أكبر اقتحامات للأقصى منذ احتلاله وصمت عربي وإسلامي غير مسبوق
تاريخ النشر: 19th, April 2025 GMT
في مشهد غير مسبوق منذ احتلال القدس عام 1967، يشهد المسجد الأقصى موجة من الاقتحامات المتتالية تجاوزت حدود الاستفزاز لتصل إلى مرحلة فرض أمر واقع جديد.
فعلى مدار 5 أيام متواصلة، تدفق نحو 7 آلاف مستوطن إلى ساحات الحرم القدسي الشريف في صورة تعكس تحولا خطيرا في مسار الصراع.
"الأقصى مستباح".. هكذا استهلت فاطمة التريكي تقريرها المصور، وهي تنقل مشاهد صادمة لم يسبق لها مثيل في تاريخ المسجد المبارك، حيث دخل المستوطنون بالآلاف، في جماعات وفرادى، يرقصون ويغنون ويؤدون شعائر تلمودية في استعراض قوة متصاعد.
وفي مشهد مواز، كما رصدت التريكي، يتمايل وزير الأمن القومي الإسرائيلي المتطرف إيتمار بن غفير داخل الحرم الإبراهيمي في الخليل، متنقلا بين المقدسات الإسلامية بحرية تامة، "رائحا غاديا مقتحما" دون أن يجد من يوقفه أو يعترض طريقه، في تحدٍّ سافر للمشاعر الدينية والتاريخية للمسلمين.
وتحمل هذه المشاهد في طياتها مفارقة مؤلمة، ففي زمن غير بعيد، كانت مثل هذه الاستفزازات كفيلة بإشعال المنطقة برمتها وإطلاق موجات غضب تهتز لها العواصم العربية والإسلامية.
فقبل 25 عاما فقط، أشعل اقتحام رئيس الوزراء الإسرائيلي آنذاك أرييل شارون للمسجد الأقصى انتفاضة فلسطينية واسعة، واندفع الناس إلى الشوارع في كل أنحاء العالم الإسلامي احتجاجا.
إعلانبينما يخيّم اليوم صمت مطبق "من المحيط إلى المحيط، ومن المحيط إلى الخليج"، كما تصفه معدة التقرير، فيما يرى مراقبون أن الدماء الفلسطينية التي تُسفك منذ شهور على مرأى العالم في إبادة لا هوادة فيها، مقترنة بردود الفعل العربية الهزيلة، قد دفعت إسرائيل لتجاوز مرحلة التحدي إلى زمن الهيمنة المطلقة.
مخطط توراتيوتشير التريكي، في تقريرها، إلى ما تصفه بـ"مخطط توراتي غير خاف" يسعى إلى إحياء مزاعم الهيكل الغابر مكان المسجد الأقصى، في ضربة تستهدف دين المسلمين وهويتهم وثقافتهم.
ويتزامن هذا مع ما تتعرض له الضفة الغربية من عمليات تهجير صامتة، حيث تُفرغ المخيمات ويُهجّر عشرات الآلاف من الفلسطينيين تدريجيا، "بصمت، تمهيدا، برأي كثر، لأمر أكبر".
وفي خضم هذا المشهد المأساوي، يبدو الانقسام الفلسطيني عاملا مضاعفا للمأساة، فهناك تيار يؤمن بالمقاومة ويقع بين مطرقة الإبادة الإسرائيلية وسندان الملاحقة والحصار، وسلطة وصفتها معدة التقرير بأنها "كأنها صرح خيال، فلا هي موجودة ولا هي غائبة، بلا موقف ولا فعل ولا مشروع وطني بديل".
ويقف الأردن، صاحب الوصاية الدينية والتاريخية على مقدسات فلسطين، أمام تحدٍّ متعاظم، بسلطة شكلية لا تتجاوز الحضور الإداري، بلا قوة تردع أو توقف تهويدا متسارعا.
كما تبدو الجامعة العربية، وفق التقرير، كيانا يجتمع ويندد ويقرر على الورق، بينما تظل غزة "مسرحا مثاليا لذلك العرض".
وفي تناقض صارخ للحظة التاريخية، تبدو منظمة التعاون الإسلامي، التي ولدت من نار حريق الأقصى عام 1969، كأنها ابتلعها الصمت في أكثر اللحظات حرجا منذ تأسيسها.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حريات
إقرأ أيضاً:
عشرات المستوطنين يقتحمون باحات المسجد الأقصى تحت حماية شرطة الاحتلال
اقتحم عشرات المستوطنين، اليوم الأربعاء، باحات المسجد الأقصى المبارك في مدينة القدس الشرقية المحتلة وسط الضفة الغربية، تحت حماية شرطة الاحتلال الإسرائيلي.
وأفادت وكالة الأنباء الفلسطينية وفا، بأن المستوطنين اقتحموا المسجد الأقصى على شكل مجموعات، ونفذوا جولات استفزازية في باحاته، وأدوا طقوسا تلمودية، بحماية قوات الاحتلال، موضحة أن قوات الاحتلال الإسرائيلي شددت إجراءاتها العسكرية عند أبواب البلدة القديمة والمسجد الأقصى، وفرضت قيودا على دخول المصلين الفلسطينيين.
وفي سياق الأعمال الاستفزازية للاحتلال الإسرائيلي، اقتحمت القوات اليوم شرق مدينة نابلس، حيث اقتحم عدد من المركبات العسكرية منطقة الضاحية، وبلاطة البلد شرق نابلس، وتم مداهمة عدد من المنازل، وتفتيشها والعبث بمحتوياتها.
وأوضحت الوكالة أن قوات الاحتلال احتجزت 4 فلسطينيين لفترة من الوقت، ثم أفرجت عنهم، ولم يبلغ عن اعتقالات، مشيرة إلى أن القوات أغلقت اليوم الشارع الرئيسي الواصل بين محافظتي رام الله ونابلس، مبينة أن الاحتلال أغلق الطريق الرئيسي بين المدينتين من مفترق اللبن الشرقية حتى مدخل بلدة ترمسعيا.
وأشارت إلى أن الاحتلال منع مركبات الفلسطينيين من المرور، بحجة تأمين مسيرة للمستوطنين في الشارع المذكور.
وفي ذات السياق، شددت قوات الاحتلال الإسرائيلي، اليوم، إجراءاتها العسكرية على حاجز الحمرا العسكري في الأغوار الشمالي، في كلا الاتجاهين، وأعاقت مرور المركبات لوصول المواطنين إلى أماكن عملهم.
يذكر أنه منذ عامين عادت التشديدات العسكرية على الحاجز المذكور، ما رافقه من انعكاسات سلبية على حياة المواطنين، وإعاقة وصولهم إلى أماكن عملهم، والحاجز المقام عند مفترق طرق يربط مدن الضفة الغربية، بالأغوار الفلسطينية، أحد المنافذ الرئيسية التي من خلالها يحاول المواطنون التنقل بين محافظات الضفة الغربية، والأغوار.
وفي سياق متصل، استشهد فلسطيني وأصيب آخر اليوم الأربعاء، إثر استهداف الاحتلال منزلا شرق خان يونس جنوب قطاع غزة.
وأفادت وكالة الأنباء الفلسطينية بوصول شهيد وإصابة إلى مجمع ناصر الطبي جراء القصف الإسرائيلي على بلدة بني سهيلا، بعد استهداف الطيران الحربي منزلا لعائلة البريم فجر اليوم وسط بلدة بني سهيلا.
كما أصيب فلسطيني من سكان بلدة دير الغصون شمال طولكرم، الليلة الماضية، برصاص قوات الاحتلال الإسرائيلي، بالقرب من جدار الفصل والتوسع العنصري المقام على أراضي بلدة زيتا شمال طولكرم.
اقرأ أيضاًعشرات المستوطنين يقتحمون المسجد الأقصى بحماية شرطة الاحتلال الإسرائيلي
عشرات المستوطنين الإسرائيليين يقتحمون المسجد الأقصى تحت حماية شرطة الاحتلال