السكان الأصليون والتعاطف مع القضية الفلسطينية.. ما القاسم المشترك؟
تاريخ النشر: 18th, April 2025 GMT
أظهر مقطع فيديو متداول مجموعة من السكان الأصليين في الولايات المتحدة الأمريكية من أبناء السكان الأصليين٬ وهم يعبّرون عن تضامنهم مع الشعب الفلسطيني، من خلال مشاركتهم في مسيرة احتجاجية تندد بالعدوان الإسرائيلي المستمر على قطاع غزة، وترفض سياسات الإبادة الجماعية التي تمارسها قوات الاحتلال.
وقدّم المشاركون في المسيرة رقصات تراثية تنتمي إلى ثقافتهم الأصلية، كجزء من رسالة دعم رمزية تعكس التقاء تجارب الشعوب الأصلية التي عانت من الاستعمار والاضطهاد عبر التاريخ.
السكان الأصليون لأمريكا الهنود الحمر يخرجون في وقفة تضامنية معبرة ويساندون السكان الأصليين لأرض فلسطين pic.twitter.com/ZV4ywKggsM — خبرني - khaberni (@khaberni) April 17, 2025
????The wave solidarity with the Palestinian people and Gaza exhibited by aboriginal and indigenous peoples in North America is truly remarkable.
????️At the rally for ceasefire and solidarity with Palestine in Toronto earlier today ⤵️pic.twitter.com/7aZ1k4DIe9 — Ramy Yaacoub (@RamyYaacoub) November 12, 2023
وتزايدت في الآونة الأخيرة مشاركة السكان الأصليين في الولايات المتحدة ودول أخرى، في الفعاليات والمظاهرات المؤيدة للقضية الفلسطينية، في ظل تشابه تجاربهم التاريخية مع ما يتعرض له الفلسطينيون اليوم من قتل وتهجير وإبادة جماعية.
ويرى مراقبون أن هذا التضامن ينبع من إدراك عميق للتاريخ الاستعماري الذي تعرّض له السكان الأصليون، سواء في أمريكا الشمالية أو أستراليا أو غيرها من المناطق التي شهدت عمليات إبادة جماعية وتهجير قسري بهدف الاستيطان والسيطرة.
???????? Indigenous Americans stand with Palestine: pic.twitter.com/VEaVpKslnW — Khalissee (@Kahlissee) April 6, 2025
ففي الولايات المتحدة، بدأت الهجرات الأوروبية في القرن السابع عشر، مترافقة مع استيلاء واسع النطاق على أراضي السكان الأصليين، تحت ذريعة "الأرض الخالية"، بالرغم من وجود مجتمعات متجذرة وحضارات قائمة في تلك المناطق.
وتشير التقديرات التي رصدها الكاتب منير العكش٬ في كتابه "أمريكا والإبادات الجماعية" إلى أن عدد السكان الأصليين قبل تلك الهجرات كان يتراوح بين 50 إلى 100 مليون نسمة، امتدت حضاراتهم من شمال أمريكا إلى جنوبها. إلا أن الغزو الأوروبي، باستخدام القوة العسكرية والأسلحة البيولوجية، ومنها الأمراض المعدية كالجدري والحصبة، أدى إلى انخفاض عددهم بشكل كارثي إلى نحو 5 – 10 ملايين فقط.
ومن أبرز الممارسات التي وثقها التاريخ، توزيع بطانيات ملوثة بفيروس الجدري على السكان الأصليين عام 1763، في محاولة ممنهجة للقضاء عليهم.
وفي فلسطين، اتبعت الحركة الصهيونية نمطاً استيطانياً مشابهاً بعد وعد بلفور عام 1917، عبر تبني مقولة "أرض بلا شعب لشعب بلا أرض"، متجاهلة الوجود التاريخي والسكاني العريق للفلسطينيين.
Indigenous Peoples Around the World Rise Up Against Israel’s Erasure of Palestinians. @ZarefahBaroud pic.twitter.com/7oiPdUdzdx — Palestine Deep Dive (@PDeepdive) December 11, 2024
وسعى الاحتلال الإسرائيلي، من خلال سياسات التهجير، والشراء القسري للأراضي، وارتكاب المجازر، إلى تفريغ فلسطين من سكانها الأصليين، مستخدماً خطابات تبريرية تصف الفلسطينيين بمجتمعات "غير متحضرة"، تحتاج إلى "رعاية وتطوير" على غرار ما ادعاه المستعمرون الأوروبيون بحق السكان الأصليين في أمريكا.
وقد تمكّن الاحتلال الإسرائيلي إلى حد بعيد من التعتيم على الهوية الوطنية والسياسية للشعب الفلسطيني، عبر اختزالها في بعدٍ عربي عام، في محاولة لطمس خصوصيتها وشرعنة مشروعها الاستيطاني في الأرض الفلسطينية المحتلة.
ولم يكن تعاطف السكان الأصليين مع فلسطين وليد اللحظة، بل هو ثمرة تراكم سنوات من الوعي التاريخي والسياسي المتقاطع، عبّر عنه العديد من الأكاديميين والنشطاء، ومنهم أستاذة علم الاجتماع في جامعة نيومكسيكو، ميلاني يازي٬ المنحدرة من السكان الأصليين، في دراستها المعنونة "التضامن مع فلسطين من أرض ديناي بيكييه" في إشارة إلى أراضي شعب النافاهو من السكان الأصليين بأمريكا الشمالية.
وتستعرض الدراسة، التي أصبحت مرجعاً في هذا السياق، حراكاً اجتماعياً بين السكان الأصليين يسعى إلى نشر الوعي حول أوجه الشبه بين أدوات القمع الاستعماري التي مورست ضدهم وتلك التي تُمارس ضد الفلسطينيين اليوم.
وقد تجاوز هذا الحراك حدود التعاطف، ليصبح التزاماً نضالياً، إذ رفض العديد من النشطاء الأصليين إدانة الهجوم الذي نفذته المقاومة الفلسطينية في 7 تشرين الأول/أكتوبر 2023، واعتبروه شكلاً من أشكال المقاومة المشروعة، شبيهًا بما قامت به حركات تحرر أخرى حول العالم، صنّفت سابقًا كـ"إرهابية" قبل أن يُعاد الاعتراف بها كحركات كفاح من أجل الحرية.
وتحت شعار: "كما أن المستعمرين متحدون في دعم إسرائيل، فإن الشعوب المستعمَرة موحدة في دعم فلسطين"، دعت حركات السكان الأصليين إلى تضامن عالمي مع الشعب الفلسطيني، بما في ذلك دعم حملات المقاطعة التي تقودها حركة المقاطعة وسحب الاستثمارات وفرض العقوبات على الاحتلال الإسرائيلي.
كما شارك العديد من العمال والطلاب والفنانين والأكاديميين والساسة من أصول السكان الأصليين في التوقيع على عرائض تطالب بوقف عمليات التطهير العرقي، ورفع الحصار المفروض على غزة، وإنهاء الاحتلال، وتفكيك نظام الفصل العنصري، والعمل من أجل تحرير فلسطين من الاستعمار الاستيطاني.
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة سياسة عربية مقابلات حقوق وحريات سياسة دولية سياسة دولية الفلسطيني غزة امريكا فلسطين غزة ابادة الاصليين المزيد في سياسة سياسة دولية سياسة دولية سياسة دولية سياسة دولية سياسة دولية سياسة دولية سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة قضايا وآراء أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة السکان الأصلیین فی pic twitter com
إقرأ أيضاً:
مسؤول حكومي: أعداء المغرب يعيشون في عزلة غير مسبوقة والمغاربة وملكهم مع القضية الفلسطينية
أكد عبد الجبار الراشيدي، كاتب الدولة المكلف بالإدماج الاجتماعي، السبت بتطوان، أن أعداء المغرب في ملف الوحدة الترابية للمملكة، يعيشون في عزلة تامة، وذلك حيث تدفع القوى العظمى في العالم في اتجاه السيادة المغربية على الأقاليم الصحراوية.
وأوضح المسؤول الحكومي في مداخلته بالمجلس الإقليمي لحزب الاستقلال بتطوان، أن المغرب يوجد في خضم سياق دولي تتوافد فيه التأييدات للسيادة الوطنية على الصحراء المغربية، موازاة مع تراجع الاعتراف بما أسماها « الجمهورية الوهمية ».
وشدّد الراشيدي على ضرورة استمرار الجبهة الداخلية، والعمل على تقويتها أكثر، مشيرًا إلى أن الهجمات الإلكترونية التي تعرض لها المغرب مؤخرا، تعكس كم أن أعداءه متخوفون من الخط التصاعدي الذي يسير فيه نحو تحقيق التنمية.
وفي سياق منفصل، أبرز رئيس المجلس الوطني لحزب الاستقلال، أنه لا يمكن الحديث في أي مناسبة دون التذكير بمظلومية الشعب الفلسطيني الذي يعاني جراء حرب مدمرة، مؤكدا أن المغاربة وملكهم مصطفون بشكل تام مع القضية الفلسطينية.
وأبرز الراشيدي أن الملك محمد السادس يقوم بالأدوار المنوطة به بصفته رئيسا للجنة القدس، حيث يتخذ مبادرات عديدة، سواء على مستوى الجانب الإنساني تجاه ساكنة قطاع غزة، أو من جانب الحفاظ على هوية مدينة القدس من محاولات طمس معالمها.
وسجّل المتحدّث استنكار وشجب حزب الاستقلال لما تقوم به « سلطات الاحتلال الإسرائيلي من تقتيل وتجويع ودمار وحرب ظالمة تجاه الشعب الفلسطيني الذي يقاوم من أجل إحداث دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشريف »، وفق تعبيره.
كلمات دلالية الراشيدي الصحراء المغربية حزب الاستقلال غزة فلسطين