يزداد التوتر في اليونان، مع اتهام مهاجرين بإشعال الحرائق

تتواصل جهود عناصر الإطفاء في اليونان لمكافحة حرائق الغابات الكبرى المشتعلة لليوم السابع على التوالي، في ظلّ وضع صعب خصوصًا في شمال البلاد وتحسّن ملحوظ على مداخل أثينا، فيما ارتفعت حصيلة القتلى إلى 21 شخصا.

مختارات "حرب الحرائق" ـ نصائح وتحذيرات للراغبين بالسفر إلى منطقة المتوسط حرائق الغابات: مقتل طيارين في اليونان والجزائر "تخمد" النيران

مع استمرار حرائق الغابات في اليونان، أعلنت السلطات مصرع طيّارين اثنين خلال مكافحة النيران والعثور على جثة ثالثة.

هذا في حين ذكر التلفزيون الرسمي الجزائري احتواء الحرائق بعد أن أوقعت عشرات القتلى وأجبرت سكان على الفرار.

فيضانات وحرائق - موجة طقس شديدة التقلب تضرب أوروبا

وسط موجة حر مستمرة في جنوب غرب القارة، عانت أوروبا من طقس شديد التقلب في مطلع الأسبوع، بسبب الأمطار الغزيرة التي جلبت فيضانات وعمليات إجلاء في عدة دول، في حين استمرت الحرائق في اجتياح مناطق في إسبانيا والبرتغال.

حرائق اليونان - العثور على 18 جثة في منتزه يشتبه بأنها لمهاجرين حالة استنفار في قطاع السياحة بسبب التغير المناخي خبراء: حرائق الغابات تهدد النظام البيئي في اليونان

في غضون ذلك، يزداد التوتر في البلاد، بعدما ذكر سكان أنه تم ضبط 13 باكستانيا وسوريا متلبسين وهم يحاولون إشعال نار خارج مدينة ألكساندروبولي في منطقة إيفروس المحاذية لتركيا.

ونشر أحد السكان الثلاثاء الماضي تسجيلا بالبث الحي على فيسبوك يظهر المهاجرين مكدّسين داخل مقطورة، متباهيا بأنه قبض عليهم لمحاولتهم "إحراقنا". وعلّق مستخدم آخر على البث قائلا "لا تعرضهم.. احرقهم".

وقبض على الرجل، إلى جانب اثنين آخرَين يشتبه بتورطهما، فيما شددت السلطات على أنها لن تتسامح مع "الاقتصاص". ووُجّهت اتهامات لثلاثة معتقلين بالتحريض على أعمال العنف العنصرية.

أما المهاجرون، فاتُّهموا بالدخول بشكل غير قانوني ومحاولة إشعال حريق. لكن مصدرا حكومية أفاد صحيفة "كاثيميريني" بأن الأدلة ضدّهم تبدو أنها مرتبطة بإشعالهم النار من أجل الشواء. وترافق هذا الخطاب مع حملة تضليل إعلامية.

وذكرت منصة إخبارية في إيفروس أن 20 مهاجرا أوقفوا خارج ألكساندروبولي بعدما تبادلوا إطلاق النار مع الشرطة، وهو أمر نفته السلطات لاحقا. كما نشرت محطة "أوبن" التلفزيونية الوطنية الأربعاء تصحيحا بعدما ذكرت خطأ أن مهاجرَين ضبطا أثناء إضرامهما النار في منطقة رودوبي المجاورة.

واجتاح  حريق هائل اندلع السبت شمال اليونان، ما أدى إلى تنفيذ أكثر من 14 ألف عملية إجلاء، بما في ذلك في مستشفى محلي. وأفاد رئيس بلدية ألكساندروبولي يانيس زامبوكيس أنه اندلع بسبب البرق. وبحلول الخميس، اندمجت الحرائق المستعرة على عدة جبهات لتشكّل خطا يمتد على مسافة 15 كيلومترا فوق مساحة 60 ألف هكتار من الأراضي الزراعية والغابات. تقع المنطقة على بعد بضعة كيلومترات فقط من الحدود التركية. ويعبر المهاجرون بمساعدة مهرّبين إلى المنطقة بشكل دائم.

وفي عام 2020، حاول عشرات آلاف المهاجرين الوصول إلى هذه المنطقة النائية في شمال شرق البلاد حيث وقعت صدامات مع قوات الأمن اليونانية تواصلت لأيام. ومن المقرر استكمال العمل على تمديد حاجز فولاذي بطول 37,5 كلم لسد الطريق بحلول نهاية العام.

وبعد اندلاع أول الحرائق السبت قرب ألكساندروبولي، انتشرت صور وتسجيلات مصوّرة على وسائل التواصل الاجتماعي قيل إنها لأجهزة بدائية تشعل الحرائق صنعها مهاجرون يعبرون الحدود مع تركيا. لتزداد المشاعر المناهضة للمهاجرين في المناطق الحدودية اليونانية حيث يتّهم السكان طالبي اللجوء بالسرقة ويشيرون إلى أن القيادة المتهورة للمهرّبين تشكّل خطرا كبيرا على السلامة المرورية. وقال خريستوس باسخالاكيس، الذي يقطن إيفروس، لفرانس برس "أنا مقتنع تماما بأن مهاجرين تسببوا بالحرائق". وأضاف "إنهم يحرقوننا ويسرقون منا ويقتلوننا في حوادث مرورية".

بدوره، أفاد فاجيليس راليس (70 عاما) من داديا، وهي قرية قريبة من  حديقة وطنية رئيسية  احترقت العام الماضي "لا شك لدي في أن مهاجرين أشعلوا حريق الغابات.. أحرقوها العام الماضي وعادوا هذا العام لإتمام المهمة. ربما يتلقون المال مقابل القيام بذلك. يريدون تدميرنا". وعثر يوم الخميس على جثتين في منتزه داديا الوطني.

وأثارت القضية جدلا سياسيا هذا الأسبوع بعدما ضم زعيم حزب "الحل اليوناني" القومي كرياكوس فيلوبولوس صوته إلى من يهاجمون المهاجرين وأشاد بالرجل الذي يشتبه بأنه أوقف بسبب اعتقاله لهم. كما دعا النائب من الحزب ذاته باري باباداكي السكان إلى "اتّخاذ إجراءات" نظرا إلى أن المهاجرين "يعرقلون" الطيارين العاملين على إخماد الحرائق. وقال في منشور على فيسبوك "نحن في حالة حرب".

وخلال الانتخابات الوطنية في حزيران/يونيو، حقق حزب فيلوبولوس وحزبان آخران من اليمين المتشدد أفضل نتائج لهم في شمال اليونان. وفي منطقة إيفروس، نال حزب "الحل اليوناني" نحو تسعة في المئة من الأصوات. ويعتقد أن 19 من الأشخاص العشرين الذين قضوا في حرائق هذا الأسبوع كانوا من المهاجرين.

وعُثر على 18 شخصا، بينهم طفلان الثلاثاء، قرب قرية تقع على بعد 38 كلم عن الحدود التركية. كما عُثر على مهاجر آخر ميتا في منطقة ليفكيمي القريبة من الحدود التركية قبل يوم على ذلك. وتوقع قائد حرس الحدود في إيفروس، فالانديس غيالاماس، لفرانس برس أن يتم العثور على جثث مزيد من المهاجرين مع ازدياد عمليات العبور من تركيا في الأيام الأخيرة.

وتم توقيف 140 شخصا بتهمة إشعال الحرائق عمدا منذ بدأت السبت، ووجهت اتهامات لـ37 منهم. وترتبط 62 قضية بحرائق اشتعلت من غير قصد، بينما تتعلّق القضايا الـ11 الباقية بأعمال متعمّدة. ودعت منظمة العفو الدولية اليونان الأربعاء إلى "إجلاء جميع العالقين في منطقة إيفروس وأولئك غير القادرين على التحرّك بأمان بسبب الحرائق بشكل عاجل، وضمان قدرة اللاجئين والمهاجرين الذين دخلوا اليونان بشكل غير منظّم على طلب اللجوء بحيث لا تتم إعادتهم قسرا وبشكل غير مشروع عند الحدود".

ف.ي/ع.ش (د.ب.ا، ا.ف.ب)

المصدر: DW عربية

كلمات دلالية: اليونان حرائق الغابات حرائق الغابات في اليونان دويتشه فيله اليونان حرائق الغابات حرائق الغابات في اليونان دويتشه فيله حرائق الغابات فی الیونان فی منطقة

إقرأ أيضاً:

الاتصال الأول بين عون والشرع لضبط الحدود الشرقية

شهدت الساعات الأخيرة اتصالًا هو الأول بين الرئيس جوزاف عون ونظيره السوري أحمد الشرع، تم خلاله الاتفاق على ضرورة التنسيق الأمني المشترك لضبط الأوضاع الميدانية ومنع الانفلات الأمني واستهداف المدنيين.
وذكرت "نداء الوطن" أن الاتصال كان إيجابياً تم الاتفاق خلاله على التنسيق الكامل بين الجهات الرسمية في البلدين، وبأن الأمور تتجه إلى التهدئة اليوم، وسط تأكيدات من الطرفين أن الجهات الرسمية فقط هي المولجة  معالجة الأمر وضبط الحدود. 
ميدانياً، شهدت الحدود اللبنانية السورية عند معبر جوسية ليل الخميس، تبادلًا للمختطفين بين كل من هيئة تحرير الشام وعدد من العشائر الناتجة عن إشتباكات عنيفة دارت بين الطرفين في منطقة حاويك السورية الحدودية،  كما شهدت الحدود، صباح أمس، توترات أمنية تمثلت بقصف مدفعي من قبل هيئة تحرير الشام من جهة بلدة القصير السورية.
وطال القصف، بلدة جرماش السورية التي يقطنها لبنانيون، فيما إنفجرت طائرة مفخخة أطلقتها هيئة تحرير الشام فوق مرتفعات محيط بلدة جرماش السورية.
ووصلت النيران الى الأراضي اللبنانية، بعد سقوط صاروخين في محيط بلدة الكويخ شمال قضاء الهرمل أطلقا من ريف القصير السورية.
وأسفر التوتر على الحدود اللبنانية السورية والقصف المدفعي عن سقوط قتيلين و10 جرحى معظمهم من عشيرة آل جعفر.
كذلك، سقطت عدة صواريخ في أحراج منطقة أكروم العكارية، أثارت الرعب في نفوس سكان المنطقة، إلا أنها لم تسفر عن سقوط أي إصابات.
وقد بدأ الجيش اللبناني بإرسال تعزيزات إلى منطقة قلد السبع في جرود الهرمل.
وسقط 3 جرحى لبنانيين في بلدات القصر وكلات الماء والكواخ، بعد توسع الاشتباكات بين العشائر اللبنانية وهيئة تحرير الشام في جرماش.
 

مقالات مشابهة

  • ألمانيا: نصف المهاجرين غير الشرعيين من سوريا وأوكرانيا
  • السلطات الأمريكية تسمح بعودة سكان المناطق المنكوبة بكاليفورنيا إلى منازلهم
  • الاتصال الأول بين عون والشرع لضبط الحدود الشرقية
  • خبراء بيئة.. حرائق كاليفورنيا تحذير صارخ من تأثيرات تغيّر المناخ المتزايدة
  • غدا.. حفل توزيع جوائز اختيارات النقاد بعد تأجيله بسبب الحرائق
  • رصد اقتران القمر بالثريا في سماء الحدود الشمالية
  • منظر خلاب.. رصد اقتران القمر بالثريا في سماء الحدود الشمالية
  • مطاردة نمر لخنزير تنتهي بوقوعهما في بئر معا
  • وفاة 17 طفلاً في حريق مدرسة بنيجيريا
  • "القريطة" تثري الغطاء النباتي في منطقة الحدود الشمالية