آخر تحديث: 19 أبريل 2025 - 10:07 ص بقلم:علي الكاش قال تعالى في سورة الاعراف/179((لهُمْ قُلُوبٌ لا يَفْقَهُونَ بِها وَلَهُمْ أَعْيُنٌ لا يُبْصِرُونَ بِها وَلَهُمْ آذانٌ لا يَسْمَعُونَ بِها أُولئِكَ كَالْأَنْعامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ)). عود على بدء
ربٌ سائل يسأل: هي الرموز الوطنية عند الشيعة بعد الغزو الأمريكي الإيراني للعراق؟ طالما إن الحكم بيد الشيعة فقط! لو وضعنا الرموز السياسية على جانب، فهم بالمجمل عملاء سواء لإيران او بقية الدول التي صدرتهم للعراق مغلفين بالديمقراطية والعراق الجديد.

لقد انفضح حالهم وازكمت نتانتهم وجيفهم أنوف العراقيين الشرفاء. بصراحة كل مخلفات الاحتلال من سياسيين في الحكومة والبرلمان، أو خارجهما بغض النظر عن انتماءاتهم العرقية والدينية والمذهبية ليسوا سوى طفيليات طافت على سطح مستنقع آسن من الفساد والرذيلة.
سنقصر حديثنا عن الرموز التي تتردد على ألسنة السياسيين والبرلمانيين وشيوخ العشائر في جنوب العراق ووسطه عوام الشيعة، وعلى الرموز التي تُطبع صورهم بالملايين وتعلق في الساحات العامة والشوارع والعتبات المقدسة والحسينيات والوزارات والسفارات ومكاتب الأحزاب الحاكمة بلا أجنى خجل أو وازع ضمير وطني. وعلى الرموز التي تعتبر من الطوطم المقدس ( المحرمات)، التي أدغمت في الدستور دغما رغم أنف جميع العراقيين، واعتبرت خطا احمرا الذي لا يجوز المساس به عن قرب أو بعد، كأن العمائم تيارا كهربائيا صاعقا.
من المؤسف ان تلك الرموز قد تسامت قدسيتها على قدسية الخالق ونبيه المصطفى عند أتباعها، ففي الوقت الذي فشلت الصورة المسيئة للرسول الكريم وحرق نسخ من القرآن الكريم، والتبول عليه وثقبه بالرصاص من قبل قوات المارينز، ورميه في حضائر الخنازير، من إثارة نخوتها وحميتها ولو بتظاهرة شجب او استنكار، مقابل ذلك مجرد رسم كاريكاتوري ساخر للولي الفقيه الخامنئي من قبل فنان شيعي، في صحيفة شيعية من اصفر عامل فيها الى رئيس التحرير، خرجت تظاهرات حاشدة لشجب ما سمي بالتجاوز على قدسية خليفة المسلمين، ولا نعرف كيف يطلق على الخامنئي خليفة المسلمين، ربما خليفة الشيعة غير مناسبة لأن السيستاني يشاركه كمرجع اعلى، كيف يكون خليفة مسلمين ولا يعترف به اهل السنة الذين يشكلون ما يزيد عن 85% من المسلمين، الاغرب منه انه اطبقت تلم التسمية مع خليفة آخر هو الإرهابي أبو بكر البغدادي، وكلاهما لا يمثل خلافة المسلمين.
كانت النتيجة الطبيعة لما فعلته الصحيفة انه تم تفجير مقرها بمفخخات الميليشيات الشيعية، وأعلن نفير جيش المختار وعصائب أهل الحق، وأنشغل السفير الإيراني في العراق بجولات ميدانية للتحرك على وكلائه العراقيين، ونهق نواب ووزراء شيعة نهيقا عاليا لم نسمع مثله من قبل. مما اضطر رئيس تحرير الصحيفة الى الهروب لجهة مجهولة، ومن هناك أرسل الاعتذار تلو الاعتذار لسيده السفير الإيراني للعفو عنه، معلنا انبطاحه التام وندمه التمام أمام السفير الإيراني، واستعداده لإشباع كل رغباته وبكل الطرق كي يعفو عنه، مع إن رئيس الصحيفة يمتلك جنسية أجنبية والباب أمامه مفتوح، كأنه يأخذ بقول الشاعر:
ومن الرزيّة أنّ شكري صامت … عما فعلت وأنّ برّك ناطق
أأرى الصنيعة منك ثم أسرّها … إني إذن ليد الكريم لسارق
(التذكرة الحمدونية4/97). ولنا أن نتساءل: ما هي علاقة رموز الشيعة كالسيستاني والخميني والخامنئي وبشير النجفي واسحق الفياض وحسن نصر الله وكوثراني والحوثي بالعراق؟ هل هم عراقيون لكي يكونوا رموزا، او قدموا شيئا للعراق لكي يستحقوا ذلك التصنيف والتقديس؟
ما الذي قدمه الخميني للعراق؟ سوى ما يقارب المليون عراقي من شهيد ومعوق وأسير، وتدمير بلدين مسلمين وإضعاف قدراتهما في كل المجالات خدمة لأعداء الإسلام. والتعاون مع الكيان الصهيوني المسخ، والتنكر لفضل العراقيين الذين آووه لعقيدين من الزمان يأكل ويشرب ويغتني من خيراتهم ويتمتع بزينبيات العراق. هل الرمز هو من يملأ المقابر، ويثير القنته ويمزق الصف الإسلامي، ويعتدي على حقوق الشعب الذي يقدسه ويعتبره رمزا؟
رحم الله الفضل بن الربيع بقوله:
كم فاسقٍ تحسبُهُ ناسكاً … يستقبلُ الليلَ بأمرٍ عجيبْ
غطّى عليهِ الليلُ أثوابَهُ … فباتَ في أُنسٍ وعيشٍ خَصيبْ
(المحب والمحبوب/140).
ثم ما الذي قدمه الخامنئي للعراق حتى يكون من رموزه الوطنية؟ هل هو التعاون مع الشيطان الأكبر وقوى الاستكبار العالمي لغزو العراق؟ أم رعاية الميليشيات الإرهابية وتمويلها وتسليحها وتوجيهها لخدمة أجندته؟ أم سرقة النفط بذريعة الآبار المشتركة التي فعلها باقر صولاغي، وقضم الأرض؟ أم تصدير الأدوية والأطعمة الفاسدة، وإغراق البلد بالمخدرات؟ أم تنشيط الفتنة الخاملة بالفياغرا الطائفية هي التي جعلته رمزا لشيعة العراق؟
هل تستذكروا قول الخميني” إذا تفاوضنا مع الامريكان فهذا يعني انهم على صواب، ونحن على خطأ”. ترجمها المفكر الشيعي غالب الشابندر، واليوم جلس وفد الخامنئي للتفاوض مع الشيطان الأكبر في سلطنة عمان حول الملف النووي وملفات أخرى اعلن عليها.
ثم ما الذي قدمه حسين نصر الله للعراق؟ هل ساعد العراقيين في مقاومة الأمريكان، اليس هو من حظر الجهاد في العراق ودعمه في سوريا لخدمة جزار دمشق. هل حزب البعث في العراق شرير وبعث سوريا خيٌر؟ هل كان الرئيس صدام حسين عميلا، وبشار الأسد وطنيا؟ هل يستذكر العراقيون ان نصر الله شارك الجيش الإيراني في عدوانه على العراق أبان الحرب العراقية الإيرانية؟
ما الذي قدمه المرجع الفارسي علي السيستاني للعراقيين؟ ابتداءا من فتوى الترحيب بقدوم الغزاة وعدم اعلان الجهاد، بل واستقبالهم بالزهور بدلا عن السلاح، الى تعاونه المفضوح مع المندوب الامريكي بول بريمر في توليد مجلس الحكم سيء الصيت، وتدخلاته المريبة في الانتخابات ومباركته للدستور المفخخ، وتزكيته حكومات الفساد والرذيلة المتتالية، واعتكافه بعد كل هذه التدخلات، كـأنه غير مسؤول عما آل إليه البلد من فتن وخراب، جراء تدخلاته في الشأن العراقي.
يمكن للشعب الإيراني ان يحدد من هو الرمز الوطني الإيراني، ويمكن للبنانيين أن يحددوا من هو رمزهم الوطني، وكذلك بقية الشعوب، فهم أعرف من غيرهم برموزهم الوطنية، لكن ليس من حق أحد أن يفرض فردا اجنبيا على الشعب العراقي ويعتبره رمزا له! ليكن رمزا شخصيا له ولحزبه ولكن ليس للشعب عامة. الشعب ليس حزب الدعوة ولا المجلس الأعلى ولا التيار الصدري او حزب الفضيلة والحزب الإسلامي، نعم هم من الشعب ولكنهم ليسوا كل الشعب، ولا يحق لأي منهم أن يتكلم باسم الشعب ككل. إنهم يعبرون عن جزء صغير من الواقع العراقي وليس كل الواقع كله. ليعتبروا الأجنبي حليفا وصديقا ومرجعا لهم، وأية صفة أخرى يرتادونها، ولكن ليس رمزا وطنيا. انظر الى البرلمان العراقي الحالي فهو لا يمثل سوى اقل من 18% من الشعب العراقي بإعتراف بعض الزعماء، ولو سحبت التيار الصدري منهم لم يتبق لهم سوى اقل من 10% من الشعب العراقي. السؤال المهم: هل توجد رموز عراقية بالمقابل في إيران ولبنان وسوريا، لهم تنظيمات حزبية، وأنصار ويشغلون مناصب حكومية وبرلمانية، وتعلق صورهم في شوارع طهران وبيروت ودمشق؟
هل هناك دولة لها سيادة او كرامة على الأقل وهي ترفع شعار (هيهات منا الذلة) يقوم جنرال دولة مجاورة بزيارتها بين آونة وأخرى زيارات غير معلنه ويلتقي بزعمائها ويوجههم وهو بملابسه العسكرية، دون اية إجراءات بروتوكولية؟
وهل تسمح ايران بزيارة مسؤول عراقي عسكري لطهران زيارة غير معلنه ويلتقي بزعمائها ويقدم لهم توجيهات. ما هي العمالة وفق الدستور العراقي.
هل يجوز لسفير دولة اجنبية ان يتعامل بغطرسة وعنجهية مع زعماء السلطات الثلاث ويوجههم، بل يبصق بوجه وزير الداخلية العراقية عندما أراد وضع تسعيرة لسمات الزوار الإيرانيين في موسم عاشوراء للتجارة بدم الحسين؟
مع هذا فان بعض الزبابيك والزعماء من الشيعة يؤكدوا ان ايران لا تتدخل بشؤون العراقية الداخلية، ويفاجئنا الخامنئي بأن حلٌ الحشد الشعبي خطا احمر ولا يجوز حلٌه، بل دعمه وتعزيز قوته. وان على الحكومة العراقية ان تطرد القوات الامريكية من قواعدها في العراق!!!
عن أي رموز يتحدث شيعة العراق، فقد ذبحوا رموزكم الشعب العراقي من الوريد إلى الوريد وامتصوا دمائهم، خربوا البلاد وسبوا العباد، وسرقوا مئات المليارات من ثروات الشعب الذي تزيد فيه نسبة الفقر عن 30%. والقادم أسوأ.
اتقوا الله في وطنكم ودينكم وعروبتكم وشعبكم ورموزكم الوطنية الحقيقية. فوالله الذي لا إله إلا هو، إن نظام الملالي الحاكم والمراجع الدينية المنطوية تحت حناحه المهيض يكرهون العرب جميعا سنة كانوا أم شيعة. ولكم في عرب الأحواز شاهد حي على سوء معاملتهم. متى تدركون هذه الحقيقة وترفعون النظارة السوداء عن عيونكم المضببه بسراب المراجع الأجانب وخزعبلاتهم؟ ان حكام ايران مستعدون ان يذبحوا العراقيين في محراب الخامنئي ويضحوا بكل وكلائهم لمصلحة بلدهم، ولا غبار على فعلهم لأنهم حريصون على شعبهم وبلدهم، ولكن العيب كل العيب على من يجري ورائهم مثل الكلب وراء العظمة، مضحيا بمصلحة بلدة لخدمة الأجنبي. انظروا كيف تخلوا عن حزب الله اللبناني وعن حماس وشبيحة الأسد والحوثيين، وهربوا من مرقد السيدة زينب دون ان يطلقوا رصاصة واحدة، هربوا كالجرذان الى قاعدة حميم الروسية، فأنقذ الرئيس الروسي (4000) من الحرس الثوري الإيراني ونقلهم الى طهران، في حين تركوا ميليشيات الحشد الشعب وزينبين وفاطميين ليهربوا بأنفسهم الى العراق.
لقد بلغ السيل الزبى، فسارعوا لإنقاذ ما يمكن إنقاذه قبل أن تغرق سفينة الوطن المثقوبة بكل ما فيها وما عليها. فلا ينفع الندم كدواء، ولا تطفأ الدموع نار الحسرات، والمستقبل حاكم بيننا.
قال أَبُو العَالِيَةِ السَّامِيُّ
تَرَحَّلْ فَمَا بَغْدَادُ دَارُ إِقَامَةٍ … وَلَا عِنْدَ مَنْ يُرْجَى بِبِغْدَادَ طَائِلُ
بِلَادُ مَلَوْكِهِمْ سنهُمْ فِي أَدِيْمِهمْ … وَكُلَّهُمْ مِنْ حليَةِ المَجْدِ عَاطِلُ
(البصائر والذخائر9/107). (الدر الفريد3/43)

المصدر: شبكة اخبار العراق

كلمات دلالية: الشعب العراقی ما الذی قدمه فی العراق

إقرأ أيضاً:

السوداني يعلن دعم الكاردينال ساكو الكلداني العراقي لخلافة البابا فرنسيس

العراق – أعلن رئيس الحكومة العراقية محمد شياع السوداني، امس الثلاثاء، دعمه للكاردينال العراقي لويس روفائيل ساكو، بوصفه المرشح الوحيد من الشرق الأوسط لخلافة البابا فرنسيس.

وقال السوداني إن الكردينال ساكو، وهو بطريرك الكنيسة الكلدانية الكاثوليكية في العراق والعالم منذ 2013، يتمتع بحضور محلي ودولي وله دور في نشر السلام والتسامح، مضيفا أن العراق هو من أقدم الأماكن التي عاش فيها المسيحيون متآخين مع بقية الأديان على مر التاريخ.

والكاردينال لويس روفائيل ساكو هو بطريرك الكنيسة الكلدانية الكاثوليكية في العراق والعالم منذ 1 فبراير 2013، ويعد أحد أبرز الشخصيات الدينية المسيحية في الشرق الأوسط.

مولود في العام 1948 في زاخو بإقليم كردستان العراق، حاصل على دكتوراه في اللاهوت من الجامعة الحبرية في روما، وماجستير في الفقه الإسلامي، ثم دكتوراه أخرى من جامعة السوربورن في فرنسا، وهو يتقن السريانية والعربية واللهجة الآرامية الآشورية الحديثة، ولغات أخرى.

ألف الكاردينال ساكو أكثر من 20 كتابا و200 مقال في اللاهوت والفقه الإسلامي، وحصل على عدة أوسمة دولية، منها: وسام الدفاع عن الإيمان (إيطاليا)، وسام باكس كريستي الدولي، وسام القديس إسطيفان لحقوق الإنسان (ألمانيا).

في العام 2018 أصبح أول بطريرك كلداني يحمل لقب “كاردينال” بعد منحه الرتبة من البابا فرنسيس، كما شغل منصب عضو في المجلس الاقتصادي الفاتيكاني (2022) ومجمع التربية الكاثوليكية.

واجه هجمات من جماعات مثل “كتائب بابليون” واتهامات غير مسبوقة بـ”بيع ممتلكات الكنيسة”، ما أدى إلى سحب مرسوم اعتراف رسمي به من رئاسة العراق عام 2023.

لكن رئيس الوزراء شياع السوداني، أصدر أمرا في يونيو 2024، يعترف بـلويس ساكو بطريركا للكلدان في العراق والعالم، وذلك رغم القرار الرئاسي السابق بسحب المرسوم الجمهوري الخاص به.

من جهة أخرى، دعا السوداني ساكو للعودة إلى مقره في بغداد في أبريل 2024 بعد 9 أشهر من مغادرته إلى أربيل، ووفر له حماية مشددة.

وأعلن السوداني حينها، أن وجود ساكو في بغداد “ضروري لدعم المسيحيين وإعادة الاستقرار”.

 

المصدر: RT

مقالات مشابهة

  • رئيس المخابرات العراقي يلتقي الرئيس السوري لبحث مكافحة الإرهاب وتعزيز التعاون الثنائي
  • لأول مرة.. المصرف الأهلي العراقي يجري نقطة تحول استثمارية بقيمة 25 مليار دينار 
  • ياسر سليمان: الجائزة العالمية للرواية العربية أصبحت المنصة التي يلجأ إليها الناشر الأجنبي
  • الاتحاد العراقي للكاراتيه:توقف المنح المالية وراء عدم مشاركة العراق في بطولة آسيا
  • الحرس الثوري الإيراني والدعم السريع نفس الملامح والشبه
  • دبلوماسية الحل الوسط تهدئ الجدل العراقي: الشيباني إلى القمة بدل الشرع
  • حماس: اجتماع المجلس المركزي الفلسطيني لا يُعبر عن الإجماع الوطني
  • الاتحاد العراقي ينتقد الاحداث التي شهدتها مباراة نوروز وزاخو
  • الشعب الجزائري يطالب رئيسه بعدم الذهاب للعراق لأنه تحت الحكم الإيراني
  • السوداني يعلن دعم الكاردينال ساكو الكلداني العراقي لخلافة البابا فرنسيس