مليار دولار في أقل من ثلاثة أسابيع ومسؤولون في البنتاجون والكونجرس يقروّن بفشل الحملة الأمريكية
تاريخ النشر: 19th, April 2025 GMT
ناشيونال إنترست: رغم إنفاق 4.86 مليار دولار وفقدان طائرات متطورة لم تنجح واشنطن في استعادة الردع المفقود موقع MintPressNews الأمريكي: الضربات تستهدف مناطق سكنية وبنى تحتية مدنية وسط غياب تام لأهداف عسكرية واضحة
الثورة / محمد شرف
تستعد القوات المسلحة اليمنية لجولة جديدة من الهجمات الموجّهة ضد حاملة الطائرات الأمريكية «كارل فينسون» التي وصلت إلى البحر الأحمر مؤخراً، بعد تعرض «هاري ترومان» لأكثر من إصابة خلال الأسابيع الماضية أدّت إلى إخضاعها للصيانة، ما أضطر «القيادة المركزية الأمريكية» إلى استقدام «فينسون»، حيث «هاري ترومان» لم تعد بكامل طاقتها، رغم التكتم الأمريكي.
وهو ما دفع عضو المجلس السياسي الأعلى محمد علي الحوثي، إلى القول في منشور له على منصة «إكس» أن «واشنطن تستخدم التموية بخصوص ترومان»، وتحدّى «القيادة المركزية الأمريكية» بنشر فيديو لها لإثبات أنها لا تزال في البحر الأحمر كما تزعم، ما يشير إلى أن صنعاء لديها معلومات عن كل تحركات البحرية الأمريكية في البحر الأحمر، ولا سيما أن غالبية العمليات العدوانية الجوية التي تنفّذها واشنطن بواسطة قاذفات «بي 2»، مصدرها قاعدة دييغو غارسيا المحيط الهادئ وليس «ترومان»، كما تُظهر نوعية القنابل الحديثة التي استخدمها العدوان الأمريكي خلال الأيام الماضية في سلسلة هجمات طاولت عدداً من المحافظات اليمنية.
فعلى مدى الأيام الماضية، اقتصرت مشاهد الفيديو المنشورة من قبل «القيادة المركزية» على مقاطع لجنود على متن حاملة الطائرات «فينسون» زاعمة أنهم يواصلون عملياتهم ضد الحوثيين خلافاً لمقاطع سابقة حرصت فيها على نشر مقاطع مزدوجة لحاملتَي الطائرات.
ووفقاً لمصادر إعلامية في صنعاء، فإن اقتصار مقاطع البحرية الأمريكية على «فينسون»، يؤكّد فرضية خضوع «ترومان» لأعمال صيانة في إحدى القواعد الأمريكية في البحر الأحمر.
يأتي ذلك وسط توقعات مراقبين بإدخال قوات صنعاء أسلحة جديدة إلى المعركة خلال الفترة المقبلة. فقد أكّد عضو المكتب السياسي لـ «أنصار الله»، حسين العزي، في تدوينة على «إكس» أن «الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، «يقتل المدنيين ويختار التصعيد.
وقال» للتذكير نؤكّد أن كل ما تعانيه قواته من نزيف ورعب لا يزال حتى الآن ضمن تحفيزاتنا الناعمة لوقف عدوانه غير المبرّر «، موضحاً أن «القادم الوشيك يفوق تصوّرات العدو ويمثّل بداية حقيقية لتاريخ جديد». وجدّد تحميل واشنطن مسؤولية التصعيد القادم، وقال إنه «يمكنها وقف عدوانها قبل فوات الأوان».
عملية عسكرية باهظة التكاليف محدودة الأثر
في غضون أسابيع قليلة من انطلاق العدوان الأمريكي على اليمن منتصف مارس 2025، بدأت مؤشرات الإخفاق الأمريكي تتجلى بصورة متسارعة ليس فقط في ميدان العمليات العسكرية بل داخل دوائر القرار الأمريكي نفسها.
تقارير تؤكد أن اليوم، تتكشّف صورة عملية عسكرية باهظة التكاليف محدودة الأثر وذات تداعيات استراتيجية قد تكون بعيدة المدى على الجاهزية العسكرية الأمريكية نفسها.
فبحسب تقرير نشرته شبكة CNN الأمريكية، بلغت تكلفة الحملة العدوانية الأمريكية على اليمن نحو مليار دولار في أقل من ثلاثة أسابيع من بدايتها دون تحقيق أهداف ملموسة على الأرض.
وينقل تقرير الشبكة عن ثلاثة مسؤولين أمريكيين تأكيدهم أن الهجمات الأمريكية على اليمن لم تؤدِ إلى تدمير القدرات العسكرية اليمنية وهو ما يشكل مؤشراً صريحاً على فشل الحملة من الناحية التكتيكية رغم توظيف ترسانة واسعة من الأسلحة الدقيقة والمتطورة.
حتى اليوم شملت الغارات الأمريكية على اليمن استخدام صواريخ كروز بعيدة المدى وقنابل موجهة إضافة إلى صواريخ توماهوك فضلاً عن قاذفات استراتيجية من طراز B-2 ، بالإضافة إلى استقدام حاملة طائرات إضافية وسرب من المقاتلات وأنظمة الدفاع الجوي إلى منطقة القيادة المركزية الأمريكية وكلّ هذا لم يحقق هدفاً واحداً من أهداف الحملة العدوانية على اليمن بحسب الجنرالات الأمريكيين.
ويقرّ مسؤولون في البنتاجون وفقاً لتقرير CNN بوجود فجوة استخباراتية كبيرة تعيق التقييم الدقيق لأثر الضربات الجوية مشيرين إلى صعوبة تحديد حجم الترسانة العسكرية التي لا تزال تمتلكها القوات اليمنية ما يكشف عن إخفاق أمريكي في العنصر الاستخباراتي الذي يُعد ركيزة أساسية لأي عملية عسكرية.
في ظل الاستنزاف السريع للذخائر والموارد يُرجّح خبراء أن يضطر البنتاغون قريباً إلى طلب تمويل إضافي من الكونغرس غير أن هذا الطلب يأتي في ظل تصاعد الانتقادات من كلا الحزبين داخل المؤسسة التشريعية الأمريكية بل ومن داخل السلطة التنفيذية نفسها حيث وصف نائب الرئيس جيه دي فانس العملية الأمريكية بأنها “خطأ” بحسب ما نقلته مجلة ذا أتلانتيك عن تسريبات سغنال.
إلى جوار كلّ هذا يثير استخدام كمٍّ هائل من الذخائر الاستراتيجية الأمريكية في اليمن قلق قادة الجيش الأمريكي في منطقة المحيطين الهندي والهادئ والذين عبّروا عن خشيتهم من أن يؤدي استنزاف الصواريخ الأمريكية سيما من نوع توماهوك إلى تقويض جاهزية الولايات المتحدة في حال اندلاع مواجهة محتملة مع الصين وتشير هذه التحذيرات إلى أن الحرب في اليمن قد تؤثر سلبًا على أولويات الأمن القومي الأمريكي في مناطق أكثر حساسية.
بالإضافة إلى تقرير السي إن إن؛ نشرت صحيفة نيويورك تايمز مؤخّراً تقريراً تضمن إقرار مسؤولين في البنتاغون وأعضاء في الكونجرس بأن الحملة الجوية على اليمن لم تحقق النجاح المطلوب في تحييد القدرات العسكرية اليمنية رغم الإنفاق الهائل.
يشير تقرير الصحيفة الأمريكية إلى أن القوات اليمنية قامت بتحصين مواقعها وتعزيز دفاعاتها بشكل كبير خلال الفترة الماضية مما حال دون تعطيل قدرتها على تنفيذ هجمات صاروخية في البحر الأحمر.
كما يوضح تقرير نيويورك تايمز أن وزارة الدفاع أنفقت أكثر من 200 مليون دولار على الذخائر وحدها خلال فترة وجيزة إلى جانب التكاليف التشغيلية المرتفعة المرتبطة بنشر حاملات الطائرات، والقاذفات ومجموعة من أنظمة الدفاع الجوي في المنطقة دون أن ينعكس ذلك على أرض المعركة بنتائج استراتيجية.
وفقاً لشهادات المسؤولين الأمريكيين تُظهر العملية العسكرية العدوانية الأمريكية ضد اليمن حالة نموذجية لفشل القوة العسكرية التقليدية أمام فاعلين يمتلكون قدرة عالية على التكيّف والمرونة في بيئة قتالية غير متماثلة إذ أُنفقت واشنطن مليارات الدولارات واستُخدمت تكنولوجيا متقدمة دون تحقيق شيء.
ترامب يعترف بفشل الهجمات على اليمن
ترمب الذي طالما هدد وتوعد بإبادة وقتل ما أسماهم بـ “الحوثيين”، يعترف في لقاء له بالبيت الأبيض مع المجرم نتنياهو في التاسع من أبريل الجاري، بفشل الهجمات العدوانية الأمريكية في وقف ضربات صنعاء ضد القطع الحربية البحرية الأمريكية.
وقال ترمب “ إن هجمات الحوثيون على السفن وحاملات الطائرات وأصول أخرى مستمرة”.
كما أقرّ، في مؤتمر صحفي، بختام لقائه مع رئيس وزراء العدو الإسرائيلي نتنياهو، في البيت الأبيض بأن “الحوثيون يصنعون المسيرات المتقدمة والمتطورة لا أحد يعرف ذلك ولكنهم يصنعونها”، وأضاف أن الحوثيين يصنعون الصواريخ المتطورة والمميتة للغاية ولديهم خبراء في صناعتها ولم يكن أحد يتوقعها .
فشل أمريكي في استعادة الردع المفقود
تقارير أمريكية حديثة تصف حملة ترمب بالفاشلة رغم الإنفاق العسكري الضخم، وخسائر الطائرات بدون طيار، واستنزاف الذخائر المتقدمة.
وبينما تواصل الإدارة الأمريكية الترويج لأهمية حماية خطوط الملاحة الدولية، يواجه البنتاغون انتقادات متزايدة بشأن استراتيجية الانخراط في هذه المعركة، في وقتٍ تتراجع فيه الأولوية الاستراتيجية للمنطقة مقارنةً بمناطق أخرى.
التحذيرات تتوالى من داخل دوائر صنع القرار في وزارة الدفاع الأمريكية بشأن وتيرة استخدام الذخائر الدقيقة وعالية التكلفة، والتي توصف بأنها محدودة ومخصصة لمواجهات أكثر أهمية في مسارح استراتيجية أخرى، مثل منطقة المحيطين الهندي والهادئ.
وبحسب خبراء عسكريين، فإن استمرار العمليات بهذا النسق قد يؤثر على الجاهزية العسكرية الأمريكية في حال اندلاع صراعات أوسع، خاصة في ظل التوترات المتزايدة مع الصين وروسيا.
في هذا السياق قالت صحيفة ناشيونال إنترست إن الحملة العسكرية التي تقودها الولايات المتحدة ضد قوات صنعاء في البحر الأحمر قد تفشل في تحقيق أهدافها، ما لم تُصحح الأخطاء التي أعاقت العمليات السابقة، وهو ما يبدو مشكوكًا فيه بحسب تقارير وزارة الدفاع الأمريكية.
وأضافت الصحيفة بأنه ورغم الإنفاق الأمريكي الضخم الذي بلغ نحو 4.86 مليار دولار، وفقدان طائرات بدون طيار متطورة مثلMQ-9 Reaper في مواجهة صواريخ وطائرات مسيرة منخفضة التكلفة، لم تنجح واشنطن حتى الآن في استعادة الردع المفقود، وفقًا لما جاء في المقال التحليلي الذي كتبه تشاد كونكل.
الذي قال بأن العمليات في البحر الأحمر تستنزف ذخائر باهظة الثمن ومحدودة الندرة، وهي ضرورية في مناطق أكثر أهمية للمصالح الأمريكية، وفي مقدمتها منطقة المحيطين الهندي والهادئ.
وبينما تستخدم قوات صنعاء طائرات مسيرة وصواريخ رخيصة الثمن لكنها فعّالة، تُخاطر الولايات المتحدة بخسارة المزيد من طائرات MQ-9 Reaper المسيرة بقيمة 30 مليون دولار، مضيفا: “لقد أثبت الحوثيون قدرتهم على الصمود بشكل خاص في الحملات الجوية طويلة الأمد”.
استهداف المدنيين
إلى ذلك، نشر موقع MintPressNews الأمريكي تقريرًا “كشف فيه أن الحملة العسكرية التي أطلقها ترمب على اليمن، منذ منتصف مارس الماضي، كلّفت دافعي الضرائب قرابة مليار دولار خلال ثلاثة أسابيع فقط، دون تحقيق أي أهداف عسكرية ملموسة، وسط تصاعد أعداد الضحايا المدنيين”.
وذكر التقرير، الذي أعده الصحفي روبرت إنلاكيش، أن “الغارات الجوية الأمريكية أسفرت عن مقتل أكثر من 130 مدنيًا، بينهم نساء وأطفال، في ضربات استهدفت مناطق سكنية وبنى تحتية مدنية، من بينها منشآت مياه ومرافق عامة، وسط غياب تام لأهداف عسكرية واضحة”.
ورغم إعلان ترامب، بعد أسبوعين فقط من بدء الحملة، أن “أنصار الله انتهوا”، استمرت الغارات بلا توقف، ما دفع مسؤولين في إدارته، نقلًا عن شبكة CNN، للتحذير من استنزاف مخزونات الأسلحة عالية التقنية، بما فيها الذخائر المخصصة لردع الصين.
كما أشار الموقع إلى فشل قاذفات بي-2 النووية، التي تم نشرها في القاعدة الأمريكية في دييغو غارسيا، في تدمير منشآت عسكرية تابعة لأنصار الله خلال عملية سابقة في أكتوبر 2024م، رغم تكلفتها الباهظة.
ووفقًا للموقع، فإن إدارة ترامب صعّدت عملياتها الجوية بالتزامن مع غارات إسرائيلية وبريطانية، تسببت في مقتل المئات من المدنيين منذ نوفمبر 2023م، في محاولة لوقف عمليات اليمن العسكرية في البحر الأحمر، والتي فرضت حصارًا فعليًا على الملاحة الإسرائيلية لأكثر من 16 شهرًا.
ورأى التقرير أن “الحملة الأمريكية، التي تفتقر لتفويض من الكونغرس وتبرير قانوني واضح، تُهدد بتحوّلها إلى مستنقع جديد”، مؤكدًا أن “عمليات أنصار الله في البحر الأحمر لم تستهدف إلا السفن الإسرائيلية، بينما تواصل السفن التابعة لدول محايدة الإبحار دون اعتراض”
المصدر: الثورة نت
إقرأ أيضاً:
ترومان تفر من البحر الأحمر.. الهزيمة الأمريكية تتكرّس تحت وقع الضربات اليمنية
يمانيون../
تتوالى مشاهد الانكسار الأمريكي في البحر الأحمر، وهذه المرة بانسحاب مدوٍ لحاملة الطائرات “هاري ترومان”، التي غادرت المنطقة تجر أذيال الخيبة، بعد أن تلقت ضربات يمنية مؤلمة أخرجتها عن الخدمة تماماً. مغادرة “ترومان” لا تمثل فقط خطوة تكتيكية، بل تؤشر على تحول استراتيجي مفصلي يؤكد أن محاولة كسر الإرادة اليمنية باءت بالفشل.
المسؤولون الأمريكيون، وعلى غير عادتهم، لم يستطيعوا إنكار الحقيقة، إذ أكد أحدهم اليوم أن “هاري ترومان” ستغادر منطقة الشرق الأوسط خلال الأيام المقبلة، وسط نقاشات حول إمكانية استبدالها بحاملة طائرات أخرى، بهدف الإبقاء على وجود مزدوج في المنطقة. لكن الواقع الميداني يعكس صورة مختلفة؛ فخسارة “ترومان” بهذا الشكل المذل تؤكد هشاشة القوة الأمريكية أمام تصاعد الردع اليمني.
تأكيد هذا الانسحاب لم يكن مفاجئاً، خاصة بعد التصريحات التي أدلى بها فخامة الرئيس مهدي المشاط في لقائه بمجلس الدفاع الوطني، حيث كشف أن الحاملة الأمريكية فقدت السيطرة بشكل كامل نتيجة للضربات الدقيقة والمركزة التي نفذتها القوات المسلحة اليمنية دعماً لغزة، ما أدى إلى تعطيلها وإخراجها من الخدمة.
وكانت “هاري ترومان” قد دخلت البحر الأحمر أواخر العام ٢٠٢٤، وكان من المفترض أن تبقى لمدة ١٥ شهراً، إلا أن الأحداث الميدانية أجبرتها على الانسحاب خلال أقل من ٣ أشهر، بعد أن اضطرت سابقاً للذهاب إلى اليونان لإعادة التزود بالذخيرة.
وخلال تلك الفترة، خضعت الحاملة لعدة عمليات هجومية استهدفتها بالصواريخ والطائرات المسيّرة، وحققت إصابات مباشرة أفقدتها القدرة على أداء مهامها، وهو ما وصفه مراقبون عسكريون بأنه ضربة نوعية للهيمنة الأمريكية على خطوط الملاحة، خصوصاً في ظل الدعم اليمني المستمر للمقاومة الفلسطينية.
ورأى محللون عسكريون أن الإعلان الأمريكي لا يعكس فقط اعترافاً غير مباشر بالهزيمة، بل يؤكد حجم الفشل الذريع في تأمين حركة السفن نحو كيان الاحتلال، وهو ما يعد نجاحاً استراتيجياً لليمن في كسر الهيبة العسكرية الأمريكية.
ما جرى لحاملة “ترومان” ليس حادثاً معزولاً، بل حلقة في سلسلة الانتصارات التي يسطرها الشعب اليمني وقواته المسلحة في معركة السيادة والكرامة، في مواجهة واحدة من أكبر القوى العسكرية العالمية، التي باتت اليوم تفقد توازنها شيئاً فشيئاً أمام قوة الإرادة والصمود.