دبي: يمامة بدوان

بعد أسبوع فقط، وفي رحلة تمتد لنحو 24 ساعة، هي الفترة التي سيمضيها سلطان النيادي، برفقة زملائه الروّاد على متن مركبة «سبيس إكس دراغون»، في طريق العودة من المحطة الدولية، بعد أن أمضى 6 أشهر في أطول مهمة للرواد العرب في الفضاء.

ويستعد رائد الفضاء الإماراتي غداً الأحد، للترحيب بالزوّار الجدد من الرواد، طاقم «كرو 7»، لدى التحام المركبة التي تقلهم بالمحطة في تمام الساعة 5:50 مساء بتوقيت دولة الإمارات، بعد انطلاقهم اليوم السبت في تمام الساعة 12:27 دقيقة ظهراً بتوقيت الدولة، ليصبح إجمالي الطاقم على متن المحطة 11 رائد فضاء، من عدة دول حول العالم.

وبحسب وكالة الفضاء الأمريكية «ناسا» فإن وزن حمولة مركبة «دراغون»، يصل إلى 21 ألفاً و200 كغم، تحمل على متنها النيادي إلى جانب 3 رواد فضاء آخرين، وعدد من التجارب والأبحاث العلمية، التي أجراها طاقم «كرو 6» في المحطة، بهدف تحليلها وتسجيل بياناتها على الأرض.

اختبارات الانفصال

يبدأ التحضير للعودة إلى الأرض قبل يوم من انفصال المركبة عن وحدة هارموني بالمحطة، حيث يجري أفراد الطاقم اختبارات على أنظمة التحكم والملاحة، بعدها يستعدون للدخول إليها، ويتم غلق البوابات التي تربطها بالمحطة، مع إجراء فحوص التسرب قبل إعطاء إشارة الجهوزية التامة.

وعند التأكد من سلامة وعمل كل الأجهزة داخل المركبة، يبدأ الانفصال بشكل بطيئة، وبعد نحو 3 دقائق من عملية الانفصال، تعمل محركات المركبة بشكل أسرع للوصول إلى مسافة آمنة من المحطة، ثم تبدأ بالهبوط بسرعة معينة، وبعد نحو ساعتين، أو أكثر، توجه المركبة نفسها لتدخل فيما تعرف بمناورة الكبح، للتخفيف من سرعة هبوطها.

سرعة عالية

تمر مركبة «دراغون» بعدة مخاطر أثناء رحلتها خارج الغلاف الجوي، خاصة أنها تسير بسرعة عالية، تصل إلى 27 ألف كم في الساعة، وقد تصطدم في إحدى جزيئات الغازات وتحترق أو تتعطل حركتها، لهذا تلجأ «سبيس إكس» إلى حماية المركبة من خلال اقتباس فكرة الدروع، التي تستخدم لمرة واحدة فقط، وتشتعل عندما تصطدم بجزئيات الهواء، لكنها في نفس الوقت تقوم بحماية المركبة الفضائية نفسها، خاصة أن هذه الدروع تأخذ الحريق بعيداً عن مكان المركب، حيث تم تصميم هذه الدروع من السيراميك، الذي يستطيع توليد حركة للغازات الحارة ودفعها بعيد عن المركبة الفضائية، مع طلاء جسم المركبة بمادة عازلة للحرارة.

وتلتزم «سبيس إكس» بمجموعة شروط، لضمان وصول مركبة «دراغون» إلى الأرض بأمان، أهمها الشكل، حيث أثبتت العديد من الدراسات أن الشكل الكبسولي هو أكثر الأشكال المناسبة من ناحية تقليص درجة الحرارة، التي تنتج بسبب احتكاك المركبة مع جزئيات الهواء، كذلك زاوية الدخول إلى الغلاف الجوي، حيث تمثل زاوية 40 درجة الأنسب لحماية المركبة.

الحمل الحراري

عند دخول المركبة للغلاف الجوي العلوي بسرعة 27 ألف كم بالساعة، أي أكثر من 20 ضعف سرعة الصوت، تتشكل موجة صدمة قوية جداً حول مقدمتها، ما يؤدي إلى ضغط الهواء وزيادة درجة حرارته، لذلك تمثل إدارة الحمل الحراري الهائل تحدياً هندسياً لعودة دخول المركبة بأمان، كما أن درجة حرارة الهواء في طبقة الصدمة عند المرحلة القصوى تتجاوز 7 آلاف درجة مئوية، ما يجعل الدرع الحرارية للمركبة شديد السخونة، بحيث يبدأ في التوهج، إلا أنه قادر على حماية الكبسولة.

وعلى ارتفاع 5.5 كم، تطلق المركبة 2 براشوت لتخفيف السرعة، يلي ذلك إطلاق عدد 4 براشوت أخرى على ارتفاع 2 كم، بهدف تقليل أكثر للسرعة، ثم تستمر بالنزول حتى تستقر في موقع الهبوط الرئيسي، وذلك مع استخدام مظلات كبيرة لتخفيف حدة الارتطام، إضافة إلى استخدام وسائد هوائية كبيرة.

استعادة الكبسولة

ومع اقتراب «دراغون» من الهبوط قبالة سواحل فلوريدا في مياه المحيط الأطلسي، توجد أطقم متخصصة من «ناسا» ومركز محمد بن راشد للفضاء، تتمثل مهمتها في استعادة الكبسولة ومن بداخلها سالمين، يتم رفعها على متن سفينة، ينتظر عليها أطباء، لفحص الحالة الصحية الأولية للرواد، قبل اصطحابهم على متن طائرة مروحية إلى المستشفى لبدء البرنامج الطبي التأهيلي، حيث تمثل عملية استعادة الكبسولة بشكل آمن وقتاً يحبس الأنفاس، خاصة أنه قد يستغرق على الأقل ساعتين لإنجاز هذه المرحلة.

المصدر: صحيفة الخليج

كلمات دلالية: فيديوهات سلطان النيادي محطة الفضاء الدولية على متن

إقرأ أيضاً:

لماذا ينبئ الإعصار بيريل بموسم عواصف مخيف؟.. السر في درجة حرارة المياه

قال خبراء إنَّ النمو الهائل لإعصار بيريل وتحوله إلى عاصفة مبكرة غير مسبوقة يظهر مدى سخونة المياه التي يغرق فيها المحيط الأطلسي والبحر الكاريبي وطبيعة الموسم القادم، بحسب ما  كشفت صحيفة «الجارديان» البريطانية؛ إذ أشارت إلى تحطيم العاصفة العديد من الأرقام القياسية حتى قبل أن تقترب رياحها القوية من مستوى الأعاصير من اليابسة.

سبب قوة الإعصار بيريل

وأكّد خمسة خبراء في الأعاصير لوكالة الأنباء العالمية «أسوشيتد برس» إن العاصفة القوية تظهر كالوحوش أثناء تشكلها في ذروة موسم الأعاصير وذلك بسبب ارتفاع درجات حرارة المياه أو ارتفاعها عن المعدل الطبيعي في المنطقة. 

وسجلت بيريل الرقم القياسي لأقدم عاصفة من الفئة الرابعة مع رياح بلغت سرعتها 130 ميلاً في الساعة (209 كم/ ساعة) على الأقل - وهي أول عاصفة من الفئة الرابعة على الإطلاق في يونيو، كما كانت العاصفة أيضًا أول عاصفة تشتد بسرعة مع سرعة رياح قفزت إلى 63 ميلاً في الساعة (102 كم/ ساعة) في 24 ساعة، وانتقلت من منخفض غير مسمى إلى الفئة الرابعة في 48 ساعة.

تحول الإعصار لفئة الدرجة الخامسة

وفي وقت متأخر من يوم الاثنين، تعززت قوة الإعصار إلى الفئة الخامسة، ليصبح أقدم إعصار بهذه القوة يتم رصده في حوض الأطلسي على الإطلاق، وثاني إعصار من الفئة الخامسة فقط في يوليو بعد إعصار إميلي في عام 2005، وفقًا للمركز الوطني للأعاصير، متجاوزا سرعة الرياح في العواصف من الفئة الخامسة 157 ميلاً في الساعة.

وقالت كريستين كوربوسيرو، عالمة الغلاف الجوي بجامعة ألباني، إن الإعصار بيريل يسير في مسار جنوبي غير عادي، خاصة بالنسبة لإعصار كبير.

وقد وصل الإعصار إلى جزيرة كارياكو يوم الاثنين مصحوبا برياح بلغت سرعتها 150 ميلا في الساعة، ومن المتوقع أن يضرب جزر جنوب شرق البحر الكاريبي، ووفقا لتوقعات يوم الاثنين، قد يظل الإعصار بالقرب من قوته الحالية ليوم آخر قبل أن يبدأ في الضعف بشكل كبير.

وتوقع خبراء الأرصاد الجوية منذ أشهر أن يكون هذا العام عاماً سيئاً، وهم الآن يقارنونه بعام 1933 الذي شهد أرقاماً قياسية من الكوارث، وعام 2005 الذي شهد أسوأ الكوارث. 

وتتراوح درجة حرارة المياه حول بيريل بين 2 فهرنهايت إلى 3.6 فهرنهايت (1 درجة مئوية إلى 2 درجة مئوية) فوق المعدل الطبيعي عند 84 فهرنهايت (29 درجة مئوية)، وتعمل المياه الدافئة كوقود للعواصف الرعدية والسحب التي تشكل الأعاصير.

وكلما ارتفعت درجة حرارة المياه وبالتالي الهواء في قاع العاصفة، زادت فرصة ارتفاعها في الغلاف الجوي وتكوين عواصف رعدية أعمق، كما قال كوربوسيرو من جامعة ألباني، مضيفا أنَّ درجات حرارة سطح البحر في المحيط الأطلسي والبحر الكاريبي أعلى من متوسط ​​درجة الحرارة في سبتمبر بالنظر إلى متوسط ​​الثلاثين عامًا الماضية. 

مقالات مشابهة

  • ‏دوي صفارات الإنذار في شمال إسرائيل لأكثر من نصف ساعة بعد رشقات صاروخية من جنوب لبنان
  • 24 ألف درهم لمشترٍ تعويضاً عن الأضرار المادية
  • لماذا يُعد يوليو/تموز أكثر الشهور حرارة كل عام؟
  • لماذا ينبئ الإعصار بيريل بموسم عواصف مخيف؟.. السر في درجة حرارة المياه
  • بحث جديد: معدل التأثير النيزكي المفاجئ على المريخ يمكن أن يكون بمثابة "ساعة كونية"
  • روسيا تحضّر مركبة Progress لإطلاقها إلى المحطة الفضائية
  • مركبة ناسا "الأطول عمرا" تلتقط صورة غير مسبوقة لأكبر بركان في النظام الشمسي
  • الهند تعلن موعد بناء المرحلة الأولى من محطتها الفضائية بمدار الأرض
  • المحطة الفضائية تعدل مدارها لاستقبال مركبة "سويوز" الروسية
  • اعتداءات على سوريين في قيصري التركية وتبعاتها تمتد إلى شمالي سوريا