الخليج الجديد:
2025-04-30@20:20:31 GMT

انقلاب في استراتيجية إسرائيل حيال أراضي 1967

تاريخ النشر: 25th, August 2023 GMT

انقلاب في استراتيجية إسرائيل حيال أراضي 1967

انقلاب في استراتيجية إسرائيل حيال أراضي 1967

هدف هذا الانقلاب سيطرة إسرائيل على الضفة الغربية، وإحباط أي إمكان لتسوية مستقبلية بين إسرائيل وكيان فلسطيني.

ما يحدُث في الساحة الفلسطينية انقلابٍ يوازي الانقلاب القضائي، وهو تغيير المقاربة والطريقة التي تسيطر فيها دولة إسرائيل على أراضي الضفة الغربية.

استراتيجية إسرائيلية جديدة للقضاء على التطلّعات الوطنية الفلسطينية، وعلى الخيار السياسي للتسوية، وتحضير الأوضاع لضم "منطقة ج" كلها إلى دولة إسرائيل.

سياسة إسرائيل حيال الفلسطينيين والاحتلال في أراضي 1967 شكلتها كل حكومات إسرائيل لكن معطياتٍ جديدةٍ لافتة أقدمت عليها الحكومة الحالية الأكثر تطرفًّا يمينيًّا.

نقل الصلاحيات المدنية في أراضي الضفة إلى الوزير سموتريتش، رئيس حزب الصهيونية الدينية اليميني المتطرّف، وإضعاف صلاحيات القائد العسكري على الأرض.

مستوطنات جديدة وتوسيع المستوطنات الواقعة وراء "العائق الأمني" في قلب الأراضي الفلسطينية ومزيد من البؤر غير القانونية، وتساهل مع عنف المستوطنين وممارساتهم الانتقامية.

* * *

منذ تأليف الحكومة الإسرائيلية الحالية، وما أطلقته من خططٍ للتغيير ترتبط أساسًا بالعلاقات بين سلطات الحكم وفئات المجتمع، تتواتر التحذيرات من تداعياتها بعيدة الأثر.

ومع أن التشديد هو على ما تنطوي عليه هذه الخطط من مسّ بالديمقراطية، الذي يمكن برأي بعضهم أن يعرّض علاقات إسرائيل بالولايات المتحدة للخطر، فإن بعضًا آخر التفت، في الوقت عينه، إلى ما وصفه بأنه تغيير "أسلوب العلاقة" مع الفلسطينيين في أراضي 1967 المحتلة، محذّرًا من احتمال أن يؤدّي إلى تدهور علاقات إسرائيل مع الغرب ومع الإدارة الأميركية، ما سيُلحق الضرر بأمن الدولة في المدى القريب، مثلما ورد في التقرير السنوي لمعهد أبحاث الأمن القومي، بعنوان "تقدير استراتيجي لإسرائيل 2023" الصادر قبل شهور.

ولئن كانت السياسة الإسرائيلية حيال الفلسطينيين والاحتلال في أراضي 1967 مدينةً، على وجه العموم، لكل الحكومات المتعاقبة في إسرائيل، فإن هذا لا يعني انتفاء معطياتٍ جديدةٍ يتعيّن الالتفات إليها في ما أقدمت عليه الحكومة الحالية التي تعدّ الأكثر تطرفًّا يمينيًّا.

وهي معطياتٌ تطرّقت إليها وثيقة جديدة صدرت في أواخر الشهر الماضي (يوليو/ تموز) عن معهد الأبحاث المذكور نفسه، وحملت صفة "إنذار عاجل"، وورد فيها، تحت بند "السياق الفلسطيني"، أن ما يحدُث في الحلبة الفلسطينية هو بمثابة انقلابٍ يمكن أن يُعدّ موازيًا للانقلاب القضائي، يركّز على تغيير المقاربة والطريقة التي تسيطر فيها دولة إسرائيل على أراضي الضفة الغربية.

والهدف وراء هذا الانقلاب سيطرة إسرائيل على الضفة الغربية، وإحباط أي إمكان لتسوية مستقبلية بين إسرائيل وكيان فلسطيني. وهذا ما تشفّ عنه استراتيجية جديدة تنتهجها وتسعى من خلالها للقضاء على التطلّعات الوطنية الفلسطينية، وعلى الخيار السياسي للتسوية، وتحضير الأوضاع لضم المنطقة ج كلها إلى دولة إسرائيل، ولاحقًا إنشاء وضع "دولة واحدة مع تفوّق يهودي"، بموجب ما تؤكّد الوثيقة ذاتها.

وتسترسل الوثيقة في استجلاء عناصر هذه الاستراتيجية الإسرائيلية الموصوفة بأنها جديدة، فتحدّدها في:

أولًا، استخدام التصعيد في ما تنعته "إرهابًا فلسطينيًّا" من أجل القيام بـ"ردّ صهيوني شامل" يتضمّن: إقامة مستوطنات جديدة، وتوسيع المستوطنات الواقعة وراء "العائق الأمني" في قلب الأراضي الفلسطينية، وإقامة مزيد من البؤر غير القانونية، والتساهل مع أعمال عنف المستوطنين وممارساتهم الانتقامية.

ثانيًا، نقل الصلاحيات المدنية في أراضي الضفة الغربية إلى الوزير بتسلئيل سموتريتش، رئيس حزب الصهيونية الدينية اليميني المتطرّف، وإضعاف صلاحيات القائد العسكري المسؤول الفعلي على الأرض، وتغيير القواعد والإجراءات المتعلقة بتصاريح البناء في المستوطنات، ونقل وحدة المراقبة إلى سيطرة الوزير سموتريتش، الأمر الذي يسمح بتوسيع الرقابة على البناء الفلسطيني غير القانوني، وغضّ النظر عن البناء الإسرائيلي غير القانوني، والنتيجة تآكل الحاجات والاعتبارات التي تعدّ أمنيّة صرفة، وتقدُّم الاعتبارات المتعلقة بالاستيطان وتوسعته بغية مأسسة الضمّ.

في واقع الأمر، منذ بدء التغيير في المسؤولية الهرمية عما تسمّى الصلاحيات المدنية في الضفة الغربية وتحويلها إلى الوزير الإسرائيلي المذكور في نهاية العام الفائت، أكّدت مصادر إسرائيلية متعدّدة أن هذه الخطوة ليست رمزية، بل لها إسقاطات استراتيجية بعيدة المدى، فالحديث يدور حول التغيير الأول والوحيد الذي سيحدُث في المكانة التنظيمية لهذه الجهات الحكوميّة منذ تأسيسها.

ومن خلاله ستُنقَل هذه المسؤولية من وزير الدفاع المسؤول أيضًا عن الجيش الإسرائيلي، إلى وزير غير مسؤول عن الجيش ولا عن المسائل الأمنية. وفي ما يخصّ الوزير سموتريتش تحديدًا، الأكيد أنه سيتجاهل السلطة الفلسطينية أكثر ممن سبقوه، وسيرفض لقاء ممثليها.

وسيكون منهمكًا حتى أذنيه بتوسيع البناء الاستيطاني، على نحو يسفر عن تغيير بنيوي يمكن أن يسمح بضم فعلي لأجزاء من الضفة بالأساس منطقة ج، وذلك من دون إعلان رسمي، أو أي خطوات قانونية منظّمة. وتثبت الوقائع بشأن الاستيطان أنه ماضٍ في هذا الطريق.

*أنطوان شلحت كاتب وباحث في الشأن الإسرائيلي

المصدر | العربي الجديد

المصدر: الخليج الجديد

كلمات دلالية: فلسطين الضفة سموتريتش إسرائيل منطقة ج الاستيطان الإسرائيلي الدولة الفلسطينية الضفة الغربیة دولة إسرائیل إسرائیل على فی أراضی

إقرأ أيضاً:

انتقادات واسعة لعرض السلطة الفلسطينية المساعدة في إخماد الحرائق لدى العدو

الثورة نت/..

 

استنكر العديد من الكتاب والمحللين والنشطاء موقف السلطة الفلسطينية، التي عرضت على حكومة العدو الصهيوني المساعدة في إطفاء الحرائق التي اندلعت في مستوطنات مدينة القدس، نظرا لتزامن تلك الدعوات والعروض مع استمرار حرب الإبادة ضد قطاع غزة ومخيمات شمال الضفة الغربية.

واعتبرت الكاتبة والناشطة انتصار العواودة ما صدر عن السلطة “استخفاف بالفلسطينيين وإمعان في حالة التفريط والتهادن والاستجداء بالاحتلال الذي يبطش في غزة والضفة”.

وتابعت خلال حديث خاص لـ”قدس برس” اليوم الاربعاء : أنه “في الوقت الذي تشتعل فيه أجساد غزة بنيران العدو، ويموت الأهل جوعا ومرضا وعطشا، وينزح الأهل قسرا في شمال الضفة، يبادر السلطة الفلسطينية بعرض مساعدتها في اطفاء الحرائق داخل الكيان حفاظا على ارواح المستوطنين وممتلكاتهم”.

واردفت: “حقا إن هذه السلطة كرست جهدها للاصطفاف لجانب الكيان ونصرته بكل الميادين، فلم تكتف بالتنسيق الأمني للقضاء على المقاومة في الضفة، بل تعدت ذلك لتكون رجل الاسعاف والاطفاء لإنقاذ حياة المستوطنين”.

من جانبه قال الكاتب والمحلل السياسي مروان القبلاني، إنه “في ظل استمرار الابادة الجماعية في غزة والتي اسفرت عن ارتقاء عشرات الآلاف الشهداء وهدم مئات الآلاف البيوت وتهجير ملايين الفلسطينيين وفي ظل الهجمة الشرسة على مخيمات شمال الضفة الغربية والتي اسفرت عن ارتقاء عشرات الشهداء وهدم مئات البيوت وتهجير عشرات الآلاف المواطنين تقوم السلطة بعرض مساعدتها على العدو من أجل إطفاء الحرائق المنتشرة في منطقة القدس”.

وأكمل متسائلاً: “هذا السلوك غير المبرر والذي يخالف الإجماع الوطني ناتج عن تخلي السلطة عن مسؤولياتها في حماية ابناء الشعب الفلسطيني وتوفير حياة كريمة لهم في ظل المجاعة والحصار المفروض على ملايين الفلسطينيين.

وشهدت وسائل التواصل الاجتماعي سيلا من المنشورات التي تهكمت على قرار السلطة، معتبرة ذلك امعانا في الاستخفاف بمشاعر الفلسطينيين ومحاولة لإثبات ولائها للعدو.

وكشفت قناة “كان” الصهيونية أن السلطة الفلسطينية عرضت على الحكومة الصهيونية المساعدة في إطفاء الحرائق التي تقترب من المستوطنات في القدس، ولم ترد الحكومة الصهيونية على الاقتراح.

مقالات مشابهة

  • الجيش الإسرائيلي يهدم منزلي عائلتين في قرية قبيا شمال الضفة الغربية المحتلة
  • انتقادات واسعة لعرض السلطة الفلسطينية المساعدة في إخماد الحرائق لدى العدو
  • جيش الاحتلال يقتحم بلدة حجة شرق قلقيلية في الضفة الغربية
  • التربية الفلسطينية: استشهاد 14.784 طالباً منذ بدء العدوان الإسرائيلي على غزة
  • أحدثُه اعتقال السمودي .. الاحتلال يوسّع استهدافه للصحفيين في الضفة الغربية
  • قوات العدو تعتقل 14 فلسطينياً في الضفة الغربية
  • قوات الاحتلال الإسرائيلي تقتحم مدن الضفة الغربية
  • حماس: الاحتلال يُحاول يائسا كسر المقاومة الفلسطينية
  • ضمن الاعتداءات.. قوات الاحتلال تنفذ عمليات هدم جنوب الضفة الغربية
  • قوات الاحتلال الإسرائيلي تنفّذ عمليات هدم جنوب الضفة الغربية