لجريدة عمان:
2025-04-27@02:26:44 GMT

جيل الاستحقاق .. المعاملة بالمثل

تاريخ النشر: 18th, April 2025 GMT

إلى عهد قريب شكلت الثيمة الاجتماعية فـي مختلف المجتمعات التقليدية؛ مناخا آمنا للاستقرار، والاطمئنان، وما يتبع ذلك من التعاون والتكافل، والتوافق فـي المواقف؛ على الأقل؛ ولو للحظة آنية، أو لمناسبة طارئة، أو معد لها سابقا، وتناسلت هذه الصورة فـي كثير من المجتمعات التقليدية ــ على وجه الخصوص ــ مع ما تشهده من خروقات سلوكية يقوم بها بعض الأفراد، وعد ذلك سلوكا شاذا فـي مرحلته الآنية، ولأنه كذلك تتكاتف ضده مجموعة من المحفزات الاجتماعية للوقوف ضده، كروابط النسب، والمصالح الاجتماعية المشتركة التي تمثلها المناسبات، أو الحاجة فـي المجتمع القروي الواحد.

ولأن القرى تتشابه فـي ظروفها إلى درجة التطابق، ظلت هذه الصورة مخيمة على المشهد العام، واعتاده الناس فـي مختلف قراهم، وعدّ من يخرج عن هذا النسق الاجتماعي على أنه شاذ السلوك، ناكر للمعروف، ضارب بأخلاق المجتمع عرض الحائط، وردة الفعل تكون يجب عدم السكوت عنه، ولا يستبعد أن يعقد أبناء المجتمع اجتماعا للتشاور عن ما اقترفه هذا الابن فـي القرية من سلوك غير مرحب به، للخوف الكبير من شق عصا الطاعة على الجميع، ولذلك كان من المعتاد جدا أن يؤدب الكبير أي صغير؛ حتى وإن لم يكن ولده؛ شذ فـي سلوكه عن العرف العام، حيث يعتبر أبناء القرية أبناء كل أب فـي القرية، ولا يثير إجراء قام به رجل فـي المجتمع القروي ضد طفل أو شاب أتى بسلوك غير مقبول، وقد أعطيت معلم مدرسة القرآن اليد الطولى فـي هذا الشأن، ولن تكون هناك أية مراجعة من قبل ولي أمر أي طالب لديه عندما يعزره المعلم لسلوك غير سوي قام به، فالجميع يدرك أن ما يقوم به معلم القرآن هو فـي صالح هذا الولد المتعلم.

تغير الوضع الآن، مع دخول «اﻟﻌﺎﻟﻢ ﺣﻘﺒﺔ ﻣﺎ ﺑﻌﺪ اﻟﺤﺪاﺛﺔ اﻟﺠﺪﻳﺪة اﻟﺘﻲ ﺗﺘﻤﻴﺰ ﻋﻠﻰ ﻧﺤﻮ ﻣﺘﺰاﻳﺪ ﺑﺎﻟﺰﻳﻒ، وﻋﺪم اﻟﺼﺪق، وﻣﺤﺎﻛﺎة اﻟﻮاقع»- كما يعلل البعض - وفـي محاكاة الواقع الكثير من التزييف، والخروج غير الآمن عن الحقيقة، وذلك لأنها تؤدلج الحياة الحقيقية إلى حياة افتراضية، فيقنع العقل الباطني بأن الحياة هكذا، ولا داعي لأن تكون حقيقة مادية ملموسة، قد يتم ذلك عبر الأجهزة التقنية الحديثة التي يعقد معها الصغار صفقة رابحة من طول الزمن المستقطع من حياتهم العادية اليومية، مع خطورة هذا الاحتواء التقني للناشئة، والخطورة تكمن ليس فقط فـي ابتعاد هذا الطفل عن الواقع الحقيقي الذي يعيشه من حوله، ولكن فـي مجموعة البرامج التي تعرض فـي هذه الأجهزة، وهي جلها قائمة على المنافسة، وعلى ثقافة الاستحقاق، والمعاملة بالمثل، وليس على التضحية، والتعاون، والتوافق كما يفترض على الواقع، مع ما يرافق ذلك من مشاهد العنف القاسي الذي تدمن عليه الأنفس، فتمارسه على الواقع من دون مبرر فـي أحايين كثيرة.

ونتيجة لذلك تظهر اليوم شكاوى كثيرة من قبل كبار السن من المربين، والمنظرين، والساعين إلى الرجاء بوجود مجتمع يكون فـيه أفراده؛ أكثر تعاونا، وأكثر ترابطا، وأكثر توافقا، هذه الشكاوى تشي كلها إلى نشأة جيل يُحَيِّدُ هذه القيم المثالية جانبا، ويسعى إلى استبدالها بقيم أخرى قائمة على المقابل، وعلى الأحقية، وعلى الشعور أن الفرد قد أدى ما عليه، وعلى الطرف الآخر أن يرد الدين، وأن مسألة التضحية لأجل خاطر الآخر، مسألة فوضوية يجب أن تحاط بقيمة مادية ملموسة، وأن المثالية التي يروج لها هي نوع من التفريط فـي الحقوق، حتى وإن شعر الذي ينادي بذلك أن الواجب الذي عليه لم يكتمل باستحقاقاته الواجبة، وبالتالي فعلى الطرف الآخر أن يدفع.

المصدر: لجريدة عمان

إقرأ أيضاً:

عاجل | دعم ومساندة استثنائية من الرئيس السيسى للتسهيلات الضريبية


وزير المالية: تطبيق دقيق لما أعلناه ومتابعة مستمرة لاستعادة ثقة الممولينالمأموريات والمراكز والمناطق الضريبية بدأت تنفيذ قوانين «التيسيرات الضريبية» بحوافز استثنائية
 
إجراءات وقواعد تنفيذية واضحة ومحددة.. لإنجاح مسار تبسيط المنظومة الضريبية
 
سأكون بين زملائى وشركائنا من الممولين فى المأموريات والمراكز لتذليل أى عقبات أولًا بأول
 
توسيع القاعدة الضريبية بتخفيف العبء والتكلفة والتحفيز على التسجيل «نقطة ومن أول السطر»
 
كوادر بشرية مؤهلة للدعم الفنى ميدانيًا وإلكترونيًا
 
خدمات ضريبية عادلة ومحفزة للجميع.. «معًا.. نبدأ صفحة جديدة.. ثقة.. شراكة.. ومساندة»
 
درسنا سويًا التحديات الضريبية.. وحددنا الأولويات.. وحزمة التيسيرات دخلت حيز التنفيذ
 
نطبق الآن حلولًا غير تقليدية لإنهاء المنازعات الضريبية وغلق «الملفات القديمة»
 
«الفحص بالعينة» لكل المراكز الضريبية من الموسم الحالى.. ومقابل التأخير لنتجاوز أصل الضريبة
 
خططوا لمشروعاتكم.. واعرفوا الالتزامات الضريبية المستقبلية عبر منظومة «الرأى المسبق»
 
يحق لصغار الممولين حتى ٢٠ مليون جنيه سنويًا فى كل الأنشطة الاستفادة من الحوافز والإعفاءات والتيسيرات غير المسبوقة
 
عدد كبير من الجهات المحايدة يتولى تقييم التسهيلات الضريبية على أرض الواقع من منظور الممولين
 
تناغم المجموعة الوزارية الاقتصادية يدعم توجه الدولة نحو تهيئة بيئة استثمارية جاذبة
 
أقول لزملائى من العاملين بالضرائب:
 
نثق فى قدرتكم على بناء حالة إيجابية جديدة مع الممولين
 
فخورون بحماسكم.. مع بدء هذا المسار المُحفِّز للإصلاح الضريبى


أكد أحمد كجوك، وزير المالية، أن هناك دعمًا  ومساندة استثنائية من الرئيس عبدالفتاح السيسى،  للتسهيلات الضريبية، موضحًا أننا ملتزمون بالتطبيق الدقيق لما أعلناه بالحزمة الأولى من الحوافز والتيسيرات، والمتابعة المستمرة لاستعادة ثقة الممولين.

أضاف أن المأموريات والمراكز والمناطق الضريبية بدأت تنفيذ قوانين «التيسيرات الضريبية» على أرض الواقع بحوافز استثنائية، وإجراءات وقواعد تنفيذية واضحة ومحددة، تضمن إنجاح مسار تبسيط المنظومة الضريبية، والإسهام فى تحسين بيئة الأعمال، لافتًا إلى أن تناغم المجموعة الوزارية الاقتصادية يدعم توجه الدولة نحو تهيئة بيئة استثمارية جاذبة.

قال الوزير: «سأكون بين زملائى وشركائنا من الممولين فى المأموريات والمراكز؛ لتذليل أى عقبات أولًا بأول، وهناك كوادر بشرية مؤهلة للدعم الفنى والتواصل الفعال مع المجتمع الضريبى، ميدانيًا وإلكترونيًا».

أضاف: نستهدف تقديم خدمات ضريبية عادلة ومحفزة لجميع الممولين.. «معًا.. نبدأ صفحة جديدة.. ثقة.. شراكة.. ومساندة»، وقد درسنا سويًا التحديات الضريبية، وحددنا الأولويات، ودخلت حزمة التيسيرات حيز التنفيذ، والآن نُطبق حلولًا غير تقليدية لإنهاء المنازعات الضريبية وغلق «الملفات القديمة»، وأصبح نظام الفحص بالعينة يشمل كل المراكز الضريبية بدءًا من الموسم الحالى، وأن مقابل التأخير لن يتجاوز «أصل الضريبة».

وجَّه الوزير حديثه لمجتمع الأعمال قائلًا: خططوا لمشروعاتكم.. واعرفوا الالتزامات الضريبية المستقبلية عبر منظومة «الرأى المسبق» بمصلحة الضرائب المصرية، مؤكدًا أن توسيع القاعدة الضريبية سيكون بتخفيف الأعباء والالتزامات عن كل الممولين والتكلفة أيضًا والتحفيز على التسجيل دون النظر للماضى «نقطة ومن أول السطر».

أشار كجوك إلى أنه يحق لصغار الممولين، الذين لا يتجاوز حجم أعمالهم ٢٠ مليون جنيه سنويًا فى كل الأنشطة،الاستفادة من الحوافز والإعفاءات والتيسيرات غير المسبوقة، التى يتضمنها النظام الضريبى المبسط، لافتًا إلى هناك عددًا كبيرًا من الجهات المحايدة يتولى تقييم «التسهيلات الضريبية» على أرض الواقع من منظور الممولين.

وجَّه الوزير حديثه لزملائه من العاملين بمصلحة الضرائب المصرية، قائلًا: «نثق فى قدراتكم على بناء حالة إيجابية جديدة مع الممولين، ونحن فخورون بحماسكم مع بدء هذا المسار المُحفِّز للإصلاح الضريبى».

مقالات مشابهة

  • عبد اللطيف البوني: سودانان
  • جلسة تبحث تجليات المسكوت عنه في النص والحياة
  • السفير سيد الأهل: دولة الاحتلال تحاول جعل غزة غير صالحة للحياة
  • عاجل | دعم ومساندة استثنائية من الرئيس السيسى للتسهيلات الضريبية
  • حزنت جدا للمصيبة التي حلت بمتحف السودان القومي بسبب النهب الذي تعرض له بواسطة عصابات الدعم السريع
  • منح ميدالية الاستحقاق من الدرجة الثانية لـ 102 مواطنٍ ومقيمٍ لتبرعهم بالدم 50 مرة
  • التوزيع الوظيفي.. بين الواقع والاعتبارات الإنسانية
  • ميدالية الاستحقاق من الدرجة الثانية لـ 102 مواطنٍ ومقيمٍ لتبرعهم بالدم
  • منح ميدالية الاستحقاق من الدرجة الثانية لـ 102 مواطنٍ ومقيمٍ لتبرعهم بالدم
  • خادم الحرمين يوافق على منح ميدالية الاستحقاق لـ 102 مواطن ومقيم