موسكو تعلن إسقاط 42 مسيّرة أوكرانية فوق القرم .. وأوكرانيا تصد هجمات روسية على خط المواجهة
تاريخ النشر: 25th, August 2023 GMT
عواصم "وكالات": أعلنت روسيا بصباح اليوم إسقاط 42 مسيّرة أوكرانية فوق القرم، بعد يوم على إعلان كييف شن عملية خاصة في شبه الجزيرة التي ضمتها روسيا العام 2014.
وكتبت وزارة الدفاع على تلغرام "دُمّرت تسع مسيّرات... فوق أراضي جمهوريّة القرم. وتمّ تحييد 33 مسيّرة بواسطة وسائل الحرب الإلكترونيّة وتحطّمت من دون بلوغ هدفها".
ولم تذكر الوزارة أيّ إصابات أو أضرار نتيجة تدمير المسيّرات.
وكان حاكم سيفاستوبول ميخائيل رازفوزاييف أفاد في وقت سابق عن إسقاط عدة مسيّرات قبالة القرم "في منطقة كيب تشيرسونيس" في جنوب غرب شبه الجزيرة على بُعد حوالى 10 كيلومترات من ميناء سيفاستوبول الرئيسي لأسطول البحر الأسود الروسي.
وقال رازفوزاييف إن أجهزة الطوارئ لم تعلن عن "أي أضرار في المنشآت المدنية".
وتتعرض القرم بانتظام لهجمات بمسيّرات جويّة وبحريّة منذ بدء كييف هجومها المضاد على القوات الروسية في مطلع يونيو.
وأسقطت موسكو في نهاية يوليو 25 طائرة مسيّرة موجهة ضد القرم بدون تسجيل أي إصابات، بعدما أسقطت 18 مسيّرة في منتصف الشهر ذاته.
تدريب طيارين أوكرانيين
وتؤكد كييف عزمها على استعادة المناطق التي احتلتها موسكو بما فيها القرم.
وأعلنت أوكرانيا الخميس في يوم عيد الاستقلال الوطني أن وحدات من قواتها الخاصة شنّت عملية عسكرية نوعية في شبه جزيرة القرم رفعت خلالها العلم الأوكراني، ما يمثل انتصارا رمزيا ولو بصورة عابرة.
ولم توضح الاستخبارات العسكرية الأوكرانية مهمة وحدات القوات الخاصة مكتفية بالقول إنها غادرت "بدون تكبّد خسائر" بعد إنجاز كل "أهدافها ومهامها".
والأربعاء أعلنت الاستخبارات الأوكرانية تدمير نظام مضادات جوية في القرم.
وفي سياق الهجوم المضاد الأوكراني، أعلنت وزارة الدفاع الأمريكية الخميس أن الولايات المتحدة ستبدأ في سبتمبر المقبل تدريب طيّارين أوكرانيين على قيادة مقاتلات إف-16 التي وعدت حتى اليوم ثلاث دول هي النروج وهولندا والدنمارك بتزويد كييف عددا منها.
كذلك، أفاد البيت الأبيض أن الرئيسين الأمريكي جو بايدن والأوكراني فولوديمير زيلينسكي ناقشا خلال مكالمة هاتفية الخميس "ضمان موافقة سريعة على أن تنقل دول أخرى طائراتها من طراز إف-16 إلى أوكرانيا بعد التدريب".
وكانت النروج أعلنت في وقت سابق أنّها ستزوّد أوكرانيا عددا من هذه المقاتلات الأميركية الصنع، لتصبح بذلك ثالث دولة تقطع تعهّدا مماثلا بعد الدنمارك وهولندا.
هجوم صاروخي
وإلى الهجوم بمسيّرات على القرم، أعلنت وزارة الخارجية الروسية فجر الجمعة إسقاط صاروخ أوكراني كان يستهدف "أهدافا مدنيّة" في منطقة كالوغا المحاذية لمنطقة موسكو.
وكتب الحاكم المحلي فلاديسلاف شابشا على تلغرام "لم تسجل إصابات ولم تقع أضرار في البنى التحتية".
وتوقفت حركة الملاحة مرة جديدة لفترة وجيزة في مطاري فنوكوفو ودوموديدوف الدوليين في موسكو، وفق وكالة تاس الرسمية.
على صعيد آخر، أثنى الرئيس الروسي فلاديمير بوتين على "المساهمة الكبيرة" التي قدمها قائد مجموعة فاغنر الروسية يفغيني بريغوجين في العملية العسكرية في أوكرانيا بالرغم من "أخطائه الجسيمة"، متحدثا بصيغة الماضي عن حليفه السابق الذي عرف "مصيرا معقدا لكنه حقق النتائج المرجوة".
وبعد شهرين بالضبط من قيادة بريغوجن تمردا مسلحا لم يستمر سوى بضع ساعات ضد القيادة العسكرية الروسية، تحطمت الطائرة التي كانت تقله الخميس في حادث لم تتضح ملابساته وأكدت السلطات الروسية أنه أودى بجميع ركاب الطائرة.
من جهته، أكد زيلينسكي أن كييف لا علاقة لها بالحادث، وقال "أعتقد أن الجميع يعرف من هو معني".
صد هجمات روسية
صدت القوات الأوكرانية مجددا هجمات روسية على عدة قطاعات من خط المواجهة ، وذلك في عيد استقلال أوكرانيا، بعد مرور 18 شهرا على الحرب.
وذكرت هيئة الأركان العامة الأوكرانية أنه تم تحديد كوبيانسك في شرقي البلاد وأفدييفكا شمالي مدينة دونيتسك التي تسيطر عليها روسيا كأهداف للقصف. وذكر التقرير أن العديد من المدنيين قتلوا وأصيب آخرون في اليوم الـ547 من الحرب.
وأضافت أن الروس شنوا هجموما بالقرب من مارينكا جنوب غرب دونيتسك، لكن كييف تمكنت من صدهم. ولم يتسن التحقق من المعلومات العسكرية بشكل مستقل.
وأفادت تقارير بأن المدفعية والقوات الجوية الروسية منتشرة على كافة الجبهات. وهاجمت روسيا جارتها أوكرانيا منذ عام ونصف بالضبط في 24 فبراير 2022.
بوتين وأردوغان
قال الكرملين اأمس إن من المتوقع أن يجري الرئيس الروسي فلاديمير بوتين محادثات شخصيا مع نظيره التركي رجب طيب أردوغان قريبا.
يأتي ذلك في الوقت الذي تحاول فيه أنقرة إقناع موسكو بالعودة إلى اتفاق تصدير الحبوب عبر البحر الأسود.
وسمح الاتفاق بشحن الحبوب من الموانئ الأوكرانية على البحر الأسود. وأُبرم بوساطة تركيا والأمم المتحدة في يوليو 2022 للمساعدة في تخفيف أزمة غذاء عالمية.
وانسحبت موسكو من الاتفاق الشهر الماضي مشيرة إلى عدم تنفيذ البنود المتعلقة بتصديرها للحبوب والأسمدة بموجب الاتفاق.
وردا على سؤال حول دعوة وجهها أردوغان لبوتين لزيارة تركيا لإجراء مناقشات بشأن الاتفاق وقضايا أخرى ملحة، قال دميتري بيسكوف المتحدث باسم الكرملين إن هناك "تفاهما على عقد هذا الاجتماع قريبا".
وأضاف "عادة ما نعلن بشكل متزامن عن مثل هذه الزيارات مع الدول الشريكة. وسنعلن قريبا عن الموعد والمكان. يجري الإعداد للاجتماع والتجهيز له بعناية شديدة".
وفي وقت سابق اليوم، ذكرت وكالة الإعلام الروسية الرسمية أن وزير الخارجية التركي هاكان فيدان سيزور روسيا، لكنها لم تذكر تفاصيل.
وقال بوتين لأردوغان في اتصال هاتفي في الثاني من أغسطس إن موسكو مستعدة للعودة إلى اتفاق تصدير الحبوب عبر البحر الأسود بمجرد أن يفي الغرب بالتزاماته فيما يتعلق بصادرات الحبوب الروسية.
ولا تخضع الصادرات الروسية من الحبوب والأسمدة للعقوبات الغربية المفروضة على موسكو بسبب إجراءاتها العسكرية في أوكرانيا. لكن روسيا تقول إن القيود المفروضة على المدفوعات والخدمات اللوجستية والتأمين تشكل عائقا أمام الشحنات.
المصدر: لجريدة عمان
كلمات دلالية: البحر الأسود مسی رات
إقرأ أيضاً:
باحث في الشأن الروسي: موسكو تتريث بشأن الهدنة وسط مخاوف من إعادة تموضع كييف
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
أكد الدكتور رامي القليوبي، الباحث في الشأن الروسي والأكاديمي بكلية الاقتصاد في معهد الاستشراق بموسكو، أن الموقف الروسي من مقترح الهدنة لا يزال غامضًا، في ظل حسابات استراتيجية معقدة تشمل المصالح الروسية والموقف الأمريكي المتغير.
وأوضح القليوبي خلال مداخلة مع الإعلامية منى عوكل، على قناة "القاهرة الإخبارية"، أن موسكو قد تنظر إلى الهدنة كفرصة لمنح دونالد ترامب إنجازًا دبلوماسيًا في حال فوزه بالرئاسة الأمريكية، إلا أن هناك مخاوف روسية من استغلال أوكرانيا لهذه الهدنة لإعادة التموضع، وتلقي المزيد من الأسلحة والمعلومات الاستخباراتية.
وأشار إلى أن زيارة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين لمقاطعة كورسك مرتديًا الزي العسكري تحمل إشارة واضحة على عزم موسكو مواصلة القتال، رغم وجود محللين سياسيين مقربين من الكرملين يرجحون قبول روسيا بالهدنة بشروط صارمة.
وبحسب القليوبي، قد تتضمن الشروط الروسية لقبول الهدنة ما يلي:
استبعاد الأراضي التي تعتبرها روسيا "روسية"، مثل مقاطعة كورسك، من وقف إطلاق النار.
السماح للقوات الروسية بمواصلة تقدمها حتى حدودها المعترف بها دوليًا.
بدء المفاوضات الفعلية على أرض الواقع، وليس فقط عبر وسطاء دوليين.
وقف إمداد أوكرانيا بالأسلحة والبيانات الاستخباراتية خلال الهدنة.
وأشار “القليوبي” إلى أن التفاهم بين روسيا والإدارة الأمريكية المستقبلية قد يكون ممكنًا، لكنه يعتمد على الشروط التي ستُطرح، مشيرًا إلى أن مخرجات اجتماع جدة لم تكن مقنعة لموسكو، التي ترى أن توقيت الهدنة قد لا يكون مناسبًا حاليًا، خاصة مع تحقيقها تقدمًا على الأرض.