تصعيد لافت لـحزب الله بدد الأجواء الايجابية بشأن تسليم سلاحه
تاريخ النشر: 19th, April 2025 GMT
بلورت عطلة الجمعة العظيمة معالم تصعيد سياسي لافت في ملف سلاح حزب الله، بددت الاجواء الايجابية التي سادت في الفترة الماضية بشأن امكان التفاهم على تسليم هذا السلاح عبر حوار بين رئيس الجمهورية جوزاف عون وقيادة الحزب. مواقف "حزب الله" أظهرت أن الحزب اتخذ قراراً ثابتاً برفض كل ما يصب في خانة التشديد على نزع سلاحه ومضى في ترسيخ اشتراطاته لفتح ملف الاستراتيجية الدفاعية.
أما في ما يخص سلاح "حزب الله"، فشدد على أن "كلمة نزع السلاح غير موجودة إلا على السوشيل ميديا وعند المحرضين. الحديث فقط عن الاستراتيجية الدفاعية بعد انسحاب إسرائيل ووقف اعتداءاتها"، وأضاف: "الاستراتيجية تبدأ بتسليح الجيش". وختم بأن "كل ما تسمعونه هوبرات"، وقال عن المطالبة بنزع السلاح بالقوة: "لو كان قادراً لفعل". أما الشيخ نعيم قاسم فأعلن أنّ "الفرصة التي نمنحها للدبلوماسية ليست مفتوحة ولدينا خيارات ولا نخشى شيئاً وإن اردتم ان تجربوا استمروا وسترون في الوقت المناسب الذي نقرره"، متسائلاً: "من قال إننا سنصبر على إسرائيل لفترة تستطيع أن تحقق فيها جزءاً ولو بسيطاً من أهدافها؟"، مضيفاً: "صابرون بحكمة لأننا نعرف أن هناك توازناً في الخسائر والأرباح لكننا لا نبني على ذلك بل على الموقف والموقف مقاومة". وأوضح أنّ "هناك جهة واحدة وبعض الأصوات النشاز في لبنان يركزون على أن المشكلة الأساس سلاح المقاومة"، مشدداً على أنّ "المشكلة الأولى في لبنان ليست سلاح المقاومة بل طرد الاحتلال الإسرائيلي". وعلّق على المطالبات في لبنان، بالقول إنَّ "الدعوة لنزع سلاح المقاومة بالقوة هي خدمة للعدو الإسرائيلي وهذه فتنة بين المقاومة والجيش وهدفها أيضاً الامساك بالدولة". وأعلن "أننا لن نسمح لأحد أن ينزع سلاح حزب الله والمقاومة وهذه الفكرة عليكم إزالتها من القاموس"، مؤكداً "أننا سنواجه من يعتدي على المقاومة ويريد نزع سلاحنا"، وقال: "ننصح بألّا يلعب معنا أحد هذه اللعبة". وقال إنَّ "اتفاق وقف إطلاق النار هو حصراً في جنوب نهر الليطاني وهذا وارد فيه 5 مرات فلنر أولاً التزام إسرائيل بالاتفاق ومن ثم نتحدث"، مضيفاً: "بعد قيام إسرائيل بتنفيذ التزاماتها يبدأ لبنان بمناقشة البنود الأخرى في الـ1701".
وحدّد "قواعد من أجل نقاش أي استراتيجية دفاعية في الوقت المناسب لمناقشتها"، موضحاً أنّ أول هذه القواعد "حماية سيادة لبنان وتحرير أرضه وإيقاف كل أشكال العدوان عليه"، لافتاً إلى أنّ "أي حوار استثمار قوة المقاومة وسلاحها في أي استراتيجية دفاعية"، وقال إنَّ "رئيس الجمهورية جوزف عون هو المعني الأول بتحديد آلية الحوار ونحن مستعدون للمشاركة في ذلك في الوقت المناسب وليس تحت ضغط الاحتلال". وكشف أنّه "حصل تبادل رسائل مع الرئيس عون حول تطبيق الاتفاق في جنوب الليطاني وكانت إيجابية وستبقى"، وقال: "إعادة الإعمار ليست منة من أحد ولن نقبل بابتزازنا تحت هذا العنوان وأدعو الحكومة اللبنانية إلى وضع مسألة إعادة الإعمار على جدول أعمالها"، وتابع: "يقولون إنهم يربطون إعادة الإعمار بالسلاح ونقول نحن من نربط السلاح بإعادة الإعمار". وشدد على "أننا لن نناقش الاستراتيجية الدفاعية في الإعلام ولن نستبق قواعدها ولن نحدد سقفًا زمنياً لها"، مضيفاً" "انجز حزب الله ما عليه بشكل كامل في الاتفاق فلتنجز اسرائيل ما عليها ولتنجز الدولة ما عليها"، مضيفاً: "إذا قررت الحكومة اللبنانية طرد الاحتلال بالقوة فنحن والشعب معها". وكتبت" نداء الوطن": الأجواء الإيجابية التي تلقّفها اللبنانيون أخيراً لجهة السير قدماً في ملف نزع سلاح "حزب الله"، على أمل أن تنجو البلاد من سيف العقوبات ومن جولة جديدة من الحرب المدمّرة، تحاول قيادات الحزب نسفها بتصريحات استفزازية، لتثبت معها مرّة جديدة أنّ الدولة في مكان و"الدويلة" في مكان آخر. ففيما كان رئيس الحكومة نواف سلام يؤكد لصحيفة "واشنطن بوست" الأميركية تصميم الدولة على حصر السلاح بيد الشرعية في شمال الليطاني وجنوبه، قفزت إلى الواجهة مداخلة إذاعية لمسؤول وحدة التنسيق والارتباط في "حزب الله" وفيق صفا، قلّل فيها من قيمة الأسلحة التي يصادرها الجيش جنوباً على اعتبار أنّها "خردة" أو مدمّرة بفعل القصف الإسرائيلي، كما جزم بألا قوّة تستطيع نزع سلاح الحزب، وحَصَرَ الحديث عن هذا الأمر بمجرّد "هوبَرات من الفاسدين والمحرّضين عبر مواقع التواصل الإجتماعي"، كما قال.
كلام صفا نهاراً، لاقاه فيه الأمين العام لـ "حزب الله" نعيم قاسم بمواقف تصعيدية مساء، حيث هاجم أيضاً المطالبين بنزع سلاح "الحزب" ووصفهم بـ "أصوات النشاز" وخوّنهم معتبراً أنّهم بهذا المطلب يخدمون الجانب الإسرائيلي. وتوعّد قاسم بالقول "سنواجه من يعتدي على المقاومة ومن يعمل على نزع سلاحها كما واجهنا إسرائيل ولن نسمح لأحد بنزع السلاح". مصادر حكومية قالت لـ "نداء الوطن" إنّ تصريحات قاسم وصفا "تأتي في إطار رفع السقف بهدف إرضاء جمهور "حزب الله" خصوصاً بعد العرض المفصّل والمقنع الذي قدّمه قائد الجيش العماد رودولف هيكل، يوم الخميس، خلال جلسة مجلس الوزراء، بشأن المواقع التي فككها حتى الآن في جنوب لبنان، وهو ما أثبت أنّ الواقع على الأرض مغاير لكل المواقف التصعيدية ويظهرأنّ الحزب بدأ فعلاً بتسليم سلاحه".
وأكدت المصادر الحكومية نفسها، أنّ "العمل على الأرض بات في مكان آخر بعيد من هذه التصريحات، والحكومة ماضية في خطة حصر السلاح بيد الدولة وبسط سيادتها على كامل الأراضي اللبنانية تنفيذاً لاتفاق وقف إطلاق النار والقرارات الدولية".
وقال مصدر سياسي كبير في دردشة مع «الأنباء الكويتية» أن «سلاح حزب الله يناقش في المفاوضات الأميركية ـ الايرانية، كون ايران مصدر السلاح والجهة الممولة للحزب. وما تقوم به الحكومة اللبنانية ورئيس الجمهورية خصوصا، هو الإضاءة لدى القيادة الحالية للحزب على ان السلاح بات نقمة على لبنان وعلى بيئة المقاومة، والحل تحت مظلة الشرعية اللبنانية». مواضيع ذات صلة ريفي: على "حزب الله" تسليم سلاحه للدولة تفادياً للمزيد من الرهانات المُكلِفة Lebanon 24 ريفي: على "حزب الله" تسليم سلاحه للدولة تفادياً للمزيد من الرهانات المُكلِفة
المصدر: لبنان ٢٤
كلمات دلالية: رئیس الجمهوریة على نعیم قاسم تسلیم سلاحه نزع السلاح نائب قواتی نزع سلاح فی لبنان حزب الله هذا ما
إقرأ أيضاً:
سلاح حزب الله: الحاجة والضرورة لردع العدو الصهيوني
الثورة نت/..
في ظل التصعيد العسكري الصهيوني المستمر على جنوب لبنان، تتجلى الأهمية القصوى والضرورة الفعلية لسلاح حزب الله؛ باعتباره خيار تقتضيه مقاومة المحتل وردع محاولاته العدوانية المستمرة؛ وهو ما تؤكده قيادات الحزب مجددة موقفها المتمسك بالسلاح كرديف لفعل المقاومة وكضمانة وحيدة لردع العدو الصهيوني.
في رسالة أرادها حزب الله أن تكون شديدة الوضوح بوجه الطروحات الداخلية والخارجية بشأن نزع سلاح المقاومة، وضع الأمين العام للحزب الشيخ نعيم قاسم حدًا لأي نقاش، وأعلن بشكل واضح أن الحزب لن يسلم سلاحه تحت أي ظرف.
وقال قاسم في خطابه الأخير إن الحديث المتجدد عن سلاح المقاومة ما هو إلا جزء من الضغوط الأمريكية على الحكومة اللبنانية الجديدة، والتي تربط استمرار الدعم الدولي بملف السلاح، لافتا إلى أن المقاومة لا تخشى هذه الضغوط، وأن تهديدات الولايات المتحدة و”إسرائيل” لا تُرهب الحزب ولا بيئته الحاضنة، وأن سلاح المقاومة سيبقى ما دامت الأرض محتلة والاعتداءات مستمرة.
وأكد أن كل ما يقال عن نزع سلاح الحزب يصب في خدمة المشروع الصهيوني، ويستهدف إضعاف لبنان وفتح الطريق أمام الاحتلال لإعادة التمدد داخل أراضيه.
وأشار قاسم إلى أن المقاومة نجحت خلال السنوات الماضية في فرض معادلة ردع مع “إسرائيل”، ومنعت الأخيرة من تحقيق أهدافها العدوانية ضد لبنان.
كلام الشيخ قاسم تلقفه نائب رئيس المجلس السياسي في الحزب محمود قماطي بموقف مؤيد، معلنا في تصريح صحفي تمسّك الحزب بسلاحه، مشدّدًا إلى أن “اليد التي ستمتد إليه ستُقطع”، في استعادة لما كان قد قاله الشهيد السيد حسن نصر الله في أحد الأيام.
وفي رد مباشر على هذه الطروحات اعتبر المفتي الجعفري الممتاز الشيخ أحمد قبلان أن “المقاومة ضمانة بلد وسيادة وأي خطأ بموضوع المقاومة وسلاحها ووضعيتها يفجّر لبنان، ولبنان بلا مقاومة بلد بلا سيادة ودولة عاجزة لا تستطيع فعل شيء بوجه “إسرائيل”، والخيار الديبلوماسي مقبرة وطن، وما يجري جنوب النهر يكشف العجز الفاضح للدولة”.
وبلهجه أكثر حزما، أكد مسؤول وحدة التنسيق والارتباط في الحزب وفيق صفا، أن سلاح الحزب “لن يُنزع” ولن يستطيع أحد على فعل ذلك.
وحول ما أثير مؤخّرا من حملات إعلامية وسياسية حول سلاح المقاومة أشار صفا إلى أن ذلك ليس معزولًا عن سياق “الحرب النفسية” التي تستهدف بيئة المقاومة ومصداقيتها، معتبرًا أنّ هذه العبارة يتمّ الترويج لها من قبل المحرّضين على منصّات التواصل الاجتماعي.. إذْ لو كان مَن يطالب بنزع سلاحنا بالقوّة قادرًا لفعل”.
وبينما شدد أن الاستراتيجية الدفاعية هي لحماية لبنان وليست لتسليم السلاح ، لفت إلى أن أيّ حوار على هذه الاستراتيجية لا يمكن أن يتمّ قبل انسحاب العدو الصهيوني من كامل الأراضي اللبنانية، وتحرير الأسرى ووقف الاعتداءات الصهيونية على السيادة اللبنانية.
وبشأن موقف الحزب تجاه مناقشة الاستراتيجية الدفاعية، أكد عضو كتلة الوفاء للمقاومة النائب حسن فضل، أن “الحوار الوطني في لبنان لا يمكن أن يتم إلا مع القوى التي تؤمن بأن الاحتلال الإسرائيلي عدو، وتضع سيادة لبنان فوق أي اعتبار خارجي، سواء كان أمريكيًا أو إسرائيليًا”.
وقال فضل الله، في تصريح صحفي، إن “الحوار لا يكون إلا مع الذين يؤمنون بأن سيادة لبنان مقدّمة على أي شروط خارجية، وأن الاحتلال عدوّ لا يمكن التهاون معه”.
وشدد على أن “قيادة المقاومة لا تفرّط بنقطة دم من دماء الشهداء ولا بأي عنصر من عناصر القوة التي تمتلكها المقاومة”.
وأضاف: “نحن لا ندعو إلى حوار مع الذين يضلّلون الرأي العام، ويثيرون الانقسامات، ويهاجمون المقاومة، بل نتحاور مع الذين يشاركوننا هذه المبادئ للوصول إلى استراتيجية دفاعية تحمي لبنان وتحفظ سيادته”.