انطلقت قافلتين دعويتين مشتركتين بين الأزهر الشريف ووزارة الأوقاف إلى محافظتي: (البحر الأحمر - الجيزة)، اليوم الجمعة 25/ 8/ 2023م، وتضم (عشرة علماء): خمسة من علماء الأزهر الشريف، وخمسة من علماء وزارة الأوقاف، ليتحدثوا جميعًا بصوت واحد حول موضوع: " قضاء حوائج الناس بين الواجب والمندوب ".

قضاء حوائج الناس بين الواجب والمندوب

وأكد علماء الأزهر والاوقاف أن قضاء حوائج الناس من القيم النبيلة التي دعا إليها ديننا الحنيف، وجعلها من أحب الأعمال إلى الله (عز وجل)، وعدَّ المتصفين بها من أحب الناس إليه سبحانه، حيث يقول نبينا (صلى الله عليه وسلم): "أَحَبُّ النَّاسِ إِلَى اللهِ تَعَالَى أَنْفَعُهُمْ لِلنَّاسِ، وَأَحَبُّ الْأَعْمَالِ إِلَى اللهِ تَعَالَى سُرُورٌ تُدْخِلُهُ عَلَى مُسْلِمٍ، أَوْ تَكَشِفُ عَنْهُ كُرْبَةً، أَوْ تَقْضِي عَنْهُ دَيْنًا، أَوْ تَطْرُدُ عَنْهُ جُوعًا، وَلَأَنْ أَمْشِيَ مَعَ أَخِي فِي حَاجَةٍ أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ أَنْ أَعْتَكِفَ فِي هَذَا الْمَسْجِدِ - يَعْنِي: مَسْجِدَ الْمَدِينَةِ - شَهْرًا".

ووعد الله (عز وجل) من يقضي حوائج الناس بالسلامة والنجاة وتفريج الكربات في الدنيا والآخرة، حيث يقول نبينا (صلوات ربي وسلامه عليه): "صَنَائِعُ الْمَعْرُوفِ تَقِي مَصَارِعَ السَّوْءِ، وَالْآفَاتِ وَالْهَلَكَاتِ، وَصِلَةُ الرَّحِمِ تَزِيدُ فِي الْعُمْرِ، وَكُلُّ مَعْرُوفٍ صَدَقَةٌ، وَأَهْلُ الْمَعْرُوفِ فِي الدُّنْيَا هُمْ أَهْلُ الْمَعْرُوفِ فِي الْآخِرَةِ"، ويقول (صلى الله عليه وسلم): "وَمَنْ كَانَ فِي حَاجَةِ أَخِيهِ كَانَ اللَّهُ فِي حَاجَتِهِ، وَمَنْ فَرَّجَ عَنْ مُسْلِمٍ كُرْبَةً فَرَّجَ اللَّهُ عَنْهُ كُرْبَةً مِنْ كُرُبَاتِ يَوْمِ القِيَامَةِ".

 قضاء حوائج الناس من صفات الأنبياء المصطفَين (عليهم السلام)، فهذا موسى (عليه السلام) حين ورد ماء مدين، وجد جماعة من الناس يسقون أنعامهم، ووجد من دونهم امرأتين لا تسقيان حتى يفرغ الرجال الأقوياء من سقي أنعامهم ودوابهم، فلما عرف (عليه السلام) حاجتهما تقدم بنفسه وسقى لهما، حيث يقول الحق سبحانه: "وَلَمَّا وَرَدَ مَاءَ مَدْيَنَ وَجَدَ عَلَيْهِ أُمَّةً مِنْ النَّاسِ يَسْقُونَ وَوَجَدَ مِنْ دُونِهِمْ امْرَأتَيْنِ تَذُودَانِ قَالَ مَا خَطْبُكُمَا قَالَتَا لا نَسْقِي حَتَّى يُصْدِرَ الرِّعَاءُ وَأَبُونَا شَيْخٌ كَبِيرٌ * فَسَقَى لَهُمَا ثُمَّ تَوَلَّى إِلَى الظِّلِّ فَقَالَ رَبِّ إِنِّي لِمَا أَنزَلْتَ إِلَيَّ مِنْ خَيْرٍ فَقِيرٌ".

وزير الأوقاف في الجمعة الثانية من صفر| الإسلام جعل قضاء حوائج الناس في منزلة عالية .. وأعظم الصدقة أجرا وأفضلها خلال شبابك 5 رسائل لوزير الأوقاف من مسجد ناصر في بنها.. صور

وهذا نبينا (عليه الصلاة والسلام) تقول له السيدة خديجة (رضي الله عنها): "وَاللَّهِ مَا يُخْزِيكَ اللَّهُ أَبَدًا، إِنَّكَ لَتَصِلُ الرَّحِمَ، وَتَحْمِلُ الكَلَّ، وَتَكْسِبُ المَعْدُومَ، وَتَقْرِي الضَّيْفَ، وَتُعِينُ عَلَى نَوَائِبِ الحَقِّ"، فكانت حياته (صلى الله عليه وسلم) خير مثال يحتذى به في قضاء حوائج الناس.

غير أن قضاء حوائج الناس منه ما هو واجب، من خلال الزكاة التي هي ركن من أركان الإسلام الخمسة، فبها تُقضى حاجات الناس، وتُفَرَّج كرباتهم، حيث يقول الحق سبحانه: "خُذْ مِنْ أَمْوَالِهِمْ صَدَقَةً تُطَهِّرُهُمْ وَتُزَكِّيهِمْ بِهَا"، ويقول سبحانه: "وَمَا أَنْفَقْتُمْ مِنْ شَيْءٍ فَهُوَ يُخْلِفُهُ وَهُوَ خَيْرُ الرَّازِقِينَ"، ويقول نبينا (صلى الله عليه وسلم): (بُنِيَ الإِسْلَامُ عَلَى خَمْسٍ: شَهَادَةِ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَأَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ اللَّهِ، وَإِقَامِ الصَّلَاةِ، وَإِيتَاءِ الزَّكَاةِ، وَالحَجِّ، وَصَوْمِ رَمَضَانَ)، وقد قرن الله (عز وجل) الزكاة في كثير من المواضع بأعظم الفرائض وأجلِّها وأعلاها مكانة، وهي الصلاة تعظيمًا لشأنهما، حيث يقول الحق سبحانه: "وَأَقِيمُوا الصَّلاَةَ وَآتُواْ الزَّكَاةَ وَمَا تُقَدِّمُواْ لأَنفُسِكُم مِّنْ خَيْرٍ تَجِدُوهُ عِندَ اللّهِ إِنَّ اللّهَ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ "، ويقول تعالى: "الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُم بِالْآخِرَةِ هُمْ يُوقِنُونَ".

ويدخل في وجوب قضاء حوائج الناس كلُّ مَن كُلِّف بالقيام بأمر من أمور حياتهم أيًّا كان تكليفه، وعليه أن ييسر ما استطاع إلى التيسير سبيلًا، حيث يقول نبينا (صلى الله عليه وسلم): (يَسِّرُوا وَلا تُعَسِّرُوا).

وتابع علماء الأزهر والأوقاف أن من قضاء حوائج الناس المندوب إليه ما كان من خلال الصدقات التي تدعم دور الزكاة في تحقيق دورها المجتمعي، لذلك جاء الشرع الحنيف بالحث عليها والترغيب فيها، حيث قال نبينا (صلى الله عليه وسلم) : "إِنَّ فِي الْمَالِ لَحَقًّا سِوَى الزَّكَاةِ"، ثُمَّ تَلا قول الله تعالى: "لَيْسَ الْبِرَّ أَنْ تُوَلُّوا وُجُوهَكُمْ قِبَلَ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ وَلَكِنَّ الْبِرَّ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَالْمَلَائِكَةِ وَالْكِتَابِ وَالنَّبِيِّينَ وَآتَى الْمَالَ عَلَى حُبِّهِ ذَوِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينَ وَابْنَ السَّبِيلِ وَالسَّائِلِينَ وَفِي الرِّقَابِ".

وشدد علماء الأزهر: لا شك أن أجر الصدقات عظيم، وخيرها عميم، حيث يقول الحق سبحانه: "إِنَّ الَّذِينَ آَمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآَتَوُا الزَّكَاةَ لَهُمْ أَجْرُهُمْ عِنْدَ رَبِّهِمْ وَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ"، ويقول نبينا (صلى الله عليه وسلم): "مَا مِنْ يَوْمٍ يُصْبِحُ الْعِبَادُ فِيهِ إِلَّا مَلَكَانِ يَنْزِلَانِ، فَيَقُولُ أَحَدُهُمَا: اللهُمَّ أَعْطِ مُنْفِقًا خَلَفًا، وَيَقُولُ الْآخَرُ: اللهُمَّ أَعْطِ مُمْسِكًا تَلَفًا"، ويقول (صلى الله عليه وسلم): "دَاوُوا مَرْضَاكُمْ بِالصَّدَقَةِ، وَحَصِّنُوا أَمْوَالَكُمْ بِالزَّكَاةِ"، ويقول (صلى الله عليه وسلم): "إِنَّ الصَّدَقَةَ تُطْفِئُ غَضَبَ الرَّبِّ وَتَدْفَعُ مِيتَةَ السُّوءِ".

واختتموا: «فما أحوجنا إلى قضاء حوائج الناس، من خلال البذل والعطاء الواجب والمندوب، سواء أكان زكاة مفروضة، أم صدقاتٍ جارية، أم صدقاتٍ عامة، كما أن الأخذ بيد الضعيف صدقة، وإغاثة الملهوف صدقة، وكف الأذى عن الطريق صدقة، وإعانة ذوي الحوائج صدقة، وكل معروف صدقة».

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: الأزهر وزارة الأوقاف علماء الازهر علماء وزارة الأوقاف قضاء حوائج الناس خطبة الجمعة اليوم الجمعة الثانية من صفر صلى الله علیه وسلم قضاء حوائج الناس علماء الأزهر م ع ر وف

إقرأ أيضاً:

أسامة قابيل: لا يجوز الشماتة في موت الفنانين.. ربنا هو اللي بيحاسب

قال الدكتور أسامة قابيل، من علماء الأزهر الشريف، إن التسرع في إصدار الأحكام على الناس بعد وفاتهم، لا سيما المشاهير أو الفنانين، هو اعتداء على اختصاص إلهي خالص، مشيرًا إلى أن الشماتة في الموت من أشد مظاهر قسوة القلوب.

وقال العالم الأزهري،  خلال حوار مع الإعلامية إيمان رياض،  ببرنامج "من القلب للقلب"، المذاع على فضائية "mbcmasr2"، اليوم الاثنين: "الناس اللي بتقول مات فلان وكان بيغني، أو ربنا هيحزبه علشان كان بيعمل كذا، أنا بقول لهم: اسكتوا، دي مش وظيفتكم. ربنا سبحانه وتعالى هو الحَكَم وهو اللي بيحاسب، وإحنا مأمورين بالدعاء للميت، مش التشفي فيه".

وتابع: "شوفت الناس الأسبوع ده بتتكلم عن فنان توفاه الله، وكل واحد بيحكم عليه كأنه ربنا.. يا جماعة، ده مات! بدل ما تدعوا له، بتشمتوا فيه؟ ده الشماتة في الموت من أسوأ أنواع الشماتة. سيدنا النبي ﷺ كان يدعي: اللهم استرنا فوق الأرض وتحت الأرض ويوم العرض عليك".

المنطقة الأزهرية تشارك في جناح الأزهر الشريف بمعرض مكتبة الإسكندريةأمين البحوث الإسلامية ومدير مكتبة الإسكندرية يفتتحان جناح الأزهر للكتاب .. صوربإصدارات وفعاليات متميزة.. الأزهر يشارك بجناح خاص في معرض الإسكندرية الدولي للكتاب في نسخته الـ ٢٠مرصد الأزهر: سرايا أنصار السنة بسوريا امتداد فكري لداعش في ثوب محلي“البحوث الإسلامية” يفتتح الأسبوع الدعوي الثامن في الجامع الأزهرمرصد الأزهر: تنظيم "حسم" يعيد الظهور بمقطع قديم في محاولة إعلامية فاشلة

وتابع: "اللي بيشمت النهاردة، ممكن يكون هو على نفس السرير بكرة.د، دي دنيا دوارة.. خليك مشغول بنفسك، وافتكر حديث النبي ﷺ: (من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل خيرًا أو ليصمت)".

طباعة شارك أسامة قابيل الأزهر الشريف الشماتة

مقالات مشابهة

  • مقتدى الصدر يطعن بالنبي صلى الله عليه وسلم
  • علماء الأزهر في ندوة بالأسبوع الدعوي: النبي وأصحابه تحملوا الأذى من أجل العقيدة الخالصة
  • فضل إماطة الأذى عن الطريق.. الأزهر يحدد 4 جوائز ربانية تجعلك تسارع إليه
  • هل تصوير المخالفات في الطرق والأماكن العامة تعديًا على الستر.. أزهري يجيب
  • أسامة قابيل: الشماتة تعرض صاحبها للبلاء.. وعلامة غفلة عن الآخرة
  • ربنا اللي بيحاسب.. أسامة قابيل: لا يجوز الشماتة في موت الفنانين
  • ما هدي النبي في إقامة الشعائر والتخفيف عن الناس؟ دار الإفتاء تكشف عنه
  • الأزهر ينصح بـ 5 عبادات في شهر محرم.. اغتنم فضلها فورًا
  • أسامة قابيل: لا يجوز الشماتة في موت الفنانين.. ربنا هو اللي بيحاسب
  • أستاذ بالأزهر: لا يجوز مشاركة المنشورات الدينية أو الأخبار دون تثبّت