومليط، لتسهيل العمل الإنساني في هاتين المنطقتين.
وجاءت هذه الموافقة في اتصال هاتفي تلقاه رئيس مجلس السيادة، عبد الفتاح البرهان، من مساعد الأمين العام للأمم المتحدة، توم فليتشر، وقد أعرب المتحدث الرسمي باسم الإدارة العليا لمخيم "زمزم"، محمد خميس دودة، عن تحفظاته على المقترح المقدم من الأمم المتحدة.
إعلانوقال للجزيرة نت، إن المناطق المقترحة كنقاط انطلاق لتوزيع المساعدات تقع تحت سيطرة أحد أطراف النزاع المسلح، مثل منطقة مليط التي تخضع حاليًا لسيطرة قوات الدعم السريع، وأشار إلى أن هذه المنطقة تخضع لقوانين وإجراءات تفرضها الدعم السريع، مما يجعل قبول هذا الاقتراح غير ممكن.
ولفت إلى أن منطقة طويلة التي تخضع لسلطات حركة جيش تحرير السودان بقيادة عبد الواحد نور، متهماً هذه الجهات بعدم الحياد في إيصال المساعدات للمستحقين.
ومنذ أن أعلن الجيش السوداني سيطرته الكاملة على العاصمة الخرطوم، تحول الصراع بوضوح نحو غرب السودان، وبالتحديد إلى مدينة الفاشر، التي عادت لتكون محور الاهتمام وسط تصاعد التعقيدات الأمنية والإنسانية فيها. حيث يعاني المدنيون المحاصرون الآن من أوضاع صعبة، ويطلبون المساعدة من جميع الجهات.