إيكوجي التربية الإيجابية على الطريقة اليابانية
تاريخ النشر: 18th, April 2025 GMT
يعد السلوك الجيد للأطفال في اليابان إحدى السمات البارزة التي يمكن ملاحظتها هناك، ويعود الفضل في ذلك إلى أسلوب التربية الياباني المعروف باسم "إيكوجي"، الذي يعتمد عليه الآباء منذ قديم الزمان لتنشئة الأطفال.
يرجع أصل هذا الأسلوب إلى قرون عديدة، رغم التغيرات الكبيرة التي طرأت على الحياة في تلك الفترة، إلا أن بعض القيم مثل أهمية العائلة لا تزال تحظى بنفس المكانة في الثقافة اليابانية.
يركز هذا الأسلوب على غرس قيم الطاعة والانضباط والشعور بالمسؤولية والواجب لدى الطفل، وتعزيز احترام الذات، ويعتمد على دعم الجوانب الإيجابية لدى الطفل دون عقاب، وتختلف الطرق المتبعة بحسب المرحلة العمرية التي يمر بها الطفل، ووفق هذا الأسلوب تنقسم مراحل التربية إلى 3 مراحل يعتمد في كل منها منهجا تربويا مختلفا.
قبل سن الخامسة.. اكتشاف كل شيءتستمر المرحلة الأولى من حياة الطفل حتى بلوغه سن الخامسة، حيث يكون مركز الكون في عائلته، محاطًا بالحب والرعاية من الأهل. وفي السنوات الثلاث الأولى، غالبًا ما تكرس الأم وقتها بالكامل لطفلها، ويُستخدم حامل الأطفال ليظل الطفل قريبًا منها حتى أثناء إنجاز مهامها المنزلية.
إعلانيصبح الطفل في هذه الفترة محور اهتمام الأسرة حتى بلوغه سن الثالثة، حين يبدأ في اكتساب بعض الاستقلالية. ويظل دور الوالدين حاسمًا في هذه المرحلة، حيث يحرصان على إشباع فضول الطفل وتحفيزه على الاستكشاف.
في هذه الفترة، نادرًا ما يواجه الطفل الكثير من الرفض أو كلمة "لا"، ويُسمح له بالكثير من التجارب. الحديث هنا يدور حول تلبية رغبة الطفل في الاستكشاف، وكيف يخصص الوالدان وقتًا كبيرًا لرعاية طفلهما.
المدرسة والمسؤوليةبعد بلوغه الخامسة ودخوله إلى المدرسة تبدأ المرحلة الثانية من حياته وتشهد تحولا جذريا، كما يشير موقع "تشلدرن سيرش" إلى تدخل كثير من القواعد والقيود، ويبدأ أيضا في اكتساب المهارات التي تساعده في الاستقلال، عنوان هذه المرحلة هو "الخادم" ويصبح الطفل جزءا من المجتمع وتوضع معايير اجتماعية أخرى موضع التنفيذ، فيتحول التركيز هنا من رغبات الطفل وحده، إلى المصلحة الجماعية ودوره في المجتمع ويتعلم عندها مهارات التواصل مع الآخرين ومفهوم المسؤولية والعمل الجماعي.
تتمحور الأنشطة المختلفة التي يمارسها الأطفال في المدرسة؛ الرياضة والأنشطة الترفيهية، حول العمل الجماعي مع تعزيز الاستقلالية ويتعلم الطفل أن الالتزام بهذه المعايير المتعلقة بدوره كفرد في المجتمع يفوق في أهميته الإنجازات الفردية.
وتستمر هذه المرحلة حتى الخامسة عشرة من عمره، وتتعاون الأسرة مع المدرسة في غرس القيم ذاتها، ويتعلم الأطفال في هذه المرحلة، تقديم المساعدة لأفراد الأسرة؛ للوالدين والأجداد والإخوة، ويقضون أوقاتهم معا في تنظيف المنزل أو التسوق أو غسل الملابس.
العمل إلى جانب الدراسةتبدأ المرحلة الثالثة عند بلوغ الطفل سن الخامسة عشرة، حيث يصبح في هذه المرحلة عضوًا كاملًا في المجتمع. وتعتمد العلاقة بين المراهقين وآبائهم على مبادئ المساواة والاحترام، ويكتسب المراهقون في هذه الفترة القدرة على اتخاذ قرارات مستقلة، تبدأ باختيار مظهرهم الشخصي وتمتد إلى اختيار مسارهم التعليمي والمهني.
إعلانفي هذه المرحلة، غالبًا ما يتحمل الأطفال مسؤوليات تجاه أشقائهم الأصغر سنا، ويبدأ بعضهم في ممارسة أعمال مختلفة بهدف إضافة دخل إلى جانب الدراسة.
نصائح من إيكوجيعلى الرغم من التحديات التي قد تواجه تطبيق هذا الأسلوب التربوي، نظرًا لأنه يعتمد على تعاون أفراد ومؤسسات المجتمع في غرس القيم المشتركة، وهو ما قد لا يتوفر في العديد من المجتمعات، فإن هناك بعض القواعد العامة التي يمكن اتباعها، مثل:
في اليابان، لا يمتلك الأطفال العديد من الألعاب، ويتعلمون تقدير الألعاب التقليدية وقضاء الوقت مع الأطفال الآخرين أو مع العائلة. وفي مرحلة لاحقة، يتعلم الأطفال كيفية الادخار وكسب المال بأنفسهم لتحقيق رغباتهم الشرائية.
وتولي الأسرة اهتماما خاصا بعدم إغراق الطفل في وسائل الراحة الزائدة أو حمايته المفرطة، بل تتركه يختبر الفشل والمعاناة أحيانا ليتعلم من خلال التجارب المختلفة.
أوقات عائلية ممتعةفي مقابل توفير أشياء مادية أقل، تمنحه العائلة أوقاتا جيدة أكثر، ويتعلم الأطفال احترام أوقات تناول الطعام مع العائلة فتعتبر فرصة لجمع شملها.
وتقدس العائلات قضاء وقت ممتع في العطلات ونهاية الأسبوع، ويحترم الأطفال غياب الآباء إذا كانت أعمالهم لا تسمح بالمشاركة في هذه الأوقات.
الانضباط والمسؤوليةاتباع روتين يومي منظم يعزز قيم الانضباط، حيث يتم غرس قيمة المسؤولية منذ وقت مبكر. وغالبًا ما يذهب الأطفال إلى المدرسة بمفردهم، وأحيانًا يكون الطفل الأكبر مسؤولًا عن رعاية أشقائه أثناء الطريق إلى المدرسة، في بيئة آمنة ومهيأة لذلك.
في المنزل، يتم تخصيص مهام يومية للطفل كجزء من مسؤولياته، مثل جمع ألعابه أو ملابسه، أو ترتيب مائدة الطعام، أو المشاركة في الطهي عندما تسمح سنه بذلك.
التربية الإيجابيةيعتمد الآباء في توجيه الأبناء على تعزيز الجوانب الإيجابية بالمدح والتشجيع وتقدير الإنجازات، ويلتزم الآباء بشرح عواقب السلوك السيئ ويلزمون الأطفال بتصحيح هذه العواقب، ويتجنبون العقاب قدر الإمكان، إلا إذا كان الطفل كثير التمرد فيلجؤون هنا لعقاب مثل عدم السماح له بمغادرة المنزل أو ملازمة غرفته.
إعلانالمصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حريات فی هذه المرحلة هذا الأسلوب المرحلة ا
إقرأ أيضاً:
محامي الطفل ياسين يكشف مفاجأة عن مديرة المدرسة: غاب 3 شهور
صرح عصام مهنا، محامي أسرة الطفل ياسين، أن مديرة المدرسة لم تكن متهمة في القضية ولكنها كانت تدافع عن الجاني وقدمت مستندات للنيابة بأن الجاني لا يأتي للمدرسة إلا يومين فقط في الأسبوع وهما الأثنين والخميس، مشيرة إلى أن الطفل ياسين كان يغيب يومي الإثنين والخميس لمدة ثلاثة أشهر.
وأوضح مهنا خلال مداخلة هاتفية مع الإعلامية نهال طايل في برنامج «تفاصيل» المذاع على قناة «صدى البلد2» :"رغم محاولات التأجيل التي تمت في بداية الجلسة، كنا مستعدين تمامًا للمرافعة، لأن التأجيلات في قضايا من هذا النوع تؤذي نفسيًا الطفل وأسرته، والطفل ياسين كان موجودًا معنا منذ الصباح، ونام داخل القاعة من شدة الإرهاق.
وأشار مهنا إلى أن مواد الاتهام التي قُدمت في بداية القضية كانت مقتصرة على مواد قانون العقوبات، والتي تضع الحد الأقصى للعقوبة عند 15 عامًا من الأشغال الشاقة المؤقتة، لكن اليوم تم تعديل القيد والوصف القانوني بإضافة مواد جديدة من قانون الطفل، تجرم وتشدد العقوبات في جرائم الاعتداء الجنسي، خصوصًا إذا كان الطفل تحت رعاية المتهم، ما قد يرفع العقوبة إلى حد الإعدام.
وأضاف مهنا:"ترافعنا أمام هيئة المحكمة، وكذلك دفاع المتهم، ثم قضت المحكمة بالحكم الذي أثلج صدور الجميع، ورد نار الأم والأب، والطفل لا يدرك حجم ما جرى، فهو لا يزال في السادسة من عمره، بالكاد بدأ دراسته في مرحلة كي جي 1 طفل صغير تعرض لفعل مشين، لا تحتمله لا فطرة الإنسان ولا حتى الحيوانات.
واختتم بقوله:"نحمد الله على هذا الحكم العادل، بعد أن نجحنا في تحويل مجرى القضية من حكم مخفف إلى إدانة حقيقية تعبّر عن حجم الجريمة".