الروبل يتفوق على الذهب: مكاسب بـ38 في المئة مقابل الدولار
تاريخ النشر: 19th, April 2025 GMT
بعد عقوبات راهنت عليها واشنطن من أجل تدمير الاقتصاد الروسي، عاد الروبل ليسجّل ارتفاعات قياسية جعلته "العملة الأقوى" أداء على مستوى العالم خلال العام الحالي، متفوقا بذلك على الذهب الذي يُعد ملاذا تقليديا آمنا.
الروبل سجّل مكاسب بلغت 38 في المئة مقابل الدولار، مدعوما بعوامل داخلية وخارجية، أبرزها:
1- أسعار الفائدة المحلية المرتفعة بشكل قياسيّ.
2- دخول الدولار نَفَق الضغوط المتزايدة، بسبب تصاعد حروب الإدارة الأمريكية التجارية.
وأطلق الرئيس الأمريكي دونالد ترامب حربا تجارية ضد حلفائه الغربيين، فرض من خلالها مجموعة غير مسبوقة من الرسوم الجمركية. هذه الرسوم فاجأت الأسواق بحجمها وبشدتها، وخلقت أجواءَ قلق جعلت المستثمرين يتوقعون تباطؤا اقتصاديا حادا، ترافق مع هبوط في قيمة الدولار الأمريكي.
كان الروبل معفى من ضغوط هروب رؤوس الأموال، وذلك لأنّ القيود المفروضة على حركة رأس المال في روسيا وفرّت حماية كبيرة للاقتصاد، كما أن ارتفاع تكلفة الاقتراض المحلي لعب دورا فاعلا في دعم العملة الروسية
في المقابل، كان الروبل معفى من ضغوط هروب رؤوس الأموال، وذلك لأنّ القيود المفروضة على حركة رأس المال في روسيا وفرّت حماية كبيرة للاقتصاد، كما أن ارتفاع تكلفة الاقتراض المحلي لعب دورا فاعلا في دعم العملة الروسية.
وبالرغم من استمرار العقوبات الغربية على روسيا منذ بداية الحرب الأوكرانية في شباط/ فبراير 2022، فإنّ العوامل المحلية ساهمت في تعزيز الروبل بمواجهة ضعف الدولار. لكن في المقابل، فإن هذه الميزة تسببت بتراجع سعر برميل النفط، وهو ما قد يؤدي إلى تقليص إيرادات الطاقة الروسية.
ويواصل المصرف المركزي الروسي المحافظة على سياسة نقدية حذرة من أجل الحد من التضخّم، حيث يبلغ سعر الفائدة الأساسي 21 في المئة، وهو ما ساهم في تقليص الطلب على العملات الأجنبية في الداخل الروسي. وفي الوقت ذاته، تُلزم السلطات الروسية المُصدّرين ببيع جزء من عائداتهم بالعملات الأجنبية في السوق المحلية، ما يضيف مزيدا من الدعم للروبل.
ولم يتوقف تألق الروبل على هذه العوامل فحسب، فقد أدى الانفراج بملف المفاوضات مع الولايات المتحدة الأمريكية، واحتمال لقاء زعيم الكرملين فلاديمير بوتين بنظيره الأمريكي دونالد ترامب، إلى إعادة جاذبية العملة الروسية كخيار جيد في صفقات "تجارة الفائدة"، والتي تعني الاقتراض بعملة منخفضة الفائدة مقابل الاستثمار بأخرى عالية العائد.
وعلى الرغم من استمرار مخاطر العقوبات، فإنّ المستثمرين الأجانب يتجهون إلى الدول الحليفة لروسيا من أجل الوصول إلى الأصول المقوّمة بالروبل ذات العوائد المرتفعة، بينما تسعى الشركات الروسية إلى إعادة تمويل ديونها المحلية عبر قروض أرخص مقومة باليوان الصيني، مما يدفع إلى مزيد من تحويل العملات الأجنبية إلى الروبل.
ومع انخفاض الدولار إلى أدنى مستوى له في ستة أشهر، استمرت تقلبات سياسات الرسوم الجمركية الأمريكية، وهو ما زاد من مخاوف المستثمرين تجاه الأصول الأمريكية، التي أضعفت ثقتهم بالدولار وسندات الخزانة باعتبارهما ملاذين غير آمنين.
هذا وتوجه المستثمرون نحو الذهب مع تصفية حيازاتهم من الدولار، في ظل توقعات بتفاقم الاضطرابات وحال عدم اليقين، تزامنا مع قفز الذهب بنسبة 26 في المئة منذ بداية العام، ليحتل المرتبة الثانية بعد الروبل في قائمة الأصول الأفضل أداء أمام الدولار.
حلّ الروبل الروسي أولا بمكاسب بلغت 38 في المئة، بينما ثبت الذهب نفسه في المركز الثاني بمكاسب وصلت إلى 26 في المئة، تلاه الكرونا السويدي بـ14 في المئة، كما حلّت الفضة رابعة بـ12 في المئة
وحلّ الروبل الروسي أولا بمكاسب بلغت 38 في المئة، بينما ثبت الذهب نفسه في المركز الثاني بمكاسب وصلت إلى 26 في المئة، تلاه الكرونا السويدي بـ14 في المئة، كما حلّت الفضة رابعة بـ12 في المئة.
وبحسب الخبراء، فقد استفاد الروبل من 3 تطورات، منذ بداية العام:
1- تحسّن العلاقات بين بوتين وترامب، وهو ما عزّز الثقة في الأسواق الروسية.
2- السياسة النقدية المتشددة التي قلّلت من الطلب المحلي على الواردات، وزادت من المعروض الصافي من العملات الأجنبية.
3- استخدام الحكومة الروسية لصندوق الثروة الوطني من أجل بيع العملات الصعبة وتحقيق التوازن في مواجهة انخفاض أسعار النفط.
وفاجأ صعود الروبل الحكومة الروسية، التي بنت موازنة عام 2025 على سعر صرف متوسط يبلغ 96.5 روبل مقابل الدولار، أي أضعف بنسبة 14 في المئة من المستوى الحالي.
وأشار المركزي الروسي في ملخص مناقشاته بشأن سعر الفائدة الأساسي إلى أن ارتفاع الروبل قد يكون ناجما عن تجدّد اهتمام المستثمرين بالأصول الروسية وسط تحسن نسبي في الأوضاع الجيوسياسية. كما رجح التقرير أن يكون سعر الفائدة الأساسي المرتفع نسبيا أحد العوامل الداعمة للعملة.
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي مدونات مدونات الاقتصاد الروبل الدولار روسيا العملات اقتصاد روسيا الدولار الروبل عملات مدونات مدونات مدونات قضايا وآراء مدونات قضايا وآراء سياسة صحافة سياسة اقتصاد اقتصاد سياسة اقتصاد سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة قضايا وآراء أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة العملات الأجنبیة فی المئة من أجل وهو ما
إقرأ أيضاً:
تصريحات ترامب فجّرت الطلب على الملاذ الآمن
اهتزت الأسواق العالمية مجدداً تحت وطأة الحروب التجارية الجديدة. فمن جهة، تصريحات ترامب المتخبطة، ومن جهة أخرى، الردود التي تبادر بها الدول في مواجهة الرسوم الجمركية الإضافية، كل ذلك أدى إلى انفجار الطلب على الذهب كملاذ آمن. وزاد من حالة القلق في الأسواق تهديد ترامب بإقالة رئيس مجلس الاحتياطي الفيدرالي جيروم باول، معبّراً عن استيائه من معدلات الفائدة، ما دفع سعر أونصة الذهب لتجاوز 3509 دولارات.
وتُظهر مواقف ترامب المتكررة بشأن الفائدة تعارضاً واضحاً مع توجهات الاحتياطي الفيدرالي، ما يساهم في ترسيخ أجواء القلق في الأسواق. هذا المشهد المتوتر دفع بالدولار للتراجع، وسرّع في الوقت ذاته من اندفاع المستثمرين نحو الذهب كخيار آمن. كما لمّح ترامب إلى احتمال تباطؤ الاقتصاد الأمريكي، بينما استمر في انتقاد باول الذي يفضّل عدم تغيير معدلات الفائدة حتى تتضح آثار خطط الرسوم الجمركية على التضخم.
الذهب الذي يُنظر إليه كملاذ آمن أمام الأزمات، كان مع بداية العام عند مستوى 2674 دولاراً للأونصة، لكنه واصل صعوده السريع منذ تولي ترامب مهامه. وفي واحدة من أكثر الفترات اضطراباً، أثبت الذهب مجدداً مكانته كخيار استثماري موثوق، حيث لامس سعر الأونصة 3000 دولار خلال الأسبوع الأول من مارس، وتخطى هذا المستوى في أبريل 2025. ومع بداية أبريل، كان السعر عند 3200 دولار، لكنه قفز في غضون 20 يوماً فقط متجاوزاً 3500 دولار، مسجلاً مستوى تاريخياً جديداً. ومنذ بداية العام، بلغ معدل الارتفاع في سعر الأونصة 31.2%. أما في السوق المحلية، فقد واصل الذهب صعوده؛ حيث تجاوز سعر الغرام 4300 ليرة تركية، وارتفع سعر الربع ليرة ذهب إلى أكثر من 7000 ليرة.
اقرأ أيضاأمر نادر الحدوث في سوق الذهب.. خبير تركي يحذر
الثلاثاء 22 أبريل 2025وفي مذكرة صادرة عن بنك الاستثمار الأمريكي “جيفريز غروب” ومقره نيويورك، جاء فيه: “نعتقد أن الذهب أصبح آخر ملاذ آمن حقيقي، وذلك في ظل موجة بيع سندات الخزانة الأمريكية مؤخراً، ونظراً للعلاقة الوثيقة بين هذه السندات وسياسات الرسوم الجمركية، ومع استمرار الحرب التجارية مع الصين والتوتر المالي الداخلي في أمريكا”.